أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي3














المزيد.....

أحلام دونكشوت مغربي3


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


وصل محب إلى مورسيا عبر حافلة النقل العمومي، خطا بعض الخطوات لينتبه إلى بعض الرجال في اللباس الرسمي حسبهم من الشرطة فبدأ يتجنب أن تلتقي عيناه بهم، ظهر في زاوية من المحطة محل لبيع الجرائد، فاعتبرها محب فرصته القيمة في لعبة التنكر حيث تقدم لشراء جريدة وهو لايعلم ثمنها ولا هو سأل عنه، أخذها وقدم ورقة من فئة عشرين يورو على أن يتكلف صاحب المحل برد الصرف وبدا مهتما بصفحاتها كما لو كان قارئئا جيدا، جلس بأحد المقاعد الموضوعة لراحة المسافرين ليكتشف أن الجريدة بين يديه مقلوبة، ضحك من نفسه، ثم حاول أن يتلصص النظر إلى صاحب اللباس الرسمي ليرى ما إذا كان مهتما به كغريب دخل المدينة، وبقي على هذه الحالة من التلصص إلى أن استفاق على صوت يناديه باسمه، انتبه إلى الصوت ليرى مغربيا آخر يبدو من ملامحه أنه يعرفه، لا يتذكر اسمه لكنه يتذكر أنه من بلدته كما يتذكر نوع سيارته، تقدم إليه المغربي وحياه كما جره إلى محل لبيع التذاكر، وأخبره أنه محمد ابن فلان من الجيران القدامى كما أخبره بأنه يعمل بالمحل، سأله كيف وصل كما سأله عن أحواله وأهله, أما محب فكان مهتما فقط بالخروج من مأزقه، توجه بالكلام إلى جاره قائلا :
ـ اسمح لي، لست في وضع يسمح بالحديث عن الأهل، أرجوك ساعدني على الخروج من هذه المحطة اللعينة والعامرة بالبوليس
ـ لا ليس هنا بوليس، نظر من الشرفة، ثم ضحك قليلا، ثم توجه إلى محب بالكلام، الرجال باللباس الرسمي الذين تراهم هناك ليسوا من البوليس بل هم حراس المحطة، ها ها، ياه، صحيح تبدو هيأتهم كهيأة رجال الأمن عندنا، لكن اخبرني، جئت إلى مورسيا تقصد من؟
ـ لا أحد بالتحديد فقط أعرف أن الكثير من البلدة يعملون هنا
ـ ليس هنا بالضبط عليك أن تذهب إلى المناطق التي تتواجد بها الأعمال الزراعية، أما هنا فلا عمل ولا أصدقاء، يأتي المهاجرون إلى هنا فقط عندما ينوون السفر، لذلك عليك أنت أيضا أن تبحث حيث يوجد العمل ويسمح للمهاجر بدون أوراق بالعمل أيضا، أما هنا، بالمدن الكبيرة، تكون مراقبة الشغل صارمة, هل فهمت، سأخبرك بمكان تواجد أبناء بلدتنا لتذهب إلى هنالك، أما الآن فهيا لنتناول شيئا بالمقهى، لابد أنك جائع؟
دخلا إلى المقهى، وتناولا كأسين من البن بالحليب الساخن كما اقترح عليه محمد، جارهم في المغرب الذهاب إلى منطقة اغيلاس حيث تتواجد مزارع الطماطم كما يتواجد بها عمال مزارعون من بلدتهم، أخبره أيضا ان يبحث عن مقهى لمهاجر مغربي يلجه أغلب المهاجرين حيث هناك يسيطيع التعرف عن بعضهم ليساعده في تدبر مبيته واستقراره ريثما تتاح له الفرصة في البحث عن الشغل.
تناولا قهوتهما، ثم خرجا ليقتني له محمد تذكرة إلى منطقة أغيلاس، في الحافلة جلس إلى جانبه رجل إسباني، شعر معه محب أنه كان يتربصه مذ اهتم بالولوج إلى الشاحنة، كلمه بإسبانيته التي لم يفهم منها محب غير ما توحيه ملامحه، فهم أنه يعشق المغرب من خلال نطقه لبعض المدن السياحية، كما شرح له بإشارة أن الجو ساخن، لم يستطع محب التواصل معه غير ابتسامة يلوح بها من حين إلى آخر كعربون تفهمه، لكن، بعد مرور دقائق معدودة، بدأ الرجل يحتك جسديا مع محب الذي شعر حينها بالحرج، فهو لم يطق احتكاك الرجل به، كما بدأ يتضايق شيئا فشيئا، عندما لم يكتفي الرجل بالإحتكاك بل تجاوز الأمر عندما وضع يده يتلمس حجر محب حيث لم يشعر محب إلا وهو يزيح يده بحركة عنيفة أدخلت الرجل في انكماشة متجمدة كما بالغ محب في الإنزواء بمقعده في حركة التصاق بالنافذة كتعبير منه على بالغ استيائه، بعد مرور فترة حاول الرجل فتح نقاش معه مبديا أسفه، لكن محب بدا غير مرتاح لمبادرته مشيرا أنه لايرغب في الكلام ثم أزاح عنه نظرته مبديا اهتمامه بالمناظر الطبيعة من خلال النافذة، مرددا في ذاكرته شريط الحديث الذي دار مع الرجل، تفهم أنه ممن يسمون بالمثليين وأن عشقه للمغرب لم يكن سوى بهدف السياحة الجنسية.
وصلت الحافلة إلى محطة أغيلاس( النسر)، نزل محب وهو يبحث في زواياها عمن يساعده في البحث عن مقهى المغاربة، خرج من بابها الرسمي ليلاحظ تجمعا من بعض المهاجرين العرب، اقترب منهم ليسألهم حيث بدا من لهجتهم أنهم جزائريون، لكنهم كانوا يعرفون المقهى مما سهل عليه مأمورية البحث عن المقهى التي دخلها بعد سير لعشرات الأمتار صحبة واحد من الجزائريين الذي كان متوجها إلى نفس المكان، دخل محب المقهى ليجده عامرا بالمهاجرين، وبدا أنه يعرف بعض الوجوه الحاضرة التي اقترب منها ليلقي عليهم التحية، بادلوه التحية لكنهم لم يبدوا أي اهتمام به،جلس بأحد المقاعد عسى يظهر أحد ممن يعرفه معرفة تامة، انتظر أن يأتيه النادل ليطلب شيئا يشربه، لكن بدا من النادل أنه غير مهتم بالزبائن، لاحظ أحد الوجوه ذلك فتقدم إلى محب قائلا له:
ـ هل تريد تناول شيء؟
ـ نعم أريد كأس شاي
ـ إذن قم واطلبه بنفسك، هنا ليس كالمغرب حين يأتي النادل ويضع ماتريد بين يديك، هنا الزبناء يخدمون أنفسهم بنفسهم
يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لي في عينيك
- أحلام دونكشوت مغربي2
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
- نسقية المجتمعات الكلبية
- لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي3