أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الأوكرانيون يهزمون -ثورتهم البرتقالية- .. ديمقراطيا















المزيد.....

الأوكرانيون يهزمون -ثورتهم البرتقالية- .. ديمقراطيا


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفي عامها الخامس، اندحرت "الثورة البرتقالية" أمام صناديق انتخابات شهد الغرب بنزاهتها، رغم اعتراضات المرشحة الخاسرة (تيموشينكو) وحزبها، وأظهرت نتائج الجولة الثانية التي جرت في السابع من شباط (فبراير) الجاري فوز مرشح حزب الأقاليم فيكتور يانوكوفيتش، المقرب من موسكو وفق بعض المصادر، والمدعوم من قبل مجموعات قوية من الرأسمالية القومية الأوكرانية وفق مصادر أخرى. وبهذا تكون صناديق الاقتراع قد تكفّلت بهزيمة "مشروع الثورة البرتقالية" الذي اندفعت دول الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة؛ للتأسيس له ضمن سلسلة "ثورات ملونة" في الفضاء السوفييتي السابق، بهدف جلب سلطات حكم جديدة موالية أو تابعة للغرب، وذلك على حساب علاقاتها الطبيعية بجيرانها في إطارها الجيو بوليتيكي، وبروسيا تحديدا.

وإذا كانت رهانات الغرب، قد انعقدت على جورجيا وأوكرانيا وبعض دول سوفييتية سابقا، للحد من الطموح الروسي لاستعادة علاقات موسكو الطبيعية بدول الفضاء السوفييتي السابق، خاصة بعد أن استعاد الاقتصاد الروسي شيئا من جاذبيته القديمة، في التحكم بمسارات نمط من اقتصاد رأسمالي أكثر خضوعا للتخطيط؛ فها هي الانتخابات الأوكرانية تمنح الطموح الروسي المزيد من عناصر الصحوة من غيبوبة السياسة والاقتصاد السياسي، تلك التي فرضها انهيار الاتحاد السوفييتي وانهيار أساساته الاقتصادية. وبهذا يكون الغرب قد خسر رهاناته، ليس على "الثورات الملونة"؛ بل وعلى الانتخابات الديمقراطية، وهو النمط الذي حاول استغلاله في "شرقنا الأوسط الكبير" لمنح سلطته الهيمنية كل مقومات النجاح، ولفرض نفوذه القوي على أنظمة وسلطات بلادنا. ولئن لم يستطع الاحتفاظ ببريق هيمنته التي بدأت بالتلاشي والاندحار تدريجيا، ففي ضوء خبرة شعوبنا وشعوب دول الاتحاد السوفييتي السابق، يتبين أن مدى خيبة الأمل بالوعود الغربية كبير وكبير جدا، وأن ما كان يلتمع لم يكن ذهبا.

وهكذا أسفرت جولة الحرب الأولى بين روسيا وجورجيا، عن قدرة ضعيفة لدى نظام ساكاشفيلي، وهو يراهن على أوهام تدخل الغرب ومعه إسرائيل لنجدة جيشه في مواجهة الجيش الروسي، وخاب فألهم. وهكذا أيضا أسفرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، كما كان متوقعا، عن هزيمة ساحقة لرجل الغرب فيكتور يوتشينكو، عبر تجديد الرهان على فوزه لمواصلة "مشروع الثورة البرتقالية"، فلم يحصل على أكثر من خمسة بالمائة من أصوات الأوكرانيين، ما يعكس خيبة أمل كبيرة جدا وشديدة، إزاء "برتقاليي الثورة المغدورة" الذين سقطوا سقوطا ذريعا في امتحان المواءمة بين المصالح القومية، والتبعية لمصالح الغرب التي جسدها الاندفاع المتهوّر للانضمام إلى حلف الناتو، ومناصبة روسيا العداء، ورفع وتيرة الخطاب القومي، في ظل أزمة اقتصادية كانت تتفاقم، وتفاقم معها ليس خسارة جانب من الثروة القومية من جانب النظام الحاكم، بل وإفقاد الأوكرانيين نصف قيمة عملتهم، بدءا من أواخر العام 2008، في وقت كان ينخفض الناتج الوطني الإجمالي بنسبة 15 بالمائة، وملامسة مستوى البطالة العشرين بالمائة، وتضاعف أعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وزيادة أسعار المواد الغذائية مرات عديدة، بينما أبرزت سنوات "الحكم البرتقالي" الخمس أوكرانيا كدولة فاسدة، واضعة إياها في مقدمة دول العالم بعد الصومال.

لهذا.. وبعيد إعلان فوزه رئيسا، أكد فيكتور يانوكوفيتش على ثقته بفعالية برنامجه وقدرته على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد وفي الحياة السياسية، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، لكنه وفي الوقت ذاته أشار إلى أنه يستلم من الحكومة السابقة بلدا في وضع اقتصادي حرج، وأن عملية تحقيق التنمية ومكافحة الفساد والدفاع عن حقوق المواطنين وإقامة نظام إدارة فعال يتطلب فترة من الوقت. كذلك أعلن أن مسألة إنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو غير مطروحة، وأن بلاده مستعدة لدعم المبادرة الروسية الخاصة بإنشاء نظام مشترك للأمن الأوروبي، وعلى هذا الأساس أعلن عن دعمه مبادرة الرئيس ديمتري ميدفيديف التي حظيت بدعم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
لقد اتضح وعقب الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، أن تنافسا بين المعسكر الغربي وروسيا، عبّرت عنه التهاني ليانوكوفيتش، في محاولة لجذب انتباهه نحو مسائل التعاون المشترك، خاصة الاقتصادية منها، إذ أن حوالي 170 مسألة اقتصادية كانت قد تراكمت طوال السنوات الخمس الماضية، كان لا بد لتدخل حكومي عاجل لمعالجتها، ولكن انعدام الحوار بين روسيا وأوكرانيا – رئاسة وحكومة – حال دون ذلك، ما يفتح الآن آفاقا واسعة لبحثها، رغم أن أوكرانيا عضو في منظمة التجارة العالمية، والتزاماتها في المنظمة، تتضارب مع مبادئ الفضاء الاقتصادي الموحد والاتحاد الجمركي، وهذا يتطلب إعادة تصحيح العلاقات الأوكرانية – الروسية، وإلاّ فلن يكون في مقدور أوكرانيا دخول الفضاء الاقتصادي الموحد، ولا تعميق علاقاتها الاقتصادية مع روسيا وكازاخستان وبيلوروسيا خاصة، ورابطة الدول المستقلة بشكل عام.

لكن هناك من لا يستبعد انطلاق الفضاء الاقتصادي الموحد، باعتبار ذلك انطلاقة مشروع رئيس، فالدكتور فيتالي كوليك مدير مركز دراسات قضايا المجتمع المدني في أوكرانيا، وإذ يميل إلى اعتبار شخصية يانوكوفيتش بعلاقته بروسيا كنوع من الأسطورة، فلأسباب يتعلق بعضها بتمركز مجموعات قوية لرأس المال الأوكراني القومي حوله، وهو رأس مال ضخم تتواجد أسواقه ليس في روسيا، بل في الغرب. ومن الناحية الاقتصادية فهم الذين يشكلون المجموعات القومية الاقتصادية التي ليس من مصلحتها خلق ظروف تساعد على دخول رأس المال الروسي إلى أوكرانيا، وسيبذلون جهودهم لردع التدخل الاقتصادي الروسي، كما أنه ليس من مصلحتهم توسع عمليات التكامل بين دول الاتحاد السوفييتي السابق. فهل يكون للرئيس الجديد رأي مغاير، انطلاقا من مصالح مغايرة تتجدد اليوم على وقع الأزمة المالية الدولية، وتداعياتها التي ما تني تؤثر في اقتصادات أقوى من الاقتصاد الأوكراني؟

إن ما نسب ليانوكوفيتش مرشحا، يتناقض مع هذا التقييم/ التحليل الذي ذهب إليه فيتالي كوليك، فهو حينذاك أشار إلى جاهزيته لتوقيع ما أسماه "اتفاق تنازلات تاريخية" يضمن إعادة الحيوية للاقتصاد الأوكراني، كما انه يسعى لأن تكون رئاسة الوزراء "وطنية" وليست حزبية أو فئوية خاصة بحزبه (الأقاليم). واستنادا إلى الفترة التي شهدت رئاسته للحكومة، فقد أظهرت أوكرانيا يومها أفضل وتائر نمو الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بفضل تمكنه من تصريف البضائع الأوكرانية في الأسواق الروسية، ولهذا من المتوقع أن يسعى يانوكوفيتش إلى ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الذي يضم كل من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، والعمل بمشروع فضاء اقتصادي موحد، وهذا ما سيتيح لأوكرانيا بدء عملية إعادة علاقات التعاون في القطاعات العلمية والمجمع الصناعي العسكري، نظرا لأن المصالح المشتركة مع روسيا – حسب يانوكوفيتش – يجب أن تُبنى على العلاقات التجارية – الاقتصادية، وقبل كل شئ في مجال صناعة الطائرات، وبناء السفن، والصناعات الفضائية، والطاقة الذرية والكهربائية ومجمع الصناعات الكهربائية، أما النسبة للغاز والنفط فهي من التفاصيل المفروغ أن تعاونا وثيقا يحكم علاقات البلدين، يمكن له إخراجها من دائرة التوتير والتنازع والخلافات البينية بين الحين والآخر.

رغم كل ذلك، لم يحسم التغيير الأوكراني الراهن الهوية الحقيقية لأوكرانيا كدولة /أمة، بحيث يمكن للاتجاه التعددي ثقافيا أن يسود، ليسيّد معه احتراما للتعدد اللغوي، وبما يعكس المصالح الحقيقية لأوكرانيا، فإذا كانت قضايا الداخل الإستراتيجية، بحاجة إلى بُعد نظر مؤجل؛ إلى حين حسم المسائل السياسية والاقتصادية المتشابكة، فلا شك أن القضايا الإستراتيجية لسياسة أوكرانيا الخارجية المتمثلة في ترسيم الحدوة وقضية أسطول البحر الأسود، وغيرها من قضايا يمكن حسمها ولكن بعد وقت طويل، كونها تحتاج إلى تغييرات في الدستور، وهذا دونه توافق وطني عام لا تتوافر شروطه وأركانه كاملة بعد.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية
- يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي
- أي بدائل إقليمية لحل الدولتين؟
- تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!
- الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي
- في الصياغات الجديدة للعقائد العسكرية
- مأزق الشراكات التفاوضية
- جعجعة خطط ولا طحين لدولة في الأفق
- حدود العلاقات الندية اليابانية - الأميركية وآفاقها
- فساد السياسة والكيان في إسرائيل


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الأوكرانيون يهزمون -ثورتهم البرتقالية- .. ديمقراطيا