أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد أبو عيسى - جمّارُ














المزيد.....

جمّارُ


حميد أبو عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 17:24
المحور: الادب والفن
    


يجتاحني حدسٌ مريرٌ أن تركيبَ البشرعين ُالقساوةِ كالصخرْ
لا قلبُ لا عينان ِ لا ضاقتْ به الأزمان ُلا هم ُّولا محن ٌ أُخرْ
بل ْ قسوة ٌ وبلادة ٌ وتصحُّرٌ عَقِـم ٌعجيفٌ كالشتاء ِ بلا مطرْ !
"ماذا وإلاّ " كيف تجتث ُّالسنابلُ جذرَها وترتمي بين الحفرْ؟

الحقلُ مدرارٌ كريمٌ
والثرى أم ٌّ رؤومٌ ،
يفتدي الأمصارَ والأشجارَ والأزهارَ والمرعى العطرْ
والنهرُ قبل ولادةِ الإنسان ِ
يروي كلّ أصنافِ السنابل ِفي سخاءٍ ليس من صنفِ البشرْ!

النهرُ سبّاق ٌ إذا سكبتْ ، ولو كذبا ً ، دموع َ القيظِ أغصان ُ الشجرْ
النهرُجرفان ِونبضٌ دافق ٌ يجترُّ أحزان َ الطوامي والروابي والزَّهرْ
فلمَ إذن حُشيتْ عقولُ الناس ِبالأحقادِ والبغضاءِ
والشرِّ المخصَّبِ والتسلل ِ في المحارم ِ كالوباءِ؟!
هل ْهذه ِ الأغصان ُ فعلا ً من ْ أصائيل ِ الشجرْ؟!
أم أنّها الأيام ُ تفعل ُ فعلها النخر ِ في جسدِ التعففِ والطهارةِ والنقاءِ؟!
جمّارُ يا جمّارُ كيف َ تعانق ُ الأرطابَ في حضن ِالتسامق ِ والسخاءِ؟ قلْ لي صريحا ًهل جذورُالنخل ِمثلُ السعفِ تغزوعمقها في كبرياءِ؟!
قل لي، فديتكِ مولدي، إنّي شديد ُ الحزن ِ كالعذراءِ في سوق ِالبغاءِ؟!
قلْ لي بلا لفٍّ ولا خجل ٍ وإلاّ طافتِ البغضاءُ
في كلِّ الشوارع ِ والمنازل ِوالمقابر ِوالسماءِ
قلْ لي بلا مكر ِالرِّياءِ
هل لي تجمُّلُ يعقب ٍالسبعُ زوبعة ٌسأحسمها بعون الله في ركل الجزاءِ
أم ْ صبرُ أيوبَ الأمين ِ على رحى الديدان ِ في جسد ٍ تقدَّسَ بالشقاءِ؟!
صمتٌ وتحديق ٌ رتيبٌ في درابين ِ* الخواء
صمتٌ وحزنٌ قارصٌ في كلِّ أوردةِ الرجاْءِ
لا نخل ُ لا جمّارُ
لا قامتْ لصحبتنا البواعدُ، لا الجوارُ
وأحسُ دينا ًمستميتا ً، في ثناياكِ الجريحةِ يا بلادي
يحرق ُالتلمود َوالإنجيلَ والقرآن َ، لا قاض ٍولا صيغ َالقرارُ!
هل هكذا هجرتْ مرابعَها ، هزيعا ً ، دجلة ُ الأخيار ِ
أم جُن َّ الفراتُ فضاقتِ الأيامُ وانتصرَ التبعثرُ، يا فرارُ؟!
ياهول َمحنتنا، نجندل ُبعضَنا
زعما ًبأن َّ خيارَنا فر ٌّوتجديفٌ
وقنطرة ٌ على أبواب ِ شعَّار ٍ
تجاهله ُ التقعقع ُ والدوارُ !
جمّارُ يا جمّارُ
ماذا تحملُ الأسفارُ
من قيظٍ وماذا قالتِ الأخبارُ، هل: صهرٌومطرقة ٌوعارُ؟!
أم ْإنّها الأقدارُ
تقضي، رغم قسوتِها، بارطابٍ تراقصُها الخصوبة ُ والنهارُ؟

كُظـَّت ْ خزائنُنا
بآهات ِ الليالي ،
فاضت ْمآقينا
بآخرَ دمعة ٍ مثل اللآلي
لا صبرُ يجلينا
ولا صلواتُ، لا خد ٌّ نقدِّمه ُولا حق ٌّ يحقـَّق ُ أو يصادرُ أو يبارُ
أليوم َ جمّار ُالعراق ِ
سيرتدي بعدا ًربيعيا ً
مثلما بالضبط ِ جمّارُ!
أليوم َ تمتشق ُ السنابلُ
جذرَها وتعيدُ للنهرين ِدَينا ً
طالما ناحت ْ له ُ الأشجارُ ؛
هكذا أديمُ الأرض ِيمنحُ ملحَه حبَّا ًومكرمة ًفيقتسمُ الأكابرُ والصغارُ!
ديترويت في 6 – 22 – 2000
* درابين- جمع دربونة وتعني الزقاق باللهجة البغدادية .



#حميد_أبو_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ُ دجلة ْ والفرات ْ
- علامَ يضامُ العراقُ؟!
- الخلفُ والسلفْ
- شُدَّني يا طيرُ عينا ً
- الحبُّ يرفضُ الشروط ْ
- تكلَّمْ
- زمنُ التبعثر ِوالوحام ِ
- لبَّيكَ يا عراق ْ
- تمّوزُ
- ماذا بعدَ الزرقاوي؟
- بطلُ الحصارْ
- محنة ُ العراقْ
- السعدُ والعذابُ
- جرحُ المنافي
- تعاليمُ البغاءْ
- دمُ الشهيدِ سنابلٌ
- الناسُ أصنافٌ ثلاثةْ
- والعسلٌ ينجبُ علقما
- تانيني
- حكمُ الملالي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد أبو عيسى - جمّارُ