أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي الحسناوي - ناطحات الخراب لعلي شبيب ورد , نصوص الحرب بلغة ساخرة














المزيد.....

ناطحات الخراب لعلي شبيب ورد , نصوص الحرب بلغة ساخرة


مهدي الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


الحرب هذه المفردة التي اعتدنا عليها منذ ولدنا لم تخلف لنا سوى الخراب والدمار, والحرب تلك العاصفة الهوجاء التي مازلنا نعيش أوجاعها, مما جعلتني إن أكتب هذه القراءة لمجموعة شعرية مميزة بقصائدها الساخرة. فلكل واحد منا ذكرى عن الحرب ,ولكن ماادهشني اليوم وانأ استقل سيارة تاكسي لسائق لم اعرفه
هي هذه الحكاية ,عندما حدثته قال لي لاتتكلم معي فأنا لاافهم شيئا من كلامك وهذه مصيبتي مع الركاب ,قلت له
لماذا قال لي أنا كنت جنديا في الحرب العراقية الإيرانية وانتهت هذه الحرب وبدأت حرب أخرى ودخلت فيها
وحرب ثالثة ودخلت فيها و.. .وانأ كنت لا أجيد إلا الرمي بسلاح أر.بي.جي 7 ومن كثرة ما استخدمت هذا
السلاح أصبت بمرض عجيب إلا وهو إنني لا أميز الكلام وعندما تتكلم أنت الان فانا أحس بقرقعات تذكرني
بالحرب وقال أنا لم أتعلم في حياتي أي مهنة سوى (الرمي بالقاذفة) فحدقت فيه متأملا أي حياة هذه التي
قضاها هذا المسكين بين سواتر الحرب,و مالذي جنيناه من هذه الحرب سوى أ مراض غريبة ,حينها استذكرت
مجموعةعلي شبيب ورد الشاعر والكاتب الذي يخطو بخطى واثقفة وهو يقلب أوجاع الماضي عبر نصوص
شعرية تستحق الاحتفاء والكتابة ,فالتأويل والسخرية اللاذعة من الحرب إحدى سمات هذه المجموعة يقول ورد
ربما
ينتف زغب الرتابة
عندما تسحره نشوة الصولة
ويطرد الوهن عن جذوة المحاولة
عندما يشك بالآتي
هكذا هي القصيدة عند علي شبيب ورد قصائد من رحم الفجيعة ,ويحاول الشاعر أحيانا الاستعانة بالذاكرة وإطلاق العنان لإحداثها المتشابكة فتمارس هذه الإحداث حضورها الفاعل في اللحظة الشعرية الراهنة
أي لحظة ولادة النص ,هاربة من زمانها ومكانها المبعثرين(هناك..أمس)في ذخيرة الوجدان الشخصي له
وعن تقطير الوقائع ومزجه بما تراه العين النشطة من مشاهد يومية مملة ومكررة ألاف المرات ,ينطق
النص بما تحضره تلك الحوادث المخزونة ليقيم حوارنا معها ,حوار الرؤية الصافية غير المشوبة بغبار
الوقائع حيث إن لحظة المعاناة الحقيقية تبدأ مع الكتابة فتتم المعاينة المتألمة والمتأملة يقول علي شبيب ورد
في قصيدة أخرى.
ذات صفعة..
رزم يومه في حسرة
اندلقت الساعات
تطهو اليأس
لعشاق يتعاطون الذكرى
بتواريخ تبكي أشجار تمتهن الموت وقوفا
إنها قصائد الفاجعة والمقابر الجماعية ,ضحايا ينشدون نشيدهم جماعيا أمام مرايا ملطخة بالدم,إنها قصائد الكورال,تدفق وعي لغوي ,لغة متلاطمة الكلمات والصور على الدوام ,إنها قصائد الصراع بين الحياة والموت
,صور ذهنية ممتزجة بالواقع اليومي المعاش ,وتبدو وطأة المفارقة كبيرة على الشاعر,يقول علي في قصيدة (أمير البوح)
على قدر كل طيه بياض
تندلق تأوهات السواد
من فرط جنون البوح
وبلا أمد..
يقتات عشب الكلمات
على أفاق نقائه
وتدور خيانات المعنى
لإيذاء براءات التأويل
وأمير البوح..
يطارد فرائس أحلامه
.........................
ان أمير الشعر ..ذئب مجنون
وعليهم...لم قطيع الكلمات

ان الصور الشعرية في الشعر العراقي المعاصر مشبوبة بنار معاناتها الذاتية ,تلتهب في خزينها خبرة الحياة ,وتضطرم في داخلها أسرار الحرب ومخلفاتها ,فهي ليست بالصورة التي تنتظر امتدادها من إضافات خارجية فحسب ,ولا بالصورة التي تحتكم ذاتها لذاتها ,انهاحية تتوالد وتتناسل ,فامتدادها تجليات لبذرتها الأولى ,الوحدة التحتية تمسك بها من الداخل والكثرة الفوقية ترشح عليها من الخارج ,وبين الوحدة التحتية والكثرة الفوقية سر عميق...ذالك هو روح الشاعر.
تراودك أحلام لامعة
تستدرج ضحيتها
لمنطقة حرام
آيلة للسهو
ان مهمة الشاعر الحقيقي هي تكوين آلية واقعية لرؤيته الفلسفية تجاه الكون والحياة تتمحور حولها نصوصه الشعرية ..بالرغم مااحرقته سنوات الحرب ,فالحرب ليس فيها معنى للعشق أو الميلاد ,وإنما هي الكوارث والموت والفناء والغريب ان البعض من الشعراء ذهبوا يمجدون الحرب والكوارث سعيا وراء عطايا الحكام
وهداياهم...
أيها الواهم بحتمية فوزك بقبلة
غير مقصودة طبعا
انى لك برباطة جأش
تبلسم جروح بدن أحلامك النازفة مأرب حمر
رغم نقاءاتك ...وخلو شروعك من أي عداء
كان عليك ..مهادنة العتمة بشموع ذابلة
وأخيرا ان مجموعة الشاعر علي شبيب ورد (ناطحات الخراب) محاولة لقراءة موضوعة الحرب بلغة تهكمية ساخرة ,فهو يعلن في ناطحاته ان هذه الناطحات التي شهدنا تشيدها منذ خمسة وثلاثين عاما لم نرى منها سوى
الوهم وبساطيل جند ممزقه فوق سواتر ترابية تذكرنا بأنشودة المطرب داوود القيسي(احنه مشينه للحرب)...



#مهدي_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد عيان على جريمتين عالميتين.
- أبو حسن بهلول سوق الشيوخ (مات مجولا)/مهدي الحسناوي/
- من هو الصحفي
- رحلتي إلى نقابة الصحفيين(المقر العام)


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي الحسناوي - ناطحات الخراب لعلي شبيب ورد , نصوص الحرب بلغة ساخرة