أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمنية طلعت - حي على الجهاد يا ستات














المزيد.....

حي على الجهاد يا ستات


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 00:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه هي الجملة التي ارتطمت برأسي فور وصول خبر رفض 89% من قضاة مجلس الدولة تعيين المرأة في القضاء الإداري، لأنه وبكل بساطة لن تستطيع المرأة اقتحام هذه القلعة الذكورية إلا بعد كفاح وجهاد طويلين تسيل فيه الدماء وترتفع خلاله صيحات الهزيمة والنصر في المعارك التي يجب أن تتالى ربما لعقود قادمة.

أقول ذلك أيضاً لأنني مؤمنة تماماً بأننا الآن نعيش عصراً يجب أن تتحرك فيه المرأة بنفسها لكي تنال حقوقها ووضعها ومكانتها في المجتمع ويتم التعامل معها بمساواة حقيقية بعيداً عن زيف الطبل والزمر وشعارات ذر الرماد في العيون التي نحمي بها مصر المحروسة من عين الحسود الغربي. ومن الآخر كما اعتاد شعبنا أن يلخص مآسيه، إن كانت المرأة تستحق أن تقتحم مجال القضاء بقوة وتثبت فيه أقدامها فلن يأتي ذلك منحة من الذكور المنتفخين في ستراتهم الرمادية والسوداء والبنية وكافة الألوان الكابية الكئيبة، بل سيأتي غلاباً بعد معارك طويلة ودامية مكللة بالأحمر الزاهي.

بعد الخطبة العصماء السابقة، دعونا نعود لنرد ربما للمرة المليون على إدعاءات الرجال مهيبي الشأن، والذين لا يجدون يا ولداه غيرها في كل مرة يحاربون فيها أي محاولة لتمكين المرأة في المجتمع بشكل مساوي للرجل، فلقد ذكر السيد عظيم الشأن رئيس الجمعية العمومية في بيانه أن تجربة تعيين المرأة في محاكم الأسرة لم تنجح، لذلك لم تقدم وزارة العدل على تكرارها وحذر في البيان مما أسماه " مخاطر تدرج النساء في المناصب القضائية على الورق رغم بعدهن عن ممارسة العمل القضائي لانشغالهن برعاية أزواجهن وأولادهن". يا لطيف!!!!!! مخاطر تدرج النساء في المناصب القضائية ؟؟؟؟ ومع ذلك ورغم هذا الكلام الرادع القوي الجامع المانع الذي ورد على لسان مهيب الركن، دعونا نتأمل قليلاً في هذا الكلام .... بناء على أي أساس صرح رئيس الجمعية العمومية بمثل هذا التصريح؟ هل هناك دراسة علمية رصدت جدية ممارسة المرأة لعملها كقاضية في محاكم الأسرة ؟ وإن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطلعنا مهيب الركن عليها؟. حتى لو كان كلامه حقيقياً، فهل يعني هذا أن جميع الرجال الذين ينخرطون في سلك القضاء يؤدون عملهم كما ينبغي بدون أي ملاحظات سلبية على أدائهم؟ ثم وهو الأهم ...ألا يتم اختيار الشخصيات التي يتم ترشيحها إلى التعيين في سلك القضاء بدقة وبناء على سجل مهني قوي ونشط ونزيه ومتميز؟ أم أن الأمر يتم بناء على قرعة مثل قرعة الحج أو سحب مثل سحب جوائز لبان بمبم الذي كنا نتابعه بشغف ونحن أطفال؟.



لماذا لا يتم التعامل مع المرأة بأسلوب بعيد عن المنح والمنع ونترك الباب مفتوحاً فإذا ما أثبتت امرأة ما كفاءتها في أي مجال سواء كان القضاء أو غيره، صعدت وترقت وبلغت أعلى المناصب، وإذا لم تستطع بقت في مكانها أو تم عزلها تماماً مثلما يتم التعامل مع الرجل. أنا شخصياً لا أطالب بأن نمنح امرأة ما منصباً لمجرد أنها امرأة ولكن إن كانت متميزة وكفوءة فلتترقى وتنال حقها بناء على عملها ومجهودها. الأمر الآخر هو حجة الزوج والأولاد وانشغال المرأة بهم، فحتى لو سلمنا بالأمر سأضطر أن أسأل سؤال ربما يكون ثقيلا على قلوب العظماء " وهل كل النساء متزوجات ومنجبات؟"، وسؤال آخر " متى تتطورون قليلاً مع العصر يا سادة وتدركون أن التكنولوجيا الحديثة وفرت وسائل مهمة جداً تساعد المرأة على أن لا يأخذ بيتها ورعايته منها الكثير من الوقت لتتفرغ بعد ذلك إلى عملها؟" وسؤال آخر " إلى متى سيظل الرجل في مجتمعنا يعيش كتنبل سلطان عظيم ويتعامل مع عمله في الخارج على أنه كل ما ترجوه البشرية منه، ومتى يفيق ويدرك أنه أيضاً عليه دور في المنزل ليقوم به تجاه زوجته وأبناؤه؟".

ونصل هنا إلى الكلام العنصري الغريب الذي ألقاه المستشار محمد الحسيني، رئيس المجلس، على مسامع المستشارين حيث قال: " أضمن لكم عدم تعيين المرأة في الدفعات المقبلة بمجلس الدولة، طالما أن الثقافة المجتمعية في مصر لم تكتمل ولم تتفق على تولي المرأة منصب القضاء، وأتعهد لكم بأن مجلس الدولة سيكون آخر هيئة قضائية تعين النساء". ما كل هذا الغل والحقد الذي ينبع من بين تلك الكلمات؟ هل يعاني سيادة المستشار من أزمة نفسية سببتها له امرأة مثلاً؟ أم أنه مدفوع بأفكار طائفية خاصة معادية للنساء؟ لقد جاء كلامه شديد العنصرية والمعاداه لجنس النساء في المجمل ولم يقتصر فقط على موضوع القضاء. الغريب أن كلامه جاء مغايراً للبيان الصحفي الذي أصدره من قبل وذكر فيه أنه قرر فتح باب تعيين المرأة بعد إخطار الجهات المعنية في الدولة، ما يجعلني أنجرف في تيار نظرية المؤامرة، خاصة بعد اهتمام الجرائد السعودية بتغطية هذا الحدث وفرد الصفحات له ومناقشة الموضوع في كافة وسائل إعلامها، متجهة نحو تكريس فكرة القوامة والدرجة التي للرجال علينا ومملكة المرأة العبثية وكونها درة وجوهرة مفقودة في عالم لا قيمة فيه للجواهر المكنونة في أي صندوق!

في النهاية أوجه تحية إكبار للدكتور البيومي محمد البيومي، نائب رئيس المجلس، الذي كافح في حوار مع طرشان لإثبات أحقية المرأة في تولي منصب القضاء وقام بتوزيع دراسة شرعية تقر تولي المرأة المناصب القضائية، والتي أتمنى أن يتم نشرها على أوسع نطاق، على الأقل لتوعية النساء أنفسهن حول قيمتهن ومكانتهن الحقيقية في الدين والحياة والمجتمع، خاصة وقد استطاعت كتائب السلفيين والوهابيين أن تتسلل إلى النساء أنفسهن وأصبحنا نرى نساءً تقف في صفوف الذكور وتدافع بشراسة عن قانون الذكر وهي لا تدري أنها بذلك تدق مسامير عدة في نعشها لتظل مدفونة بموت إكلينيكي إلى أن تأتي المعجزة أو لا تأتي.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محجبات ومنقبات في البارات والملاهي الليلية
- كم احببت الاسلام في تركيا
- لم يصبها الدور
- خلعت كل شيئ واختفت
- أسمهان و سلاف: معزوفة نسائية مبهرة
- تسيبي ليفني في التوراة
- علي كل لون يا فتوي.. والمرأة هي الخاسر الأكبر
- نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة
- بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم
- النقاب فضل وليس فرض!
- إسلامهم أم إسلامنا؟ رفض تجريم الختان ورفع سن الزواج في قانون ...
- من يمتلك جسد النساء؟
- الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنس ...
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...
- هل كان رمضان السبب في ترهل مصراوية؟ أم أن السيناريو مترهل من ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمنية طلعت - حي على الجهاد يا ستات