القذافي أيضا يوظف الدين لصرخاته

محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 00:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الصرخة، والصحوة، تقليعة إسلاموية بامتياز، بدعوى الدعوة إلى دولة العدل الإلهي، وخلاص المخلص على الأرض، المستضعفين؛ فيملأ الأرض قسطا في بعث ديني على الدنيا، بعد تهرب البعث الصدامي من حرائق عسكرته للمجتمع المدني حد مسخه بنفاق حملته الإيمانية، عندما حانت ساعة المسؤولية والغرم بعد تطاول واستطالة الغنم الفاحش بذيء الخطاب التبليغي، وعندما أزف وعد الحقيقة الحق. المعمر بالسلطة الليبية القذافي أيضا قذى في عين البعث كان، وبعد حلم صبر أربعين حولا وحجة، قدم نفسه خلالها في غفلة الزمن الرديء، قائدا عروبيا ثم إفريقيا، ثم داعية فاطمية، حول صراعه مع بداة البعث أمثاله إلى خصم لأمثاله الوهابيين الإرهابيين، جريا على عادة إختلاف الإئتلاف: الصين والسوفيت، جناحي البعث في العراق وسوريا، واليوم دولة الدعوة والمجلس الأعلى؛ ثم من بعد ذلك أعلن القذافي نفسه داعية جهاد، holy war - jihad، متحولا من ساحة الشمال العراقي في زمن "التغيير":

http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=58831
http://www.kerkukfeneri.com/ar/?p=482
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=58831http://www.kerkukfeneri.com/ar/?p=482
وظن، وظنه إثم، أن خطابه المتهافت، بالإنتصار إلى الأضعفين، في العراق، كذبه الصبح الأبلج القريب؛ أليس الصبح بقريب؟، والأضعفان: الكرد والمرأة في العراق!.

رئيسة البعثة الدبلوماسية العراقية في الولايات المتحدة الأميركية بعد "التغيير" (2003 – حتى ولاية حزب الدعوة 2005) " رند مهدي الرحيم" تقول: " الأميركيون ليست لديهم فكرة واضحة عن تاريخ المرأة العراقية، ولا يعرفون انها في اربعينيات القرن الماضي تتخرج من الكليات وهناك من اصبحن دكتورات، هذه المعلومات غير معروفة بالخارج، وكانوا يتصورون العراق من ناحية نشاط المرأة في الحياة العامة دولة متخلفة، نحن قمنا بتوعية للمجتمع الأميركي وخاصة لما خدمت كرئيسة البعثة الدبلوماسية في واشنطن، واشرح كيف ان المرأة العراقية ليست كما يتصورون وان لها عشرات السنين وهي تسهم في المجالات الوطني والاقتصادي بنسبة 100% وحتى الخدمة العامة في الدولة، ولدينا اول وزيرة في العالم العربي، وأنا كمثال حي انني اول سفيرة عربية في واشنطن بل اول سفيرة من دول الشرق الاوسط، وهذا بحد ذاته له وقع كبير في المجتمع الأميركي، وعندما كنت اتكلم عن المرأة العراقية اتحدث بهذا المثال. صار هناك تراجع كبير لظروف كثيرة كالحروب التي تكررت ومدة الحصار ومن ثم العمليات الارهابية بعد عام 2003 وكذلك المد الكبير للفكر الديني المتطرف"!.

عميد الحكام العرب القذافي يركب ناقته للحج، والحجيج في درب العودة اللاحب اللاهب المنير، بعد تمام الشرعي من الشعائر والمشاعر، وعبودية الخلق للخالق دون حاجة لسياسي سمسار وسيط، ودون ضرار وضرورة وقائد، لأن الخلق لا يجتمع إلا على حق!.

Lutz Guellner إنتقد المتحدث باسم وزيرة خارجية "الإتحاد الأوروبي" Catherine Ashton اليوم الجمعة (26 شباط 2009) الدعوة التي أطلقها "القذافي" لما سماه "بالجهاد ضد سويسرا". واعتبر المتحدث أن تهديدات القذافي جاءت "في توقيت غير مناسب"، في إشارة إلى الجهود التي يبذلها "الإتحاد الأوروبي" لتسوية الخلاف بين "طرابلس الغرب" و"بيرن" بطرق دبلوماسية. ووصف غولنر تصريحات القذافي، في حال تأكدها بـ "التعليقات غير المألوفة" في الأعراف الدبلوماسية.
وبرر "القذافي" دعوته إلى "الجهاد ضد سويسرا" بقرارها حظر بناء المآذن إثر استفتاء عام نظم في 29 تشرين الثاني 2009. إلا أن العلاقات بين "بيرن" و"طرابلس الغرب" كانت قد تدهورت أصلا، حتى قبل هذا لاستفتاء، بعد توقيف "هانيبال" نجل القذافي في تموز 2008 بجنيف إثر شكوى قدمها اثنان من حاشيته بداعي "سوء المعاملة". وفي رد فعل على ذلك أوقفت السلطات الليبية رجلي أعمال سويسريين تمت محاكمتهما بتهمتي "الإقامة غير الشرعية" و"ممارسة أنشطة اقتصادية بشكل غير مشروع" في ليبيا. و ما يزال أحدهما (masks Goldie) يقضي عقوبة السجن لمدة أربعة أشهر في ليبيا.

تصريحات القذافي غير مقبولة في إطار العلاقات الدولية كما قال المدير العام للأمم المتحدة، بجنيف Sergei Aordzunikic، اليوم الجمعة "أعتقد أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن رئيس دولة غير مقبولة في إطار العلاقات الدولية". و كان آخر فصل في المواجهة بين البلدين تبني سويسرا، العضو في اتفاقية "Schengen"، سياسة متشددة في مجال منح تأشيرات "Schengen" للمواطنين الليبيين. ووضعت سويسرا 180 مسؤلا ليبيا بينهم القذافي نفسه على "القائمة السوداء" الخاصة بمنطقة شنغن وهو ما يعني منعهم من دخول أراضي الدول الموقعة على الاتفاقية والتي تضم معظم أقطار "الاتحاد الأوروبي". وهي خطوة ردت عليه ليبيا في 14 من شباط بقرارها "معاملة الأوروبيين بالمثل"، ما أدى إلى تدخل عواصم أوروبية في محاولة لحل هذا النزاع بوسائل دبلوماسية.

#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات