أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد محمد حسن - الواقعية الجديدة : الفرد نورث وايتهيد















المزيد.....



الواقعية الجديدة : الفرد نورث وايتهيد


ماجد محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حـيـاتـه :

ولد وايتهيد في الخامس عشر من شهر شباط عام 1861، في مدينة رامزجيت من مقاطعة كنت بأنكلترا، من أسرة أشتغل معظم أفرادها بأعمال تتصل بالتربية وبالكنيسة وبالإدارة المحلية، فكان جده ناظراً لمدرسة خاصة في رامزجيت. وجاء أبوه فخلف جده في منصبه ذلك. غير إن أبوه قد تحول فيما بعد إلى المناصب الكنسية، ويذكر وايتهيد عن أبيه أنه لم يكن عميق الثقافة بقدر ما كان قوي الشخصية، وأنه كان يتقيد بنصوص العهد القديم. وكانت خطبه ومواعظه يرن صداها تحت قبة كنيسة نورمان.
وتلقى وايتهيد في شبابه دراسة كلاسيكية أتاحت له التعرف عن كثب على الثقافة اليونانية – الرومانية. ثم أتجه نحو جامعة كامبردج حيث تلقى دراساته العليا في الرياضيات البحتة والرياضيات التطبيقية. ولكن على الرغم من تخصصه في الرياضيات، فقد اهتم بالبحث في الفلسفة، كما عنى في الوقت نفسه بالإطلاع على الكثير من الكتب في الأدب والدين والفلسفة والسياسة. كان وايتهيد يعد نفسه دائماً إنجيلياً شرقياً، ومع إن صورته كانت مثالاً لذلك، إذ كان أشقر الشعر، أحمر الوجنتين، أزرق العينين، إلا إنه كان يلحظ في تاريخ أرومته خلطاً خفيفاً، يجعله مخالفاً بعض الشيء لهؤلاء الإنجيليين فقد كانت إحدى جداته من ويلز، تنتمي إلى أسرة وليلمز، وكان يختلف عن أخوته اختلافا يرجع إلى الدم الكلتي الذي كان ينبض في عروقه. ويعتبر هو أشهر فيلسوف إنجلوسكسوني في هذا العصر، وهو جدير في الحقيقة بهذه المكانة غذ إنه قد أثبت على إنه مفكر أصيل ذو مقدرة روحية فذة. وتاريخ حياته حافل بما يجعل منه فيلسوفاً فريداً في نوعه، فهو بعد أن أنهى دراسته في جامعته التي كرسها لدراسة الرياضيات، بادر عمل أستاذاً للهندسة والميكانيكا ثلاثين عاماً، وفي عام 1911، عين أستاذاً في جامعة لندن، وفي الفترة ما بين 1914-1924 عين أستاذاً للرياضيات التطبيقية في الكلية الإمبراطورية في لندن، وفي عام 1924 أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة هارفارد في أمريكا، حيث واصل التدريس بها حتى عام 1937.
إن فلسفة وايتهيد التي جمعت بين دفتيها ما قدمته الفيزياء من إنجازات في حقل الطبيعة وما قدمته الرياضيات أو المنطق في حقل الدراسات البرهانية والاشتقاقية، وقد عرف عالماً في المنطق والرياضيات إلى جانب اهتمامه بالآثار الفلسفية التي تركتها النظريات العلمية في المعرفة. فأشترك مع برتراند رسل في كتابهما المشهور أصول الرياضيات الذي يعتبر في طليعة الدراسات في الفلسفة الرياضية المعاصرة. وكانت له يد طويلة في دراسات الطبيعة، خاصة في النظرية الكونية. وعلى الرغم من اشتراكه مع رسل في المنطق الرياضي، ولكنه ينزع في فلسفته نحو الميتافيزيقية ولكنها ميتافيزيقا تختلف عما هو معروف في هذا الحقل من المعرفة، وذلك لأنه يتخذ من دراسته العلمية الرياضية والطبيعية أساساً لهذا الاتجاه، فهي ميتافيزيقا تستفيد من التطورات العلمية لبناء نظرة شاملة للكون والحقيقة.
يعتبر وايتهيد خير من يعبر عن النزعة الميتافيزيقية، في الفلسفة الواقعية الجديدة، وأن كان اهتمامه بالميتافيزيقا لم يتبلور إلا في مراحل تفكيره المتأخرة. ويمكن تمييز تطوره الفكري بثلاث مراحل اصطبغت بنشره لمؤلفاته العلمية، كان في المرحلة الأولى مهتماً بالدراسات الرياضية، فقد نشر مؤلفات في المنطق الرياضي توجها بكتابه الضخم الذي أشترك فيه مع رسل.
ولكنه انقلب إلى الفلسفة على أثر كتابه مع رسل لأنه وجد إن للفلسفة طريقة جديدة هي التحليل المنطقي لكونها تصلح أساساً لمعرفة الأفكار والمبادئ الأولية التي تقوم عليها الرياضيات.
أما المرحلة الثانية فإنها تتميز باهتمام وايتهيد بعلم الفيزياء من جهة ومحاولته بيان الأخطاء التي وقع فيها الفلاسفة في تحليلهم للمشكلات التي تعترض مناقشاتهم من وجهة أخرى. ومن أهم كتبه في هذه المرحلة من عام 1919- 1922 هي بحث في مبادئ الفلسفة والطبيعة، ومفهوم الطبيعة، وأخيراً في مبادئ النسبية.
بدأت المرحلة الثالثة والأخيرة التي تميزت بضرب تأملي ميتافيزيقي، وقد تجلت أفكاره بشكلها العميق والخصب بين عام 1926-1936، حيث نشر كتابه العلم والعالم الحديث، والصيرورة والحقيقة. فتجلت في الكتاب الأخير معظم أفكاره الفلسفية الجديدة واستنتاجاته العلمية والميتافيزيقية المهمة.
ووايتهيد مفكر ذو فكر غزير خارق للعادة، وإلى جانب إنه رياضي بارز وواحد من مؤسسي المنطق الرياضي المعاصر. نجد إنه قد أقام فلسفة عضوية، ولقد أظهر إلى جانب تخصصه في علوم الطبيعة اهتماماً بالغاً بالتاريخ، كما أظهر إلماماً بمعارف تاريخية واسعة. وتحتوي نظريته القائمة على الفيزياء على سلسلة متكاملة من الآراء البيولوجية إلى جانب إنها تفضي إلى فلسفة في الدين. وتتمركز أفكار وايتهيد الميتافيزيقية في فكرة الله. وعنده الله هو أصل الإبداع في العلم الفعلي، وهو العلة الخلاّقة الأولى التي ينبثق عنها كل الكون، وهو الذي يدفع كل ما تحقق إلى صور وحوادث تتجدد دائماً. لأن الله هو أول ما تتجسد فيه القوة الإبداعية الخلاّقة وأول ما يحد منها ويضفي عليها صورة. وبهذا لا يكون الله مجرد إمكانية فكرية، ولا قدرة خلاّقة بلا هدف وبلا قيد، وإنما هو وجود فعلي متحقق. والله في طبيعته الأصلية تلك عالٍ على العالم، كامل في ذاته، أبدي أزلي، وبذلك لا يشارك مباشرةً في صيرورة العالم ولا يشتبك معها مباشرةً. غير إن الله لا تقتصر طبيعته على هذه الصفة الأصلية، وإنما يتميز بصفة مثالية لاحقة تتغلغل في العالم، وتتدخل في عملية الصيرورة الخلاّقة.


الطبـيـعة :

إن أي نظرية يقصد من ورائها دراسة الطبيعة لابد لها وإن تسلم بالمتطلبات والشروط التالية للتجربة: الثبات والتداخل والقيمة والعضوية والموضوعات الأبدية. فهناك أشياء ينالها التغير والتحول وأخرى تحافظ على بقائها وثباتها واستمرارها، شأنها في ذلك الجبال الراسخة التي هي عرضة لكلا الحالتين، فالأشياء في الطبيعة لا توجد معزولة بعضها عن البعض الآخر، بل هي متداخلة، والعالم يتضمن إلى جانب ذلك قيماً وأدوات عضوية، فأن حدث مثلاً وإن تلاشى من الوجود جبل من الجبال فأن هذا الجبل لن يقوم له قائم من جديد، وحتى ,حتى وأن سلمنا جدلاً بإمكانية قيام هذا الجبل مرة أخرى فانه حتى في هذه الحالة لن يكون نفس الجبل المنهار، وفي المقابل فأن اللون الأخضر مثلاً يظل أخضر دائماً. فالعالم في رأي وايتهيد لا يتكون من أشياء بل من وقائع، أي يتألف مما يتم وقوعه أو حدوثه فكل امتداد زماني للواقعة مهما قصر، وكل ذرة من ذرات التجربة، وكل هنيهة من هنيهات الوجود المباشر، تمثل مناسبة زمانية معينة، وكل واقعة تمثل إدراكاً وتنظيماً. إن حجر الزاوية في كل فلسفة وايتهيد العضوية، إنما هي الموجودات الواقعة. وهذه الموجودات الواقعية هي الحقائق النهائية. وإنها تخضع لصيرورة مستمرة تفرض عليها الفناء أو التلاشي المستمر ، ولكنها في صميم عملية التقدم الخلاق فتنتقل إلى موجودات واقعية أخرى، عبر عملية الألفاظ، وتكتسب عن هذا الطريق ضرباً من الخلود الموضوعي. ويستشهد وايتهيد بعبارة لأفلاطون من محاورة طيماوس، يقول فيها: (ولكن هذا الذي يتصور تحت تأثير الظن، وبعون من الحس، دون أن يكون للعقل فيه أي دخل، هو دائماً بسبيل الصيرورة، وفي مرحلة التغيير فهو في طريقه بالاستمرار نحو التلاشي، دون إن يكون موجوداً حقاً). ومعنى هذا إن الكون إنما هو عالم صيرورة، وسيلان وتلاشي مستمر. ويؤكد وايتهيد إن الموجودات الواقعية مقولة عامة تصدق على كل شيء: فهي تنطبق على المادة الحية كما تنطبق على شتى نماذج الحياة، وهي تصدق على وجود الإنسان كما تصدق على وجود الله. فالواقعة تعتبر إدراكاً من حيث إنها الكون برمته كما لو كانت تفهمه فهماً عفوياً أعمى. إذ إن ماضي الكون ومستقبله متضمنان فيها، كما ينعكس عليها حاضر الوقائع الأخرى عن طريق التأثير الذي تسبغه عليها تلك الوقائع. وأذن فأن الواقعة هي الوحدة التي يتألف منها العالم، من حيث إنه كل لا يتجزأ. إن وايتهيد ينسب إلى الطبيعة ضرباً من الحياة، لأنه يرفض منذ البداية تلك التفرقة التقليدية، التي أعتاد الفلاسفة إقامتها بين الطبيعة والحياة. يرى وايتهيد أنه هيهات والمذهب الذي أتمسك به، هو إنه لا يمكن أن نفهم لا الطبيعة الفيزيائية والحياة، ما لم ندمجهما معاً كعاملين في تركيب الأشياء الحقيقة حقاً، التي يتألف العالم من العلاقات القائمة بينهما ومن صفاتها الفردية. يجب أن تكون الخطوة الأولى في المناقشة تكوين مفهوم عما يمكن أن يكون معنى الحياة. ونحتاج إلى بيان العيوب الموجودة في مفهومنا عن الطبيعة الفيزيائية يجب أن ترجع إلى دمجها بالحياة أيضاً، ومن جهة أخرى إلى بيان أن فكرة الحياة لابد أن تشمل فكرة الطبيعة الفيزيائية.
تتضمن فكرة الحياة لدى النظرة الأولى، شيئاً من الاستمتاع الذاتي المطلق.وهذا لا يعني شيئاً من الفردية المباشرة التي هي عملية معقدة من التملك في وحدة وجود لعدد كبير من المعلومات التي تقدمها عملية الطبيعة الفيزيائية على إنها منسجمة. وتتضمن الحياة الاستمتاع الذاتي الفردي المطلق الناشئ من عملية التملك هذه.وقد استخدمت في كتابي الأخير، عبارة التناول للتعبير عن عملية التملك هذه.كما إنني أطلقت على كل فعل فردي من الاستمتاع الذاتي المباشر
عبارة فرصة خبرة. وأعتقد إن هذه الوحدات من الوجود، وإن فرص الخبرة هذه هي الأشياء الحقيقية حقاً التي تؤلف بشمولها المجتمع دائماً في الكون المتنامي المندفع، التقدم المبدع. ومفهوم الاستمتاع الذاتي هذا لا يستنفذ ذلك المظهر من العملية الذي ندعوه هنا الحياة لأن العملية، لكي تستطيع فهمها، يجب أن تتضمن فمرة فعالية الفعالية الإبداعية التي تعود إلى جوهر كل فرصة بالذات. لأنها العملية التي تنتقي للوجود الفعلي تلك العوامل في الكون والتي كانت قبل العملية موجودة فقط بصورة إمكانات غبر متحققة. وينطوي وجود مثل هذا التحول على وجود الاستمتاع الذاتي بشكل مباشر. وعلى هذا إذا تصورنا وظيفة الحياة من خلال إحدى فرص الخبرة، فلابد لنا من تمييز الأحداث أو الشواهد التي أصبحت فعلية والتي قدمها العالم الأسبق، والإمكانات. هذا هو مبدأ التقدم المبدع الذي يعيده إلى جوهر الكون، والذي يتجاوزه إلى مستقبل. من السخف تصور الطبيعة كحقيقة مستقرة ولو لحظة واحدة بلا ديمومة. لأنه لا يوجد انتقال بمعزل عن الديمومة المقيتة. هذا هو السبب الذي يجعل فكرة اللحظة الزمنية، المحسوبة حقيقة أولية بسيطة، فكرة سخيفة.
لكن حتى الآن لم ننته من عرض فكرة الخلق أو الإبداع الضرورية لفهم الطبيعة. يجب أن نضيف أيضاً خاصية أخرى إلى الوصف الذي قدمناه إلى الحياة. هذه الخاصة التي لم نذكرها في وصفنا. لنا أن نفهم الطبيعة الفيزيائية أو أن ندرك معنى الحياة، إلا إذا عمدنا إلى المزج بينهما تماماً، على اعتبار إنهما عاملان جوهريان يدخلان في تركيب تلك الأشياء الواقعية حقاً في الأشياء التي يتكون من علاقاتها المتبادلة وخصائصها الفردية، وأن ما في الموجودات الواقعية من تحقيق مستمر، وصيرورة دائمية، وانتقال حركي دائم، يضطرنا إلى القول بأن كل ما في الطبيعة نهب لتلك القوة الإبداعية التي تتقدم بالكون دائماً نحو المستقبل.
ومن ناحية أخرى فأن الواقعة تمثل وحدة عضوية، إذ ما تتميز به العناصر الداخلة في تركيبها هو إنها ليست عناصر مستقلة كل منها عن الآخر، بل إن جميعها تمثل كلاً واحداً، فكل عنصر يعتبر مكملاً للكل، كما إن الكل هو الذي يتعين به كل عنصر من عناصرها. مثال ذلك إنه إذا حدث إن نفذ إلكترون إلى صلب ذرة من الذرات، وإذا حدث وإن نفذت ذرة ما إلى ألياف نسيج حي، فالنتيجة تكون هي إحداث تغييرات عميقة في هذا الكل، لأن كل واقعة تعتبر مرآة للكون.
إن الحقيقة في فلسفة وايتهيد هي إن الطبيعة في تطور مستمر وعلاقات ممتدة بين الحوادث فإذا كانت الحوادث النسبية تشغل فترات زمانية مطلقة وأوضاع مكانية مطلقة وتؤثر هذه الحوادث في العقل الذي يستلم بدوره حوادث تشغل فترات زمانية وأوضاع مكانية مطلقة، كيف يمكن تفسير الطبيعة على أسس علمية جديدة دون أن تهمل حقيقة الصيرورة في الطبيعة. وعليه فإن نظرية الزمان المطلق والمكان المطلق يقودنا إلى صعوبات كثيرة، وأن فرض الجسم في المكان والزمان دون الإشارة إلى أمكنة مجاورة أخرى ماضية أو حاضرة أو مستقبلة تجعل إدراكنا للطبيعة كأنها ثابتة لا صيرورة فيها. ويتبع ذلك إن الطبيعة في أية فترة لا تشير إلى الطبيعة في فترة أخرى. يقول وايتهيد:( إن نتيجة هذا الفصل الحاد بين الطبيعة والحياة هو تسميم كل فلسفة لاحقة فالطبيعة، عند بعض المذاهب الفلسفية، هي مجرد مظهر، والعقل هو الحقيقة الوحيدة. أما عند بعض المذاهب الأخرى، فأن الطبيعة المادية هي الحقيقة الوحيدة، وما العقل إلا ظاهرة من الظواهر ).
ويقول وايتهيد أيضاً: ( والحق إن لا الطبيعة ولا الحياة يستطاع فهمهما ما لم ندمج أحدهما في الآخر، كعاملين جوهريين في تأليف الأشياء الحقيقية حقاً، التي يعمل ترابطهما أو خصائصهما الفردية على بناء الكون ).
ويرى وايتهيد في محاضرته الثامنة الطبيعة الحية من كتابه أساليب الفكر. ( إن مكانة الحياة في الطبيعة… هي المشكلة الحديثة للفلسفة والعلم. وهي في الحقيقة النقطة التي تلتقي بها جميع تيارات الفكر المنتظمة الإنسانية، والطبيعية والفلسفية. ومعنى الحياة هو ذاته موضوع شك فحين نفهم الحياة نفهم أيضاً مكانتها في العالم. لكن جوهرها ومكانتها محيرات كلاهما… هي الهدف أو الغاية. يقصد بعبارة هدف هذه استبعاد ثروة لا حدود لها من اختبارات ممكنة، وإدخال ذلك العامل المحدد من الجد الذي يؤلف الطريقة المختارة لمعاملة تلك الأحداث في تلك العملية من التوحيد. والهدف هو ذلك المجموع من الشعور الذي هو الاستمتاع بتلك الأحداث وبتلك الطريقة. ويتم اختيار تلك الطريقة من الاستمتاع من بين الثروة غير المحدودة من الاختيارات الممكنة. لقد تم اتخاذها هدفاً لتحويلها إلى شيء موجود فعلاً في تلك العملية…
ويطالعنا حالاً سؤال عن عامل الحياة هذا، مفسراً بهذه الصورة، هل يقابل أي شيء مما نلاحظ في الطبيعة ؟ إن الفلسفة كلها مسعى أو محاولة للحصول على فهم منطقي منسجم للأشياء الملاحظة، فلهذا يوجه نموها في طريقين: أحدهما المطالبة بالتماسك والانسجام الذاتي، والآخر تفسير الأشياء الملاحظة. لذلك كان أول واجب علينا مقارنة المذهب المذكور أعلاه عن الحياة في الطبيعة مع ملاحظاتنا المباشرة. لاشك إن أبرز الملاحظات في خبرتنا الواعية هي المدركات الحسية. يؤلف البصر والسمع والذوق والشم واللمس، قائمة تقريبية لأساليب إدراكاتنا الرئيسية من خلال الحواس، والحقيقة أن إدراكاتنا الحسية هي أساليب من الخبرة غامضة ومشوشة جداً. ثم هناك كل الأدلة على إن جانبها البارز الذي يشير إلى الخارج هو سطحي جداً في كشفه عن الكون مثلاً، من الوجهة الذرائعية، حجر التبليط هي حقيقة قاسية صلبة، مستقرة لا يمكن زحزحتها، وهذا ما يكشفه الإدراك الحسي من جانبه الحاد المقطع. لكن إذا صح ما يقوله علم الفيزياء، بجد إن هذا الوصف سطحي جداً لذلك الجزء من الكون الذي ندعوه حجر التبليط. وعلم الفيزياء، الحديث هو نتيجة جهود متعاونة، متواصلة خلال ثلاثة قرون، لفهم الفعاليات الطبيعية التي يحدث بسببها انتقال الإدراك الحسي.
هناك الآن نتيجتان على جانب كبير من الوضوح.
الأولى إن الإدراك الحسي يحذف كل تمييز بين الفعاليات الأساسية في الطبيعة. خذ على سبيل المثال، الفرد بين حجر التبليط، حين يدرك إدراكاً بصرياً، أو بالسقوط عليها، والفعاليات الجزئية لحجر التبليط كما يصفها عالم الفيزياء.
الثانية هي عجز العلم عن إعطاء أي معنى لقوانينه عن الفعالية. واختلاف القوانين المتعلقة بالطبيعة عن مظهر الطبيعة حرم القوانين من أية صفة تعليلية، بل هو قد حرمنا من السبب الذي يجعلنا نعتقد إن الماضي يزودنا بأي دليل للتنبؤ بالمستقبل. والحقيقة إن العلم، بالمفهوم المعتمد على الإدراك الحسي المجرد، من دون أي مصدر آخر للملاحظة، هو الإفلاس، مادام الأمر يتعلق بدعوته إلى الاكتفاء الذاتي…
بالرغم من ذلك لا يصح القول إن الملاحظة العامة للنوع البشري، التي ليس الإدراك فيها سوى عامل واحد، لا تكشف عن أي هدف، فالحقيقة هي عكس ذلك تماماً. كل التفسيرات للوظائف السوسيولوجية العاملة لدى البشر تتضمن هدفاً كعامل جوهري للتعليل والتفسير. في المحاكمة الجنائية، مثلاً التي تستوفي فيها الأدلة يكون إثبات الحافز أحد الأدلة الرئيسية التي يعتمد عليها الادعاء العام، ففي مثل هذه المحاكمة هل يستطيع جانب الدفاع أن يدفع المبدأ القائل بأن الهدف لا يمكن أن يوجه حركات الجسم وأن من يحاسب السارق على السرقة هو كمن يحاسب الشمس لأنها أشرقت ؟ والحقيقة إننا بصورة مباشرة نشعر بأن أهدافنا توجه أفعالنا ومن دون هذا التوجيه لا يمكن، بأي وجه العمل بالاعتماد على أي مبدأ. ولما كان للأفكار التي نديرها في عقولنا أي تأثير في أفعالنا الجسمية. ولكان بالإمكان بناء على ذلك، أن يحدث ما حدث من دون مبالاة بما يدور في عقولنا من أفكار من هذا القبيل.
يسيطر على التفكير العلمي سيطرة تامة الافتراض المسبق بأن أعمال العقل لا تؤلف، بشكل صحيح جزأ من الطبيعة، وبناء على ذلك يهمل العلم كل تلك السوابق العقلية التي يفترض البشر في العادة، إنها لا تقل تأثيراً في توجيه أعمال الوظائف الكونية. هذا الأسلوب كطريقة يمكن تبريره تبريراً كاملاً بشرط أن نعترف بنقاط القصور فيه. هذه النقائص واضحة وغير محددة في الوقت ذاته، وتحديدها التدريجي هو أهل الفلسفة…
يمكن تقسيم أحداث الطبيعة بشكل تقريبي ستة أقسام النوع الأول الوجود البشري عقلاً وجسماً، النوع الثاني يشمل جميع أنواع الحياة الحيوانية، والحشرات والفقريات، وكل الأنواع الأخرى. النوع الثالث يشمل كل الحياة النباتية. النوع الرابع يتألف من الخلايا الحية المفردة. والنوع الخامس يتألف من كل التجمعات غير العضوية من مقياس الأجسام الحيوانية أو أكبر منه. النوع السادس يتكون من كل الأحداث على مقياس في غاية الصغر يكشفه التحليل الدقيق للفيزياء الحديثة. وبعد فأن كل أحداث الطبيعة هذه يؤثر بعضها في البعض الآخر، ويتطلب بعضها البعض الآخر. ولقد تم أعداد القائمة بصورة تقريبية عن بعضها البعض قصد من دون أي إدعاء علمي. أن التصنيفات العلمية الحادة ضرورية للطريقة العلمية لكنها خطر على الفلسفة. لأن تصنيفاً كهذا نخفي ورائه حقيقة أن مختلف أساليب الوجود الطبيعي يدخل بعضها في البعض. فهناك الحياة الحيوانية الموجهة بصورة مركزية نحو مجتمع من الخلايا، وهناك مجتمع الجزئيات غير العضوية الواسع النطاق مع قبوله بشكل منفعل الضرورات الآتية من العلاقات المكانية، وهناك الفعالية الجزئية التحتية التي فقدت كل أثر لتوقف الطبيعة غير العضوية على نطاق أوسع…).
إن النظرية التي ناقشها وايتهيد مستنداً إلى تحليـلات فلسفية وعلمية معاصرة، هي نظرية انشطار الطبيعة. وقد خصص وايتهيد لمناقشة هذه النظرية باباً خاصاً في كتابه مـفهوم الطبيـعة وركز على أربع مسائل مهمة، لها اتصال بانشطار الطبيعة هي :
السببية.
الزمان.
المكان.
التوهم.
يقصد وايتهيد بالسببية الطبيعية العلّية واعتبار العقل أن الطبيعة مؤلفة من ظواهرها. فالطبيعة هي سبب أو علة المعرفة الحاصلة في العقل الذي يظهر على هيئة معلول. ويتناول وايتهيد نظرية الزمان المطلق بانتقاد لاعتبارها الزمان والمكان حقائق منفصلة وأنظمة مستقلة: فالزمان تتابع منظم للحظات زمانية ثابتة بالإمكان معرفته أو إدراكه دون الحوادث، فهو على هذا الأساس عامل ثابت لا يتغير بتغير الحوادث. إن جذور نظرية انشطار الطبيعة في الفكر الأوروبي، نجدها في التفكير العلمي والفلسفي معاً. فثنائية الزمان بذاته، والحوادث، وثنائية المكان بذاته والأجسام أمثلة واضحة على اهتمام الفكر الأوربي بانشطار الطبيعة، ولقد تعدت هذه الثنائية حدوداً أخرى في نظرية المعرفة والميتافيزيقا أو العلوم، بحيث أصبحت أساساً قاد الفكر الفلسفي والعلمي نحو الميتافيزيقا والبعد عن الحقيقة. (22)
يرفض وايتهيد كل الأنواع التي تدخل في انشطار الطبيعة، لاعتقاده إن كل شيء يدرك إنما هو في الطبيعة، وإن الطبيعة كل غير قابل للانشطار. فحمرة شعاع الشمس المتوهج عند الغروب جزء من الطبيعة لا يختلف في موضوعيته عن الذرات والإلكترونات التي يدرسها عالم الفيزياء باعتبارها حقائق موضوعية في الطبيعة. وبعبارة أدق: أي أنه يرفض كل تفسير لها يعتمد على شطرها شطرين: جوهر وعرض، علة ومعلول، عقل ومادة … الخ.
يرفض وايتهيد بصورة عامة مبدأ انشطار الطبيعة إلى جزئيين. ويرفض تبعاً لذلك الفصل التام بين العقل والمادة والزمان والمكان، لأن مثل هذا الانقسام لا يقره العلم ويتنافى مع حقيقة الصيرورة الطبيعية التي تمثل الجانب الحياتي والطبيعي في كل لا يتجزأ.



المـيتـافـيـزيـقـا :

إن كل كائن حقيقي هو فرد ماضٍ في عملية التفاعل الخلاق مع سائر مراكز النشاط. وهذه العملية التي يتم بها نمو كل كائن حقيقي، تسمى عملية النمو المشترك. وفي هذه العملية من عمليات النمو المشترك، يواجه كل كائن حقيقي معلومات تهيئها سائر الكائنات الحقيقية الأخرى. وهذه المعلومات على نوعين :
مادية، تمثل المدلول الذي يدرك بالشعور.
معنوية، مثل الشيء الذي يدرك بالعقل أو بعض الكليات التي لا داعي لأن تعرض على نحو معين في كل لحظة. مثال الرقم اثنان، بدلاً من تفاحتين. ويطلق على مثل هذه المدلولات المعنوية اسم الأشياء الخالدة. وهي تدعي الأشياء الخالدة لأن وايتهيد يعتبرها عوامل دائمة في الكون.
وفي عملية الإدراك، يستوعب الكائن الحقيقي بعض المدلولات التي تهيئها سائر الكائنات الحقيقية. وعملية الاستيعاب هذه يطلق عليها أسم الإدراك الإيجابي. فحين يتم إدراك المدلولات المعنوية (الأشياء الخالدة) إدراكاً إيجابياً، يكون الإدراك تصورياً، إن الإدراكات التصورية تشكل القطب العقلي، ولا يتم إدراك جميع المدلولات في كلا النوعين إدراكاً إيجابياً. فبعضها ينبذ وهذا يشكل إدراكاً سلبياً. فالاستيعاب والنبذ يتضمن موقفاً محبباً أو غير محبب. وهذا ما يسمى بالأسلوب الذاتي، وهذه العملية المعقدة من عمليات التفاعل، والاختيار توضح الهدف الذاتي (الغرض) للكائن الحقيقي. وأن غرض الكائن الحقيقي أو هدفه محاولة لاستخدام نمط مختار بذاته أو مثل أعلى. إن وايتهيد يقدم للميتافيزيقا التعريف التالي: ( إن الفلسفة التأملية تحاول تشكيل من الأفكار العامة، في مصطلحات يمكن عن طريقها تفسير كل عنصر من عناصر خبرتنا ).
ويرى وايتهيد إن الميتافيزيقا عقلية بالدرجة الأولى وذلك دون أدنى تعسف، ودون ذكر لأي قوة سحرية لا تتفق مع طبيعة العقل. يقول وايتهيد : (إن الاعتقاد بالعلة، يعني الثقة بأن الطبائع القصوى للأشياء تترابط معاً في انسجام كامل لا يقبل أدنى تعسف. إنه الاعتقاد بأننا لن نجد في صميم الأشياء أي قوة سحرية). وغني عن البيان أن الترابط يربط بين الأمثلة الجزئية في قوانين ونظرية من النظريات. وأن هذا ليس شان الميتافيزيقا وحسب، بل هو شأن العلم أيضاً. ويقول وايتهيد أيضاً ( إننا نفشل في إيجاد أي عنصر من عناصر الخبرة لا يكون مثالاً من أمثلة نظرية عامة إن هذا هو بالضبط أمل أي مذهب عقلي، وهذا الأمل ليس أملاً ميتافيزيقياً وحسب، ولكنه يمثل اعتقاداً تعتقده كل العلوم، بما في ذلك الميتافيزيقا ).
لا يفرق وايتهيد بين الميتافيزيقا وبين الأنطولوجيا، بل لعل من الأصح القول إنه لا فارق عنده بينهما أبداً، وذلك خلافا لما جاء في التراث الفلسفي العريض السابق عليه، ولهذا درج الكثيرون من مؤرخي الفلسفة على اعتباره ضمن فلاسفة الوجود أو الأنطولوجيا حيناً، واعتباره ضمن فلاسفة الميتافيزيقا حيناً آخر. بمعنى ترادف الميتافيزيقا عنده مع الأنطولوجيا. تنحصر الفرضية الأساسية التي أقام عليها وايتهيد مذهبه في الميتافيزيقا في التسليم بأن استنادنا على ما هو مثالي هو القاعدة الأولى والأساس لفهمنا للحاضر المتحقق. إذ إن تحليلنا للمعطى الفوري يفضي بنا إلى ملاحظة إن الحاضر المتحقق يمثل سيلاً من الوقائع، أي إنه يمثل صيرورة إبداعية خالية من الجوهر ولا يتضمن أي ثبات حقيقي.
والسمة الرئيسية في ميتافيزيقا وايتهيد، وهو أن هذه الميتافيزيقا ذات طابع وصفي ووايتهيد يقبل الميتافيزيقا بوصفها وصفاً للواقع، تستمد منه المبادئ العامة لكل تفسير، ولقد رأينا أن هذا الواقع يتكون من الكيانات الفعلية التي توجد وحدها عنده بالمعنى الكامل للوجود، ومن الكيانات الأخرى التي تشق أو تجرد من تلك الكيانات الفعلية، وهو يرى إننا يمكن أن نستخلص من وصف واقعة عينية كاملة أو بناء من الكيانات الفعلية، بعض الملامح العامة والضرورية التي ينبغي أن تكون حاضرة في كل كيان فعلي، ولقد ذهب وايتهيد بناءً على هذا إلى أن الميتافيزيقا لا يمكن إلا أن تكون وصفية ولعل أسباب ذلك تكمن فيما يلي :
1- إن وايتهيد كان متأثراً بالطابع العملي تأثيراً كبيراً.
2- أن وايتهيد أراد أن يمضي إلى الأشياء ذاتها، وهي الكيانات الفعلية دون أن يشغل نفسه بالبراهين أو الأدلة.
3- تأثر وايتهيد بأزمتي الرياضيات والطبيعيات، ارتأى ضرورة التخلي عن وضع ميتافيزيقا نهائية هي عبارة عن سلسلة محكمة من العلل والمعلولات أو الأسباب والنتائج أو الأدلة والبراهين، واكتفى بمجرد وصف الواقع كما يوجد عليه دون أن يجزم ببيان لماذا وجد على هذا النحو دون غيره.
4- تأثر ميتافيزيقا وايتهيد بالعلم، ، حيث إنه صاغ فلسفة وضعية تتوافق مع النتائج التي وصلت إليها علوم الطبيعة في عصره.
ويدعو وايتهيد إلى الأخذ بمذهب آلي متطرف، غير إنه يستدرك قائلاً إن مجرد صدور هذه الواقعة أو تلك لهو أمر يتطلب تفسيراً، وهذا هو ما يدعو إلى ضرورة الإقرار بوجود عناصر ميتافيزيقية متعددة، وهذه العناصر في عمومها لا تعتبر موجودات.
فأولاً: لابد وأن تكون هنالك موضوعات أبدية، وإمكانيات تتناول كل ما هو في صيرورة ويلاحظ إنه هنا يجاري أفلاطون في مثاليته، وهذا وأن كانت (المثل) هنا تتخذ طابع إمكانيات موضوعية محضة.
ثانياً: إن التحليل يكشف عن وجود دفع أعمى خلاق، كما إنه يتخذ في نفس الوقت صورة مادة صيرورته، فالكل يظل في صيرورة بفضل قوة الدفع والتحريك التي يحدثها هذا الجوهر، (ويتخذ الجوهر عنده هنا نفس المعنى الذي أخذه من عند سبينوزا) المتعين بنفسه تمام التعيين.
ثالثاً: بما أن الموضوعات الأبدية، وعملية الخلق، ليست خاضعة لأنها جبرية، وبما إنها عاجزة عن تفسير نشأة الواقع العيني، لذا فإنه يتحتم الإقرار بوجود عامل ثالث يتسم بالتزامن وبالحضور، أي يتحتم الإقرار بمبدأ التحديد الذي يجعل صيرورة الأشياء ضرورة حتمية، وهذا المبدأ هو الله.
وأن جوهر ميتافيزيقا وايتهيد يكمن في صيرورة الطبيعة، وتأكيد على أهمية الحقائق الوجودية وعلاقات بعضها ببعض. ولكن أليس من الجدير أن يذكر وايتهيد الخصائص الجوهرية للحقائق الوجودية ؟
إن معظم النظريات الكونية القديمة تأخذ بنظره الاعتبار عناصر الخبرة التي يمكن عدها على النحو الآتي:
الشعور.
الفكر.
الإدراك الحسي.
أما وايتهيد فأنه يرفض هذا التقسيم لاعتقاده أن الفلسفة التطورية تميز بين قطبين فقط هما :
القطب العقلي والقطب الطبيعي. فليست الحقائق الوجودية مادية صلبة عديمة النوافذ، بل إن بينها وبين الحقائق الوجودية الأخرى علاقات تقوم بربط هذه الحقائق بعضها ببعض، وفعالية المسك بين الحقائق الوجودية تزودنا بمعرفة وجود مبدأ عقلي أو ذهني.
وتتم الصيرورة بسبب تعامل قوة الدفع الخلاقة للجوهر مع الواقعة المتحققة أصلاً وهي الإدراك. وهذه الوحدة التركيبية الجديدة هي وحدة مزدوجة إذ إن الواقعة المتحققة هي عملية تركيب بين الموضوعات الأبدية التي تلج الواقعة وتداخلها أما إيجابياً وأما سلبياً، وبين صفات الوقائع الحقيقية الأخرى. والله ينفرد بعملية الخلق، بما له من قدرة هائلة على تعيين ضرورات معينة، وبما له من قدرة على تقرير حتمية صدور الأشياء. والواقعة هي الفرد الواقعي وهي الانبثاق الخارق وهي الحاضر الجاري الذي يعتبر قيمة في ذاته، إذ إن كل حاضر واقع يعتبر قيمة.
وهكذا نصل إلى إن الواقعة تمثل عملية تركيب الكون، فهي إدراك لكل ما يتميز به العالم الواقعي، كما إنها إدراك لجميع الموضوعات الأبدية وإدراك لقوة الدفع الخلاقة وإدراك الله. إذن فأن الله يحل في العالم. ثم إن الواقعة هي دائماً شيء يفوق ويتجاوز العالم السابق عليها، فهي انفرادية خالصة وولادة حاضراً جديداً وقيماً جديدة.



#ماجد_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الجمال في الفكر الإسلامي
- الفن الاسلامي
- المثالية المحدثة بينيديتو كروتشه
- الفن العراقي القديم
- الفلسفة البراجماتية
- الفلسفة الوجودية
- السؤال الفلسفي
- دور الإنسان والموروث في غياب الممارسة الديمقراطية في واقعنا ...
- إشكالية التخلف في واقعنا الاجتماعي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد محمد حسن - الواقعية الجديدة : الفرد نورث وايتهيد