أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هاني الروسان - اعتراف كوشنير بدولة تسبق المفاوضات















المزيد.....

اعتراف كوشنير بدولة تسبق المفاوضات


هاني الروسان

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 23:08
المحور: القضية الفلسطينية
    



تحديا لامريكا واسرائيل ام شرك لعودة المفاوضات

على الرغم من اهمية الدلالات التي يحملها توقيت اعلان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال حوار اجرته معه صحيفة "جورنال دو ديمانش" ونشرته يوم العشرين من الشهر الجاري، اي عشية الزيارة الرسمية التي قال بيان صدر عن السيد برنارد فاليرو الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية والشؤون الأوروبية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيؤديها الى فرنسا يومي 21 و22 فيفري الحالي، فان ما انطوى عليه هذا التصريح من مضمون يشكل اهمية بالغة تستحق التوقف امامها ولو قليلا.
فان يعلن وزير الخارجية كوشنير أنه "يمكن التفكير" في الإعلان و"الاعتراف الفوري" بدولة فلسطينية حتى قبل المفاوضات مع اسرائيل المتعلقة بحدود هذه الدولة، وان "المسألة المطروحة حاليا هي بناء واقع، وانه واقع قائم، ففرنسا تدرب رجال شرطة فلسطينيين ويجري بناء مؤسسات في الضفة الغربية". فانه و "على الأثر يمكن التفكير في سرعة إعلان دولة فلسطينية والاعتراف بها فورا من قبل المجتمع الدولي حتى قبل التفاوض على الحدود"، فان ذلك يعني للوهلة الاولى ان ذلك انحياز سافر لوجهة النظر الفلسطينية، وتحديا لوجهة النظر الاسرائيلية وحتى ربما الامريكية والاوروبية، فهل ان هذه هي حقيقة الاعلان الفرنسي ؟؟.
بداية لا بد من الاشارة الى انه وبالرغم من إن الولايات المتحدة سبق لها أن وافقت على قرار مجلس الأمن الدولي 1515 الصادر في 9 نوفمبر 2003 والذي يطالب بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، فانها وخلال حرب المواقف والمواقف المضادة التي شهدها شهر نوفمبر من العام الماضي، عارضت وبشدة النية الفلسطينية لاعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، والتوجه لمجلس الامن الدولي لاستصدار قرار اممي بهذا الشأن.
ولم تجد محاولات الرئيس محمود عباس نفعا في تليين الموقف الامريكي من النية الفلسطينية عبر التوضيح بان مطالبة مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطينية هو قرار عربي اتفقت عليه لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، وإن تحويل الأمر إلى مجلس الأمن لا يعد قرارا أحاديا إنما هو قرار لللجنة التي اتفقت على الذهاب إلى مجلس الأمن لإبلاغه بضرورة إعلان الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من جوان 1967.
فقد سارعت الإدارة الأمريكية في حينها الى اعلان معارضتها لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد واكدت أن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي أفضل وسيلة لقيام هذه الدولة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية يان كيلي، في تلك الاثناء اننا ندعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين.
وشدد الرئيس الامريكي باراك اوباما في غير مرة على رفض الولايات المتحدة أي تحرك لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، ولوحظ في حينها ا ن اول موقف للرئيس الامريكي بهذا الصدد جاء بعد ساعات من تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رفضه ما أسماها "خطوات أحادية الجانب" من الطرف الفلسطيني ، في اول إشارة إلى التوجه الفلسطيني لهيئات الشرعية الدولية بطلب الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967.
ومن جانبه اعتبر الاتحاد الاوروبي "سابقا لاوانه" الطلب الذي تقدمت به اليه السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها بهدف اعتراف مجلس الامن بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال وزير الخارجية السويدي الذي كانت تتولى بلاده سابقا رئاسة الاتحاد الاوروبي كارل بيلدت "لا اظن اننا وصلنا لذلك، بودي ان نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب اولا ان تكون تلك الدولة قائمة وبالتالي اعتقد انه امر سابق لاوانه".
اما فرنسيا فقد قال برنار فاليرو ان بلاده ترى "ان خطوة احادية الجانب قد تكون مضرة لقيام تلك الدولة التي نتطلع اليها كثيرا". وتابع "لم نكف عن التذكير بالضرورة الملحة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة مستقلة وديمقراطية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل....." واوضح ان "المسالة اليوم تتمثل في كيفية الدفع بهذا الاعلان" و"اننا بصدد القيام بدراسة معمقة لهذا الموضوع مع زملائنا الاوروبيين بالتشاور مع الولايات المتحدة".
ومنذ ذلك التاريخ وحتى تصريح كوشنير هذا لم يسجل أي تطور له دلالاته الخاصة على الموقف الفرنسي فيما يتلق بقيام الدولة الفلسطينية، الا ذلك الموقف الذي اعلنه المدير السابق لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية إيف أوبان دو لاميسوزيير حيث بين أن لا مانع قانونيا في فرنسا وأوروبا أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى ولو أعلنت من جانب واحد في العام 2011.
وحول إشكالية الاعتراف بالدولة الفلسطينية فقد اشار انه بحسب الاجتهادات القانونية فإن الموقف الفرنسي يستند الى مبدأ الواقع الفعلي principe d’effectivité أي وجود شعب فلسطيني ومؤسسات فلسطينية تمارس سلطة عملية بفضل اتفاقات أوسلو، ولو انها محدودة، وعلى أرض غير مترابطة، فهذا كله لا يشكل عقبة أمام الاعتراف بالدولة. فالممارسة الدولية تظهر في الواقع أن لا ضرورة لأن تكون حدود الأرض محددة بشكل نهائي لكي يصح مبدأ الواقع الفعلي".
هذا الجمود في الموقف الفرنسي، او عدم القدرة على الاستقلال بموقف مميز، هو ما يضع الموقف الراهن لوزير الخارجية كوشنير، موضع التساؤل، ان على مستوى حزمة المتغيرات، التي طرأت على قدرات الموقف الفرنسي الذاتي، او في الاطار الاوروبي، لاستدارة من هذا القبيل، او على مزيد تكريس التعلق العربي بموقف فرنسي مميز، لكسر الموقف العربي والفلسطيني، لتنشيط عملية سلام الحق جمودها ضررا فادحا بكافة الاطراف؟.
ولئن كان الحديث عما يسمى بتغيرات جذرية في الموقفين الفرنسي والاوروبي، وقدراتهما، اقل ما يمكن القول به الان انه غير واقعي، فان الاحتمال الثاني يصبح اكثر مصداقية وواقعية، وان الحاجة الامريكية والاسرائيلية والعربية والفلسطينية، لدور فرنسي، يعيد الدفئ لدماء مسارات تفاوضية جمدها نتنياهو، اصبح اكثر من ملح.
فقد اظهرت الاسابيع القليلة الماضية، مدى الازمة التي زجت بها الاطراف نفسها، وكان ذروتها في الاسبوعين الماضيين، حيث فوجئت الولايات المتحدة وهي في قمة انهماكها في معركة كسر عظم في افغانستان، بموقف ايراني بات يشكل التصلب فيه احراجا كبيرا لادارة اوباما، فيما وجدت اسرائيل نفسها تسبح في بحر فضيحة استخبارية، حطت من اسطورة الموساد، بقدر لا يقل عن الحط من صورة الجيش الاسرائيلي خلال حرب جويلية 2006، فيما كانت السلطة الفلسطينية على موعد، مع شبانه.
وهنا لا يجب ولا يمكن انكار ان الجانب الفلسطيني هو الاضعف، ومبدئيا يعتبر هو الطرف الاكثر قابلية للانكسار، وهو ما يشجع بقية الاطراف على محاولة النيل منه، وفي ظل ظرف من هذا القبيل يتجه الان الرئيس محمود عباس الى فرنسا، والاكثر انه يذهب في كنف غير مسبوق من الشك بصعوبة امكانية استعادة حل الدولتين، الذي انهار صمود التمسك الامريكي به ازاء تعنت اسرائيل متوقع، بعد بعد ان نزع بصورة حاسمة المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين اثر الانتخابات الاخيرة .
كما انه يذهب الى باريس، -وعلى الاكثر -، وهو يحمل قناعات جديدة، بان نظرية الوفاء بالالتزام، بما ترتب عليه عملية البحث عن السلام من استحقاقات، مع طرف كاسرائيل، ما عادت تجدي نفعا، كما انها غير قادرة على توفير الغطاء الكافي للاستمرار على نفس النهج.
لقد فشلت الى الان الضغوط الامريكية، في دفع الرئيس عباس لاجراء ما يسمى بـ «محادثات عن قرب» مع إسرائيل أي القيام بمفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية، خاصة وأن هذه الاخيرة لم تقدّم أي مرجعية أو ضمانات فيما يتعلق بالنتيجة التي قد تؤدي اليها مفاوضات من هذا النوع، وهو ما قد يلحق إضرارا إضافيا بصدقية الرئيس.
وما يزيد من ضعف امكانية الرهان للعودة الى النهج القديم، هو فشل محاولات رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني، التي تحطمت على صخرة التعنت الحمساوي والذي لم تفله بعد، كل التسريبات، حتى منها التي اكدت ان اعتراضات حماس على الورقة المصرية لا تتجاوز بعض الملاحظات الشكلية واللغوية.
وفوق هذا كله يلاحظ، ان لا تغير، ولا حتى امكانية الرهان على احداث اختراق ولو جزئي في اي من الموقفين الامريكي او الاسرائيلي، وهو ما يجدد ضرورة طرح التساؤل عن حقيقة اعلان كوشنير التفكير بالاعتراف بدولة فلسطينية، تسبق المفاوضات، لا تليها، فيما اذا كان ذلك تحديا للطرفين الامريكي والاسرائيلي، ام انه شرك لبدء مفاوضات عن قرب مع اسرائيل، ولكن بوساطة فرنسية بدل من الامريكية؟
هاني الروسان



#هاني_الروسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هاني الروسان - اعتراف كوشنير بدولة تسبق المفاوضات