أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد















المزيد.....

للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني كل عام ذكرى أليمة لمناسبتين في تاريخنا المعاصر :
1 – ذكرى اغتصاب لواء اسكندرون عام 1939.
2 – صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947
في هذا اليوم كل عام كان يتجسد الغضب الشعبي على الحكام في تظاهرات وطنية تهتف لفلسطين واسكندرون وضدالأنظمة
العربية والاستعمار والصهيونية . ولم يلغ هذا التقليد الوطني إلا بعد فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية منذ عام 1959
حتى اليوم وهذة كارثة لم يتعرض لها أي شعب في العالم .بواسطة اغتصاب الأنظمة العسكرية للسلطة تحت مختلف الشعارات
الكاذبة .
نعود إلى موضوعنا في نفس الموعد عام 1952 كنا في مقدمة التظاهرة انطلاقا من جامعة دمشق باتجاه محطة الحجاز ثم شارع
بورسعيد باتجاه البرلمان وانضمت لنا سائر المدارس الثانوية وبعض قطاعات الشعب . لكن شرطة الشيشكلي تصدت لنا
أمام مجطة الحجاز وحاولت منعنا من التقدم باستعمال الهراوات والقنابل المسيلة للدموع قابلناهم بالحجارة والهتاف..وكثيرا
ماكنا نلتقط القنابل المسيلة للدموع ونعيد إلقائها عليهم امتدت المعركةإلى جسر فيكتوريا حتى بوّابة الصالحية من الصباح حتى الغسق
جرح عدد من الطلاب وعدد أكبر من الشرطة نقلوا الى مستشفى الجامعة وكانت معظمها إصابات بسيطة .
استمرت التظاهرات ثلاثة أيام وأذكر انني استعملت المقلاع بقذف الحجارة مع رفيقي توفيق أستور من فوق سطح النادي بعد
محاصرة الجامعة وكانت الطالبات المناضلات ينقلن الحجارة لنا لنقذفها على الشرطة ..في اليوم الثالث اقتحمت الشرطة لأول مرّة
الحرم الجامعي بقيادة المقدم فوْاد الأسود وقاتلنا بكل مانملك حتي حاصرونا في دار التمريض والمستشفى وأذكر طالبات مدرسة
التمريض كيف قاتلن معنا وألقين بحطب المدافئ وأواني الماء على الشرطة ..
بعدها اعتقلونا وقادونا الى نظارة الداخلية الصغيرة التي حشروا فيها أكثر من خمسين طالبا لايستطيع الانسان فيها الجاوس
على الارض واعتقل مئات الطلاب في مدرسة الشرطة ...بدأوا بإطلاق سراح كل من يوقع على تعهد بعدم العمل السياسي
وتأييد الديكتاتورية . بقينا في النهاية احدى عشر طالبا رفضنا التوقيع مطالبين اطلاق سراحنا دون قيد اوشرط أو إحالتناإلى القضاء
أمام قائد الشرطة ابراهيم الحسيني الذي استدعانا لمكتبه ليهدد نا بإرسالنا الى سجن تدمر , . بعد إصرارنا على موقفنا في اليوم الثالث
سلمونا إلى الشرطة العسكرية لنقلنا إلى سجن تدمر ..كنّا تسعة شيوعيين وبعثي واحد وتعاوني واحد .اقدم اسماءهم وماجرى معنا
لانه جزء هام من تاريخ شعبنا المطموس والمشوه بعد كتابة التاريخ للخاصة فقط من الملوك والخلفاء والطغاة فقط.
... 1 – سميح الجمالي . مدرس علوم – 2 بشّار موصلّي .. محامي 3 – نورالدين أتاسي . طبيب ورئيس سابق كان البعثي الوحيد
رفض التوقيع وفضّل البقاء معنا في السجن مرفوع الرأس - 4 – توفيق أتاسي . محامي – 5 – توفيق أستور حقوقي –
6 - خالد الكردي = محامي ..7 – عطااللة قوبا – مهندس – كان يومها طالبا ثانويا ..8 – علاء الدين الرفاعي محامي . كان يومها
طالبا ثانويا .. -9 – فاضل الطائي – طبيب أسنان - 10 – عبد الرزاق شركس محامي – كان من حزب فيصل العسلي ( التعاوني )
وكاتب هذه الذكرى ...
في اليوم التالي حملونا في شاحنة عسكرية اخترقت شوارع دمشق من النظارة إلي سوق ساروجة الىشارع بغداد فساحة العباسيين
باتجاه تدمر .. كانت هتافاتنا ضد الديكتاتورية وأناشيدنا الوطنية ( ياظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما .....نحنالشباب لنا الغد ...
..بلاد العرب أوطاني ....الخ )كانت تعلو صخب المدينة وتدفع الناس للحاق بسيارتنا والتجمهر حولها لتحيتنا وتشجيعنا بقبضات أيديهم
المرفوعة كأسنة الحراب ضد الديكتاتورية كماأذكر هتاف الناس معنا في سوق ساروجة وكان الجميع يحرسوننا بحدقات عيونهم ...
بلغنا معتقل تدمر عند المغيب .. استقبلنا قائد المعتقل المقدم ( نجدت العطّار ) أحد أعضاء الحزب القومي السوري الفاشي اّنذاك الذي
كان متعاونا مع الشيشكلي كما هو الاّن دعامة النظام الأسدي سرا وعلنا في جبهة شهود الزور التابعة للنظام الفاشي ...
استقبلنا بالشتائم والتهديد والوعيد ثم تابع خطبته العصماء ...: أرسلوكم إلى هنا لتموتوا . ستعملوا في الأشغال الشاقة مع المجندين
المعاقبين أنتم في سريّة التأديب لاطعام لكم إلا ما يزيد عن حاجة الجنود فالأ فضل لكم أن تعطوة الحكومة ماتريد وتخرجوا أحياء..
أذكر ان هذا الجلاّد كان يزين أحد جدران غرفته بمختلف أنواع السياط المعلّقة إلى جانب صورة كبيرة لسيده الديكتاتور. كما كان
على مكتبة كتاب وحيد بعنوان – الحجاج بن يوسف الثقفي -...
استيقظنا فجر اليوم التالي على ضربات سياط الجلادين على أبواب زنزاناتنا وجلبة احذية ثقيلة وأصوات أعجمية خليط غريب نسمعة
لأول مرّة من الفرنسية والبربرية والعربية بعدها على صوت بوق عسكري ينعق في أرجاء المعتقل ليتم مأتم الحرية في هذا المعتقل ...
..أرغمنا على خلع ملابسنا وأحذ يتنا جمعوها في زاوية إحدى غرف المعتقل ككومة من النفايات وأرغمونا على ارتداء ملابس وأحذية
عسكريةممزقة وقذ رة لئلا يكتشفنا الناس أثناء مرورنا في مدينة تدمر مع رتل المجندين اليومي للعمل في الاّثار ..وأعطي أمر
إلى الحراس المرافقين بأن لايتكلموا معنا وكانت مسيرتنا اليومية من المعتقل الى منطقة الاّثار منذ شروق الشمس حتى ثم العودة الى
ظهرا للطعام ثم العودة للعمل حتى الغروب ..أترك تفاصيل العذاب لدراسة تفصيلية المهم اننا اجتزنا مرحلة التعذيب والأشغال الشاقة
التي قادها الجلاد العطار ومساعديه من مخلفات الجيش الفرنسي الجزائريان ( بو علي وعربي ) الجلادان المحترفان اللذين سبق لهما
قبل عام تعذيب القافلة الأولى من المناضلين الشيوعيين : الرفاق سليمان شكّور بيير شادرافيان واسماعيل طرو دي
وفي سرية التأديب هذة التي حولها حافظ أسد في عهده الميمون الى اضخم سجن في العالم اليوم .فيها تم اعتقال الرعيل الوطني الأول
إبان الإحتلال الفرنسي السادة : شكري القوتلي – فارس الخوري – عبد الرحمن الشهبندر – لطفي الحفار ,, وغيرهم ....
لم يمض أكثر من أسبوع حتى تعرفنا على معالم تدمر والمعتقل واصبح الجنود الطيبون يخبئون لنا الخبز الذي كنا محرومين منه
وتمكن أحدهم إلتقاط صور لنا أثناء عملنا بالحفر ونقل الاتربة وتم نشرها في الصحف اللبنانية والعالمية .استمرينا في المعتقل أشهرا
لانستريح سوى يوم الجمعة حيث كنا نذهب تحت الحراسة فرحين الى ينبوع المياه الكبريتية جنوب غربي المدينة لنستحم ونغسل
ملابسنا ...ومن ابرزالعسكريين الذين قدموا لنا مساعدات هامة السادة المجند : عبدالرحمن محفّل – والمجند عبدالكريم حمد والملازم
أول نزيه الجمالي والرقيب أول كمال كاخي والدكتور وهيب الغانم الذي قدّم لنا مساعدات طبية وإجازات مرضية بعد نقل الجلاد
العطار .....في نيسان 1953 نقلنا إلى سجن المزة في محاولة جديدة لتركيعنا ...............
انتهى الجزء الأول يتبع في العدد القادم مع كل الحب للقارئ الكريم ولأسرة هذ المنبر الحر ......
المحامي : جريس الهامس - هولندا -



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الى مناظرة علنية مع روْوس النظام السوري
- فرج الله الحلو المدرسة الوطنية والثورية التي أضاعها المزيفون ...
- الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998
- القضية الكردية وحق الثورة
- رأيي في الحوار المتمدن.... الحوار المتمدن ( سلماس ) الصحراء ...
- في ذ كرى كارثة إغتصاب جولاننا عام 1967
- كلمةعلى جرح الردّة في سورية الضحية
- جذور القضية الكردية في سورية
- نداء الى اصحاب الضمائر الحرّة في العالم لإنقاذ حياة أقدم معت ...
- في ذكرى الجلاء :أين أضحى إستقلال سورية ولبنان ؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد