أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عزيز باكوش - قرصنة الابداع انتهاك لحقوق المؤلف















المزيد.....

قرصنة الابداع انتهاك لحقوق المؤلف


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 18:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


الصحفية حنان المنصوري تحاور الكاتب المغربي عزيز باكوش في موضوع القرصنة وانتهاك حقوق المؤلف الواقع والرهانات
تقديم وحوار : حنان المنصوري

** هل يوجد تعريف للقرصنة الفكرية ؟
لنقل بداية ، أنه مع ظهور الثورة الصناعية الأولى، تعددت الاختراعات و الابتكارات في مختلف نواحي الحياة الثقافية والاقتصادية عبر العالم ، هذه الحركية أسهمت بواقعية ملفتة في تحقيق التنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي والثقافي في العالم. وسجل آنذاك بوعي ملموس سعي حثيث من قبل البلدان المنجزة للثورة الصناعية لتفادي ضياع أي لحق صاحبه ،وتجنب القرصنة بكل أشكالها فكريا صناعيا و تجاريا، وكان لعزوف بعض المخترعين عن المشاركة في معرض فيينا للابتكارات عام 1873 خوفا على سرية ابتكاراتهم تداعيات بحثية عميقة ، عجلت بعقد عدة اجتماعات بباريس في سنة 1883 التي من بين نتائجها اتفاقية دولية عرفت ب"اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية بين الدول الموقعة عليها. و بعد ثلاث سنوات، أجمعت تلك الدول وقعت بمدينة برن عام 1886 اتفاقية عرفت باتفاقية برن لحماية الملكية الأدبية" .
** ما هو حق المؤلف و إلى كم يصنف؟
تنقسم حقوق المؤلف وفق ماجاء في ديباجة القانون المغربي المنظم إلى حقوق أدبية و مادية وهو يعتبرها " لصيقة بالشخصية لا يجوز التصرف فيها و لا يلحقها التقادم و أن لمؤلف المصنف بصرف النظر عن حقوقه المادية و حتى في حالة تخليه عنها، يمتلك الحق فيما يلي أن يطالب بانتساب مؤلفه له. أن يبقى اسمه مجهولا أو أن يستعمل اسما مستعارا. أن يعترض على كل تحريف أن بتر أو أي تغيير لمصنفه أو كل مس به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه أو سمعته.
أما الحقوق المادية وفق المصدر ذاته فيقصد بها حقوق الاستغلال التي تنعقد للمؤلف و تخوله سلطات في استغلال مصنفه بأي صورة يراها مناسبة و أن يشارك في عائد استغلاله باعتباره المؤلف الذي يرجع إليه الفضل في وجود هذا المصنف، و يخول للمؤلف الحق الاستئثاري في القيام بالأعمال التالية : إعادة نشر و استنساخ مؤلفه. ترجمة مصنفه. إعداد اقتباسات أو تعديلات أو تحويلات أخرى لمصنفه. القيام بتأجير مصنفه أو الترخيص بذلك. القيام أو الترخيص بالتوزيع على العموم عن طريق البيع أو التأجير أو الإعارة العمومية أو أي شكل آخر من تحويل الملكية أو الامتلاك لأجل مصنفه أو لنسخ منه لم يسبق أن كانت موضوع توزيع مرخص به من قبله. عرض أ و أداء مصنفه أمام الجمهور. استيراد نسخ من مصنفه. إذاعة مصنفه ، نقل المصنف إلى الجمهور بواسطة كابل أو أية وسيله أخرى". ولابد من الإشارة في هذا الصدد الى أن مختلف الإبداعات الفكرية و العلمية في العصور القديمة كانت تنشأ وتسكن في أذهان مبتكريها ، و لا تعرف من قبل الآخرين إلا عبر كتابتها على أيدي الناسخين الذين كانوا يبذلون جهودا كبيرة في عملية النسخ و الكتابة بالنظر إلى طريقة العمل التقليدية . لكن من المؤكد أنه لم يكن لهذه الإبداعات أي حق مادي" ومع التطور الحاصل، باتت الحقوق المتعلقة بكل أشكال المنتوج الفكري والأدبي تستدعي مكافأة صاحبها بمقابل مادي ، وبخصوص التصنيف يمكن الإشارة إلى أن هناك نوعين من حق المؤلف أي الملكية أو براءة الاختراع 1- حق الملكية الصناعية 2- حق الملكية الأدبية أو حقوق المؤلف . وتختص الملكية الصناعية بسن الحقوق التي تحمي المبتكرات الجديدة كالاختراعات و الرسوم و النماذج الصناعية أو لوجويات مميزة تستخدم إما في تمييز المنشآت التجارية (الاسم التجاري) . أما الملكية الأدبية فقد اهتمت بترسيم الحقوق التي تحمي المواد المكتوبة كالكتب و المواد الفنية كالمسرحيات و الموسيقى و المواد السمعية البصرية كالأشرطة السينمائية و الغنائية و الفنون التطبيقية كالرسم و النحت و الصور التوضيحية و الخرائط و البرمجيات الحاسوبية و قواعد البيانات بموجب تعديلات متتالية على الاتفاقية" . و تعتبر حقوق فناني الأداء المتعلقة بأدائهم وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم حقوقا مجاورة لحقوق التأليف وفق التشريع الدولي الأخير .
** كيف تقيمون واقع القرصنة بالمغرب؟
أعتقد أن في غياب إحصائيات رسمية يمكن الاستئناس بها لا يمكن تقديم معلومات في هذا الصدد ، ويبدو أن القرصنة المراد لها في المرحلة الحالية هي قرصنة الأشرطة والأقراص ، ولعل القارئ سمع وقرأ الكثير حول الحملات الموسمية التي تقوم بها السلطات المغربية بين الفينة والأخرى ، كما عاين عشرات الآلاف من الأقراص المضغوطة المقرصنة تم تهشيمها تحت عجلات جرافات إثر صدور أحكام في حق المشبوهين في شأنها ، هنا تحديدا ، نعتقد أن المغرب ما يزال متخلفا ، رغم وجود المكتب المغربي لحقوق المؤلفين وهو جهاز وضعته الدولة لتدبير و رعاية حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في المغرب، عهد إليه المشرع بموجب الفصل 60 من القانون رقم 2.00 المؤرخ في 15 فبراير 2000 المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، كما تم تغييره و تتميمه بموجب القانون رقم 34.05 المؤرخ في 14 فبراير 2006 . أما فيما يتعلق بالمستوى الفكري فتحضرني حادثة تعرض لها الباحث والأكاديمي المغربي أستاذ القانون إدريس لكريني فنظرا لاشتغاله على موضوع مرتبط ب"الإرهاب"؛ وبينما كان يبحث عبر بعض محركات البحث عن معطيات في هذا الصدد؛ فإذا به يجد بالصدفة دراسة أثاره عنوانها:" رؤية حول الإرهاب الداخلي والإرهاب الدولي، لصاحبها "د.محمد الجبر" أستاذ الفلسفة بجامعة دمشق بسوريا، وهي منشورة في الموقع الإلكتروني لمجلة" المناضل" التي يصدرها حزب البعث السوري؛ في عددها 349 بتاريخ شباط 2007، فبعد أن قراها فوجئ إلى حد الصدمة حيث وجد نفسه يقرأ إحدى دراساته المعنونة ب: "الديمقراطية الأمريكية لمكافحة الإرهاب" التي نشرها منذ أكثر من سنة في مجلة شؤون عربية(الأمانة العامة لجامعة الدول العربية) في عددها 125 ربيع 2006؛ الصفحة 166 وما بعدها ؛ وذلك دون الإشارة إلى هذا المصدر. الملفت هنا أن صاحب السرقة هو "أستاذ جامعي" يحمل شهادة الدكتوراه، وله مجموعة من المؤلفات؛ وأن المجلة التي نشر فيها هذا العمل تصدر عن حزب عربي معروف. كما أن الإجراءات والمساطر الأولية التي قام بها الأستاذ عند اكتشافه للسرقة الفكرية كانت ذاتية صرفة من مكاتبة الموقع ومراسلة الجهات الحقوقية إلى حين نزع اعتراف السارق وتقديمه اعتذارا علنيا قبل طرده من الجريدة ومنعه من النشر بها .واستطيع التأكيد أن إعلامنا المكتوب والمرئي ظل خلال هذه الواقعة خارج دائرة القرار على مستوى التعريف بحيثيات وظروف وملابسات حوادث السرقة الفكرية هاته، وكذالك الإجراءات التي تمكن المبدع من حماية إبداعه و الدفاع عن ملكيته الفكرية حتى يستفيد الباحثون والمؤلفون من تجربته هاته في حماية ممتلكاتهم الفكرية والأدبية.
** ما هي أبرز تأثيرات القرصنة على حقوق التأليف؟
الأعمال المقرصنة تضرب مصالح المبدعين ودور النشر والمؤسسات الإنتاجية في مقتل وعلى حد سواء ويعرضها لخسائر بالملايين، الأمر الذي يؤثر سلباً على إيقاع العطاء الفكري لهؤلاء ويفرغه من حمولته الابداعية . طبعا هناك سماسرة ومستفيدون من وراء القرصنة، هؤلاء يجب ملاحقتهم ومحاكمتهم وفق نظام واضح وقوانين لا تقبل الجدل. فهؤلاء بتمييعهم للمجال يسيئون إلى سمعة المغرب كبلد يحظى بالأفضلية في الخارج، فضلاً عن كون القرصنة تسيء إلى اقتصاد الدولةوتكبد المؤسسات والشركات المنتجةوالممولة خسائر مادية جسيمة،ومن شبه المؤكد أن المبدعين والمؤلفين جزء حيوي من المجتمع ويجب على الدولة حماية إنتاجهم . فالتأليف صناعة ، والقرصنة الفكرية والفنية تجهز على هذه الصناعة وتطعنها في الصميم . إذ كيف يمكن للبلد أن يسعى إلى خلق مناخ استثماري ملائم في وقت لا يستطيع ضمان حقوق مواطنيه . ذلك أن رؤوس الأموال جبانة كما يقال،" ولن يغامر رجال الأعمال في الاستثمار في بلد إلا إذا تأكدوا وضمنواأن استثماراتهم ستحمى بموجب مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية. والحديث هنا يشمل أيضاً المؤسسات التي تعنى بالإنتاج الثقافي والإعلامي."

إن محاربة القرصنة أمر يتطلب تنسيقا محكما بين الحكومة ودوائرها الأمنية والتجارية والإعلامية. ذلك أن القرصنة يمكن ان تكون محلية، وأن تتقمص صفة الدولية ، فالامر يقتضي حرصا شديدا من قبل السلطات الامنية والمكلفة بحماية التراب الوطني
**كم تبلغ قيمة الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها المغرب بسببها؟
بكل اسف ، ليس لدينا بيانات وأرقام بهذا الخصوص، لكن بإمكاننا التأكيد على أن الأمر يتعلق بخسائر بملايير السنتيمات . خاصة والأمر يتعلق بالقرصنة بشقيها الأدبي والفني ، ذلك أن مكافحة القرصنة الفكرية شانها شأن محاربة كل التواطئات أمر في غاية الحساسية من أجل ضمان حقوق المؤلفين والمبدعين على نحو عام . في تقديرنا لا يمكن تخيل دينامية الثقافية وسيولة في الإنتاج الفكري في ظل غياب حق واضح ومضمون للمبدعين في كل مجال ، حق يحميهم من التزوير الذي قد يطال أعمالهم سواء اقتباسا نسخها ورواجا في السوق خارج القانون .
**صادق المغرب على مجموعة من الاتفاقيات لحماية المؤلف إلا أن نسبة القرصنة بالمغرب تعد الأعلى في إفريقيا و الشرق الأوسط ما هو رأيكم؟
المصادقة على عدد من الاتفاقيات الدولية تكون في غالب الأحيان غير ملزمة، كما إن الانخراط الدولي لا يلزم بدوره كافة الأطراف كشرط للتفاعل مع قضاياه وهناك أمثلة كثيرة في هذا الشأن.
**ما هي أبرز الجهود المبذولة لمكافحتها؟
كما تعلمون يتوفر المغرب على مكتب لحقوق المؤلف بمهام وصلاحيات واسعة من أجل تنفيذ سياسة الدولة في مجال الملكية الفكرية. وتمثيل المغرب في المحافل الدولية ذات الصلة عبر- إبرام عقود و اتفاقيات مع هيآت دولية مماثلة بقصد حماية و ضمان حقوق المؤلفين المغاربة في الخارجية فضلاعن تدبير شؤون مصالح مختلف الهيآت الأجنبية للمؤلفين داخل تراب المملكة في نطاق الاتفاقيات أو الاوفاق المبرمة معها. لكن التقصير يبدو واضحا فيما يتعلق
بتنظيم حملات التحسيس و التوعية و النهوض بالملكية الأدبية و الفنية على الصعيد الوطني.
- استلام و تسجيل جميع التصريحات التي من شأنها التعريف بالمصنفات و ذوي حقوق. المؤلف و الحقوق المجاورة في الشبكات الرقمية..

**هل هناك بالفعل جمعيات تعمل على محاربة القرصنة و إن وجدت كيف تقيمون الأعمال التي تقوم بها في مجال محاربة القرصنة؟
يحتفل الكثير من دول و شعوب العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف يوم 26 أبريل من كل سنة ، لا جدل في أن لا أثر لذلك فيما يتعلق بساحتنا الثقافية هناك غياب مطلق فيما يتعلق باستيعاب ثقافة القرصنة والجهود المبذولة عالميا من أجل تفعيلها ومحاربتها ، لكن فينا من يعتبر الأمر ذكاء يجب تخصيبه . باستثناء ما نقرأه أو نشاهده بين الفينة و الأخرى عبر وسائل الإعلام الوطنية من مداهمة محلات وحجز أجهزة وآليات يستعملها مشبوهون في صناعة القرصنة وتسويق نتاجها السيليكوني لا وجود لتدابير ملموسة وجدية بهذا الخصوص. فحماية المستهلك ما تزال تقتصر على ارتفاع الأسعار ولا تتعداها إلا حين تتحدث عن بعض الحرص على صحة المواطن عبر تقديم وصلات شعبوية تزعم وعظ المستهلك ونصحه بينما هي في الغالب اشهارية أكثر منها تحسيسية .
**هل هذه الظاهرة تدفع بمجموعة من الكتاب إلى رفض الكتابة و التأليف؟
لا .. الأمر ليس على هذا النحو.. القرصنة في مجال المصنفات الفكرية لا تختلف من حيث تفعيل بنودها فيما يتعلق بأشكال أخرى ، هناك قضايا مثارة أمام القضاء ولا اعتقد ان كاتبا او مبدعا مغربيا توقف عن الابداع ارتباطا بالظاهرة.
**هل بالفعل القراصنة عباقرة و متخصصون في التقليد أم أنهم لصوص و محتالون على الإبداع و الفن؟
يجب التأكيد بداية على تحديد عن أي نوع من القراصنة نتحدث؟ هل نتحدث عن قراصنة السيديات الذين تسعفهم معلوماتهم البسيطة في النسخ والحفر من قرص مضغوط إلى آخر ويقتاتون ، أم عن القراصنة القراصنة الكبار، الامر هنا غاية في الأهمية . في ما يتعلق القراصنة "الهاكرز" فهما حسب مصدر معلوماتي نوعان " بلاك هات " أو " القبعات السود " وهي فئة من القراصنة تخترق المواقع وتدمرها من اجل المتعة أو لأهداف أخرى غير معلنة ، و" الأيت هات" القبعات البيض وهي فئة في أغلبيتهم يشتغلون لفائدة شركات تنتج وتطور أنظمة الحماية المعلوماتية ، إذ مع طرح نظام حمائي جديد يطلب من هذه الفئة اختراقه على سبيل التجريب من اجل الكشف عن عيوبه . هؤلاء حسب علمي يجتمعون سنويا في إطار مسابقات تحفيزية غالبا يتوج الفائزون بهدايا مادية . إنها فئة من الناشطين الرقميين يتم استغلالها في إطار فوضى خلاقة من اجل تطوير أساليب الحماية وقواعد البيانات والمعطيات . وغالبا ما تقود مغامرات احدهم إلى السجن ومنه إلى الشركات الكبرى اللصوصية في الأنظمة المعلوماتية تتحول إلى مهنة ، لكن براتب كبير .
**هل يمكن تصنيف القرصنة ضمن الجرائم الالكترونية؟
هي جريمة بكل المقاييس.
**تصنف القرصنة في خانة السرقات الأدبية والفكرية و الانتحال و التزييف و البعض ينعتها بأبشع صور الاعتداء على حقوق التأليف فهل تشاطرونهم الرأي؟

بكل تأكيد ، لكن يتعين على المدعين إثبات ادعاءاتهم بالحجة والدليل .
**بالنسبة للعقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي المتعلقة بالقرصنة هل في نظركم تتناسب و حجم الخسائر التي تسببها؟
الإجراءات القانونية الرادعة والزجرية في ظل الوضع الجديد تتسم بالنجاعة والفاعلية رغم عدم مواكبتها للمستجدات الدولية في علاقة بالتطور المتسارع على كافة الاصعدة . أن - الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للمؤلفين أمام المحاكم لصيانة حقوقهم المعنوية و المادية. تأهيل الأعوان المنتدبين من لدن الوزير الوصي بأداء اليمين و تحرير المحاضر لمعاينة المخالفات للقانون - القيام بحجز المسجلات الصوتية و السمعية البصرية و كل وسائل التسجيل المستعملة و كذا كل المعدات التي استعملت في الاستنساخ الغير القانوني- التنسيق مع إدارة الجمارك و الضرائب غير المباشرة قصد وقف التداول الحر لسلع مشكوك في مشروعيتها. التنسيق مع مقدمي الخدمات عبر شبكة الانترنيت لتحديد هوية مرتكب خرق مزعوم لحقوق المؤلف أوالحقوق المجاورة و تحديد المسؤولية لمقدمي الخدمات أقصى ما يمكن إن يقدمه المشرع المغربي الآن.
**ما هي في نظركم أهم الإجراءات أو الحلول التي يجب القيام بها للحد من الظاهرة؟
أعتقد أن الإجراءات في علاقة بالموضوع نوعان ، قانونية بالدرجة الأولى ثم أخلاقية بعد ذلك . ونعتقد أن مواكبة التشريعات الدولية والالتزام بتفعيلها شرط ضروري لخلق واقع يتسم بالموضوعية والمصداقية في هذا الخصوص، يأتي الجانب الأخلاقي بمعنى أن يسارع المبدع وصاحب الابتكار إلى حماية منتوجه بطرق قانونية لدى الجهات المختصة ثم العمل بجدية على فضح هذا السلوك بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك القضاء متى تعرض عمله للقرصنة .

**هل المغرب قادر على ربح معركته ضد القرصنة؟
المسالة تتحدد عبر نجاعة القوانين وملاءمتها من جهة وتفعيلها على ارض الواقع بالصرامة اللازمة من ناحية ثانية .

**بالنسبة للحملات التي تقوم بها السلطات ضد هؤلاء المحتالين على الإبداع و الفن في الأسواق و أمام المساجد و في كل مكان هل في نظركم أعطت نتائجها على أرض الواقع أم أن الظاهرة اتسعت بشكل يصعب معه حصرها؟
الحملة تظل دائما محكومة بالظرفية، وهذا مصدر إفلاسها ، ودليلنا في ذلك محاربة زراعة القنب الهندي أو المخدرات عموما، أو حملات السلامة الطرقية التي تسجل أرقامها ارتفاعا ملحوظا حتى ومداد الحملة لم يجف بعد ، كما أن كميات المخدرات بأنواعها و التي تصادر كل يوم على أبواب المطارات والموانئ اكبر بكثير مما يتم إحراقه زمن الحملات .
**بالنسبة للفنانين الذين يجدون أفلاما لهم و أغاني في أقراص مدمجة تباع بمبلغ 3دراهم أو5دراهم،هل هذا يؤثر عليهم ماديا و نفسيا و هل هم قادرون على مواصلة مشوارهم الفني رغم توسع هذه الظاهرة؟
المسالة هنا تحديدا تحتاج إلى دراسة وتأمل عميقين ، فهناك من التراث الشعبي ما يتم تداوله على كل لسان وفي قوالب غنائية لجغرافيات إثنية متباينة ، حتى انه يصعب تحديد مصدره ونشأته بله نسبته إلى منطقة أو شخص معين . هناك أغنية شعبية تؤدى في مختلف مناطق المغرب بنفس الكلمات وبالحان جهوية، فمن جهة لا يستطيع أحد إدعاء ملكيتها ، ومن جهة أخرى هي على كل لسان وبلا لسان. بالنسبة للفنانين " وهم درجات" في الشعبية بمعناها الشعبي الذين يجدون أفلاما وأغاني في أقراص مضغوطة في أسواق شعبية لا يتجاوز ثمنها 3الى 5درهم للقرص، فالمسالة في تقديري سيف ذو حدين .إذ بقدر ما تلعب دور الشهرة التي يحتاج إليها الفنان المقصود حيث يصل صوته إلى أقصى المناطق، بقدر ما تنعش جيوب فئات شبابية ذات نشاط اقتصادي موسمي .لكن الخاسر الأكبر في نهاية المطاف هو الإبداع الحقيقي .
**هل التطور التكنولوجي و تقنية" اليوتوب" ساعدت على انتشار هذه الظاهرة أكثر؟
بالتأكيد ، فالفئة المعنية هي المسؤولة عن إدراج وتنزيل الأشرطة والكليبات في اليوتوب أوغيره ، فهي من يحملها وتجعلها صالحة للعرض على الشبكات والمواقع ومتاحة للجميع .

**كلمة أخيرة و إلى من توجهونها؟
إلى الفاعلين المغاربة في حقل الإبداع الفكري الفني والتقني على المبدع الكاتب المخترع أن لا يتوانى لحظة في نشر إبداعه في منابر محترمة لها وزن فكري راجح وان يعمل جهد المستطاع على تحصينه عبر تسجيله لدى الدوائر المتخصصة ، هذا من ناحية، كما يتعين عليه فضح ذوي الضمائر غير الحية في كل المنابر وبكل الوسائل المتاحة ، وعدم التسامح معهم حتى لا يكرروا نفس السلوك المشين .

حنان المنصوري صحفية بجريدة الحركة المغربية



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب الكولا والسوميلا أو جيل 24 /20 ساعة تحت الأرض
- آسيا تكفل العرب والمسلمين غذاءهم المادي والروحي وهم نيام
- سبع مؤشرات لإفلاس المدرسة المغربية
- الجهوية المتقدمة الرهانات والاستراتيجيات والآفاق
- الفن التشكيلي الفاسي المعاصر في إطلالة على نظيره الإسباني من ...
- كميات لقاح أنفلونزا الخنازير بالملايين أمام مصير التلف
- الكلية المتعددة التخصصات بتازة بين خيار الكوليرا أم الطاعون.
- فنانون مغاربة وعرب في مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية
- أريد أن أرى ابنتي ليلى
- أولاد لبلاد جاهز للعرض
- أطباء اقسموا لكن؟؟
- السفير الامريكي بصفرو في إطار مواكبة تنفيذ برنامج - أكسيس-
- ابتسم إنك في فاس؟؟؟
- الاسرار العميقة وراء عودة القاضي الى الداخلية
- حين تتمخض - الطنجرة والمقلاة - فتلد فنا فلسفة و حياة
- أنشطة اجتماعية وتربوية بنيابة التعليم مولاي يعقوب - فاس
- كل عام ومرضانابخير
- محمد بودويك في - خيط أريان - كي لا يضل الشعر طريقه
- لا للقرصنة نعم لأخلاقيات المهنة
- في الذكرى الاولى لاجتياح غزة الحصار ليس قدرنا


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عزيز باكوش - قرصنة الابداع انتهاك لحقوق المؤلف