أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - اغفر ذنوبك بعشرة دقائق















المزيد.....

اغفر ذنوبك بعشرة دقائق


يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 07:11
المحور: كتابات ساخرة
    


نمتاز نحن العراقيون عن غيرنا من شعوب الارض بان كل واحد منا يمتلك مهارة جسدية لايمتلكها اي من ابناء الشعوب الاخرى ، فالعراقي هو البشر الوحيد الذي في استطاعته ان يضرب نفسه جلاّق (اي شلوت).....وهو الوحيد الذي يستطيع ان يبصق على نفسه ...يعني ماغلط ذاك الرجال عندما قال ( تبا" للمستحيل)...فنحن تربينا منذ نعومة اظفارنا على جلد ذواتنا تكفيرا" عن ذنوب اخترعها لنا كبارنا والصقوها على جباهنا ونحن خانعون..... بل اننا اكتشفنا قانونا" علميا" يحسدنا عليه مكتشف قوانين الوراثة غريغور ميندل الا وهو توريث الذنوب مع الجينات البشرية.
نعم لقد ابتكر اولي الامر فينا وحدة قياس جديدة للكوارث والخطوب اسمها الذنوب....كلما حلت علينا مصيبة قالوا انه الذنب الفلاني.... وكلما رمتنا الاقدار بحاكم اهوج يسوقنا بالسياط اخفضنا رؤوسنا وقلنا لانفسنا (حيل بينا وزايد ) فهذا سببه الذنب العلاني ..
وبحسب هذا الموروث البعروري سنبقى نحن العراقيون مثلا" نعزو الكثير من المصائب التي تحل على رؤوسنا الى (حوبة الحسين) اي اننا ندفع ثمن الجريمة التي ارتكبها احد الخلفاء الامويين بحق الامام الحسين لمجرد ان جريمته في ذلك الوقت وقعت ضمن الحدود الدولية المعترف بها للعراق في الوقت الحاضر، ولأن بضعة الوف من سكان احدى المدن العراقية خانوا الامام الحسين وتخلوا عنه ، لذا اصبحت ذنوبهم حسب قانون نقل الملكية العراقي معلقة برقاب كل ابناء الرافدين بمختلف اطيافهم...اي حتى المسيحيين والصابئة والايزيديين الذين لم يكن لهم اي يد في واقعة كربلاء عليهم ان يدفعوا ثمن تلك الجريمة وهمة الممنونين ولسان حالهم يقول (بخيرهم ماخيروني، وبشرهم عمَّوا عليه) !!
وحسب قوانين الوراثة في بلاد مابين النهرين لازلنا نصر على ان مؤامرات من نسميها الصهيونية العالمية والمحافل الماسونية ستبقى متواترة ومتلاحقة على ابناء هذا البلد المنكود لان احد ملوك الدولة البابلية وهو نبوخذنصر قد سبى اليهود الى عاصمته بابل ، لذا اقسم اليهود بالعزير على الانتقام من احفاده البررة (اي حضراتنا) حتى لو كان 90% من ابناء الشعب العراقي لايعرفون من هو هذا النبوخذ... ولا اشك اننا لن نتردد لحظة في التبرؤ منه ومن افعاله ولعن سنسفيل اجداده لو كان في ذلك ما يجعل بني صهيون يكفون اذاهم عنا....
ونحن نهيم حبا بذنوب الاجداد سواء اكانت تخصنا او تخص الاخرين ممن لا ناقة لنا معهم ولاجمل ،فعندما اصدر بابا الفاتيكان في الستينيات مرسوما" دينيا" بتبرئة اليهود المعاصرين من دم المسيح ثار الرئيس العراقي آنذاك المرحوم عبدالسلام عارف وارسل برقية استنكار وتنديد الى البابا معتبرا" ان اليهود يجب ان يتوارثوا وزر و تبعات جريمتهم الى قيام الساعة ، ناسيا" اننا اصلا" لانعترف ان المسيح قد صُلب......
ماذكرني بهذا الكلام كله رسالة وصلتني كما وصلت الى العشرات مرسلة من احد متنطعة هذا الزمان يقول فيها بالحرف الواحد :
ان كل ماحل بنا من كوارث الاحتلال المريكي للعراق هو عقوبة الهية لنا لاننا تركنا ما امرنا به ديننا واهملنا حدود الله ، ولان الفاحشة قد انتشرت بيننا و اصبحنا نتعاطى المنكر والخمور وانتشر الفساد بين شبابنا,,, لذا فالحل بيدنا نحن , لنخصص عشر دقائق من اي يوم نستغفر الله من الساعة العاشرة الا عشر الى العاشرة مساءا ( اي عشر دقائق فقط )، نستغفر الله فيها ولاشئ الا الاستغفار ومن القلب وبيقين تام بالاستجابة ان شاء الله ...تخيل لو طبق هذا المشروع حوالي نص مليون عراقي وكلهم مرة واحدة تخيل وقعها عند الرؤف الرحيم الذي لا يخلف وعده
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، آية 33 الأنفال
انتهى النص
اذن هل عرفتم ياعراقيين كم انتم اشرار والعياذ بالله
تبين انكم الوحيدون في العالم الذين تعاطيتم الخمور والمنكر فحق عليكم العقاب ، ورغم ان العراق هو الدولة الوحيدة التي اغلقت الحانات ومحلات الشرب بقرار رئاسي فان رب العالمين يريد ان يحاسبكم على كل قطرة من العرق والويسكي سبق ان شربتموها قبل الثورة...لذا انزل بكم من كوارث ما يجعلكم تتقيأونها كلها بل وتتقيأون معها حتى حليب امهاتكم
وانتم الوحيدون في العالم الذين انتشرت فيكم الفاحشة بينما الناس في الدول التي تنعم بالامان والسلام مثل المانيا وهولندا وسويسرا وفرنسا وايطاليا لا يقترب فيها رجل من امرأة الا اذا كان ذلك على سنة اللة ورسوله ....لذا حل عليكم غضبه
وبسبب كل هذه الذنوب ارسل الله 300الف جندي امريكي مدجج بالسلاح الى العراق باعتبار ان رئاسة اركان الجيوش السماوية تقع في واشنطن
ولكن كل ذلك يجب ان لايدفعنا لليأس، فنفس التحفة الذي فسر لنا اسباب حظنا الاسود قد وجد لنا الحل :اذا اقنعنا نصف مليون منا ان يستغفروا بالنيابة عن العراقيين ذنوبهم وبشكل جماعي فسيرفع الله الغمة عنا
تكفي 10 دقائق من الاستغفار كي تنسحب الجيوش ويعود العراق معززا مكرما الى ابنائه
اقول لهذا العبقري الذي توصل الى هذا الحل
ان اكبر الذنوب التي ارتكبها العراقيون في تاريخهم حصلت بعد الاحتلال ، وليس قبله
عندما قبلنا بان تحكمنا قاذورات المحاصصة
وعندما ذهبنا الى صناديق الاقتراع وانتخبنا العملاء والسفاحين واللصوص الذين مزقوا احشاء هذا البلد وافترسوها
وعندما جعلنا من طوابير اللطم والزناجيل وشج الرؤوس والتطبير عربونا" لحريتنا المزعومة ورمزا" لتخلصنا من الدكتاتورية
عندما ذبحنا بعضنا بعضا" على الهوية
وعندما سمحنا لاولاد السفلة ان يتحكموا برقابنا وبمليارات الدولارات من اموال وحقوق ابنائنا ويبددوها دون ان نسألهم اين ذهبتم بها والبلد تزداد ظلاما وفقرا وجهلا يوما" بعد يوم
وعندما تركنا علماءنا الحقيقيين واطباءنا ومهندسينا واساتذتنا ومثقفينا يُقتلون و يُخطفون و يُشردون من البلد كي تخلو الساحة للجهلة وشذاذ الافاق من عصابات ساستنا الاراذل ومليشيات الكراهية الطائفية كفيلق غدر وكلاب القاعدة وحثالات مقتدى
وعندما سمحنا لبهائم طالبان وايران وضباع السلفية والوهابية ان ينصبوا انفسهم امراء في مدننا ويصدروا فتاواهم الشيطانية باسم الاسلام
فهل كل هذه الذنوب تكفيها عشرة دقائق من الاستغفار؟
عمي دسويها لخاطري ربع ساعة بلكت الله يشمل بالغفران ذنوب العراقيين الموجودين بالخارج ايضا" وبضمنهم جنابي
لكن مايشغلني هو : هل البصبصة على هيفاء وهبي مشمولة بالغفران ...حتى لو كنت لا استطيع التوبة عنها؟



#يونس_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد السعلوة للصحة النفسية
- اغاني ديمقراطية
- قصة حمودي
- عيد وحب هذي الليلة ....وليخسأ الكارهون
- اعجاز علمي Made in China
- العلاقة العلمية بين الثعبان الاقرع وجناح الذبابة
- صديقي ...والثعبان الاقرع
- العلاج بالرقية الشرعية ...والتراكسوت
- الصلاة الكهرومغناطيسية
- طب الاباعر (1)
- نصر من الله ..وضحك على الذقون
- العين بالعين ...والجن بالجن
- انواع الجن
- لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟؟؟
- تعلموا من السود.....يامصخمين
- قذافي ...ومصاحف...وحمامات
- اجلدونا اكثر...لنحبكم اكثر
- والله العظيم آني كافر!!!!!
- كيف تكسب يهوديا- !
- الديالكتيك ..... وهيفاء وهبي


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - اغفر ذنوبك بعشرة دقائق