أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود طرشوبي - رسالة إلى دعاة الفتنة.. أوقفوا إشعال الحرائق















المزيد.....

رسالة إلى دعاة الفتنة.. أوقفوا إشعال الحرائق


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت وصايا المسيح دائماً ما تتحدث عن الأمن والسلام، ونشره فى ربوع العالم وهو القائل "مبارك رسول السلام" وفى وصاياه على الجبل قال "لا أقول من نظر إلى امرأة جاره فهو آثم، ولكن أقول من اشته امرأة جاره فهو زانٍ" و هو القائل " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا " وهو القائل "أحبوا أعداءكم".

هذا هو المسيح عيسى بن مريم روح الله، وكلمته النبى المرسل "إلى خراف بنى إسرائيل الضالة" كما قال.

ولكن بعضا من أتباع المسيح خرجوا عن تعاليمه ولبسوا ثياب بطرس الناسك (واحد من أبرز الدعاة إلى الحروب الصليبية) لنشر القتل والتخريب وسفك الدماء تحت دعوى حماية قبر المسيح، هكذا سار حفنه من أبناء مصر إلى نشر فكرة الحرب الصليبية مرة أخرى وبدأوا فى إشعال نار الفتنة على أرض مصر بدعوى أن الأقباط فى مصر مضطهدون.. وأنهم يقتلون ويذبحون فى شوارع القاهرة،, وإن أنهار الدماء المسيحية تسيل على أرض المحروسة، وإن الكنائس تضرب بالمدافع، وإن المسيحى يمشى فى شوارع القاهرة وهو خائف يترقب من أن يخرج عليه من يقتله، أو يؤذى أهله أو أطفاله، ولم يكتفى بذلك بل يقيم المظاهرات ويشحن أقباط مصر ضد الدولة باعتبارها دولة مسلمة، ومن أمريكا ألى هولندا إلى أستراليا، بل وصلت بهم الهمم العالية بالضغط على الكونجرس الأمريكى لإرسال لجنة الحريات الدينية إلى الحكومة المصرية للتحقيق فى اضطهاد الأقباط وبالفعل حضرت إلى القاهرة لجنة برئاسة اليهودية فليس جاير لكى تمارس ضغوطها على الحكومة المصرية لكى تمنع الاضطهاد المزعوم ولقد خاب ظنهم ولم يوافق البابا شنودة على مقابلة الوفد لكى يعلن أن حادثة نجع حمادى هى نتيجة لاضطهاد الأقباط على ارض مصر، وأنا أتساءل ، هل من يلجأ إلى الحكومات الأجنبية للضغط على حكومة بلاده يستحق إن يحمل لقب مصرى؟ هل من يستقوى بالخارج ضد بلده هل مثل هذا يريد الخير لهذا البلاد؟ وهل أمريكا التى استعانوا بها لا يوجد فيه أى تمييز ضد المسلمين، يكفى لوجود هذا التمييز أن يحرق إمام مسجد بكاليفورنيا، والتفتيش الحاصل فى المطارات الآن والذى وصل إلى تفتيش المؤخرات، وكان الأولى باللجنة أن تذهب إلى نيجيريا التى قتل فيها أكثر من 300 مسلم على أيدى الميلشيات المسيحية، أو تذهب إلى فلسطين لترى القتل الذى يحدث فى مدينة بيت لحم مهد المسيح أو ما حدث فى غزة، وأين كانت أمريكا ولجنتها عندما قتل حزب الكتائب اللبنانى المارونى المسيحى مئات المسلمين بمساعدة اليهود، وأين أمريكا من الاضطهاد الحادث فى أوربا ضد المسلمين ونبيهم ورموزهم الدينية، وأين كانت أمريكا عندما قامت الميلشيات الصربية المسحية بقتل الالألف من مسلمى البوسنة والهرسك، لقد كانت مذبحة سربنتشا أكبر دليل على الحقد الذى ملأ قلوب الصليبين الجدد، فقد كان منظر القبور الجماعية كفيل بأن تصب عليهم لعنات عيسى المسيح وحواريه، وأن عيسى النبى المرسل عليه السلام لم يبعث لنشر الدماء على الأرض ولكن لنشر السلام، ولكن أتباعه اخترعوا من أنفسهم لفظ ( الحقد المقدس ) لكى يبرروا أفعالاً لا يرضى عنها المسيح ولا حواريه .

إن المطالبة ببعض الأمور مثل بناء الكنائس، أو الحق فى معاقبة المعتدين على المسيحيين ونيل عقابهم،قد يكون له مسوغ مقبول ,لكن هناك مطالب مثل المطالبة بالتمييز الإيجابى لصالحهم فى مقاعد البرلمان، والمطالبة بحصة برلمانية لهم إضافة إلى حصة موازية فى الوظائف الحكومية والسيادية.ليس لهم مسوغ عقلى مقبول، لأن هذا يكرس مبدأ غير موجود وهو معاملة الأقباط داخل مصر على أنهم أقلية يجب إعطاءها بعض الحقوق، ولكن الحادث هى أن مصر شئنا أم أبينا هى دولة علمانية يحكمها دستورى بشرى وقانون وضعى، تتاح فيه حرية العقيدة للجميع ولابد من احترام كل دين لأصحاب الدين الآخر، والجميع سواسية أمام القانون، ولايتم التعامل مع أى شخص على أساس دينى مسلم كان أو مسيحى .لأن هذه قوانين الدولة التى نعيش تحت سمائها.

إن العمل الذى تقوم به بعض المنظمات المسيحية وأبرزهم أقباط المهجر لا يصب أبدأ فى مصلحة المسيحيين ولا فى مصلحة مصر إن كانوا مازالوا ينتمون إلى هذا البلد، مثل الاستقواء بالأنظمة الغربية والمطالبة بتوقيع عقوبات على الدولة المصرية، وكان من أبرزها أيضا القفز على خطوط حمراء كثيرة للأمن القومى المصري، من بينها مثلا لجوء شخصية مثل موريس صادق إلى شارون للضغط على الحكومة المصرية لحل قضية وفاء قسطنطين.. ثم إعلانه الشماتة فى موت حفيد الرئيس مبارك، واتهامه لنجليه بإشعال فتنة نجع حمادي.

إن إصرار مجموعة من الكتاب على نشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، واعتبار إن أى موقف بين مسلم ومسيحى– حتى لو كان ممكن حدوثه بين مسلم ومسلم أو مسيحى ومسيحى – يفسر على انه فتنة طائفية وإن أقباط مصر مضطهدون وإن السلفيين يشعلون نار الفتنة وإن مصر ستتحول إلى لبنان آخرى .

كان يجب على هؤلاء ؛ أن ينظروا إلى أسباب الفتنة الحقيقية، ومن المستفيد من إشعالها، ومن يصرف الأموال ويزكى الخلافات لكى تصبح الفتنة الطائفية المعركة القادمة داخل مصر يعد توقف أحداث العنف السياسى بين الجماعات الإسلامية والشرطة المصرية . اسألوا لجنة الحريات الدينية فى أمريكا عن الحرائق التى يريدون إشعالها فى العالم كله بدعوى الحرية الدينية وهى الحرية المفقودة على الأرض الأمريكية .

إننى لا أعفى طرفاً من الأطراف, فالمسلمين منهم من لا يحسن فهم الإسلام فى التعامل مع أصحاب العقائد الأخرى؛ والمسيحيين منهم من اعتبر إن الإسلام وافد على أرض مصر، واعتبر إن قضية المسيحية الأولى هى تحرير مصر من الاحتلال الإسلامي.

و كان من الأولى على المفكرين والكتاب تقديم الصورة الصحيحة للإسلام والمسيحية فى التعامل بين أصحاب الديانات المختلفة، بدلا من استدعاء التاريخ وحوادثه فى إثبات إن اضطهاد المسحيين على ارض مصر لم يتوقف منذ دخول الإسلام مصر، بالرغم من إن العكس هو الصحيح .

إن الذين يريدون أن تكون مصر هى لبنان أو العراق لهو اللعب بالنار فى مجتمع يقوم على الدين منذ مهد التاريخ وحتى انتشار الأديان السماوية اليهودية, المسيحية، الإسلام على أرض مصر.

إن من يتهم جماعات الإسلام السياسى فى إثارة الفتنة الطائفية فى مصر هو من يبحث عن متهم لقضية يعرف تماماً من هو المتهم الحقيقى فيها.

إننى لا أنكر أن هناك أفراداًَ من جماعات الإسلام السياسى اعتبرت إن محاربة النصارى على ارض مصر هو من أولويات العمل الدعوى بالنسبة لها، وهم قلة لم تفهم طريقة الإسلام فى التعامل مع المسيحية باعتبارها ديانة سماوية ويجب أن تكون معاملتهم على إنهم أصحاب ديانة سماوية لها احترامها والأحكام الخاصة بها . وإن الاختلاف بين المسيحيين العرب والمسيحية الشمالية ( أوربا ) كما يقول أستاذنا محمود شاكر هو خلاف جوهرى فهؤلاء يريدون تدمير كل عربى مسلم كان أو مسيحى للسيطرة على بلاد العرب وهذا مهد المسيح مدينة بيت لحم تشتكى من ما تشتكى منه الضفة وغزة .

و على الطرف الأخر، فمنذ الحملة الفرنسية على مصر وهناك من يزكى روح العداء المسيحى إلى الإسلام واعتبار إن الإسلام يقف حجرة عثرة فى طريق تقدم أمة العرب ومنهم سلامة موسى وجورج زيدان وغيرهم وصولاً إلى ما يكتب فى بعض الجرائد القبطية .

إننى أريد أن أوكد أن الفتنة الطائفية ليس لها وجود حقيقى على أرض الواقع، بل هى أحداث قد تقع فى اى بلد يعيش فيه أصحاب العقائد المختلفة، إن المسيحيين معنا فى كل مكان فى السكن وفى العمل وفى جميع المرافق العامة فى الدولة ويعانون من ما يعانى المسلمون منه .



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض علي مجدي قلادة بتهمة إثارة الفتنة الطائفية : عصر الشهد ...
- صناعة الإرهاب الأميركي
- قراءة فى رسالة أبو محمد المقدسي الجديدة : بيت المقدس فى القل ...


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود طرشوبي - رسالة إلى دعاة الفتنة.. أوقفوا إشعال الحرائق