أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - ما المطلوب في ليبيا اليوم؟















المزيد.....

ما المطلوب في ليبيا اليوم؟


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 21:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    




إن كل ما يدعيه نظام القذافي من حدوث تغييرات في سياسته الداخلية، ما هي إلا "شوشرة" إعلامية الغاية منها التمسك أكثر بكرسي السلطة من جهة، وإيهام الغرب بأنه قد بدأ فعلا في تغيير سلوكياته وممارساته من جهة ثانية، والتغطية على ما يحصل في ليبيا من انتهاكات صارخة من جهة أخرى، ولكن وبالرغم من كل هذه الدعايات و "البراباغندا"، التي يقوم بها هذا "النظام" لأجل إثبات هذا الأمر أمام العالم، إلا أن الواقع والأحداث الأخيرة التي جرت على الساحة الليبية حول موضوع حقوق الإنسان، بداية بتجاهله تحقيق مطالب أهالي ضحايا سجن أبو سليم، ومروراً بمنع إطلاق المساجين الإسلاميين الذين حكمت عليهم المحاكم الليبية بالبراءة، ووصولاً إلى تلك الضغوطات والاعتقالات والتحقيقات، التي قام ويقوم بها نظام القذافي وعناصره الأمنية مؤخراً ضد المواطنين الليبيين، وأخص بالذكر الإعلاميين والصحافيين والكتاب وأصحاب الأقلام الحرة بمدينة بنغازي، وذلك في محاولة يائسة منه لزيادة مصادرة حقوقهم وكبت حرياتهم، في التعبير عن أرائهم وأفكارهم بالطريقة التي يرون.

كما أن استغلال نظام القذافي الحاكم الفعلي في ليبيا اليوم، لمقدرات الدولة المادية بجلب عدداً من الخبراء والفنيين، ودفع الأموال الهائلة من أموال الشعب الليبي، للسيطرة عليه ومحاربته فكرياً من خلال حجبه لعددٍ من المواقع، كـ موقع "اليوتيوب العالمي" والمواقع الإخبارية الليبية بالخارج، والتي يتردد عليها ويزورها العديد من أبناء الشعب الليبي بالداخل، والتي تعد جسر تواصل بينه وبين أبناء وطنه في الخارج، أو بينه وبين الشعوب العربية والأجنبية الأخرى. كل هذه السلوكيات والطرق والممارسات التي يغلب عليها طابع الاستبداد والعنجهية، لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن توحي ولو إيحاء، بأن هذا النظام حقا يسعى لتغيير سياسته للأفضل كما يدعي، بل أنها توضح وبصورة جلية لكل متتبع للشأن الليبي، سواء على مستوى المواطن الليبي والعربي أو حتى المواطن الغربي، أو على مستوى الحكومات والمنظمات الحقوقية الخارجية اللبيبة أو العالمية أيضاً، بأن سياسات القذافي ونظامه لم تتغير وأن الشيء الوحيد الذي تغير فيها، هو طريقته في ممارسة هذه الديكتاتورية، حيث أصبحت أكثر دهاء على ما كانت عليه من قبل.

إن بناء الدولة على أسس سليمة وصحيحة في أي مكان من العالم، لا يأتي بإرضاء الحاكم لنفسه ورغباته أو إرضاء عائلته أو حاشيته ومعاونيه، أو باستقطاب عدد من مواطنيه وشراء سكوتهم عن الفساد والانتهاكات التي تحدث في الدولة، أو محاولة رشوة عدد من المتملقين لكسب تأييدهم، كما أنه لا يأتي بإرضاء الدول المحيطة به، أو حتى بإرضاء الدول الأجنبية الكبرى والعظمى أو بالرضوخ لها. ولكن بناء أي دولة حقيقية يرتكز على أسس متينة وصادقة، وتلك الأسس تكمن في العلاقات الواضحة والسليمة بين المواطن والحكومة، و التي يحكمها ويحددها الدستور وترعاها القوانين، وهي بدورها التي تحدد الحقوق والواجبات لدى المواطن ويتساوى فيها الجميع، في ما لهم وما عليهم تجاه الوطن الذي يعيشون فيه.

في ليبيا وعلى سبيل المثال:- نجد بأن الاهتمام يقتصر فقط على من يحتكرون السلطة، أولائك الأشخاص الذين نراهم أو نسمع عنهم باستمرار ولم يتغيروا منذ عشرات السنين، ومن هنا كانت بداية الخطأ، حيث من المفترض إتاحة الفرص لكافة الليبيين ممن تتوفر لديهم الكفاءة والخبرة في تولي المناصب، وذلك بعد أن تتوفر لهم كامل الحرية في التعبير عن أرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم وبكل الطرق المتاحة والمشروعة، عبر فتح الصحافة الحرة والسماح لأصحاب الأقلام الشجاعة والكتاب والإعلاميين، بممارسة حقوقهم الفكرية بدون أي قيد أو شرط، والسماح أيضاً لكل المواطنين بالتعبير عن مطالبهم وآمالهم وطموحاتهم، حتى لو كانت على هيئة مظاهرات واحتجاجات سلمية.

إن غياب ما اشرنا إليه سابقاً تحت حكم نظام القذافي، هو الذي أوصل البلاد إلى الحالة التي هي عليها الآن، وإلى المآسي والكوارث التي حلت بالشعب الليبي، ومن ثم أثرت بشكل كبير في تقدم الدولة الليبية كدولة، بل أنها ساهمت أيضاً وبشكل مباشر وواضح في تأخر وتخلف ليبيا عن باقي دول العالم، وهذه الحالة من التزمت ومن الدكتاتورية، واستمرار رفض القذافي ونظامه لتلبية ما يريده الشعب الليبي وتحقيق متطلباته، وسد كل الطرق أمام المواطن، وإسقاط حقه المشروع في التعبير عن آرائه وأفكاره، وسيطرة أساليب الاستبداد والقمع على سلوكياته وتصرفاته طيلة 40 عاماً،هي المسؤولة مسؤولية مباشرة في كل ما يعانيه شعبنا الليبي اليوم.

إذن الآن وبعد كل هذه الخسائر، التي لحقت بالدولة الليبية وبالشعب الليبي بالدرجة الأولى، يجب على الليبيين الوقوف للتمعن في هذا العبث، وأن يعيدوا التفكير بجدية ومسؤولية أكثر في كيفية الخروج من هذه الأوضاع وهذه الحالة المتردية والمزرية، والتفكير أيضاً في كيفية انتزاع حريتهم، كما يجب على المواطنين الليبيين أن يتدارسوا فيما بينهم، في وسائل الضغط على هذا النظام لإيقاف كل أساليب القمع التي مازال يمارسها عليهم، وان يبحثوا عن نخبة من الأكفاء الليبيين المخلصين الموجودين في داخل البلاد، وأن يدفعوا بهم لخوض غمار العمل السياسي، غير أولئك المعروفين (الديكور) الذين شاركوا في قمع الشعب الليبي، والذين تلوثت أيدي معظمهم بدماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن، وما قاموا به من سرقات واختلاسات ونهب للثروة الليبية، ووصولهم المفاجئ إلى الثراء الفاحش على حساب أرزاق الشعب الليبي، في حين لم يقدموا أي شيء مهم ومفيد لا للشعب ولا حتى للدولة الليبية نفسها.

فالمطلوب أولا ً التركيز جيداً على إعادة اختيار شخصيات ليبية وطنية جديدة، شخصيات ليبية عاشت في داخل ليبيا ولم تغادرها ولم تهاجر منها إلى الغرب يوماً، لتعود إليها طامعة في منصب أو في صفقة تجارية!، بل يجب اختيار شخصيات ليبية وطنية، تعرف حقيقة أوضاع بلادها ومشاكلها، شخصيات ليبية وطنية صامدة في هذا الوطن تراقب وتتابع عن كثب كل ما يحدث في البلاد، شخصيات وطنية ليبية تعمل في صمت وتدبر وتدرس وتتدارس كل ما يخدم الوطن والمواطن. إن هذه الشخصيات مازالت موجودة في البلاد وتطمح في رؤية ومستقبل أفضل لليبيا، وهي لا يشغلها شيء إلا هم الوطن وأهل الوطن، وفي مقدورها العطاء بدون حدود فهي لم تتغير ولم تتأثر أفكارها بما فعل نظام القذافي طيلة هذه العقود.

كما أن ما يهمنا كـ ليبيين في الوقت الحالي، وفي ظل سعي القذافي مؤخرا لكسب الغرب، أو حتى في ظل استقطابه لبعض من كانوا يحسبون على المعارضة الليبية، هو الاهتمام الحقيقي بالشعب الليبي في الداخل، ومعرفة أين تكمن إمكانيته ومقدراته، والعمل على توظيفها واستخدامها فيما يخدم الوطن والمواطن نفسه، لإنقاذ البلد من هذه الحالة المتردية التي وصل إليها، والانتباه والوقوف ضد منح أي فرص للانتهازيين، سواء أولائك الموجودين في داخل الوطن، أم أولائك العائدون إليه مؤخراً، بل يجب على شعبنا الآن الاهتمام بمن يلتمس فيهم الوطنية واحترام وحب الوطن، وأن يعاملهم ويتعامل معهم على أساس أنهم هم القدوة الحسنة المطلوبة، فـ ليبيا لن تنهض ولن تتقدم إلا على يد أبنائها المخلصين.

أبناء وبنات وطني في داخل وطننا ليبيا، أنتم من عانا هموم وويلات نظام القذافي، وأنتم من مر عليكم ما مر من تأخر و تخلف وفساد وخراب، وأنتم من تعرض ومازال يتعرض، لكل أنواع الأذى من هذا النظام الحاكم، وأنتم من صودرت حقوقكم وفرضت عليكم حياة الجحيم، رغم رفاهة عيش من يحكم فيكم وعائلته وكل أعوانه، فأعلموا بأنه لا احد يشعر بحجم مأساتكم غيركم، فلا تنتظروا بأن يأتي من خرج من ليبيا مهاجراً أو فاراً من محرقة نظام القذافي، أن يعود إليها اليوم لينقذكم إخلاصاً أو حباً فيكم، وأعلموا أن من عاد إليها الآن إما لشعوره بضيق الزمان، أو الحنين إلى الأهل والوطن أو لعقد صفقة لمصلحته، وأعلموا بأن بعض هؤلاء قد خرجوا لأسباب وظروف شخصية، أقلها خوفهم وحرصهم على سلامتهم من قمع نظام القذافي.

كما لا أنكر بأن هناك رجال ليبيون شرفاء وطنيون في الخارج، عاشوا ولا يزالوا يعيشون لأجل هذه القضية، ومن اجل التعريف بقضية وطنهم وإيصال صوت شعبهم المقموع والمظلوم في داخل الوطن، إلى كافة أنحاء العالم، كما يجب أن أوضح بأن هؤلاء القلة من المعارضين الليبيين المخلصين بالخارج، قد طال بهم الزمن والبعد عن الوطن، والأمور أصبحت أكثر تعقيداً بحكم عامل السن من جهة، وبحكم المتغيرات الدولية من جهة أخرى، ولكن من واجبنا الاستماع إلى آرائهم ونصائحهم، وتقدير تمسكهم بمبادئهم الوطنية وتفانيهم وإخلاصهم لوطنهم، وقضيتهم التي عاشوا لأجلها طوال هذه السنين، وهم الذين لم تغريهم صفقات أو عقود، كان نظام القذافي قد عرضها عليهم لأجل عودتهم وكسب تأيدهم.

وأخيراً، إن اعتماد الليبيين على أنفسهم، وإعادة تنسيق صفوفهم، وأن يكونوا متراصين صفاً واحداً وقلباً واحد، هو السبيل الوحيد والأنجح لأجل خلاص هذا الوطن، وهو الطريق الصحيح لبناء وتقدم دولتهم ونمو وازدهار مستقبلهم، فكونوا قوة يداً واحدة والله سيكون معكم خير معين، وبإذنه تعالى وحوله سيبعث في قلبكم الثبات والطمأنينة، وبقوته سيسدد خطاكم وسينصركم.
ـــــــــــــــــــــــ



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أهلنا في طرابلس!؟
- مجزرة سجن أبو سليم
- كوميديا سوداء
- أعطيه الصوت -السوط-
- فضلاً.. نقطة نظام!!*
- وماذا عن حي أبو سليم؟؟
- فئات وسيارات
- هل تجدي الأساليب السلمية!؟
- إهانة أمريكية -ذكية- للشعب الليبي
- إلى متى السكوت؟ وماذا ننتظر!؟
- كارثة الرعاية الاجتماعية في ليبيا
- رضوا سيف..!!
- واحد + واحد = اثنان
- ما هذا يا هذا..!؟
- الشطرنج
- ماذا لو مات شارون غداً!!؟
- ليبيا ليست في حاجة إلى -سوبرمان-
- فرق تسُد
- آه يا ليبيا المبيوعة!
- الحقبة القذافية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - ما المطلوب في ليبيا اليوم؟