أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - لحسن ايت الفقيه - هل سيأخذ الجنوب الشرقي المغربي نصيبه من الجهوية الموسعة؟















المزيد.....



هل سيأخذ الجنوب الشرقي المغربي نصيبه من الجهوية الموسعة؟


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 18:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من المفيد في البدء أن نسجل أن الجنوب الشرقي المغربي جهة وهمية لا وجود لها في التقطيع الإداري. وعلى الرغم من ذلك بدأت تحضر أويتقوى حضورها في النقاش لدى المجتمع المدني، ابتداء من سنة 2000. وتنبغي الإشارة إلى أن الترويج الواسع لجهة الجنوب الشرقي المغربي يكاد في البداية يقترن بتلك الأفكار الألفية التي ترهب الناس بكون نهاية السنة الألف الهجرية ، مثلا، وقبلها السنة الألف الميلادية نهاية العالم. وبعد أربع سنوات فقط انتقل التفكير في جهة الجنوب الشرقي المغربي من الحلم والتمثل إلى فكرة بات التخطيط لتحقيقها ممكنا لقيامه على أسس كثيرة جغرافية تاريخية وإثنوغرافية. وحسبنا أن بإقليم الرشيدية جمعيتين منسوبتين إلى الجنوب الشرقي،جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي، وشبكة الجمعيات التنموية لواحات الجنوب الشرقي، وهناك أيضا شبكة تافويت للدفاع عن حقوق المرأة، والشبكة الجهوية للدفاع عن حقوق الطفل. وقبل أقل من سنة تأسس القطب الجمعوي التنموي للجنوب الشرقي. إنها إرادة القول فيها فصل وليس بالهزل، إرادة تستحق الوقوف عندها مليا، لاسيما وأن للموضوع علاقة بالمناسبة وللمقال مقامه، فلا زيغ في الخطاب.وأود أن أشير أن هذه الدراسة مركب من مقالات نشرت بعضها في السابق ومضمنها مزيد ومنقح ليناسب المناسبة.
01- مفهوم الجنوب الشرقي
ظهر الجنوب الشرقي، كجهة وهمية، أو بالأحرى كفكرة في خطاب المجتمع المدني بالأقاليم التالية، زاكورة، ورزازات، الرشيدية، فيجيج. وابتداء من سنة 2007 بدأت الجهة الوهمية تتسع لتشمل إقليم طاطا وأعالي ملوية التي ينتظر أن تشكل في المستقبل الجزء الشمالي لإقليم ميدلت. إنها جهة وهمية لغيابها،فقط، في التقطيع الإداري، ولكنها جهة فعلية لدى المجتمع المدني لأن المرافعة عادة ما تتم باسمها. ونسجل أن التنسيق بين جمعيات الجهة يقويه الاهتمام المشترك بمشكل التصحر والتدهور البيئي وقضايا الزراعة والماء. ويقويه أيضا الاهتمام المشترك بمنابع الأنهار التي يتوقف جريانها في الرمال الصحراوية، زيز، كير، درعة، غريس،معيدر، زوزفانة. ونسجل أن المجتمع المدني بجهة الجنوب الشرقي الوهمية، بات يشتغل على قضايا المرأة والمشاركة السياسية للنساء في الانتخابات، وينسق في تتبع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويتبين من الإعلان التالي ميلاد القطب الجمعوي بالجنوب الشرقي المغربي نصه:( عقب اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي حول المشاركة السياسية للنساء والشباب بتاريخ 25/04/2009،انعقد يوم الأحد 26 أبريل 2009 لقاء تواصلي بين الجمعيات والأنسجة الجمعوية والتعاونيات بجهة الجنوب الشرقي للتداول في واقع الجنوب الشرقي في مستوياته المختلفة وبعد نقاش شارك فيه، وبقوة الحاضرون والممثلون لمختلف الجمعيات والأنسجة والتعاونيات على مستوى الجنوب الشرقي أجمع الحضور على ما يلي :
- اعتبار منطقة الجنوب الشرقي منطقة منكوبة تعاني من تهميش اقتصادي واجتماعي وتنموي كاستمرار للاختلالات المجالية على مستوى المغرب .
- اعتبار أن المناطق المشكلة لجهة الجنوب الشرقي تتموقع على هامش الجهات التي تنتمي اليها .
- أهمية العنصر البشري في تحقيق تغيير نوعي انطلافا من الدينامية الجمعوية القائمة.
- الاهتمامات المتقاطعة والمشتركة لكل الفاعليين الاجتماعيين والجمعويين كترجمة لتشابه الإشكالات المطروحة على مستوى الجنوب الشرقي.
وإذ أكد المشاركون على أهمية الجهود المبذولة من قبل الفاعلين المدنيين فقد أعربوا عن ضرورة التنسيق بين كل المتدخلين جغرافيا وموضوعاتيا من أجل بناء جنوب شرقي يليق بالجهود التي تبذلها مختلف الفعاليات المدنية لتحقيق انتقال نوعي. وفي هذا الإطار اتفق المشاركون على خلق فضاء للتنسيق والتواصل على مستوى الجنوب الشرقي يحمل اسم القطب الجمعوي للتنمية الديموقراطية بالجنوب الشرقي. مفتوح في وجه كل الفعاليات المدنية ( جمعيات تعاونيات ومنتديات وأنسجة وشبكات ) الجادة والراغبة في المساهمة في بناء جنوب شرقي يعكس طموحاته سكانه. ويهدف الى:
-المرافعة في الإشكالات الكبرى والاهتمامات المشتركة للفعاليات التنموية بالجنوب الشرقي.
-المرافعة في اتجاه خلق وكالة لتنمية الجنوب الشرقي على غرار وكالات التنمية بالمناطق الاخرى.
- خلق اليات للتواصل بين الفاعلين المحليين على مستوى الجنوب الشرقي وغيرهم من الفاعليين الوطنيين والدوليين.
- المساهمة في تأطير الفاعليين المحليين وتكوينهم.
- العمل على دعم المبادرات المحلية للتنمية الديموقراطية بالجنوب الشرقي).
وانخرط في القطب حوالي 43 جمعية تنموية معظمها من الرشيدية وفيجيج وورزازات. وسيتسع القطب لما يشرع في تنظيم منتديات الحوار والتشاور في المستقبل القريب.
02- الخصائص المشتركة لجهة الجنوب الشرقي
أشار بيان القطب الجمعوي للتنمية الديموقراطية بالجنوب الشرقي إلى أنه سيرافع في الإشكالات الكبرى والاهتمامات المشتركة للفعاليات التنموية بالجنوب الشرقي، وهي كثيرة كالتصحر والتهميش والعزلة . فالتصحر يكاد يشكل خطرا على كل واحات الجنوب الشرقي. وأما التهميش الذي قد يتخذ لباس الميز الجغرافي فيمكن ملامسته في التقطيع الجهوي الحالي. فلا أحد يجال في الفرق البين بين منطقتي سوس ماسة من جهة وبين منطقة درعة وتنغير من جهة ثانية، ولا غبار على الفرق الشاسع بين مكناس ومحيطها وبين كل المناطق الممتدة من الأطلس المتوسط الهضبي إلى تافيلالت، وهي الأطلس المتوسط وأعلي ملوية والأطلس الكبير الشرقي والهضاب الواقعة جنوب الانكسار الأطلسي الجنوبي، وواحات الرتب وتافيلالت وبوذنيب وغريس. والقياس ممكن على وضع فيجيج بالجهة الشرقية. والتهميش يستصحب معه العزلة والانغلاق والتقوقع.
عرف الجنوب الشرقي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان لذلك فهو نطاق جغرافي حاضر بقوة في خريطة جبر الضرر الجماعي (الرشيدية، فيجيج، ورزازات، زاكورة ، وبعض النقط بأعالي ملوية التابعة لإقليم خنيفرة)، ولذلك اهتدى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إلى فتح مكتبين إداريين بقلب الجنوب الشرقي، مكتب ورزازات الذي يحق تسميته بمكتب الجنوب الشرقي ، ومكتب ميدلت المنقطع للشأن الحقوقي بجهة مكناس تافيلالت وأما منطقة فيجيج فتابعة للمكتب الإداري الكائن بوجدة.
ويغشى الجنوب الشرقي جزءا كبيرا من النطاق الجغرافي الذي كان يطلق عليه المستعمر الفرنسي (المغرب غير النافع) لوقوعه جنوب شرق خط التساقطات المطرية المتساوية معدلاتها والتي لاتكفي لقيام زراعة بعلية فوق أن الجنوب الشرقي يفتقر إلى التربة الخصبة والإمكانيات والموارد الطبيعية الأخرى.
03 - الجنوب الشرقي المغربي والثقافة الجهوية
تطورت الثقافة الجهوية في الجنوب الشرقي المغربي من خلال النظم العرفية أي الكونفدراليات القبلية، التي تعود إلى التاريخ القديم في المغرب. وهي نظم قبلية سائدة في الجهة الوهمية المذكورة إلى حدود عقود ما قبل الحماية الفرنسية.وهي نظم اتخذت الجنوب الشرقي مجالا وطيفيا لها. أساسها التشريعي الجماعة العرقية على مستوى القبيلة، ومجلس الأربعين على مستوى الكونفدرالية القبلية. ويسهر على تنفيذ قراراتها شيخ المزرعة محليا وشيخ الشيوخ في النطاق القبلي الواسع. ولئن كانت اتحادية أيت ياف المان، وحدها، بالأطلس الكبير الشرقي، لم تحافظ في مسارها التنظيمي أي على مجلس الأربعين، أو شيخ الشيوخ مثل القائد المقاوم عسو أو بسلام آخر شيخ للكونفدرالية القبلية أيت عطة، فإن المحاولة الفاشلة التي قام بها الشيخ إبراهيم يسمور اليزدكي في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تستدعي مزيدا من البحث. ونظن أن الاستشهاد بالنظم القائمة بالجنوب الشرقي المغربي والجنوب المغربي مفيد لبيان المقصود بالنظم العرفية. ولقد حافظت المنطقة إلى وقت متأخر على النظم العرفية في شكلها القائدي المؤسساتي المتطور، بفعل إحداث سلطات الحماية الفرنسية القيادات التقليدية، في إطار ما يسمى السياسة الأهلية Autorités indigènes. وعلى الرغم من فشل أيت ياف المان في تأسيس مجلس الأربعين وانتخاب شيخ الشيوخ فإنها وضعت أسسا لقيادات تقليدية مكثت بعيدا في عهد الحماية الفرنسية وطيلة سنوات الرصاص. ولا تزال قيادة أيت يزدك رغم لباسها المؤسساتي الحديث تحن لعهد نشاط معتقل تزممارت.
ولا ينبغي النظر إلى النظم العرفية انطلاقا من الأسطورة المروجة حول ظهير 16 مايو 1930 المنظم للمحاكم العرفية في عهد الحماية الفرنسية، والذي استقبل باحتجاج مدعم بقراءة اللطيف، وكأن كارثة عظمى تعرض لها البلاد. فكلنا يعرف أن تاريخ المغرب خال من أي خلاف لغوي ومن أي مشكل في الخلافة أو الوحدة. فالأمازيغ هم الذين رحبوا بمجيء القبائل العربية في العصرين الموحدي والمريني. وفي جميع الأحوال فالمخزن المغربي لا يؤسس تعامله بالمرة على أساس إثنوغرافي بل على أساس وظيفي محض، يتأثر بطبيعة السلطة المركزية. وكلما ساد الاستقرار السياسي ونجحت السلطة المركزية في فرض سيطرتها على المحاور التجارية والمواضع الإستراتيجية، تصادف في النصوص التاريخية الحديث عن تمرد قائد ما في قبيلة ما، وتعيين قائد أخر في صفوف قبيلة أخرى، وكلما ضعفت السلطة المركزية يحل النظام العرفي محل النظام القائدي المخزني، ويقتصر الولاء فقط على جمع الضرائب أحيانا وعلى الدعوة للسلطان في الخطب المنبرية. فالقبائل المغربية تنظم نفسها بالعرف، لذلك زعم بعض الدارسين الفرنسيين أن هناك بلاد المخزن وبلاد «السيبا». ففي ما يسمى بلاد «السيبا» سلطان القبائل، وفي بلاد المخزن سلطان القائد. وحينما يحل سلطان القبائل محل سلطان المخزن يتأسس المجلس العرفي الذي يعمل وفق العرف مثل مجلس «ميعاد» بني يزناسن ومجلس بني كيل ومجلس قصور فيجيج ومجلس أيت عطة ومجلس أيت أربعين بالصحراء المغربية الذي أنشأ عرفا يعود إلى سنة 1165هجرية.
ولقد ساهمت النظم العرفية في الأوساط القبيلة بالأراضي المحادية للحدود المغربية الجزائرية في الجنوب الشرقي المغربي في تشكيل جبهة قبلية عرقلت، إلى حد كبير، التوسع الاستعماري بالشرق المغربي والجنوب الشرقي، أي في تلك الأراضي التي أضحت، بعد معاهدة لالة مغنية سنة 1845، ميدانا حيويا استهدفه المشروع الاستعماري الفرنسي بشمال أفريقيا وغربها. ولا مجال لاستحضار فصول تلك المعاهدة، التي أمليت على المغرب، والوقوف عندها بالتحليل والنقد لبيان ما تضمنته من نقائص، ونقط الضعف وشروط قاسية، كما لا يفيد التتبع الكرونولوجي لتلك النظم التي تعود إلى العصر التاريخي القديم، حسب زعم المؤرخ الفرنسي جوهان ديزانج الذي نعتها بالكونفدراليات القبلية، لما تحويه من خصوصيات اتحادية بالفعل، لأن المهم هنا، أن قوة المد الاستعماري في القرن التاسع عشر اصطدم بحاجز من المقاومة العنيفة امتدت، عبر المكان، من أرض بني يزناسن بالمغرب الشرقي إلى مراعي أيت خباش بتافيلالت، وصمد في الزمان من احتلال الجزائر سنة 1830 إلى معركة مسكي سنة 1916.إنه من الصعب الفصل بين الصمود القبلي وطبيعة النظام العرفي السائد بواحة فيجيج، ولدى قبائل بني يزناسن وبني كيل وأولاد جرير وأيت عطة وفي معظم جهة الجنوب الشرقي. فالنظم العرفية كلها تستمد قوتها من التماسك والتعاضد والتآزر وتعتمد على دقة التنظيم العشائري، والتمثيل في مجالس تحمل أسماء مختلفة حسب الوسط القبلي وتقوم على قاعدة عددية ذات حمولة سحرية تعود للماضي التاريخي البعيد. لقد حان الوقت للاعتناء بتلك النظم ومراجعتها ودراستها بحثا عما يمكن توظيفه لتأسيس مقاربة سوسيوثقافية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، وفي الجهوية الموسعة، علما أن النظام العرفي بالصحراء المغربية لا يختلف كثيرا في الأساس السحري العددي الذي يقوم عليه- كما سيأتي- وفي دقة التنظيم العشائري والتمثيل عن الأنظمة المعروفة في المغرب الشرقي والجنوب الشرقي المغربي، في القرن التاسع عشر. لقد حاولت بعض المصادر الفرنسية أن تجعل من التنظيمات القبلية شعوبا نوعية مستقلة في القرن التاسع عشر، وهو تقدير خاطيء، أو على الأقل يخدم مصلحة المستعمر. فالقبائل تشكل صورة مجتمع له خصائص مشتركة مع البنية الكلية أي التنظيم الكونفدرالي كما هو الحال لدى أيت ياف المان بالأطلس الكبير الشرقي وأيت عطة بالأطلس الصغير، وقبل ذلك أيت إدراسن وأيت أومالو. ولكل قبيلة خصائص تميزها عن القبيلة المجاورة ورثتها عن الإثنية «العنصرية» والجغرافيا والتاريخ. والقبيلة وحدة سياسية مؤهلة للانخراط في الاتحاد القبلي الذي ينقطع للدفاع عن المجال الوظيفي، الذي يحوي المراعي والمحاطب وموارد الماء والمجالات الصالحة للزراعة، والممرات الإستراتيجية والطرق والمسالك.إنها، بمعنى آخر، وحدة وظيفية غير عنصرية، لذلك تجد قبائل عربية في الاتحادات الأمازيغية كما هو حال عرب الصباح المنضوية في كنفدرالية أيت ياف المان. وهناك قبائل عربية تمزغت فوجدت مكانها في اتحاد أيت عطة. ولا يمنع الاختلاف اللغوي في الانخراط في الاتحاد القبلي إن كانت الوظيفة تسمح بذلك. وللتهديد الفرنسي في القرن التاسع عشر دوره في تعميق التكتل القبلي في الأراضي المحاذية للحدود المغربية الجزائية ومراجعة أسس التحالف. وعلى شاكلة الأنظمة القبلية المغربية حافظت اتحاديات القبائل بالجنوب الشرقي المغربي بعلاقة الولاء مع السلطة المركزية، تدفع الضرائب وتعبر عن الولاء للسلطان في كل مناسبة وتدعو له بالخير في الخطب المنبرية في أيام الجمعة والأعياد. ولا مبالغة في القول إن القبائل الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي بالجزائر، من شرق فيجيج إلى شط الجريد ظلت إلى حدود سنة 1961 تذكر السلطان المغربي في الخطب المنبرية، ولم يختف ذلك حتى حصلت الجزائر على الاستقلال وظهر لها مفهوم آخر للوطنية. ونُذكر فقط، أن مشكل الإمامة والخلافة والبيعة طرح كفتوى وإن شئت موضوعا للنقاش بين الأمير عبد القادر الجزائري وعلماء القرويين بفاس، فانتصر موقف الأمير عبد القادر القائم على اعتماد انحطاط الخلافة العثمانية بالجزائر، أي عدم قدرتها على الدفاع عن دار الإسلام لإزاحة الموقف المغربي المؤسس على الحديث «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما». فكانت بلاد الجزائر تابعة على مستوى الولاء الديني للمغرب بعد معركة إسلي سنة 1844، ولم يعد يربطها بالخلافة الإسلامية في المشرق أي رابط، وباختصار لا خلاف بين المغاربة والجزائريين في الحقبة الاستعمارية وما قبلها في الدفاع عن المجال الوظيفي، وفي الولاء الديني للسلطة القائمة وفي النظم القبلية.
حافظت الأنظمة القبلية المغربية العتيقة على تواجدها وصمودها أمام المؤثرات التاريخية واستغلت بعض اللحظات من التعايش في تثبيت دعائمها، وكان عبد المومن بن على الكومي أول من ناصرها، حيث أعطى الجماعات السلالية حقوقها في أراضي الخراج التي أضحت، الآن، أراضي الجموع، وانقطعت لحراسة مجالاتها الوظيفية إلى حدود فرض السيطرة الاستعمارية الفرنسية عليها في وقت متأخر. وتتكون الجماعات السلالية من شيوخ العشائر المسنين وتقوم باختيار شيخ عاقل «أمغار بالأمازيغية» يتولى أمورها وينفذ قراراتها ويكون الشيوخ مجلسا أعلى «مجلس الاتحاد القبلي» الذي ينظر في قضايا القبائل المتحدة في المجال الوظيفي ويضمن أمن الاتحاد. وإلى جانب سلطة المجلس ظهرت سلطة الزوايا مع انتشار التصوف الطرقي وسلطة القائد التي تسود في فترات الاستقرار السياسي المغربي. وفي كل أحوال الانهيار الأمني يظل المجلس القبلي سيد الموقف في الأوساط القبلية. وتختلف النظم من منطقة إلى أخرى، حيث تسمي بني يزناسن مجلسها الجماعي بمجلس «ميعاد» كما ورد في متن أحد المصادر الفرنسية . وللكلمة دلالة عربية وربما يهودية أيضا، ولا أحد ينكر تأثير اليهود في الثقافة المغربية. ويغلب على الظن أن للكلمة علاقة بقبيلة بني يزناسن لأن كلمة يزناسن الأمازيغية تعني «أرسل إليهم»، أرسل إليهم المؤونة والجنود. ولكل الرسل موعد في المكان والزمان ساحة القتال. فمجلس «ميعاد» مجلس الحرب والدفاع عن المجال الوظيفي. ولاغرو، فالطقوس الحربية الأمازيغية المغلفة بقيم الشجاعة كانت تقصي أن تحدد مع العدو موعد القتال وساحة الحرب ومن خالف الموعد فقد عبر عن استسلامه. ولقبيلة بني يزناسن الأمازيغية ذكريات في المقاومة والدفاع. ولم يكن الأمازيغ وحدهم يدبرون أنفسهم بأنفسهم بواسطة المجالس فقد عرف الفينيقيون مجالس الشيوخ وعرفها العبرانيون كما هو مضمن في التوراة وفي العصر الجمهوري الروماني مجلس الشيوخ. وفي المغرب الشرقي مجالس على شاكلة مجلس «ميعاد» لدى ذوي منيع وأولاد جرير. وفي واحة فيجيج نجد مجلس الجماعة وهو أكثر رقيا وتنظيما من مجلس ميعاد يقوم على القاعدة العددية 4 «أربع» تراعي عدد سكان القصر «الدوار». فالقصر مقسم إلى أربعة أجزاء لكل جزء أربعة ممثلين يعينون من بينهم منسقا. ويبلغ عدد ممثلي القصر 16 أما مجلس الواحة الذي يشرف على ست وحدات عمرانية، فكان يضم قبل دخول المستعمر الفرنسي المنطقة 96 ممثلا. وكانت أيت عطة تؤسس تنظيمها على القاعدة العددية 5 «خمسة»، مثل ذوي منيع، أي خمسة فروع، كل فرع يضم ما تيسر من العشائر، فهناك خمس أيت ولال وأيت أونير وخمس أيت واحليم، وهناك خمس أيت إسفول وأيت علوان وخمس أيت يعزة وأيت الفرسي. وتشكل أيت خباش وحدها الخمس الخامس في اتحادية أيت عطة « وتعتقد أن هذا التنظيم هو الذي يمنحها القوة الفائقة» شأنها شان غيرها من القبائل. ونضيف أن « المغاربة على العموم كانوا ومازالوا يعتقدون أن رقم خمسة، المتمثل بطرق مختلفة، يدل على الحظ، ويقي من المرض ومن عين الشيطان » في الصحراء المغربية مجلس « أيت أربعين» السلطة القبلية العليا التي تضم في تشكيلها شيوخ القبائل، يقوم على الأساس العددي السحري الأمازيغي 40 «أربعين»، ويسهر على سن الأعراف والدفاع عن المجال القبلي، ولا يختلف كثيرا عن المجالس العرفية المغربية الأخرى. ويبدو أن إهمال النظم القبلية المغربية التي حافظت على التماسك القبلي المغربي في القرن التاسع عشر خطأ في حق الثقافة المغربية غير العالمة. ولقد حان الوقت لإحياء تلك الأعراف القبلية وتحقيقها ومراجعتها لتأسيس مقاربات سوسيوثقافية للتنظيم الإداري والتسيير في الكثير من الأوساط القبلية التقليدية. فالكونفدراليات القبيلية كانت تسير مجالاتها الجغرافية دون التخلي عن نصرة السلطان.
4- الصحراء المغربية امتداد عرفي لجهة الجنوب الشرقي
الناظر في العرف المغربي الصحراوي يلمس تشابها بينه وبين الأعراف المغربية الأخرى. ذلك أن العرف - هنا أو هناك - يحوي مسطرة زجرية وحدودا لحرية الفرد لكي لا تمس حرية الآخر. ومن المفيد أن نبين ذلك في بعض بنود عرف « أيت أربعين »، حصلنا على نسخة منه في الأنترنيت، كالتالي « كل من أعان ظالما ولو كان أباه أو أخاه يقوم بإطعام أيت أربعين، وإن كانوا جماعة يقوم كل واحد منهم بذلك بمفرده » و« من أتلف حرثا غيره فعقوبته خمسة مثاقيل فضة» أما كل « من سل مكحلة «أي من أخرج سيفا من غمده» في وجه أحد، فعقابه خمسة مثاقيل فضة، وإن جرحه فابن لبون من الإبل». وفي فصل تنظيم المعاملات المالية «من أكل أموال آخر ظلما فعقوبته وعقوبة من يساعده ابن لبون من الإبل لكل واحد ويرد للمظلوم ما أخذه منه» وفي باب القضاء « من منع الشريعة «أي دعاه القاضي ولم يستجب » يغرم بعشرة مثاقيل فضة» و« كل قبيلة تعلن العداوة لقبيلة أخرى تدفع عشرة نوق عشروات». فالحكم الذاتي ليس إلا تصحيحا لوضع مغربي قبلي لم يدركه الوطنيون المغاربة في وقت مبكر، لأنهم لم يدرسوا الأوساط القبلية المغلقة، ولم ينفتحوا على الدراسات الفرنسية. فهناك خصوصيات ظرفية تاريخية ترفع حكم القائد المباشر وتفرض العمل بالعرف، لذلك نظم ظهير 16 مايو العمل بالعرف بالمناطق ذات العوائد الأمازيغية أي أنه -الظهير- اعترف فقط بوحدات سوسيوثقافية قديمة قدم المغرب، مختلفة غير متجانسة تفضل الانتظام في الكونفدراليات القبلية. وللمزيد من التوضيح نجد من الكونفدراليات التي تضم قبائل عربية مثل أيت ياف المان التي قبلت انخراط عرب الصباح «بباء مضعفة» وهي من بني معقل.
إن اقتراح الحكم الذاتي يعني تأكيد تاريخ المغرب البدوي المنتظم في الغالب في الكونفدراليات القبلية، أي التنظيمات التي سادت قبل احتلال فرنسا المغرب بقرون من الزمان ، ويفيد بمعنى آخر إعادة الاعتبار للوحدات السوسيوثقافية المتجانسة وهي التي تناسب كثيرا مايطلق عليه الآن بالجهوية الموسعة. فأين التفرقة التي تخوفت منها الحركة الوطنية المغربية،من ظهير 16 مايو المذكور؟ وما موقف أولئك الوطنيون القدماء من مقترح الحكم الذاتي؟ فالتاريخ يصحح خطأ المؤرخين وله منطقه الخاص. لذلك تعد دراسة النظم العرفية أساسية في إحياء الذاكرة الجماعية بالجنوب الشرقي المغربي.
05 - من أجل نطاق جيوسياسي موحد ومتاجنس بين المغرب والجزائر
الحديث عن العلاقة بين المغرب والجزائر في أحوال الانفتاح النادرة، للأسف، يستصحب معه التركيز على النقطة الحدودية الشرقية (جوج بغال ). أما نقط العبور الأخرى النشيطة في عهد الحماية الفرنسية، والتي تقع بجهة الجنوب الشرقي الوهمية، فقد ظلت نسيا منسيا لأسباب يعلم تفسيرها الراسخون في السياسة الدولية، وأهل الرأي في البلدين الشقيقين. وهناك نقط عبور يمكن إحداثها وتنشيطها في المآل في الصحراء الجنوبية المغربية والصحراء الشرقية، نظرا لسهولة الموضع وبساطة الطوبوغرافية والتجانس الاجتماعي والإثنوغرافي.
صحيح أن الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي والجنوبي كان يمثل في الخرائط الرسمية والأطالس في نقط متقطعة تفيد أن المشكل قائم. وصحيح أن المنطقة لا تزال تعرف توترا مستمرا، يتمثل أحيانا في مناوشات تقطع رتابة الحياة اليومية في المراكز العمرانية والجنوبية الشرقية، وفي اختفاء قطعان الإبل والغنم، وفي تهريب الماشية وممارسة التسويق الأسود بين رحل البلدين، إلى غير ذلك من الوقائع الصحيحة والأحداث الوهمية المؤسسة على الإشاعات. لكن ذلك لا ينبغي أن يؤثر على التنمية لأنها مطلب شعبي . وتود الإشارة هنا إلى التوظيف المتكرر لعبارة النطاق الجيوسياسي بدل الحدود لأن هذا العرض لا يهدف إلى الوقوف كثيرا عند مشكل الحدود بين البلدين أو العلاقة بينهما . وبعبارة أدق، لا يحق للقلم أن يسبق المفاوضات والقمم. لذا، كل ما يمكن تسطيره في هذا المجال أن الجنوب الشرقي المغربي يشكو من الخلوة والتوحش في كثير من المواضع، وكأنه حد الدنيا بالتعبير الأمازيغي، أي ذلك الحد الذي يظهر في الحكايات الشعبية أنه موطن العقارب والأفاعي والكواسر والحيوانات المفترسة، ويظهر في الميدان أنه ثلث خال من التنمية والعمران تقصده التائهة من قطعان الإبل والغنم وبعض أفراد الحمير والبغال.
لقد أريد من المنطقة منذ الاحتلال الفرنسي أن تشكل نطاقا جيوسياسيا مغربيا يفرض التعامل معه بحذر شديد، إذ يكلف بلدنا كثيرا في حراسته ومراقبته ونفس الشيء ينطبق على البلد الجار، الذي حشد معظم أفراد جيوشه بمحاذاة النطاق الجيوسياسي المذكور بجهة الجنوب الشرقي.
لا حاجة إلى التذكير باستعمار الجزائر سنة 1930 الذي جر المغرب ليخوض معارك المقاومة كمعركة إيسلي التي دشنت زواجا من الويلات بين المغرب والجزائر، زواجا لم ينته بالطلاق أو التوافق فيما يخدم مصلحة البلدين. فكلمة إيسلي بالأمازيغية تعني العريس بالأمازيغية، كانت تطلق على مكان المعركة، وأريد الآن، مستسمحا، أن أضعها في مكانها اللائق في مجال التطير والرجم بالغيب لأقول إنها عرس من دم، حيث كان المغاربة ينوون إنقاذ البلد الجار الشقيق وإذا بهم في حقل صراع وضعت بذوره فرنسا ورعته الجارة الجزائر. وإنه من المفيد استحضار معاهدة لالة مغنية ثانية ، لأنها فتحت المجال بشكل ضمني للتوسع الفرنسي في الجنوب الشرقي المغربي قبل منتصف القرن التاسع عشر، ذلك أن المعاهدة المذكورة فضلت عن غفل عدم الإشارة إلى الحدود بين المغرب (الجنوب الشرقي) ومستعمرة الجزائر في المناطق غير المحروثة وسمحت لفرنسا بتتبع المقاومين المغاربة وملاحقتهم في التراب المغربي. وبالفعل منذ التمانينات من ذلك القرن، كانت النقط العمرانية بالصحراء المغربية الشرقية تحت أفواه مدافع جيوش الاحتلال. وفي سنة 1893 تم استعمار التوات أعني فرض السيطرة الفرنسية على منطقة الساورة بكاملها وعلى منطقة الداورة وبداية الزحف نحو الشمال الغربي. وتمثل منطقة الساورة مغربا مصغرا بثقافته وزواياه التي مكنت العقيد هوبير كونسلاف اليوطي الذي عين حاكما على منطقة بشار أن يكسب تجربة فائقة في الشؤون المغربية ويطلع على عادة المغرب ويكتشف طبائع المغاربة بمساعدة ثلة من السوسيولوجيين الذين رافقهم العقيد. ولا غرو، فمنذ تعيينه مقيما عاما بالمغرب سنة 1912 بعد توقيع عقد الحماية بفاس، وهو في رتبة جينيرال، اعتمد أسلوب الترغيب والترهيب وتمكن من بسط سيطرته على معظم القبائل التي نخرتها الصراعات الداخلية ولم تتمكن من الصمود بعض الوقت أمام جيوش المحتل.
شكلت منطقة بشار وواحتي الساورة والداورة وتندوف البطن المنتفخ للجارة الجزائر التي شبهها زعيم حزبي مغربي، له كتاب( الزائغ)، بالأم الحامل، في حديثه مع قناة الجزيرة الفضائية. وبعيدا عن التشبيهات (الزائغة) والتي تبدو صحيحة للناظر بتأن في خريطة غرب شمال أفريقيا السياسية، نسجل أن المنطقة شكلت نطاقا جيوسياسيا استراتيجيا لا نبالغ إذا قلنا بأنه لا يفتأ يهدد أمن المغرب. وبعيدا عن النزاع بين البلدين الشقيقين وعن حق هذا البلد وذاك، يظهر أنه من المفيد التعاطي مع شأن المنطقة كوحدة جغرافية متجانسة إن لم نقل كجهة قائمة بذاتها تحظى بنوع من الميز الإيجابي. وبعبارة أخرى ينبغي تتبع النهج الجزائري في تعاطيه مع النطاق الجيو سياسي المذكور واستخلاص الدروس منه، حفاظا على التجانس التاريخي في الأحواض النهرية زيز وكير أو الساورة والداورة. فإذا كانت الحراسة مشددة بالمنطقة وتعميرها بالمعسكرات في نمو مستمر، للأسف، في كلا النطاقين، فإن هناك لا تكافوء تنمويا بينا، فالتغطية الإذاعية تكاد تكون جزائرية بكاملها حيث يتعذر التقاط البرامج المغربية قبل وقت مبكر من الليل، فوق أن الجزائر تخصص للمنطقة حيزا كبيرا من برامجها. ولقد سمعنا الكثير عن منطقة بشار والقنادسة ولم نسمع أي شيء في الإذاعة المغربية عن بودنيب . فالمنطقة، باختصار، وحدة جغرافية متجاسة، لا ننكر أنها ساهمت كثيرا في صنع تاريخ المغرب، لذا ينبغي أن لا يتقطع تجانسها وينقطع اتصالها بفعل الموروث الاستعماري الفرنسي الذي خلق نطاقين جيوسياسيين للتوتر بين البلدين. فإذا كانت الجزائر مهتمة بمنطقة بشار وحاضرة هناك وكادت تصيرها منطقة مشهورة عالميا بفعل احتضانها للانفصاليين وفتحها أمام البعثات الأجنبية، فإن النطاق الجيو سياسي المغربي (الجنوب الشرقي) يعيش حالة انغلاق، وكان يشكل ميدانا للانتقالات التأديبية، لا يأتيه من الموظفين إلا ذوي السوابق، فوق أنه أضحى يطرد سكانه بفعل الجفاف والتهميش وهشاشة البنى التحتية. صحيح أن المغرب قطع أشواطا، ابتداء من التسعينات من القرن الماضي، في تعبيد الطرق، وقد بنى الطريق الرابطة بين مركزي بودنيب وكرامة، وبين الريصاني وزاكورة، وبين تينغير وألنيف، نأمل أن تمتد مستقبلا إلى الساورة وتساهم في إعادة التجانس التاريخي في حوض كير، وصحيح أن المنطقة أضحت الآن منفتحة على الطيران الدولي بعد بناء مطار الرشيدية وورزازات، لكن ذلك كله لا يسير بشكل متواز مع النطاق الجيوسياسي الجزائري علما أن لكل نطاق تفوقه وتراجعه.
ويعد حوض كير الحلقة الضعيفة في النطاق الجيوسياسي المغربي بالجنوب الشرقي، لأن حوض زيز يتوفر على بعض الإمكانيات المجالية والسوسيومجالية بعد نجاة سهل تافيلالت من أي اغتصاب مفترض بفعل التوسيع الفرنسي للمستعمرة الجزائر، وبفعل عصيان القائد عدي وبيهي عامل تافيلالت في بداية استقلال المغربي، وما قيل عنه من قول فصل وهزل، ولأن القدر شاء أن يتحصن السهل الذي بنيت به حاضرة سجلماسة ويتطوق بفعل مقاومة أهله علما أن حوض زيز صمد أمام الاحتلال إلى حدود سنة 1930. ونضيف أن له نصيبه من البنية التحتية حيث تخترقه الطريق الوطنية رقم 13 ويحتضن مدينة الرشيدية ولا نعتقد أن بالنطاق الجيوسياسي الجزائري ما ينافسها في التوسع والعمران. و صحيح أن إقليم فيجيج ورث بنية تحتية تذكر بالماضي الاستغلالي للمنطقة ، سكة حديدية متجهة نحو وجدة وخط آخر، على شكل أثار باقية، كان متجها إلى بشار، ثم مدينة منجمية شمال مركز بوعرفة بنيت لاستغلال منجم المنغنيز. وهناك في الشرق واحة فيجيج التاريخية القادرة على التنافس، مع التذكير دوما بأن تراث المنطقة ثقافيا ودينيا مغربي في كلا النطاقين الجيوسياسيين الموروثين عن الاستعمار الفرنسي. ونعود إلى سهل تافيلالت للتذكير أنه يتوفر على إمكانيات إيكولوجية وسياحية يمكن أن تؤهل النطاق الجيوسياسي المغربي للتفوق على نظيره الجزائري بقليل من التعبئة والعناية. ونفس الشيء ينطبق على واحة فزواطة وكتاوة وكل الشريط العمراني بحوض واد درعة. وللأسف لا وجود بحوض كير الذي يشكل العمود الفقري للنطاقين الجيوسياسيين المذكورين لأي شيء يذكر .
لا ننكر أن السياسي يؤثر على التنموي وأن التوتر المذكور في حدود النطاقين الجيوسياسيين يفرض نوعا من الحذر والتحفظ لكن ذلك لا يصمد أمام المعطيات التالية:
- أن النطاقين الجيوسياسيين من مخلفات الاستعمار الفرنسي وحان الوقت لتجاوز ذلك الإرث.
- أن الجنوب الشرقي المغربي يشكل وحدة جغرافية متجانسة، فلا يمكن بالمرة الفصل بين الساورة وأعالي كير كما لا يمكن فصل التوات عن أعالي زيز. وهنا وجب الانتباه إلى أن الجنوب الشرقي في حاجة ليرتقي إلى جهة قائمة بذاتها.
- - حضور المنطقة في بناء تاريخ المغرب وقد حظيت بعناية فائقة من لدن كافة الدول المتعاقبة على حكم المغرب، وهي مهد الدولتين السعدية والعلوية.
- يشكل الجنوب الشرقي المغربي جسرا للتواصل مع شعوب أفريقيا جنوب الصحراء جعل المنطقة جسرا للتواصل والتحاور بين الشعبين الشقيقين.
- تشجيع الدراسات التاريخية حول المنطقة وتأسيس مراكز البحث في شؤونها.
- الاهتمام بتنمية المنطقة والعمل على تسوية مشاكل التوتر بها.
- التركيز على التمدرس وتنمية البنية الطرقية في أفق تسوية كافة الخلافات مع الجارة الجزائر وضمان حدود آمنة معترف بها دوليا بين البلدين الشقيقين.
- إعطاء لجنوب الشرقي المكانة التاريخية التي كان يحظى بها.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الحكامة المحلية في جبر الضرر الجماعي بإقليم الرشيدية
- على هامش لقاء أزرو حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقا ...
- قافلة « فاضمة وحرفو » الثانية لحفظ الذاكرة و المصالحة المغرب ...
- النساء في الجماعات المحلية المغربية رافعة الحكامة المحلية
- المدرسة القروية بين أوامر السلطة الكتابية و شفاهية دوريات ال ...
- مجموعة مدارس مولاي إسماعيل بشمال إقليم الرشيدية في مواجهة ال ...
- الديموقراطية المحلية المغربية و آفاق مشاركة المرأة في تسيير ...
- من أجل مخطط استراتيجي لدرء الفيضانات بواد زيز وكير
- رجل السلطة بين معضلات التنمية واحتجاج النساء بأعالي زيز
- الأمطار الغزيرة تؤجج الصراع حول الأرض بالأطلس الكبير الشرقي
- قيادة ايت يزدك المشهورة من قبل بمعتقل تزممارت ميدان لممارسة ...
- الرشيدية: توزيع المنح يضرب شعار تشجيع التمدرس في العمق
- رجال السلطة وهاجس التوقيف بإقليم الرشيدية
- بلدية الريش بالجنوب الشرقي المغربي: من وراء هدم أحد الأسوار ...
- من أجل نزاع يخدم التنمية المحلية بالجنوب الشرقي المغربي
- الحكامة الجيدة و دورها في تحسين أداء المؤسسات الاجتماعية
- الطقوس الاحتفالية بالجنوب الشرقي المغربي
- تجديد جمعية آباء تلاميذ إعدادية أبي سليم بالريش....هل هو بدا ...
- جمعية السوق المركزي بمدينة الريش تخوص
- الجمعية والتحولات القروية بالجنوب المغربي- من أجل بناء الديم ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - لحسن ايت الفقيه - هل سيأخذ الجنوب الشرقي المغربي نصيبه من الجهوية الموسعة؟