أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم عطا الله - الديمقراطية ... تساؤلات الذكرى!














المزيد.....

الديمقراطية ... تساؤلات الذكرى!


أكرم عطا الله

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 14:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


ككل الأحزاب والقوى الفلسطينية ستحتفل الجبهة الديمقراطية هذا الأسبوع بذكرى الفكرة الحالمة التي تكتب تاريخ مجموعة من الشباب الذين قاوموا الانكسار في ذروة الانهيار العربي الذي امتد على مساحة الوطن بأكمله بعد الرجة العنيفة حد الإفاقة التي أحدثتها إسرائيل عندما استكملت احتلال ما تبقى من فلسطين ليدرك شبابها أن عليهم أن يمتشقوا الراية مسلحين بجرحهم وملحهم ودمهم الذي انسكب طويلا في الساحات التي تروي الحكاية ، حكاية فتية أمنوا بوطنهم.
إلى جانب إخوانهم في الفصائل الوليدة آنذاك كان عليهم أن يصنعوا قوس نصرهم من حجارة جبل عصية على النحت وأن يمتطوا جواد الريح صوب حلم لم يخفت بريقه طوال رحلة الألم على الدرب الطويل المعبد بالأشواك التي أدمتهم ولم تنل منهم قسوة الرحيل فكانت الخنادق والبنادق رفاق دربهم نحو وطن أستلب منهم على مرأى ومرمى من الضمير العالمي الذي كان عليهم أن يعيدوا تصويبه بعد أن أختل مجردين من كل شيء سوى أرادة كانت تكفى لإشعال ثورة لم تنطفئ جذوتها حتى بعد أكثر من أربعة عقود على تلك الذكري.
قد لا تعرف الأجيال الجديدة عظمة الخطة التاريخية التي سجلت ولادة فصائل العمل الوطني وسط أجواء الهزيمة الكبرى مع النصف الثاني من ستينات القرن الماضي التي كشفت عري ظهر الشعب الفلسطيني وحطمت ما تبقى من أمل لأولئك المشردين في المنافي ليحمل أبناءه عبئ القضية حين أفاقوا على مشهد عواصم الشعارات وهى تترنح مع أول جولة كانت معدة للتحرير فسكبوا دمهم وقودا لقطار رحلة الحرية التي لم تصل بعد رغم المحطات الكثيرة التي كان عليهم أن يواجهوا قسوتها بجلودهم العارية وعظامهم الطرية في الأردن وتل الزعتر وبيروت وحصار المخيمات فكان لهم شرف إيقاد شعلة الثورة حد الاحتراق بنارها لتكتشف الديمقراطية أنها ألقت بكل جسدها في الطريق نحو الوطن ولتصل إلى المحطة الجديدة فقيرة مما يؤهلها من المشاركة بقيادة شعبها حين دفعت لكل ما تملك من قوة وضعف حد الاستنزاف ولم يبق منها سوى تاريخ يضيء لألئ الذكرى حين تمر في مثل هذه الأيام.
حال الديمقراطية كحال اليسار الفلسطيني باعتبار جزء منه والذي بدأ منذ سنوات بأخلاء مقاعده في الساحة الفلسطينية لقوى غيره بدأت بملء الفراغ وقد كانت أكثر قدره منه على تجنيد شعبها ولكن هذا اليسار الأخذ بالانكفاء بفعل عوامل خارجية وأكثر منها عوامل داخلية منها تشتته وعجزه عن تلمس قضايا شعبه وعجزه عن قراءة التغيرات العالمية وستاتيكية قيادته حتى بعد اكتشاف الهزيمة في الانتخابات الأخيرة ولكن يسجل له انه وطني بامتياز لم يكن وكيلا سياسيا لقوى دولية اواقليمية سوى شعبه وهذا ما يفسر ضعف حيلته المالية ولكن فقره لم يدفعه للبحث عن ممولين يشاركونه قراره ففضل الهزال الوطني على التخمة الخارجية ليبقى فلسطينيا خالصا كما أعلن منذ انطلاقة فصائله حين عقد قرانه مبكرا على الكفاح منذ أيامه الأولى ولا زال قبل أن تقف في وجهه سلطتين واحدة في غزة وأخرى في الضفة.
يسجل للجبهة الديمقراطية نضجها المبكر سياسيا حين تقدمت بجرأة بمشروعها الوطني للتحرير على مراحل وسط حالة كانت مأخوذة بالشعارات والعاطفة لتنقل القضية إلى الساحة الدولية لتنطلق بعدها مسلحة بأصدقاء جدد وكثر لم يكن بالإمكان مخاطبتهم بالشعار القديم وان كان يحمل كثيرا من العدالة لكن قليلا من الدعم الدولي ولم يكن بإمكان الثورة أن تنتقل إلى خطوات متقدمة دون اختراق في الساحة الدولية وهو البرنامج الذي حظي بالإجماع الوطني والدولي حتى بعد أن دخلت الساحة قوى جديدة حاولت أن تجرب حظها بعيدا عن مدرسة الديمقراطية السياسية بشعارات قديمة فعادت بعد أن تعلمت درس التاريخ لتعود تحمل البرنامج الذي سجلت بموجبه الديمقراطية مدرسة الواقعية في السياسة الفلسطينية وان تحملت حينها سهام الطعن والاتهام.
من الخطأ أن تكون الذكرى حالة احتفالية دون الوقوف أمام تساؤلات لابد منها خاصة حين تكون لدى فصيل تاريخي كالجبهة الديمقراطية إذا أرادت أن تستمر في الساحة بعد هذا التراجع الكبير في مسارها حين كشفت انتخابات المجلس التشريعي فقرها من جمهور شعبها ومرت تلك الهزة دون مراجعات كان يمكن أن تشكل مدخلا لتصويب وجهة أكثر فاعله باتجاه عمل مختلف بعد أن حصلت على حوالي أربعة ألاف وخمسمائة صوت فقط في قطاع غزة بعد أن تحالفت انتخابيا مع فصيلين آخرين ومستقلين.
ووسط هذا التراجع الذي كان يجب أن يشكل محطة جديدة يدعوا لتوحيد اليسار الذي تشكل الديمقراطية أحد أعمدته لازالت فصائله ومنها الأخيرة تسوق مبررات عدم التوحيد وتعجز عن التقدم بخطوة واحد بهذا الاتجاه ما يضع كل قياداته صاحبة القرار أمام اتهام الإمعان في التشرذم وتذهب والاتهامات بعيدا لتلك القيادات سجلها كتاب الباحث جميل هلال عن اليسار الذي يحاور ذاته الصادر عن مؤسسة روزا لكسمبرج.
والسؤال الأبرز حول تماهى الجبة الديمقراطية في قطاع غزة مع حركة حماس وحفاظها على الجهاز العسكري وشعاراتها في حين أنها تتماهي في الضفة الغربية مع حالة سياسية مختلفة حيث أنها جزء من حكومة سلام فياض وكأنها جردت نفسها من السلاح.
أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح وهى كبيرة في مناسبة الذكرى بعد هذا المسار الطويل الذي يؤشر خطة البياني إلى هبوط ثابت إذا لم تعيد الجهة الديمقراطية ليس فقط قراءة الكتاب الذي أشير له بل البحث عن مخارج ارتباطا بقدرة تشخيص عالية جدا ودقيقة للازمة التي تعصف بمستقبل فصائل اليسار وتهدد بتحويله إلى متاحف التاريخ الوطني إن استمرت بتجاهل الأزمة ولا يبدو حتى الآن أن لديه شعور بحجمها فهل ستكون ذكرى الانطلاقة بالنسبة للديمقراطية محطة تتأمل ذاتها .......؟
[email protected]

كاتب من قطاع غزة



#أكرم_عطا_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحصد إسرائيل سياسياً نتائج ما زرعت عدوانياً ؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم عطا الله - الديمقراطية ... تساؤلات الذكرى!