أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زينب رشيد - المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين














المزيد.....

المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 07:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الامارات العربية المتحدة تعتبر الذين اغتالوا محمود المبحوح مجرمين مثلما تعتبر ان خطف المبحوح لجنديين اسرائيليين وقتلهما عملا اجراميا كذلك. هذا الكلام ورد على لسان الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة امارة دبي، فهل المبحوح مجرما بالفعل؟

محمود عبد الرؤوف المبحوح "القيادي العسكري" في حركة "حماس" وأحد أعضاء الخلايا الاولى لما يسمى بكتائب عز الدين القسام، والذي اغتيل في العشرين من كانون الثاني الفائت في أحد فنادق امارة دبي، كان قد خطف بمساعدة شخص آخر الجنديين الاسرائيليين ايلان سعدون وآفي سبورتس عام 1989 وقتلهما بعد ذلك بدم بارد ودفن جثتيهما في مكان تم اعداده مسبقا لهذه الغاية.

قبل أن أدخل في ما فعله محمود المبحوح لا بد من التأكيد أولا ان المقاومة بأشكالها "المشروعة" حق مشروع لكل الشعوب الخاضعة للاحتلال كفلته كل المواثيق والاعراف الدولية، وشعبنا الفلسطيني واحد من تلك الشعوب التي ابتليت بنوع خاص من الاحتلال الاحلالي الاستيطاني، وبالتالي فان من حق شعبنا مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل المشروعة المتاحة.

اذا من حق المبحوح وزملائه أسر جنودا اسرائيليين رغم اعتراضي على الطريقة التي اتبعها المبحوح لخطف الجنديين الاسرائليين، لو كانت الغاية الاحتفاظ بالجنود الاسرائيليين كأسرى بغرض مبادلتهم لاحقا بألاف الفلسطينيين الذين تكتظ بهم السجون الاسرائيلية، اما ان تكون خطة المبحوح وزميله هي مجرد خطف الجنود وقتلهم بعد ذلك بدم بارد فهذا لا يجوز لا قانونا ولا اخلاقا ولا بأي معيار آخر. انها فعلة الجبناء فقط حين يكونوا غير قادرين على خوض المعركة بأخلاق المقاتل الشريف.
يستطيع المبحوح وأي فلسطيني آخر أن يخوض قتالا عسكريا مع الجنود الاسرائيليين وليقتل ما يقتل حينذاك، فهذه تعتبر معركة حقيقية تستوجب سقوط ضحايا عسكريين من الطرفين، كما انه من الممكن ان يقع عناصر من الطرفين اسرى لدى الطرف الاخر يتم الاحتفاظ بهم ومعاملتهم بصورة انسانية حسبما تقتضي اتفاقيات جنيف الخاصة باسرى الحرب، وليس قتل الاسرى بدم بارد ودفنهم بعد ذلك دون تقديم معلومات حتى لذويهم.

ان مافعله المبحوح وزميله لا يمكن أن نعده الا من أفعال العصابات والمجرمين ولا علاقة له من بعيد او قريب بمفهوم القتال من أجل الحرية ولا بأخلاق المقاتلين من أجلها، وهو فعل أساء لشعبنا وقضيتنا كثيرا جدا، ومازلنا نحصد كشعب فلسطيني نتيجة لهذه الافعال الكثير من الخسائر على المستوى العالمي، وكذلك مزيد من الخسائر في الارواح واطالة أمد معاناة شعبنا خدمة لاغراض فصائلية بعيد كل البعد عن المصلحة الوطنية لشعبنا الفلسطيني.

لقد جاءت فعلة المبحوح وزميله خارج السياق العام لانتفاضة الحجارة، فالشكل النضالي الأبرز لتلك الانتفاضة والتي أخذت اسمها منه هو رمي الحجارة باتجاه الجيش الاسرائيلي المحتل، اضافة لأشكال نضالية أخرى مثل الاضرابات والاعتصامات، ومن الحجر وبقية الاشكال النضالية تلك كسب شعبنا تعاطف العالم وأعاد قضيتنا الى دائرة الاهتمام الاقليمي والدولي، بعد سنوات عجاف أعقبت الخروج الاندحاري من بيروت وتشتت المنظومة السياسية والعسكرية للفلسطينيين في عدد من الدول العربية، الا ان الافعال الرعناء والاجرامية كالتي فعلها محمود المبحوح وغيره هي التي بدأت تقلص قيمة الفعل الانتفاضي الفلسطيني الذي كان من الممكن ان يوصلنا الى دولة ذات سيادة على اراضي برنامج الاجماع الوطني الفلسطيني وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية جنبا الى جنب مع الدولة الاسرائيلية، الا ان محاولات عسكرة انتفاضة الحجارة هو الذي اوصلنا الى اتفاق هزيل وغير واضح المعالم ولكنه انجاز على اية حال اسس لاول الانسحابات الاسرائيلية وانشاء سلطة فلسطينية يتقاتل على كراسيها الان من خوَنوا الذين وقعوا اتفاق اوسلو، وقد أجهزت أفعال اخوة المبحوح وآخرين تناغموا معهم على ذلك الانجاز رغم ضآلته من خلال العسكرة الكاملة لما سمي بانتفاضة الاقصى، لتعود القضية الفلسطينية بعد ذلك الى ما دون المربع الاول.

على الجانب الآخر فان الذين اغتالوا محمود المبحوح مجرمين ايضا، واغتيال المبحوح بالطريقة التي اغتيل بها هي جريمة نكراء اتبعت فيها أساليب العصابات والقتلة المحترفين وهي لم تكن الجريمة الأولى التي يقدم عليها جهاز المخابرات الاسرائيلي "موساد" ولن تكون الاخيرة، وحتى اذا تجاوزنا عملية اغتيال المبحوح بداعي الانتقام، فان كثيرا من الجرائم البشعة ارتكبها ومازال جهاز الموساد ضد شخصيات فلسطينية وغير فلسطينية لم يكن لها من سلاح الا القلم والفكر.

اغتال جهاز المخابرات الاسرائيلي "موساد" الاديب والدبلوماسي الفلسطيني وائل زعيتر في روما عام 1972، واغتال في السنة التالية السياسي الفلسطيني كمال عدوان والشاعر كمال ناصر ومعهم أبو يوسف النجار في بيروت، كما واغتال عشرات الشخصيات الفاعلة في مجال الصحافة والاعلام والاداب والفنون والعلوم الفيزيائية والكيميائية، وكل هؤلاء لم يحملوا بندقية ولم يخوضوا معركة قد يقتلون فيها أحدا ما من الاسرائيليين وبالتالي فان أياديهم غير ملطخة بالدماء حسب تعريف القوانين الاسرائيلية لمن يقتل او يساهم في قتل اسرائيلي.

ان كل عمليات الاغتيال التي ارتكبها الموساد وخاصة ضد المفكرين والادباء والعلماء لا يمكن ان توضع الا في خانة الجريمة المنظمة، ويجب أن يقتنع الطرف الاسرائيلي ان العنف لا يولد الا العنف وان اغتياله للمبحوح او غيره لن يمنع اخرون يفكرون بذات الطريقة التي يفكر بها المبحوح من خطف مزيدا من الجنود والمدنيين الاسرائيليين وقتلهم وبالتالي فان الخيار الوحيد هو ان تحسم القيادة والشعب الاسرائيليين امرهما باتجاه وقف كامل للاستيطان في اراضينا الفلسطينية والذهاب باتجاه مفاوضات فعالة وحاسمة تؤدي وباسرع وقت الى دولة فلسطينية كاملة السيادة والترابط الجغرافي يعيش عليها شعبنا الفلسطيني الذي ذاق كل صنوف المعاناة على يد الاعداء وعلى يد ابناء جلدته وآن له أن يعيش بكرامة حاله حال كل الشعوب على أرض المعمورة.

كاتبة فلسطينية



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زينب رشيد - المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين