أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الستار نورعلي - ماذا جرى ويجري للعراقيين؟















المزيد.....

ماذا جرى ويجري للعراقيين؟


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 11:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



اعلنت وسائل الاعلام العراقية وقوات الأمن عن وقوع مذبحة مريعة في حي الوحدة في قضاء المدائن العراقية يوم الاثنين الماضي 22 شباط 2010 ، راح ضحيتها ثمانية افراد من عائلة واحدة ، وذلك بقتل رب الاسرة بمسدس كاتم للصوت وذبح البعض وشنق اثنين من افراد العائلة اضافة الى الاغتصاب. وهذا ما أعلنه مدير ناحية الوحدة عقيل ابراهيم خليل يوم الثلاثاء:
http://ar.aswataliraq.info/?p=204713

وقد أعلن أنّ الجريمة لم تكن بدافع سياسي أو طائفي وانما ارتكبت من عصابة من المراهقين وبدافع السرقة. وقد تم القبض عليهم وعرضوا على شاشات الفضائيات العراقية، وقيل قد اعترفوا بأنهم قد تأثروا في طريقة ارتكاب الجريمة البشعة بالمسلسل التركي (وادي الذئاب).

كما أعلن في الوقت نفسه عن مذبحة أخرى في حي الحرية بشمال بغداد راح ضحيتها أم وبناتها الثلاثة داخل منزلهم. وربما هناك جرائم أخرى لم يُعلن عنها.

وهذه الجرائم الوحشية تذكّرنا بما حدث من جرائم ذبح وقتل واغتصاب وقطع للرؤوس ودفن جماعي لأبرياء رجالاً ونساءاً، شباباً وشيوخاً وأطفالاً، وبدوافع سياسية وطائفية ودينية وعرقية بعد الاحتلال الامريكي للعراق.

وقد أتهم حينها ولا يزال العرب والمسلمون الذين دخلوا العراق من أجل محاربة الامريكان والجهاد ضد الصليبيين والكفار على حد زعمهم وقناعاتهم واجندات دول لم تبق خافية على المتابع والناس عموماً. أتهموا بارتكاب هذه الجرائم البشعة بحق العراقيين. لكن الاحداث والوقائع وحتى اليوم ، والجريمتان المعنيتان بكلامنا خير دليل، أثبتت أن بعض العراقيين ليسوا ببعيدين مطلقاً عن هذه الوسائل الهمجية في ارتكاب الجرائم المتوحشة والسادية ، وأن هناك وحوشاً بشرية ضارية مريضة تعيش بين ظهراني العراقيين. وخير شاهد آخر على ما نقول هو الشريط الأخير الذي عرضته المحكمة الجنائية لمحاكمة مجرمي النظام الساقط وفي قضية تصفية الاحزاب الدينية والذي ظهر فيها كيف قامت شلة من مجرمي قوات فدائيي صدام بذبح مجموعة من الشباب العراقي المظلوم وبطريقة لا تمت للانسان بصلة ، وكيف رفعوا رؤوس الضحايا على نصال سيوفهم وهم يطلقون الاهازيج مستبشرين راقصين وكأنهم قد حرّروا القدس او الجولان أو الضفة الغربية أو الأراضي العراقية الممنوحة هبات مجانية لبعض دول الجوار أيام الحكم الدكتاتوري الفاشي الراحل.

وقد تربى الكثير من العراقيين المنتمين الى القوى الامنية والمخابرات اثناء حكم النتظام السابق على هذه الوسائل في محاربة المعارضين السياسيين وتصفيتهم ، وكذا الحال مع منتسبي الجيش ابان حرب الثماني سنوات مع ايران وحرب احتلال الكويت والذين اعتادوا على النهب والسلب والقتل والذبح وتفجير وسحق الجثث وعرضها على شاشات التلفزة العراقية في برنامج (صور من المعركة). وهو ما ربّى جيلاً على أن يألف هذه المناظر ويتعود عليها ويستعملها حتى في معاملة خصومه، وقد عايشنا الكثير من جرائم السرقة المصحوبة بالقتل والذبح أيام الثمانينات من القرن المنصرم ، وهو ما لم يكن مألوفاً قبلها. وقد حاول الكثيرون القاء هذه الظاهرة في القتل المصاحب للسرقة على أنه من تأثيرات وجود ملايين المصريين في العراق لما عُرف من ذلك في المجتمع المصري، دون الاعتراف بالسبب الحقيقي.

إن هذه الصور التي نراها رؤي العين أو نسمع بها هذه الأيام تصيبنا بالصدمة وعميق الحزن والأسى على ما نرى من ضحايا بريئة تُزهَق أرواحها بطريقة وحشية تنمّ عن نفسية حيوانية ضارية لضباع على هيئة بشر يعيشون وسط العراقيين دون أن يحسوا بهم، أو يحسون بهم لكنهم يغفلون ويتغافلون.

جريمة يذهب ضحيتها ثمانية شهداء ابرياء، ويقال أنها بدافع السرقة. وما أعلن عن المسروقات أمر مذهل، مئة وخمسون ألف دينار، ومصوغات فقيرة تدل على ضعف الحال. وصور لشباب وشابات العائلة بعمر الزهور في عيونهم ألق وأمل بالمستقبل.

إنّ هذه الجرائم البشعة ، سواءاً أكانت بدافع السرقة أم غيرها، واعتقادي راسخ انها لن تتوقف ، تبعث على التأمل والتفكير الجدي من قبل المسؤولين الذين يدعون ليل نهار الحرص على بناء عراق جديد وخدمة الشعب وتأمين حياته ومصالحه والعمل على استتباب الأمن. وكذلك يتطلب من الباحثين وكل القوى السياسية والتربوية والمدنية والقانونية وعلماء النفس والكُتّاب البحث في أسبابها ومسبباتها ووضع الحلول لعلاجها وتخطيها لما تمثله من تهديد جدي لروح البنية الانسانية في العراق وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الانسان العراقي ودولة اسمها العراق.

أما التعكز الدائم وكما في كل مشكلة تعترض العراق على أنّها من ارهاصات ونتائج الحكم البعثي الصدامي فلم يعد مقبولاً بعد سبعة أعوام من سقوطه. فالنظر الى القائمين بجريمة ناحية الوحدة وغيرها من الجرائم والذين اعمارهم في سنّ المراهقة يُظهر أنّ هؤلاء كانوا في سن الطفولة عند سقوط النظام البعثي، ولم يلحقوا أن يتأثروا كثيراً به وبأساليبه وتوجهاته. فما الذي دفعهم اذن الى هذه التربية الاجرامية والتشبع بالروح اللا انسانية وطبع بها نفوسهم الغضة؟
وماذا فعلت الدولة وحكومتها وأجهزتها بعد سبعة أعوام من السقوط؟
اين هي مدارس التربية والتعليم؟ بماذا غذّتْ نفوس النشء الجديد؟
ماذا علّمتهم؟ ماذا قالت لهم؟ كيف وجّهتهم؟
وأين دور المنظمات المدنية والانسانية والحقوقية؟
وأين دَور بيوت العبادة ورجال الدين الذين يصدّعون رؤوسنا بالدعوة الى التمسك بالقيم السماوية وبسيرة أهل البيت الأطهار؟

وهل يكفي أن نتحدّث عن الدين والإسلام والأئمة الأتقياء الأنقياء طوال النهار وندعو الناس الى مسيرات مليونية للتوجه نحو المراقد المقدسة؟

وهل نتصّور أنه بهذه الطريقة ستنقى النفوس وتتطهر القلوب ونقضي على الجريمة المتفشية وينقى البلد وتزدهر حياة الناس؟

هل يكفي انْ نلقي وزر كل ظاهرة وحالة مرضية سلبية وبشعة على شماعة النظام الصدامي البائد؟

ماذا فعلتم أنتم؟ وماذا قدمتم لمعالجة هذه الظواهر؟ وما هي برامجكم القادمة لمعالجتها وأنتم تتصارعون بضراوة على أبواب انتخابات جديدة؟

ماهي برامجكم لخدمة الشعب وتربيته تربية حضارية مدنية روحية انسانية بعيداً عن الحقد والبغضاء والكراهية وروح الانتقام وتصفية الآخرين؟

لماذا لا تفكرون بالسؤال الجوهري الخطير:
ماذا حدّث للشعب العراقي وجيله المستقبلي الذي يتربى الآن تحت أجنحتكم وتوجهاتكم وبرامجكم وسياساتكم ونظامكم؟

أهذا هو الجيل العراقي الصاعد؟!



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للصمت صوت أعلى
- وريحُ مرورهِ سَعدُ الى روح الفقيد سعد عزيز محمد
- الخراب والتعليم والإرادة ، البصرة نموذجاً
- رسالة الى الشاعر سمير صبيح
- المدعو علي ابراهيم (علي الهنداوي) يسطو على نصوص الآخرين
- الدوائر المتداخلة
- -الحوار المتمدن- وثماني شمعات محترقات!
- باراك اوباما وجائزة نوبل للسلام*
- القهقرى
- العرش والصولجان
- ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المدى
- المسرح
- الشاعر العراقي جعفر المهاجر والالتصاق بالوطن
- ماذا تقولُ هوليرُ لنا؟
- وداعاً أبا وائل، ياس ناصر حسين!
- انفلونزا البشر
- المتطرِّف!
- العراق، ديمقراطية أم فوضىاقراطية؟
- تونسُ الحمّامات
- العراقيون شكّاؤون بكّاؤون. لماذا؟


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الستار نورعلي - ماذا جرى ويجري للعراقيين؟