أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حِزبُ البعث والحركة الصدّامية














المزيد.....

حِزبُ البعث والحركة الصدّامية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأتُ مقالة للسيد حسن الخفاجي ، بعنوان ( لماذا كلّ هذا الحقد على البعث ؟ ) .

بِدأً أود أن أقول بأني لست بعثياً ولا قومياً و لا عربياً بل أنا كرديّ وأعتنق المبادئ اليسارية ، ولذلك لا يجوز إتهامي بالحاقد على البعث ولا بكوني المدافع عنه أو المتباكي عليه .
الظاهر أن كاتب المقالة لا يعرف الكثير عن ما كان في العراق قبل 1968 أو يريد أن يتجاهل ذلك عن قصد ومعرفة . كانت هناك قبل 1968 سجون للأحرار وتعذيب وإغتيالات وحروب ضد الأكراد في كردستان وكانت هناك مجزرة للآثوريين وتهجير قسريّ لليهود . وحدثت مجازر في سجن بغداد المركزي وسجن الكوت وإستباحة لمدينة الحيّ . كما حدثت أعمال قتل وسحل بالحبال ومجازر الموصل وكركوك . وحصلت المجاعات في العهدين الملكي والجمهوري ، وخصوصاً بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي المشوّه الذي نتج عن تطبيقه هجرة الفلاحين من أرضهم إلى المدن دون وجود ضمانات لتلبية حاجاتهم السكنية و المعيشية مما أدى إلى نشوء المجمعات السكنية التي لا تليق بالبشر مثل حي الشاكرية والشعلة والثورة في بغداد وما يماثلها في المدن الأخرى .

إن الإيحاء بأن العراق كان جنة عدن قبل مجيء البعث إشارة تجعل القارئ في شك من الغرض وراء كتابة مثل هذه المقالة . نعم كان النظام البعثي عموماً وعلى الخصوص بعد عام 1979 ، عندما أصبح صدام حسين في الموقع القيادي الأول ، من أعتى الدكتاتوريات في العالم ، ولكن يجب على كل منصف أن لا ينسى أن أوّل فعلٍ قام به صدام حسين هو ذبح وإعدام معظم أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث . ثم أن صداماً قام بقتل الكثير من القادة البعثيين على طريق الحلة أحياناً أو بالإغتيالات خارج القطر وشمل ذلك الكثير من القادة العسكريين حاملي الرتب والنياشين . لم يكن جميع البعثيين ( صداماً ) . لقد سرق صدام السلطة بموجب خطة دقيقة وبمعاونة شرذمة من الذين بقوا ملتفين حوله يطيعونه طاعة عمياء ، حريصون على الولاء له بدون إعتراض ، خوفاً من العقاب الذي يعني الموت الأكيد .

لم يعُد حزب البعث ذلك الحزب الذي تأسس في الأربعينات من القرن الماضي بل تحوّل إلى آلة إرهابية بيد صدام حسين وأصبح أعضاؤه بين خيارين إما الطاعة العمياء أو الموت . وهكذا فضّل الشرفاء منهم الحياة على أمل أن تتبدل الظروف ويرجع الحزب إلى ما كان عليه تياراً وطنياً ضمن التيارات السياسية الأخرى في حركة التحرر العربي . لم تأت الفرصة التي كانت أمنية جميع البعثيين الشرفاء إلاّ في عام 2003 ولكن مع الأسف جاءت الفرصة مع الإحتلال الذي كان السبب الحاسم في تقسيمهم بين وطنيين يرون من واجبهم الوقوف ضد الإحتلال وبين قسم فضلوا الإنخراط في العملية السياسية . لقد كانت ممارسات الجماعة التي إستلمت السلطة من سلطات الإحتلال وإنجرارها إلى الطائفية التأثير الكبير في دفع القسم الأول من البعثيين إلى التعاون مع القوى الإرهابية الواردة من الخارج ، بالإضافة إلى تماهل السلطة مع رؤوس النظام السابق في محاكمات مطوّلة وعدم تنفيذها العقوبات حتى تكون رادعة لمن يريد السير في طريق الإساءة للعراق . لقد قامت السلطات بمغازلة الأطراف العدوة وفسحت لها المجال للوصول إلى مراكز القوى المؤثرة على القرار بدل فسح المجال للقوى الوطنية ذات التاريخ النضالي الوطني للعمل بين الجماهير وتعزيز مكانة النظام الجديد . هذا بالإضافة إلى جهود الشرذمة الموالية لصدام الذين فقدوا إمتيازاتهم ومحاولاتهم إستعادتها وعودتهم ثانية إلى السلطة .

صحيحٌ أنّ حزب البعث أتى بصدام ، وليس صدام الذي أتى بحزب البعث . للحقيقة التاريخية إنّ الذي جاء بحزب البعث كأفكار وسياسة وبرنامج عمل هو المناخ السياسي والتربة الخصبة الصالحة لنموها بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وإنتشار آمال التحرر والنضال من أجل الحياة الأفضل ، ليس للشعوب العربية فقط بل لجميع شعوب العالم التي كانت ترزح تحت ظل الإستعمارات القديمة . وقد كان للصراع الشديد بين الإستعماريين القدماء والإستعمار الجديد ( الولايات المتحدة الأمريكية ) التأثير الكبير في تأسيس بعض الأحزاب العميلة مثل حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهما ، ولكن حزب البعث بقي أميناً للآمال التحررية والوطنية بدليل قبوله عضواً في جبهة الإتحاد الوطني في عام 1957 وكذلك قبول الحزب الشيوعي بناء الجبهة الوطنية والقومية التقدمية معه في عام 1972 .

صحيح تشبيه حزب البعث بقيادة صدام حسين بالحزب النازي الألماني بقيادة هتلر و الحزب الفاشستي الإيطالي بقيادة موسوليني ، بإعتبارهم أحزاباً شاءت الظروف أن يستلم قيادتها أشخاصٌ يتمكنون من فرض الإرهاب أولاً على أعضاء حزبهم ومن ثمّ على أبناء شعبهم مخالفين جميع المبادئ الخيرة للحزب الذي يحكمون بإسمه . تعتبر السياسة فن العمل بين الجماهير وتعتبر مبادئ أي حزب دستوراً له ، ولا يمكن أن يوجد دستورٌ سيّء في العالم وإلاّ لم يكن بإمكانه جمع الجماهير حوله . الجهل بدساتير الأحزاب شائع ، والحديث من منطلق الجهل يعتبر خطأً ، فهل قام كل من مسك قلماً وكتب مقالة بدراسة دساتير الأحزاب المذكورة ليتحقق من صحة ما يكتب ؟

ليس كلّ البعثيين مجرمين وإرهابيين وأصحاب أيادٍ ملطخة بدماء الشعب كما يشتهي البعض أن يصورهم ، بل فيهم من الشرفاء والوطنيين النزيهين الذين لا غبار عليهم ، فلِماذا يصبح الدفاع عنهم جرماً .؟

كما كان في الماضي وستبقى الظروف والمناخ السياسي في العراق ، وبسبب المرحلة التاريخية الحالية ومستوى التطوّر الإقتصادي وما ينبني على ذلك من مستوى الوعي السياسي سواء القومي أو الديني أو الطبقي فإن التربة لا زالت خصبة لنمو الأفكار التي جاء بها البعث عند تأسيسه وهي الأفكار القومية التحررية وبمضمون إشتراكي وآمال تحقيق الوحدة العربية الكبرى . إنّ وجود طبقة إجتماعية تتطابق مصالحها مع هذه المبادئ بحاجة إلى حزب سياسي يمثلها ، سواءً يحمل إسم البعث أو أيّ إسم آخر ، ومكافحة قيام مثل هذا الحزب ، مهما كانت المبررات ، إنما هو عكس منطق التاريخ .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل نظام الحكم في العراق
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل
- عَودَةُ البعثِ . . وعيدُ الجيش
- الأمنُ !! أكاذيبُ مسؤول
- رد على إنقلاب في بغداد!
- تآمُر بلا حَياء
- خانةُ الصّفر
- الكتل السياسية والإنتخابات
- الحقوقُ القومية
- الجماهيرُ هي الأساس
- مَصدرُ الوَحيْ !!!
- صِراعُ المؤتلفين
- التواطُؤ بإسم التوافُق
- حَرَكةُ التاريخ
- دروسُ الحياة
- الحسابُ
- مُكافحة السُّبات
- رأسُ الشليلة
- ثورةٌ فكريّةٌ .. مطلوبة


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حِزبُ البعث والحركة الصدّامية