أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الكريم وشاشا - الكتب التي غيرت العالم:















المزيد.....

الكتب التي غيرت العالم:


عبد الكريم وشاشا

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 16:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


تـــرجمــــة
الكتـــب التي غيرت العالم:

ما الملكيـــــة ؟ بيير جوزيف برودون Pierre Joseph Proudhon
(1809-1865)
ترجمة: عبد الكريم وشاشا

أدرجت أحد الأعداد الأخيرة لجريدة "لموند" في ملحقها الثقافي – عالم الكتب من خلال الركن المميز " الكتب التي غيرت العالم " حوارا مع المفكر والمؤرخ والصحافي الفرنسي جاك جيليارد Jacques Julliard حول كتاب " ما الملكية ؟ " ل بيير جوزيف برودون Pierre Joseph Proudhon (1809-1865)، الصادر عام 1840 كبداية لانخراطه في المعترك السياسي والفكري والعمالي واعتبار الكتاب وثيقة ميلاد ما يسمى ب"الفوضوية" .
في هذا الحوار وبعيدا عن العبارة التحريضية الشهيرة " الملكية هي السرقة "، يسلط جاك جيليارد الضوء على التناقضات التي تعتري فكر هذا المفكر العصامي الكبير، ما بين تحليلاته الثاقبة النيرة و أخرى مخفقة ومتوهمة.




+ في أولى صفحات كتاب " ما الملكية ؟ " وقبل أي تحليل، يقدم برودون خلاصة استباقية "الملكية هي السرقة"، ألم يفسد ذلك قراءة هذا العمل ؟
= بكل تأكيد، لقد قام برودون من خلال جملته"الملكية هي السرقة"، بخلق حالة سوء فهم كبيرة، وللعبارة معنى تحريضي قاطع، مما أضفى على عمله نوع من الالتباس، لكنه يقترح " الحيازة " أجدر من " الملكية " وهو بذلك مدين للمدرسة الليبرالية الإنجليزية، خاصة جون لوك، الذي لا يستشهد به مطلقا، ومع ذلك يتقاسم معه فكرة أن الملكية تكفل حقوق الإنسان: فالحرية البرودونية، يمكن التعبير عنها من خلال المقايضة "المشتركة " ... التي تفترض الملكية.
+ لماذا، إذن، افتتح بالسرقة ؟
= يعتقد برودون أيضا – عكس جون لوك – بأن الملكية ليست معطى مباشر للوضع الإنساني، بل يتم الحصول عليها بالضرورة " بالسرقة " رغم ما يعقبها بعد ذلك من حيازات وملكيات مختلفة مشروعة، إن برودون رجل المتناقضات بامتياز، فإنك تجده في مجمل أعماله، بل وفي عمل واحد، مع وضد، التبادل الحر، الفدرالية، الحركة النقابية...الخ .







+ بماذا سنفسر ذلك ؟
= إن اشتراكية القرن التاسع عشر، مرتكزة أساسا على الديالكتيك، فهيجل يتربع على منهجه في التفكير، بينما برودون وبخلاف ماركس، لا يتفق مع الديالكتيك الهيجلي بأزمنته الثلاث والذي يفضي انتهاء بنقيضة، فهو يرى أن للتناقض زمنين، ما يعني لا نهائي وهو محرك التاريخ والفكر، وينظر إليه بمراحل متعاقبة، إنه الديالكتيك الفرنسي، الذي يجسده أحسن تجسيد الفيلسوف الفرنسي باسكال وبعده سوريل...
برودون من أعظم وأكبر العصاميين، فهو من المثقفين الاشتراكيين الفرنسيين المرموقين القلائل ذوي أصول عمالية، إن لم نقل هو الوحيد، الذي استطاع أن يوفق بشجاعة وأهمية شخصيته بين علاقته المباشرة بالأوساط العمالية، واجتهاد فكري عميق منقطع النظير.

برودون من أعظم وأكبر العصاميين،
فهو من المثقفين الاشتراكيين الفرنسيين المرموقين القلائل ذوي أصول عمالية،
إن لم نقل هو الوحيد،
الذي استطاع أن يوفق بشجاعة وأهمية شخصيته
بين علاقته المباشرة بالأوساط العمالية، واجتهاد فكري عميق منقطع النظير.


+ ما هو التأثير الذي أحدثته أصوله على مشروعه الفكري ؟
= قبل عام واحد من وفاته، 1864 ألف كتاب " في القدرة السياسية للطبقة العاملة"، وهو تأمل في " بيان الستين " الذي دبجه فريق من العمال عددهم 60 ، أبرزهم النقاش الباريسي هنري تولون والذي التمس من برودون التعليق عليه... (بالاقتراع العام نحن نشكل أغلبية سياسية، تبقى مسألة تحريرنا- يقول البيان – حرية العمل – الاعتماد – التضامن.. هذه هي متمنياتنا، إننا نرفض الصدقة وننشد العدالة...) في إبان تلك الانتخابات، قدم تولون ورفاقه مرشحين عماليين..

+ ماذا كان رأي برودون ؟
= بأن البيان يمثل شهادة كبيرة على أن الطبقة العاملة واعية تعبر عن ذاتها، وتطالب بحقوقها، وهذا جديد تماما، وهو محق في ذلك، لقد حاول العمال أخذ الكلمة في أيام يونيو 1848، لكنهم جوبهوا بقمع شرس، وبالمقابل وبشكل سلمي وحضاري أصدروا بيانا طبقيا، في مرحلة، لا زلنا بعد، لم نعرف فيها ماركس، وقد وضع برودون الشروط للوصول إلى السلطة: وعي طبقي – تماما مثل ماركس – فكرة السيادة وتطبيقها على أرض الواقع، لكنه يعادي مبدئيا المرشحين العماليين للانتخابات، لأن أي انتخابات في نظره، مثل الثورة، مخادعة.






فلبرودون حقد وحيد في حياته،
إنه الحقد على السلطة وليس الملكية !!!



+ إذن ماذا يريد ؟
= إنه عمالي أكثر من العمال: فهو يقترح "التعاونية"؛ قدرة العمال على تنظيم أنفسهم بأنفسهم، بفرقهم الصغيرة، يخلقون مقاولات، تمتد روابط فيما بينها، إنها اشتراكية تعاونية، تختلف كل الاختلاف عن اشتراكية الدولة، هذه الأخيرة القائمة بوسائل إجبارية وجماعية، والتي بحسب برودون تفضي إلى الاستبداد والطغيان وإفقار العمال من طرف طغمة ناطقة باسمهم.. نظر ثاقب لا مثيل له... فلبرودون حقد وحيد في حياته، إنه الحقد على السلطة وليس الملكية !!!


+ وفي نفس الوقت ينادي بالمساواة في الدخل
= نعم، لكن بشرط أن لا تكون الدولة هي المتدخلة في تنظيمه؛ إنه بمثابة بنك عمالي، يقدم في البداية رأسمال لتأسيس مقاولات، وهو بالضبط ما يطلق عليه، محمد يونس جائزة نوبل للسلام 2006 بنظام القروض متناهية الصغر ، مع اختلاف، بدون فوائد، لأن الشيء الوحيد الذي ينتج القيمة، هو العمل، في هذه النقطة بالذات، برودون متوهم وطوباوي.


+ أين تكمن مصادر هذه الطوباوية ؟
= تكمن في الأممية الثانية التي انبثق منها نوع من الفوضوية الاشتراكية، أطلق عليها بالفيدرالية الجيراسية، التي تدافع عن باكونين ضد ماركس، فبرودون وأيضا فوريه ينتميان إلى مدينة Besançon ... إنها تأتي من الاشتراكية "الجبلية"، هناك في العمق شيء فرداني، يمكن أن تلمسه في " تعاونيات الحليب" للقرويين، حيث نجتمع حولها مثلا، لنستغل بشكل جماعي الحليب الذي ننتجه، فالهدف ليس العمل التشاركي الجماعي بقدر ما هو حماية الفرد لضمان استمراريته.






أنه يتمتع بفكر خصب
يرنو إلى السيادة، ليس في المؤسسات فحسب، بل وأيضا، في قلب الإنسان،
بالنسبة إليه سلطة إنسان على آخر تعتدي قطعا على كرامة الإنسان. .


+ كيف تلخصون هذا التفكير ؟
= فرناند بالوتيار Fernand-Léonce Emile Pelloutier مؤسس "مجتمع نقابات العمال" نهاية القرن التاسع عشر، والذي قرأ برودون أطلق، عبارة " الهدف هو بناء مجتمع ناس الحرية والكرامة "... فالمجتمع البرودوني ليس هو مجتمع النمل والخلايا، بل هو مجتمع يمجد الفرد.

+ لماذا يعتبر برودون أب الفوضوية، حسب رأيكم ؟
= هو لا يحب أن يصنف فوضويا، " أنا ثوري، ولست انقلابيا " والحق أنه يتمتع بفكر خصب، يرنو إلى السيادة، ليس في المؤسسات فحسب وأيضا في قلب الإنسان، بالنسبة إليه سلطة إنسان على آخر تعتدي قطعا على كرامة الإنسان. .

+ ينتقد برودون بشدة "الدولة الخادمة " نواة " الدولة اللاهوتية " لماذا؟
= يخشى دائما من كل أشكال التسلط التي تبتدعها الدولة، والتدخلات التعسفية، إلى درجة أنه قام بالتهجم على التعليم المجاني الإجباري.. لكننا نستطيع أن ندحض بعض هناته وإخفاقاته، مثل تلك التي توجد عند نيتشه مثلا، فلديهما على الخصوص نفس الرؤية السلبية للمرأة، ويمكن لوم برودون لوحده بسبب عبارته " المرأة إما خادمة، أو خياطة "....
بالنسبة لي، أظن أن ليس هناك تعارضا أكثر للروح النقدية والتاريخية من أن نسقط على شخصيات مثل برودون، ماركس أو نيتشه، معتقداتنا وآرائنا المعاصرة، إنهم أيضا خاضعين لمحدودية رؤية زمانهم.

+ ما هو حكمكم النهائي على التباسات برودون؟
= لقد تعرض أكثر من غيره للانتقاد والتأويلات المغرضة، لقد آن الأوان لتناول ما هو جيد وأحسن في البرودونية: رؤية ومطالبة بمجتمع مستقل ذو سيادة، وفي نفس الآن مفعم بالقيم الروحية.



#عبد_الكريم_وشاشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مقارنة في كتاب الجنسانية في الاسلام لعبد الوهاب بوحديب ...
- مخطوطات
- حوار مع القاص المغربي محمد عزيز المصباحي بعد صدور مجموعته ال ...
- الجنوبية
- قالت الشجرة
- أيتها العاصمة، ياقلبا ينبض ويتجشأ الخثارة!!
- أبي الصياد
- الشاعرة المغربية الأمازيغية:مريريدة نايت عتيق -هاجس روائي حو ...
- مقدمة في المساءلة والأسئلة الراهنةالعمل الجمعوي الثقافي (بال ...
- بيان عن نهاية البطل- القبو- لدوستويفسكي
- ورقة جنوبية


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الكريم وشاشا - الكتب التي غيرت العالم: