,جولة في مجاهل العقل العربي: باي حق يحاكم الرئيس صدام حسين؟؟؟؟

علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الامة العربية في هذة الايام، مطعونة بكرامتها، لقد طعن القلب العربي الطعنة الاخيرة، وتمزقت مشاعر الملايين التي مابرحت الامال تراودها بعودة مظفرة لصدام ....
الرئيس صدام حسين باني امبراطوريةالتفوق العربي، والرادع الكيمياوي الذي كاد يطيح باسرائيل
والذى اراد ان يوزع اموال الكويت على فقراء العرب يقف في قفص اتهام مكبل بالحديد!! باي حق؟؟؟؟

رفع صدام حسين فلسطين شعارا منذ البدا، ثم اسس جيش القدس الذي اعتبره وسيلة لتحريرها، وكان قبلها بسنين قد وضع تحرير القدس، اثناء الحرب مع ايران هدفا له، باي حق؟؟؟؟ يقف في قفص اتهام مكبل بالحديد!!

الرئيس صدام حسين الذي انتخبتة الجماهير بنسبة 99% باي حق يقف في قفص اتهام مكبل بالحديد؟؟؟؟
ثم ان:
حكامنا كلهم دكتاتوريون، ليس هناك فرق فلماذا يحاكم صدام بالذات؟

لوقلت اننا بلغناالان ذروة انحطاط العقل العربي، ربما ندمت بعد ايام على حكمي هذا اذ لايعرف احد حدود الذروةالسفلى في مستوى تفكيرنا نحن العرب!!

لم يحكم حزب سياسي في الوطن العربي فترة جاوزت فترة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، ولم يتبنى حزب اخر هذا الكم من الشعارات القومية الثورية ولم تتوفر لاي من الاحزاب في المنطقة امكانات مادية وبشرية، كالتي توفرت لهذا الحزب الذي لخص اهداف وجودة باعادة توحيد امة العرب، وتخليصها من التجزئة القطرية، واطلاق حرية الانسان وبناء الاشتراكية.
حكم حزب البعث بقيادة مطلقة من قبل صدام حسين بلدا هائل الثروات يعج بالكفاءات العلمية والفكرية، ويستند الى ارث حضاري يمتد لآلاف السنين...وبعد اربعين سنة رجع العراق قرونا الى الوراء ، وانتهى به المسار لان يصبح بلدا ممزقا، ضعيفا، فقيرا، محتلا من امريكا وبريطانيا، لا توحد العرب ولا اصبحوا احرارا ولاعرفوا طعما للا شتراكيةا
فماهي الاسباب التي ادت الى هذه النتائج ولماذا تظل هذة الاسباب عسيرة على فهم العقل العربي!

هذا العقل العربي،"مايسمى بالعقل المثقف بالاخص"، يصنع يوميا العجب العجاب،يتوغل يوميا عدوا الى مجاهل التاريخ المظلمة، يبرهن يوميا على انتماءه وولاءه المطلقين لداحس والغبراء حيث الدم النازف بسبب اهانة لحقت بجواد سيد القبيلة، وحرب البسوس حيث شرعية هلاك البشر لمدة اربعين سنة مادامت ناقةالشيخ قد نحرت، العقل العربي يقف بقدسية لاتجد لها مثيلا في الدنيا كلها على تخوم عصر البداوة حيث الفرد مندمجا بقبيلتة وبشيخ قبيلتة!
ولكي يقطع العقل العربي الطريق على عاهة يخافها اسمها "التفكير"، ينزلق بخفة اللصوص الى مستنقع الحلول الجاهزة المريحة، ويصر على ان يبقي نفسه نائما،كسولا ميالا لاختيار اسهل التحليلات:هذة مؤامرة ضد العرب والاسلام!!.
عسير ايها الاصدقاء، ان تجد من القيادات العربية من يفهم العراق فهما مجردا من الانفعالات البدوية المتخلفة، ولكن مع مرور الايام تتكشف صعوبة ان تجد بين الجماهير العربيةايضا من يفهم الحالة العراقية. الامر سيان، ان تحدثت لاحزاب اليسار ام اليمين، للعلمانيين ام الدينيين، للقوميين ام الكوسموبوليتيين، الكل عاجز عن النظر للعراق خارج اطاراللوحة المرسومة لة سلفا: المعتصم الذي ستستفز رجولتة يوما ما، صرخة الانوثة: وامعتصماه!!
المعتصم الذي يتوجب علية ان يقارع الخصم التاريخي( وجد ام لم يوجد) بسيف وان كان من خشب
وفي واقع الحال فان الحالة العراقية قابلة للفهم فقط حين ينزع الناظر لها عن عينية عدسات الايديولوجيا(دينية كانت قومية ام فكرية) تلك العدسات التي يجعلها تصغر وتكبر المرئيات، كيفما يشاء
فمتى يجرؤ العقل العربي على اعلان منطقيتة؟ واحترامة للحقيقة؟؟

مسؤلية حزب البعث و صدام في الخراب

اذا كانت الاحزاب تبنى في العادة على اساس الولاء الطوعي للانسان، المستند الى قناعته بان هذا الحزب يحقق له مصالح معينة ، فان،حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بقيادة صدام حسين، سيدخل التاريخ بوصفة اول حزب في العالم، يجبر الناس بالقوة على الانتماء الية
.واذا ما فظل آلاف العراقيين الموت على الانتماء لهذا الحزب فان ذلك ليس فقط بسبب من ان الانتماء يعني حتما السقوط في شراك المافيا السرية التي ترفع شعار صدام حسين: نفذ ثم ناقش, بل نفورا من السمعة الرديئة المعفرة برائحة الموت التي ارتبطت بهذا الحزب وشلالات الدم واغتصاب كرامة الانسان التي افتتح بها حياتة العملية ابتداءا باغتيال الثورة الشعبية الاولى وعلمها عبد الكربم قاسم، وانشاء جمهورية الرعب الاولى في شباط 1963.... هذة الجمهورية المتوحشةالتي عاشت ستة اشهر فقط بملامح فاشية ميزتها بدقة حتى يكاد المرء لايتذكر من شهور عمرها الستة الا منظر النائحات والتوابيت!

ما لايريدالعقل العربي ان يعلمة:هو ان حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بقيادة صدام حسين سيدخل التاريخ بوصفة اول حزب في العالم يسن قانونا يعاقب باعدام كل من يترك حزب البعث وينتمي الى حزب اخر، و اول فائد حزب في العالم يسن قانونا يعاقب بالاعدام للعسكري المنتمي الى حزب اخر غير حزب البعث! واول فائد حزب حاكم في الدنيا يستخدم السلاح الكيميائي غير المستخدم من قبل، ضد مواطنيه المدنيين غير المسلحين وكل هذة القوانين نادرة الوجود في العالم المعاصر، كتبت من قبل صدام حسين شخصيا باعترافة الشخصي المثير للخجل حين اعترض على قاضي التحقيق قائلا: هل ستحاكمني بالقانون الذي كتبتة انا؟؟؟

ما لايريدالعقل العربي ان يعلمة: ان صدام حسين جعل من حزب البعث( بموافقة وتحمس من البعثيين)، الحزب الوحيد الذي يحل فيه تالية الفرد، محل علاقات الرفقة بين زعيم الحزب واعضاءه، فتحل كلمه سيدي التي يجبر البعثيون على استخدامها عند التحدث لصدام حسين محل كلمة رفيق ويحل فيه تقبيل الايدي والاكتاف محل التحية الثورية الاعتيادية!
لنقارن بين صدام وستالين على سبيل الدعابة لااكثر:
اثناء الحرب العالمية الثانية وقع ابن جو زيف ستالين في اسر الالمان فعرضوا على الاب ان يطلق سراح مجموعه من الضباط الالمان الاسرى لدية مقابل اطلاق سراح ابنه الاسير الذي قد يواجه عقوبة الاعدام ،كرجل مبدا ، رفض ستالين العرض رفضا حاسما
صدام حسين لم يكن ليفعل ذلك مطلقا، قبل كل شئ بسبب عدم وقوع احد ابنيه في اسر الايرانيين او الاميركيين لانه لم يرسل اي منهما للحرب اصلا لكن’ الافظع من كل ذلك انة وفي عملية خداع وتزوير قل نظيرها ارسل شبيه ولده الاكبر عدي مرارا الى اخطر مواقع القتال مع ايران لتصوره محطات التلفزيون على انة ابن الرئيس الذي يشارك شعبة الاخطار ويساهم مثل اي عراقي في المعارك!!! ( انظر كتاب كنت ابنا لصدام حسين)
وربما لا يعلم اكثر العرب (والكثيرلا يريد ان يعلم)، ان صدام حسين سيدخل التاريخ بوصفة الزعيم الوحيد الذي يسرق المليارات علنا من موارد الدولة ( منذ 1968 يقتطع صدام 5 % من واردات النفط لحسابه الخاص بعلم الجميع من البعثيين) والذي يستخدم اربعين قصرا فخما لشخصه وعائلته!

صدام ودولة القانون
بجدارة كان حزب صدام اول حزب حاكم في العالم يستخف بالاصول الاساسية للقوانين ويلغي دور القضاة بتحويل صلاحية اصدار احكام الاعدام للجنود العاديين و البعثيين كما حصل للالاف اثناء حروب صدام المتوالية.. او تحويل صلاحية اصدار احكام الاعدام للعشيرة كما حصل مع حسين كامل وصدام كامل صهري صدام. الا يهين هذا الاجراء اي محام لدية ذرة من الكرامة؟

هكذا عاش صدام وحكم، فبمواجهة كل تصرف من المواطن مهما كان بسيطا ويوميا، تقف عقوبة اعدام جاهزة مطاطة ، مرنة، قابلة للتطبيق على كل تصرف مادام هذا التصرف لا يعجب صدام ولا يهدف الى تمجيده
حزب البعث هو اول تنظيم في الارض يعاقب المرء بالاعدام بجريرة أخيه او ابية او قريبة!
واول تنظيم يصفي كوادره بأساليب الاغتيال المنظم طيلة اربعة عقود ( انظر كتب البعثي السابق علي كريم سعيد والبعثي السابق حسن العلوي)

وحزب البعث اول حزب في العالم يحول سفارات البلد في الخارج الى مؤسسات مسلحة تجسسية، تضع في اولى مهامها ملاحقة وارهاب واختطاف المواطنين، وابتزازهم بسحب ومصادرة جوازات سفرهم

طيلة فترة حكمة التي فاربت الاربعة عقود برهن حزب البعث بقيادة صدام على هويتة كنسخة عربية من الفاشية والنازية مطعمة بعناصر من التخلف وقيم القبائل العربية الجاهلية، ليس ذلك بالسر فصدام لايخفي تأثره بكتاب كفاحي لادولف هتلر و لفد كان الجنرال الاسباني الفاشي فرانكو اول من استقبلة صدام من زعماء العالم وكان ذلك في عام 1973 حين كان صدام نائبا للرئيس وقلده وسام الرافدين من الدرجة الاولى
و لم يفوت صدام عمليا. فرصة واحدة، تنطوي على احتمال كارثة الا واستغلها واصر على المضي بها حنى النهاية رغم النهاية المفجعة المنتظرة التي لم تكن لتخفى حتى على عقول الاطفال

في كل معارك صدام القومية الكبرى من" القادسية" الى" ام المعارك" انتهاءا بمعركة ام " الحواسم" كانت الكلمات والشعارات التي تستغل الجهل والانسحاق العربي المريع، تشكل سلاحه الجوي الذي يحلق بة عاليا فيما كانت اجساد العراقيين خطوط دفاعة الاولى والاخيرة، التي يجب ان تصمد الى مالانهاية دفاعا عنة وعن عصابتة الحاكمة مهما كانت التضحيات.

القاعدة في كل الدنيا ان تخدم الاحزاب الشعب وتحاول ببرامجها ان تخطط لما يوصلة الى حياة افضل الا حزب البعث وقائدة صدام حسين فقد كان يجبر الشعب كلة على ان يخدمة لكي يصل قادتة الى الحياة الافضل والارقى! و لم يخجل صدام حتى حين كان العراقيون ياكلون الخبز ممزوجا بنشارة الخشب، من بناء اضخم قصورة التي تعدت الاربعين!!!
باختصار، كل احزاب الدنيا وقادتها تاتي لتعمر على طريقتها الخاصة الا البعث وصدام فقد كانا حزبا وقائدا للعبث المطلق والتخريب على كل المستويات لذلك تخلى عنهما الجميع مفضلين مرارة الاحتلال ومخاطرين بمستقبل بلادهم. فكيف يعبر المرء بزورق الاجرام الى شواطئ الفضيلة؟؟ كيف يؤمل من شخص عاش على الازمات وكتب تاريخه بدماء الضحايا ان يحرر القدس ويكتب التاريخ العربي السعيد؟؟؟



ليحاكم لكي يجيب على اسئلة من قبيل:
اية منفعة استراتيجية جناها العرب من غزو صدام لايران التي وقفت في حينها مع فلسطين بكل قوتها؟؟ ومن يتحمل مسؤلية دماء مليون قتيل في تلك الحرب , ومن يتحمل مسؤلية قتل الدينار العراقي الذي استلمة صدام مساويا لاكثر من ثلاث دولارات عام 1979 وامسى الدولار الان مساويا لاكثر من الفي دينار، اين ذهب 180 الف عراقي بعد حملات الانفال البربرية؟والنساء الشابات والاطفال الذين تم بيعهم لملاهي مصرية ولاغنياء من الخليج... من المسؤل عن ذلك؟ و ربع مليون عراقي اصيل امر صدام عام 1980 بترحيلهم وسجن الشباب منهم.. الى الان لايعلم احد اين ذهب هؤلاء... من المسؤل عن ذلك؟. صدام كتب بيدة اغرب قانون في التاريخ يبيح القتل على الشبهه. صدام غزا الكويت فقط نتيجة لتهوره في اعلان الحرب على ايران...
صدام فرط باستقلال العراق، عرضة للاحتلال والتدمير ثم حين تيقن بقرب زوال سلطتة اوعز الى عصاباتة بنهب البلد وهرب من المعركة بشكل مثيرللاشمئزاز والقرف الا يشكل كل هذا الارث الوسخ لصدام حسين سببا لوقوفة امام القضاء؟؟؟ ام ان كل هذة الكوارث التي ارجعت العراق قرونا للوراء ومزقت الموقف العربي غير ذات قيمة بموازاة صواريخ سكود المضحكة التي القاها صدام في الصحراء واستغلتها اسرائيل لكسب التاييد ومزيد من الدعم العالمي؟؟؟
اجبر صدام العراقيين على خوض حرب دامت ثمان سنوات دون مبرر ولم يحاسب، شاهد العالم كلة كيف قاد صدام امريكا لتدمير العراق بعد جعجعتة في ام المعارك ولم يحاسب، فر من المعركة بجلدة تاركا العراق خلفة حطام ويريدونة لايحاسب!!!!
يقول لك العربي في الاعلام: حكامنا كلهم دكتاتوريون، ليس هناك فرق! لا احسبني ابالغ ان قلت ان ليس هناك ما يستفز العراقي، اكثر من هذا التبسيط المنفر، والدوس المؤلم على جراح غائرة في الجسد والروح العراقيين.
حسن ايها الاشقاء، كلهم دكتاتوريون، حاكموهم اذن ، سوف لن يعترض على تصرفكم احد من العراقيين ولن يرسل احد، المحامين دفاعا عن القذافي اوعلي صالح ام عرفات او بشار الاسد ام انكم تخشون ان تحرجكم جراة العراقي و تجبركم علىاعلان الثورة التي لاتطيقون تكاليفها؟؟؟؟
ايتها الامة العربية
ايهما اكثر ايلاما لمشاعرك: وقوف صدام في قفص الاتهام ام استسلامة ذليلا، وسخا، دون مقاومةللاميركيين؟؟؟؟؟

#علي_بداي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات