أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - صرخة شوقي














المزيد.....

صرخة شوقي


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


صرخة شوقي..
بنعيسى احسينات - المغرب


ما أحوجنا اليوم..
ربما قبل اليوم..
إلى صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

**
سأل نيرون..
فيلسوفه رينون..
عن منظر روما وهي تحترق..
تذوب في لهيب الشيطان..
تغيب في أمواج من الدخان..
فقال رينون لنيرون:
«إذا احترقت روما اليوم..
فسيأتي من يعيد بناءها من جديد..
وربما أحسن مما كانت عليه..
بالإسمنت والخشب والحديد..
لكن ما يؤلم حقا سيدي..
أنني أعلم أنك قتلت بدون هوادة..
في شعبك المعاني الجميلة..
بفرضك عليه تربية دنيئة..
بتعليم شعر رديء بالجملة..
فهيهات إذا ماتت المعاني..
في شعب مغلوب على أمره..
أن يأتي من يحييها من جديد.."

**
حكاية نيرون تدعونا اليوم..
ربما مرة أخرى من جديد..
إلى صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

**
فحالتنا اليوم..
ربما منذ زمن بعيد..
تغرق في وحل تخلف..
يخيم على نبض الحياة..
يكاد يكون مزمنا..
يكاد يكون طبيعيا..
يكاد يكون قدرا ميتافيزيقيا..
خارج إرادة البشر..
فما وصلنا إليه اليوم..
لا دور لأسباب مادية فيه..
لا اقتصادية ولا سياسية..
إنما هي أخلاقية تربوية..
تحتاج إلى صحوة ثورية..
إنما هي جهل ما يحيط بنا..
ونقص في تحليل الواقع عندنا..
إنما هي قتل المعاني الجميلة فينا..

**
فحالتنا اليوم..
ربما مرة أخرى من جديد..
تستدعي صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

**
بالرعب والقمع..
بالتخويف والتجويع..
ربما بالترهيب والقتل..
قتل فينا مسئولونا العظام..
الذين لم نخترهم أبدا..
في يوم من الأيام..
قتلوا الكثير من المعاني في نفوسنا..
قتلوا الوطنية فينا..
وحولوها إلى مجرد وسام..
يعلق على صدر الخونة..
ولاحسي الأحذية..
في مناسبات وطنية..
والمقاومون الأحرار..
يطلق أسماء بعضهم في أحسن الأحوال..
على أزقة هامشية..
وبعض المدارس العمومية..
والباقي منهم في ضيافة النسيان..
تتكفل بهم مزبلة التاريخ..

**
فالرعب والقمع..
ربما مرة أخرى من جديد..
يوقظ فينا صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

**
قتلوا الكرامة والنخوة فينا..
وحولونا إلى مجرد قطعان..
يساق بنا إلى المراعي..
لنعود إلى الحظيرة في المساء..
لا ندري من أمرنا سواء بسواء..
لقد نجحوا في تربية أجيال..
من التيوس والخرفان..
فإذا ما جر واحد منا من قرنه..
تبعه الآخرون مهرولين..
بدون تردد أو عصيان..
قتلوا الحب فينا..
وتعهدوا بالرعاية الفائقة..
لحب خاص لا شريك له..
حب المال وحب التملك..
حب الذات وحب الظهور..
لا مكان للأخلاق فيه..
لا مكان للعدل والمساواة فيه..
بالتالي لا مكان للإنسانية فيه..

**
فقتل كل ما هو جميل فينا..
ربما مرة أخرى وأخرى..
يحتاج العودة إلى صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

**
أزمتنا ياسادة..
أزمة ضمير وأخلاق..
لا أزمة اقتصاد وسياسة..
فالاقتصاد عندنا لا أخلاق له..
والسياسة عندنا لا قيم لها..
حتى التعليم والصحة..
انعدمت فيهما الأخلاق..
جعجعة النقابيات الرخيصة..
تملأ فضاءهما بالمزايدات..
تحولت الأحزاب إلى مقاولات..
يستثمر فيها النضال كأسهم واهية..
في برصة الانتخابات..
الشعب لا يعيش فقط بالخبز والماء..
الشعب لا يحيا بالخوف والرجاء..
الشعب في حاجة إلى أخلاق..
إلى كرامة بدون نفاق..
إلى عدل ومساواة ورزق حلال..
إلى معاني الحق والخير والجمال..

**
فأزمة الضمير والأخلاق..
تحتاج منا دائما وباستمرار..
إلى تدبير صرخة شوقي..
في أخلاق الأمم..
"إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.."

------------------
بنعيسى احسينات - المغرب



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناتي..
- سفينة نوح جديدة../ بنعيسى احسينات – المغرب
- كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- من نحن؟؟ من نكون؟؟
- أرحل حقا محمود درويش؟؟ / بنعيسى احسينات من المغرب
- صغيرتي.. آخر العنقود..
- - باحسين - أو ظاهرة الفرجة الما قبل المسرح (الحلقة نموذجا )
- حوار خاص: جديد الباحث المغربي الدكتور علال بوتجنكوت ( في مجا ...
- تأملات نقدية في المسار السياسي في المغرب
- قراءات في نتائج الانتخابات الجماعية 2009 في المغرب (مدينة ال ...
- قراءة في المشهد السياسي المغربي ( نموذج الانتخابات الجماعية ...
- أجمل البلدان .. بلادي
- أسئلة المشاركة السياسية في الانتخابات الجماعية 2009
- عالم مغربي مكتشف ومطور لقاح لداء -ألزهايمر- ( (Alzheimer يغر ...
- حذاء رد الاعتبار.. !!
- الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات
- الجفاف.. والغيث
- بين الأمس واليوم
- أسئلة الهوية
- أيها الإنسان.. !!


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - صرخة شوقي