أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - الرقص على الحبال ... سياسه حمساويه بإمتياز















المزيد.....

الرقص على الحبال ... سياسه حمساويه بإمتياز


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ها هي حماس وكعادتها دائما، تعود إلى لعبة التراجعات السياسيه العلنيه اللفظيه مقابل بعض المكاسب الآنيه في الحضور وتلميع الذات . قيادة حماس في دمشق لا تمانع من أن تشارك ضمن وفد دولة فلسطين برئاسة محمود عباس للقمه العربيه المنعقده الشهر القادم في ليبيا، وعزيز الدويك من جهته يدعو الرئيس عباس إلى عقد دورة طارئه للمجلس التشريعي الفلسطيني ...

موقفان علنيان لحركة حماس يلغيان تماما كما هائلا من التصريحات العلنيه والحاده لمعظم قادتهم حول إنتهاء ولاية عباس مع نهاية يوم 9/1/2009 ، وعدم الإعتراف به كرئيس لدولة فلسطين بعد هذا التاريخ، ثم الأهلية القانونيه لنائب رئيس المجلس التشريعي لإحتلال موقع الرئيس، ورئيسه لاحقا بعد أن أطلقت إسرائيل سراحه... قادة حماس روجوا على نطاق واسع من أنهم لن يتعاملوا مع عباس كرئيس للسلطه بعد التاسع من يناير 2009 ، بل وعدوا وحاولوا عشية إنعقاد قمة الدوحه العام الماضي إلغاء منظمة التحرير الفلسطينيه وإيجاد بديل لها حسب وعود وتصريحات لمشعل وجبريل وآخرين من نفس التيار الذي يعزف على وتر إيراني - سوري، ظلت حماس على موقفها هذا من الرئيس حتى ما قبل أيام، وإن كانت قد رهنت تراجعها عنه سابقا ولأيام قليلة بمصالحة فلسطينية من مقياسها غير الواضح أبدا . فما الذي حدث الآن حتى تروج حماس من دمشق ورام الله في آن واحد ودون لبس لشرعية عباس الرئاسيه ودعوتها له لعقد دورة للمجلس التشريعي ومشاركتها ضمن الوفد الفلسطيني لقمة ليبيا وتحت قيادته ؟

قبل البحث في أسباب تحول موقف حماس، نرى من الضروري بداية إلقاء الضوء عما يعنيه جديدهم هذا، والموقف الذي يتضمنه سواء قصدته أم لم تقصده .

اليوم تلحس قيادة حماس كل تصريحاتها السابقه حول إنتهاء مدة الرئاسه، تعترف صراحة الآن بإستمرارها ومن ثَمَ بكل ما يصدر عنها من قرارات ملزمه، بل وأيضا الإعتراف بدولة فلسطين وبمنظمة التحرير الفلسطينيه التي أعلن مجلسها المركزي في 23/11/2008 تنصيب عباس رئيس لدولتها وهو المنصب الذي شغر بوفاة أبو عمار عام 2004 ، تلك الدولة التي وصفها مشعل بأنها غير موجوده وأنها دوله في الهواء ووصف الزهار إنتخاب عباس رئيس لها بأنها حيلة سياسيه يقصد منها الإلتفاف على إنتهاء ولايته الرئاسيه .

إذا وعلى أبواب إنعقاد القمه العربيه تأتي حماس اليوم بثلاثة مواقف جديده : الإقرار بشرعية رئاسة عباس من خلال قيادته لوفد دولة فلسطين لقمة ليبيا ومطالبتها بالإشتراك بذلك الوفد، وهي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينيه التي طالما رفضتها وعملت على إيجاد بديل لها، من خلال إعترافها بقرار المجلس المركزي الذي إنتخب عباس رئيس لدولة فلسطين، ثم هي تعترف بدولة فلسطين الذاهبه للقمه عبر وفد تطالب بإشتراك به .

ثلاث مواقف سياسيه لثلاثة قضايا كانت لحماس معها معارك إعلاميه ضاريه من على منابر فضائيه وصحف ومواقع أليكترونيه لما يسمى بجبهة الممانعة، تُفذلك القوانين وأطروحات السياسه لدحضها وإشاعة كونها أدوات أمريكيه وإسرائيليه تسعى للتضحيه بالحقوق التاريخيه للشعب الفلسطيني في كل أرض فلسطين، مقابل دولة هزيلة غير قابله للحياة عل بعض من أراضيها المفككه جغرافيا وبشريا مع إلغاء حق العوده، بهذا الشكل كان خطاب حماس والجبهه المنضويه تحت خيمة أموالها، وعلى هذا الطريق قادت الشعب الفلسطيني نحو الإنقسام منذ إنقلابها الدامي حزيران 2007 ومازالت ترفض وحدته بحجج لانهاية لها، في التوقيع على الورقه التي أعدتها مصر كقاسم مشترك لوجهات النظر الفلسطينيه المتعارضه، وعلى نفس هذا الطريق قادت قطاع غزه نحو الخراب والفقر بصواريخها العبثيه والتي إعترف قادتها لاحقا بتخلفها وعشوائيتها وأن القصد منها لم يكن سوى إزعاج إسرائيل، وغاب عن عقولهم المحنطه منذ 1400 عام ما ستحمله من ردات فعل قاسيه تجاه مجتمع غزه المسروق رغم كل التحذيرات الفلسطينيه والعربيه والإسرائيليه نفسها، وما زال القطاع وكنتيجه لصواريخهم التنكيه الربانيه تلك، يعيش حالة الخراب والفقر منذ نهاية العدوان عليه يناير 2009 ، ثم هاهم ومن بعد خراب البصره يقدمون للأمم المتحده إعتذاراتهم ودون خجل عن مقتل بعض المدنيين الإسرائليين ويقمعون بقوة السلاح كل من يطلق صاروخا على إسرائيل شبيه بصواريخهم واصفين إياهم بالعماله والتآمر، الرئاسه إنتهت والدولة والمنظمة إن هي إلا أشباح في مخيلة معسكر المهادنه والإنبطاح والجميع يتآمر مع أمريكا وإسرائيل ضد مصلحة الشعب والوطن وحماس التي تمثلهما ... هكذا كان خطابهم، وهم الآن في مواقع سياسيه كما يبدو ظاهرا، وظاهر فقط، تتناقض مع تحريضاتهم السابقه غير المبدئيه ضد الرئاسة والمنظمه والدوله .

أمران إثنان يقفان خلف موقف حماس الجديد من الرئاسه والمنظمه والدوله، وهما اللذان رسما خطواتها السياسيه وكانا خلف تصريحاتهم خلال اليومين السابقين ... البحث الدائم عن الشرعيه الدوليه والعربيه وإعتبارحماس قوه مقرره على الساحه الفلسطينيه، إن بالسعي نحو التفرد بهذه الشرعيه، أو، وفي حالة تراجعها سياسيا وجماهيريا كما حالها الآن، بالمشاركه مع الشرعية الفلسطينيه الحقيقيه والمقبوله دوليا وفلسطينا . الأمر الثاني، وهو الخاص بمأزقها الأمني بعد سلسله من الإغتيالات التي طالت بعض من قياداتها والتي كشفت عن إختراقات إسرائيليه فاضحه لمنظومة أمنها، خصوصا ما يتعلق بأمن قاده في الصف الأول سياسيا وعسكريا .

إغتيال محمود المبحوح في أحد فنادق دولة الإمارات أعاد للأذهان سلسله من إلإغتيالات تعرض لها قاده سياسيون وعسكريون حمساويون، الصحافه والمختصون يتحدثون الآن عن إختراق أمني إسرائيلي واسع للدائره الضيقه في قيادة حماس والقسام رغم إتهامات حماس الفارغه لحركة فتح بإغتيال قياداتها على شاطئ غزه ومشاركتها إسرائيل في العدوان على القطاع، في كانون الثاني 2008 تم إغتيال عمار مصبح وأياد الحيه وثلاثه آخرون بإنفجار على شاطئ بحر غزه، وأثناء العدوان الأخير على القطاع إغتالت إسرائيل كل من سعيد صيام وقائد الأمن الداخلي صلاح أبو شرخ والدكتور نزار ريان، وفي قلب دمشق تم تفجير باص يقل إيرانيون ينتمون للحرس الثوري وقُتل فيه ثلاثه من قسام غزه الحمساويين، تلاه محاولة إغتيال أسامه حمدان ومقتل عناصر من حمايته في مرآب المنزل الذي يقطن فيه في الضاحيه الجنوبيه من بيروت، وها هو محمود المبحوح يتم تصفيته عبر معلومات تسربت للموساد من داخل دائرته الأمنيه الضيقه وعلى حماس أن تبحث عن القاتل الحقيقي في صفوفها كما قال ضاحي خلفان مدير شرطة دبي . كعادة حماس، حاولت منذ البدايه تحميل حركة فتح وأحد قياديها مسؤولية إغتيال المبحوح وإفتعال قصة إتصال المغدور بعائلته ليخبرهم بموعد سفره وإسم الفندق الذي سيحل به وأن حجز بطاقات السفر والفندق قد تم عن طريق الإنترنت وهو ما نفته عائلة المبحوح وما لا يقبله عقل بخصوص تصرفات قائد أمني بارز في حماس .

إذا حماس في ورطة إنكشاف قادتها أمام الموساد الإسرائيلي وبتعاون حمساوي داخلي، وهو ما تتحدث به مراكز الإعلام الفلسطينيه والعربيه والدوليه على نطاق واسع، الأمر الذي يسبب حرج كبير لهذه القياده العمياء ومحاولة الهروب من هذا الحرج بمصالحة الشارع الفلسطيني وإطلاق شعارات الإعتراف بقيادة أبو مازن وشرعيتها والإعتراف الضمني من ثم بمنظمة التحرير الفلسطينيه وقرارات مجلسها المركزي ودولة فلسطين .

كعادة حماس في الرقص على الحبال، وبعد أن رفضت القياده الفلسطينيه إشراكها بوفدها للقمه إلا بعد توقيعها ورقة المصالحه، وبعد تهديدها بعدم حضور القمه فيما لو حضرها مشعل ... يُطل اليوم هنية ليخلط الأوراق من جديد .

هنيه يدعو اليوم إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون السلطه بعد صمت طويل عنهم، ووقف المفاوضات الأمنيه بعد أن إتضح له أن لاوجود لمفاوضات سياسيه ... والأهم من هذا كله، يدعو إلى إنتفاضه جديده هناك ردا على إجراءات إسرائيل الأخيره فيما يختص بالحرم الإبراهيمي و " قبر راحيل " . أقول : إنتفاضه " هناك " في الضفه الغربيه وهو تعبير خاص بالسيد هنيه، وليس هنا في قطاع غزه .

هل يريد السيد هنيه تدمير السلطه في الضفه الغربيه ومؤسساتها الخدميه وزرع القتل الخراب في مدنها وقراها كما فعلوا هم في غزه ؟

نعم هذا ما يريدونه في جوهر سياستهم ليبقوا هم في إمارتهم الإسلاميه الظلاميه سالمين غانمين وطز في الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني ... ألم يقل مرشدهم الأعلى السابق ذات يوم :
طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر .

سلام .



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ السري للكيلوت
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (5)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (3)
- شاربيّ ... من وحي سيدي القائد .
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (1)
- نقد الدين أم صراع الأديان ؟
- على هامش الغناء للزعماء ...
- مهنة التحريض في عراق اليوم
- القرامطه ... إشتراكيه مبكره
- أيام في كوردستان العراق ...
- في الصراع الإسلامي - المسيحي
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )
- أيام في بغداد ....
- جوله مع الاسماء ....
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - الرقص على الحبال ... سياسه حمساويه بإمتياز