أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنوير في اوربا جان جاك روسو (القسم الثاني والاخير )














المزيد.....

فلاسفة عصر التنوير في اوربا جان جاك روسو (القسم الثاني والاخير )


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 20:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان روسو يبدو للاخرين وكانه شخص غريب الاطوار وخارج عن الاطر والتقاليد الاجتماعية لذلك فقد اختلف مع الجميع بمن فيهم الفلاسفة . اما بالنسبة للاصوليين المسيحيين فقد شنوا عليه حمله شعواء وكفروه وادانوا افكاره واعتبروها خطرا كبيرا على الشباب وخروجا على العرف السائد لذلك فأن روسو الذي احدث القطيعة مع الافكار الشائعة في عصره دفع الثمن غاليا بان حاربه المحافظون وعزلوه وحاصروه . ولكن كل ذلك لم يمنعه من ان يصبح ضمير عصره ومنارته الفكرية .
عندما كان روسو يسير في شوارع باريس كان الشارع يحتشد بالفضوليين الذين يرغبون برؤية الرجل الذي شغل الناس والذي كان يمثل ظاهرة غير مسبوقة انبثقت لاول مرة في القرن الثامن عشر بداية عصر التنوير حيث حل المثقف العلماني محل المثقف التقليدي ورجل الكنيسة واصبح بمثابة القائد الجديد لعقول الناس وضمائرهم .
كتب روسو الكثير من الكتب في الادب والفلسفة والفكر السياسي ولكن اهم هذه الكتب هي :ـ

1ـ عدم المساواة بين الناس 1755 م

2ـ هيلويز الجديد 1761 م

3ـ العقد الاجتماعي 1762 م

4ـ اميل 1762م

5ـ الاعترافات 1772 م
لم يفكر روسو اطلاقا في اقامة مجتمع قائم على المساواة المطلقة ولكنه اراد ازالة الجو وتخفيف حدة التناقض بين البشر فهو يسعى الى تقليص الفجوة بين الناس الاكثر فقرا والاكثر غنى لان ذلك سوف يزيد من تماسك الشعب وبالتالي من تماسك الدولة حيث لا يجب ان يكون هناك ثراء فاحش ولا فقر مدقع ويجب ارساء كل ذلك على قوة التشريع .
في كتابه (هيلويز الجديد ) والذي هو مزيج من الرواية الرومانسية والفلسفة التربوية يوجه روسو سهام النقد الى المباديء الاخلاقية الزائفة والتي كانت سائدة في المجتمع حيث يصور العلاقات الانسانية بشفافية وشاعرية ويهاجم قسوة المجتمع وقسوة التقاليد الجامدة التي تقتل المشاعر وتشجع الزيف والمرءاة.
في روايته الطويلة (أميل) وهي رواية في التربية وعلم النفس حيث يقول فيها روسو ان الاطفال ينبغي تعليمهم باناة وتفاهم ويجب على المعلم ان يتجاوب مع رغبات الطفل واهتماماته ولا يجب باي حال اخضاع الطفل للعقاب الصارم كما يجب عدم اجباره على الدروس المملة . ويعتقد روسو ان الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم بل ان من يعيشون منهم على الفطرة يكونون رقيقي القلب وليست لديهم اي بواعث او قوى داخلية تدفعهم الى ايذاء الاخرين ذلك ان المجتمع هو الذي يفسد الافراد من خلال ابراز ما لديهم من ميل الى العدوانية والانانية .
اما كتاب (الاعترافات) فقد كان فتحا جديدا في ادب السيرة الذاتية . فلاول مرة منذ عهد القديس اوغسطين يتحدث كاتب عن نفسه بمثل هذه الجرأة والصراحة ويكشف خفايا نفسه ويتحدث عن مشاعره الداخلية بكل شفافية ويضرب للاخرين مثلا في النزاهة والصدق مع النفس ومع الاخرين من دون اي بهرج زائف او اقنعة . تحدث روسو في كتاب الاعترافات عن حياته الشخصية وعن ماضيه وعن معارفه بضمير مفتوح وكأنه يضرب المثل للاخرين في الشجاعة والاستقامة . وهو يقول في بداية الاعترافات انه يقوم بعمل لم يقم به احد من قبل ولن يقدر على فعله احد فيما بعد (انني ارغب برسم صورتي بكل صدق فأنا فقط اعرف مشاعري واسرار قلبي وانا لم انسى الصالح من افعالي ولم اضف من الخير مالم يكن موجودا بالفعل )
اما كتاب (العقد الاجتماعي)الذي يعد علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية فقد طرح روسو فيه افكاره فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين . فالعقد الاجتماعي هو الرغبة في وحدة الجسم الاجتماعي وتبعية المصالح الخاصة للارادة العامة . فالعقد الاجتماعي هو ليس عقدا بين افراد ولا عقدا بين الافراد والسلطة بل ان كل واحد يتحد مع الكل . فالعقد معقود مع المجموعة . وكل واحد يضع شخصه وكل قدراته تحت سلطة الارادة العامة . وسيادة الشعب هي خير ضمان للحقوق الفردية . والانسان يمتلك حريته بطاعته للقوانين . والشعب الحر يطيع ولكنه لا يطيع البشر بل يطيع القوانين . فالشعب الحر ليس له اسياد.
في العقد الاجتماعي يقترح روسو الدين المدني الذي يقول انه الوسيلة الفعالة في تحقيق الوحدة الاجتماعية . في عام 1778 ساءت حالة روسو الصحية وداهمته الوفاة بسبب مضاعفات مرض التهاب المرارة الذي كان يلازمه طوال حياته .

بعد الثورة الفرنسية قررت حكومة الثورة في عام 1794 نقل رفات روسو الى مقبرة العظماء في البانتيون حيث تم دفنها في احتفال مهيب .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا جان جاك روسو (القسم الاول)
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا ديكارت (القسم الثاني والاخير)
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا ديكارت (القسم الاول)
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا مونتيسكيو
- فلاسفة عصر التنويرفي اوربا – سبينوزا ( القسم الثاني )
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا سبينوزا ( القسم الاول)
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون( القسم الثاني )
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون (القسم الاول)
- في العراق حكومة ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة
- الدستور العراقي العاطل المعطل
- لا اخلاقية الصراع على المال والسلطة في العراق
- التفجيرات الأخيرة ودور المسؤولين اللامسؤولين!!
- النواب يحاسبون الوزراء والمسؤولين فمن يحاسب النواب ؟!
- محاولات قضم الاراضي العراقية من قبل الاحزاب الكردية ....
- مستلزمات عودة المالكي كرئيس وزراء في المرحلة القادمة
- لماذا لن تسلم سوريا المطلوبين العراقيين؟!
- من هو رئيس وزراء العراق القادم؟
- قراءة محايدة للخارطة السياسية العراقية الحالية وأثرها على ال ...
- عودة الفرع الى الأصل...الكويت وكركوك إنموذجا
- النظم السياسية العربية وتجديد الذات


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنوير في اوربا جان جاك روسو (القسم الثاني والاخير )