أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل














المزيد.....

ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ن الفقر وما ينتج عنه من فقدان الأمل يمثل "أرضا خصبة" للجريمة المنظمة والحروب الاهلية والارهاب والتطرف."
محمد البرادعى
بداية لست شديد الحماس للدكتور محمد البرادعى مع عظيم تقديرى للرجل، فهو بالنسبة لنا قادم من الغيب، لم يعش فى مصر معظم حياته، ولم يمارس السياسة بالمعنى المباشر أى لم يدخل الى العمل فى الحركة اليومية للجمهور من نضال متجدد حول الظروف الإجتماعية الصعبة والمعاناه لملايين المصريين من اجل لقمة العيش، من طوابير الخبز والأنابيب الى إعتصامات العمال و إضرابات الصيادلة والأطباء واعتراضات الطلاب والصحفين واساتذة الجامعات والقضاة، حيث كان يعيش فى جينيف حياة مرفهه، ولم يجرب سجون ومعتقلات السلطة وحتى لم يشارك برأى واضح فى قضايا الديموقراطية والحريات الاّ بعد أن انتهت ولايته فى المنظمة الدولية وما تردد فى مصر عن امكانية ترشيحه للمنصب الرئاسى.
على أن الرجل انصافا لم تتلوث يده يوما بشبهة فساد أو إستغلال منصب أو تربح أو حتى علاقة بالسلطة، أو بقوى المعارضة التى تم ترويضها واستنامتها منذ زمن طويل، فهو بشكل عام انسان عصامى بنى نفسه بنفسه، وإبن أحد المشهود لهم بالوطنية نقيب المحامين الأسبق فى عهد عبد الناصر مصطفى البرادعى، كما أنه حقق لنفسه ولوطنه مكانة دولية محترمة و إستحق ان يفوز بجائزة نوبل بجدارة، والتى تبرع بها لدور رعاية الأيتام فى مصر.
المسألة الأهم فى نظرى هو أن قوى المعارضة فى مصر تعانى من مشاكل متعددة بنيوية وتنظيمية وجماهيرية ومفتقدة بشكل كبير لوجود رمز تاريخى يمكن ان يتوحد خلفه الجميع من أجل إنقاذ الوطن والخروج من الوضع الإستاتيكى الذى نعيشه، فاليسار المتشرذم عاجز عن فعل شيئ، والإخوان القوة الأكثر تنظيما وجماهيرية حبيسة أزمتها الداخلية ولا تقبل الاّ بمن يعتنق أفكارها ويعمل تحت إمرتها، وتتخوف من رياح أى فكر مدنى، وباقى الأحزاب الرسمية قانعة بوضعها الهامشى و ما يهمها هو رضا السلطات عنها.
ولكن كما ذكرت فى مقال سابق (الحكومة ترقص على إيقاع شباب الفيس بوك ) فإن هذا الشباب الواعد هو من بدأ بفكرة ترشيح البرادعى للرئاسة والتى تلقفها الأستاذ هيكل طارحا فكرة تكوين لجنة حكماء من ضمنهم البرادعى لوضع دستور جديد، ولكن هذا الشباب كان أكثر جرأة ومصداقية فاخترع فكرة التوكيلات والدعاية على النت والإعداد لإستقباله فى المطار وآخرها طبع كتاب مليونى للتعريف بالرجل ومواقفه.
لا يشكك مكابر فى مواقف البرادعى ورؤيته الليبرالية ودفاعه عن حقوق الإنسان والديموقراطية، قد يشكك البعض فى رضا أمريكا عنه، وفى بعض مواقفه التوافقية أثناء رئاسته للوكالة، حسنا للرجل مآخذه ولكن هو وطنى وديموقراطى معا، ووجها مقبولا فى الداخل والخارج، ورمزا يمكن مساندته والبناء على مواقفه.
إن النظام يعرف قدر منافسيه، لذا نجده مرعوبا من احتمال دخول الرجل المعترك السياسى، وهم يعلمون أن الحملة التى أثاروها جاءت برياح عكسية، لذا فى محاولاتهم الأخيرة يعملون على تحطيمه وشل عزيمته بالضربات التكتيكية وليس بالقاضية، أليس من العقل الآن أن تحتشد كل القوى المطالبة بالتغيير للتمسك به خيارا، فلا أعتقد أن الآخرين فى المعارضة بظروفهم البائسة قادرين على تسويق بديلا عنه، والمراهنة على وجوه محروقة مثل أيمن نور لم تعد تجدى، وعلى عناصر نخبوية وضعيفة مثل حمدين الصباحى لا تنفع، فليس هناك شخص بقامة البرادعى قادر على تحريك الجماهير فى مواجهة مبارك أو إبنه.
تبقى الإشكالية الواقعية لإنفاذ سيناريو تغيير الدستور ونزاهة الإنتخابات والمراقبة الداخلية والخارجية لها وكل التحديات التى يمكن أن نواجهها، فى رأيي انه يجب الإتفاق بداية على المبدأ، هل نحن جادون فعلا وراغبين فى التغيير؟ وإذا كان ذلك كذلك، فهل نتخلى ولو قليلا عن ذواتنا المتضخمة بالفعل ونقرر النضال مع هذا الرجل، بعدها اظن أن لا شيئ مستحيل، الوقت ما زال أمامنا، فأكثر من عام ونصف ليس بالقليل، والحراك الجماهيرى قد بدأ، نعم لا يوجد ماهو سهل، ولكن لنتذكر أن هذا الشعب قادر على صنع المستحيل، المهم أن نبدأ.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفاتار...والإبهار التكنولوجى
- لا تكلمنى شكرا
- -رسائل بحر- غامضة
- الصول عبد الجواد
- الحكومة ترقص على إيقاع شباب الفيس بوك
- هل وصل الأمر الى -أيام- طه حسين؟
- زكى مراد...فارس ليس من هذا الزمان
- شخصيات من السجن(2)
- فلسطينيون فى مصر (3)
- دموع أم
- 2-فلسطينيون فى مصر
- لماذا تطالب الحكومة المصرية بعودة الآثار المسروقة ولا تطالب ...
- فلسطينيون فى مصر
- العلمانيون بالقميص الإسلامى
- الحب المستحيل
- ذكريات هزيمة
- القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية
- دكان شحاتة .. والواقعية المصرية
- جريشة..حكاية بطل شعبى
- سلطنة عمان..وتوليفة التسامح


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل