أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - هل هي استراتيجية يسار الوسط؟















المزيد.....

هل هي استراتيجية يسار الوسط؟


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أخبرني بعض الأصدقاء، أن مخرجا مسرحيا شابا، خليل فرحاوي، فاز على صعيد العاصمة الإدارية ب"الإنسان والأرض"، ضمن مسابقات الفرق. ملخص الخشبة، بنات أفكار نحات نهضت عبارة عن بنات حواء تتساءلن عن الأوضاع. الموسيقى التصويرية فيها أثر أسيوي وكأن المارد الصيني الهندي ناهض لا راد له. والتراجيديا هي هذه الحالة التي قد يتحول من خلالها ميزان القوة بين الكوكب الأرضي وسكانه. بحيث تكبر مساوئ التصرف الصناعي عبر ما قد يقلص القطب الشمالي ويضع جزيرة الأرض الخضراء (غرين لند) موضع قطعة صماء، بدل الثلج، غارقة في الماء. تتساءل البنات الناهضات من نوم تاريخي، من موقع أمه، زنوبية والفهرية والجوكندا. أما الجواب الراهن، فيحكيه الداطاشو، عبر وثيقتين. الأولى تظهر الحيوانات المهددة بالانقراض في البحر واليابسة. والثانية، تتفاءل بمبادرات سياسية وتشريعية لحماية البيئة. هذا تصور شباب بمسرح دار الشباب بتمارة.
أما السيناريو الذي وضعه السياسيون في نفس المدينة، فهو الاكتساح الذي مثله الأصالة والمعاصرة ليلغي النفوذ الذي سبق للعدالة والتنمية أن بلغه بجوار العاصمة وفي أحد أهم أحوازها، ليسترد المبادرة للدولة كونها تستطيع أن تنجز التحكم في المد والجزر الشعبي لفائدة من تريد. فتقول للعدالة والتنمية، عندما أردت أن تكون في العاصمة العلوية التاريخية (مكناس) كنت وكذلك الأمر بجوار العاصمة الفعلية. وعندما قررت أن تتراجع شعبيتك تراجعت.
هكذا تكبر أحلام الشباب على قدر ما يخيف الكوكب الأرضي بكامله. بينما تتقلص السياسة السياسوية للإيقاع بالخصوم الانتخابيين. اليوم قبل الغد. في نفس المكان. ونفس الزمان. تتفاوت الأحلام. نعم، يمكن للنخبة السياسية الليبرالية أن تدعي اتساع آفاق استراتيجياتها وفعالية برامجها وملاءمتها الاجتماعية وعينية أهدافها. لكن الخبرة التواصلية لديها ضعيفة. ورصيد ثقة الناس فيها يكاد يساوي المنفعة المباشرة التي لا تعكس العمق السياسي في الزمنين المتوسط والبعيد. مما يفسر تجاور "منجزات" الليبراليين الجدد مع تكريس "ترحال" المنتخبين أو التهريب السياسي للبرامج الانتخابية وللأفراس الانتخابية لتضخ طاقة الخيول لتقوية الجرار بغير علم مسبق من الناخبين. مما يكرس النجاح السياسي الليبرالي المنبني على التدليس في اللعبة الانتخابية وبالتالي ممارسة السياسة على أساس الاستقواء بالمواقع السلطوية. فتتردى صورة السياسة والسياسي في عين الناخب. لتقترب من حالة البلطجية المتعود عليها في أرض الكنانة.
II
مع ذلك، ننصت. ونتأمل وقائع الترتيبات في الزاوية الليبرالية. خصوصا هذه النمذجة وفق التشخيص المقترح من الأصالة والمعاصرة. والذي يسير بسرعتين متزامنتين. سرعة الترتيب الداخلي للقطب الليبرالي: الانقلاب الذي جرى لإسقاط المخضرم مصطفى المنصوري لفائدة قائد من صنع طاقم محمد السادس مئة في المئة. وسرعة المثلث المقترح للتحالفات التي ستسير وفقها الأغلبية البرلمانية المنتظرة في كل عملية انتخابية مقبلة. سواء سنة 2012 أو قبلها. فالأمين العام الجديد للتجمع الوطني للأحرار يرى أن تحالفا مسبقا سيتم داخل البيت الليبرالي. وأن تحالفا سياسيا موسعا سيتحكم في صنع الأغلبية للحكومة المقبلة، قوامه الأصالة والمعاصرة وتجمع الأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. إن التفويض في التصريح بالمقترحات من جملة المهام الموكولة لهذا الشبيه الناطق باسم نسخته الأصلية (تجمع الأحرار/الأصالة والمعاصرة). لذلك يجب الأخذ بالجدية الكافية ما يقترحه على الطبقة السياسية كتوجه عام للأعوام المقبلة.
فما قيمة التحالف الثلاثي المقترح؟ وهل يفيد القضايا الحساسة على قائمة الأجندة؟ وما هي فائدة المشروع المجتمعي العام (الحداثة والديمقراطية) من هذا التوجه؟ وما هي فائدة القضايا المشتعلة من هذا التحالف المقترح: الصحراء؟ العنف المضاد للغرب في ما يحسب على "القاعدة"؟ هل يكفي إبرام التحالف الثلاثي لتدبير الحملات الدبلوماسية لفائدة الصحراء كواجهة لا غير؟ أم يجسد طرفي ميثاق وطني ليسار وسط يقود السياسة الحكومية على مستوى الواجهة المؤسساتية؟
إن قضية الصحراء ستعرف أكبر تحد في الوضع السوداني المشرف على الاستفتاء حول انفصال الجنوب بقيادة الحركة الشعبية في يناير 2011. أما إذا وجدنا أنفسنا أمام دولة مستقلة بموجب مسلسل سياسي متبنى من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، فستجد كل من الجزائر والبوليساريو متنفسا لم يتسع أمامهما منذ سقوط الاتحاد السوفياتي (قبل عقدين) إلى اليوم. وخلال الأشهر المتبقية من 2010، على اللجنة الاستشارية للجهوية أن تنجز التصور لتفعيل الحكم الذاتي عند منتصف السنة. وعلى الطبقة السياسية الليبرالية رفقة الاتحاد الاشتراكي أن تبلور كيفية تفعيل التغيير الممكن، لتشكل قوة صانعة ومقنعة وضامنة للهيكلة الجديدة للدولة. حتى لا تنقلب الظرفية السودانية على المغرب.
III
كيف إذن نتوفر على قوة صانعة للتغيير ومقنعة للآخرين كونها كذلك؟ وكيف تصبح ضامنة للتغيير؟ والحال أننا نعلم جميعا أن القصر هو الفاعل الوحيد حاليا الذي له الصفات الثلاث الصانع للحدث السياسي. والمقنع بجدية الحدث. والضامن لفعالية الحدث؟
إن العلاقة الوثقى بين الأصالة والمعاصرة وبين الملك، من خلال مؤسس الحزب، حجة مادية على الارتباط بين الفاعل الأصلي وبين المفوض له بممارسة الفعل الصانع للتغيير في القضية الصحراوية. أما حجة التغيير فهي مشاركة الاتحاد الاشتراكي اليوم مثل حالة التناوب التوافقي سنة 1998. لكن، الالتباس قائم وقوي بصدد الاتحاد الاشتراكي. فالاستوزار الذي تقلد بموجبه ادريس لشكر الوزارة موضوع تساؤل إشكالي بهذا الصدد: فإما أن يكون القصر قد تمكن من إزاحة خطاب المعارضة المزايدة بثمن بخس بل مربح خسر فيه الاتحاد الاشتراكي أكثر مما ربح؟ وإما خسر حالا ليصبح شريكا حقيقيا في توجه عام أفضل وأشمل؟ بما يفسر تصريح لشكر نفسه كون إسناد الحقيبة الوزارة له أتت ضمن تغيير التوجه السياسي للدولة.
ومن حق ثلاثي الأصالة والاتحاد والتجمع، علينا أن نمنحهم مهلة الوقت المخول للجنة الاستشارية للحكم الذاتي والجهوية الموسعة، كي نرى نتيجة هذا التوجه مجسدا في التعديلات الدستورية المقبلة. ولكن، لنا أن نضع شروطا لهذا التحالف. وهو عدم الاستمرار في تضييق الهيمنة الملحوظة إلى الآن على حساب جزء هام من الطبقة السياسية الممثلة لصلب المجتمع.
فإذا كان التحالف الثلاثي سيمثل قاطرة توجه ائتلاف وطني شامل بسبب الظرفية السودانية الثقيلة الظل على قضية الصحراء في الشتاء المقبل، فعليهم أن يوسعوا امتداد هذه القاطرة في الاتجاهين الاتجاه اليميني المحافظ المجسد في العدالة والتنمية، وفي الاتجاه اليساري المعارض المطالب بأكبر نسبة من التعديلات الدستورية. حتى يكون النزع النهائي لشوكة الاستئصال في صلب التيارات الليبرالية واليسارية تجاه الأصولية واليسارية الجذرية معا. بهذا المعنى، يمكن فهم العبارة المستوردةمن سياق غريب والمستعملة أكثر من مرة من طرف الليبراليين "التطبيع السياسي".
وبتوفير هذه الروح الليبرالية فعلا، يمكن للمغرب أن يصبح مغريا للبلدان التي تتنفس الحرية. لكن التضييق الممارس حاليا على الصحافة يجب أن يشكل الامتحان المسبق الذي يجب أن ينجح فيه دفاع الثلاثي المذكور ليخرج فيه المغرب من منطقة العواصف، كما قال النائب الاتحادي أحمد الزيدي، المضرة بسمعته وبحرية التعبير فيه. والأمل معقود على أن يشكل الحوار البرلماني الاعلامي مخرجا مشرفا للمجتمع والدولة من هذا المأزق.
فلعل الثلاثي يتمكن من الطيران نحو الأفق الديمقراطي بجناحي الجهوية والصحافة.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الذاتي مهمة صحفيي الضفتين
- النخبة أمام المرآة II و III
- النخبة المغربية أمام المرآة
- نطفة الجهوية في رحم الدمقرطة
- الجهوية: هل ترتد النخب عن جرأة الملك؟
- هندسة التحالفات المختلة
- أوراق الجهوية 2 الطبقة الوسطى محتوى القيادة الجهوية
- أوراق الجهوية 3 الأقطاب الإيديولوجية الثلاثة من المنظور الجه ...
- أوراق الجهوية 4 مغرب الجهات خزان للاقتصاد المنتج الموسع
- أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي
- أوراق الجهوية في المغرب
- دردشة مع سمبريرو
- من أجل الجسور الواصلة
- الطبقات المتوسطة وانتخاب الغرف المهنية؟
- في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل
- العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟
- من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - هل هي استراتيجية يسار الوسط؟