أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الدوله الرخوه














المزيد.....

الدوله الرخوه


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة دائما خارج السلطه بمعايير الدولة الحديثه .. لكن من غرائب الوقت ان الدولة الرافدينيه كانت عرضة للتقويض الداخلي باستمرار. وكانت ثمة اسباب داخليه و خارجيه ايضا تتفاعل عبر عصور لتهديم ماهو قائم كل مرة . فأذا كان حكم الفرد هو الذي كرّس قوّة التفجرالداخلي كما في النظام السابق ، فكيف تكون المجموعات اليوم عنصر تفتيت لدولة محتمله ؛ فتنهار مقوماتها ويتحطم كيانها . ان اية قراءة اوليه للواقع اليوم ونحن نختبر قاعدة ان تغيير الواقع لايتحقق الا بتهديم بنى الداخل ، تُظْهِر للوهلة الأولى عناصر تفتيتيه مكرّسَه في صيغ دستوريه لاتخدم قواعد بناء دوله حديثه . فلقد اسهمت تجاذبات نظام المحاصصة في بنية السلطه بقوة في تعثر بناء المؤسسة الوطنيه اداريا واجتماعيا ، كما عرّضَتْ الثقة بالمجموعات والأحزاب الى جدل المخاوف واحتمالات التنافس و تواصل الصراع . ولقد تعرضت اولوية إعادة بناء التلاحم الداخلي الى تصدعات وتمزقات وتأخيرات بفعل انعدام الثقة بين قوى الداخل وتربصها المستمر ببعض في مواضعات واصطفافات ، وحيث تمارس المجموعات المتنافسه بحثها عن ظهير اقليمي او دولي لتكريس البقاء و الأزاحه ، فأن ذلك يصعّد العنف و يعمق التجاذبات الأقليميه والدوليه ،و تظل الدوله العراقيه اسيرةَ أجندات هذه القوى وتدافعاتها ومصالحها في حماية قوة دون اخرى على حساب مأسَسَةِ الدولة وثباتها . انه نمط من الحروب الداخليه المقنعه التي تتسم بها مجتمعات ماقبل العصرنه وقبل التحديث .
*
ويحق هنا ان نتساءل في اطار دراسة عناصر داخليه اخرى ، مااذا كان الضغط نحو مشروع الفيدرالية ،قد اسهم في تفجير عناصر التباعد الداخلي من خلال الأختلافات الكبيره في فهم المشروع وتداعياته الداخليه والأقليميه . فلقد اوصل هذا الضغط الى مزيد من العنف المتبادل والتطهير خلال اعوام خسرت خلالها المؤسسة المنتظرة فرصة التكوين .و يحق لنا ايضا ان نتساءل مااذا كان الذين ادرجوا مشروع الفيدرالية كنص دستوري أساس قد كان لديهم الوقت للتفكير بمعطى مبدئي يحول دون أن يتحول هذا النص الى شرعنةً مبكرة للفرقة او تخصيب بذرة التقسيم . وقد لاحظتُ ان القرارات التي اتخذها برلمان اقليم كردستان وحكومته بالأجماع قبل فتره في تصريح رئيس وزراء الأقليم:( ان الكرد لن يكونوا عنصر فرقة او تقسيم للعراق الواحد ) مما يعني قراءة طرف للحقائق الداخليه والدوليه على الأرض، فهل يتحقق ذلك لدى جهات اخرى ضمن جدل البقاء العراقي الصعب اليوم . ان الفدراليات الأخرى المقترحه تحتاج الى دراسة اسس التكوين ، حيث تتجسد اختلافات جغرافية وتاريخية قد تطور عناصر الجدل والأختلاف لعقود طويله داخل فئات الشعب مما يؤخر مأسسة الدوله ويكرس سلطات استثنائيه تنفرد بها فئات او اشخاص .
*
لقد كان احتلال الولايات المتحده للعراق قد فتح المجال لتدخلات اقليميه من قبل بلدان الجوار بشكل غدا مكشوفا ومشخصا ومُسمّى . كما فتح المجال للأضطراب الأهلي الصعب وكانت تلك اشاره الى ان العراق غدا بلدا يفتقد الى الأراده كمؤشر على مغادرته لدوره المؤثر في المعادله العربيه والدوليه .
ولابد من الأشاره الى ازدواجية الخلخله الأخرى المتوقعه والمتمثله فيان انسحاب القوات الأمريكيه سيولد فراغات امنيه قد تدخل البلاد في دورو مختلفه من دورات الزمن وقد تتكرس اشكال الصراع بشكل يثمر هشاشة الدوله وغياب مؤسساتها لفتره طويله من الزمن .
ان مفهوم الدوله الرخوة يتجسّد في كل عناصر الواقع اليوم ، فقد انهارت مؤسسات الدوله وتم الأجهاز على كل تقليد اداري كما تم بيع المؤسسات الأنتاجيه وتفكيكها وارتجلت سياسة الأدارة في الكثير من دوائر الدوله وارتبطت حياة الناس ومصالحها بواقع صعب يشتغل لصالح سلطة مركزيه تسندنها قوى برلمانيه شكليه تجسد روح الفرد وغياب هيئة الدوله . وبينما الصراع متواصل حول شكل الدوله الفدرالي الأتحادي ام الواحد الموحد في ظل غياب مطلق لملامح الدوله يكون الوقت قد مر على فرصة استعادة روح المؤسسة الوطنيه .
*
لقد كان العراق بلدا خصبا بجدل الأكثريات والأقليات الطائفية والأقواميه . وقد بدأت مرحلة التشطير والأقتسام باكرا قبل احتلال العراق 2003 اعتبارا من اقليم كردستان ووادي نينوى الى اقليمي الوسط والجنوب كما اشترتهما الوثائق . وكانت ثمة قوى داخليه و اقليميه توزع وتتبادل الولاءات ، تأكيدا لمصالح خارجيه واعادة لموروثات تحكمها الميول والعصبيه اللتان سبقت الدوله العراقيه في العشرينات . وقد استعارت كل ذلك قوى واحزاب شريكه في السلطه مما ادى الى تشتت الكثير من المشتركات الوطنيه العراقيه .. واذ لم تنضج بعد معادلات التوحيد او الأقتسام والتشطير اليوم فأن كليهما سيؤديان بكل اسف الى توأمة التقويض والنكوص المؤسساتي .



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..
- اسئلة لسكونك العجيب
- الذي اختصر ملحمة الحفاة
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات
- ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الدوله الرخوه