أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - وحيد كوريال ياقو - الانتخابات وثعالب السياسة وديك احمد شوقي















المزيد.....

الانتخابات وثعالب السياسة وديك احمد شوقي


وحيد كوريال ياقو

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 09:34
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



بداية يجب ان نذكر ان كل من يعرف احمد شوقي او قد سمع باحمد شوقي يعرف جيدا انه لم يكن مربيا للدواجن ولم يكن يملك ديكا ولم يكن يوما مهتما بأمور الحيوانات اطلاقا لا الاليفة منها ولا الغير الاليفة .. ولكنه كان انسانا مهتما بامور الناس الذين يعيشون معه وشاعرا يحس بمشاعر الناس واحاسيس الناس الذين من حوله ويعرف ما معنى ان يكون الانسان انسانا وكيف يجب ان يكون ليبقى انسانا ..
والذين يعرفون احمد شوقي جيدا يعرفون تماما ما معنى ان يكون الانسان شاعرا ويعرفون ما معنى ان يشعر الانسان بما يشعر به الناس ويقدر مشاعرهم واحاسيسهم .. ويعرفون ايضا ان احمد شوقي كان يربي اجيال .. اجيال من البشر .. من الناس الذين يعيشون معه ومن الناس الذين سيأتون من بعده وستبقى اجيال اخرى من الناس تتغذى من عطائه وافكاره التي كان يجسدها في اشعاره وكتاباته التي كان يكرسها لخدمة الانسان والانسانية ..
ومن هذه الاعمال قصيدة بعنوان ( الثعلب الماكر ) التي تدور احداثها بين الثعلب الماكر وضحيته الديك , وقد وقعت هذه القصيدة في يدي مؤخرا بطريقة الصدفة من احد الاخوة الاصدقاء من اليمن عندما كان يكلمني عما يجري ويحدث في اليمن هذه الايام وتصرفات القادة هناك وتحايلهم على الناس الابرياء , واستشهد بابيات من هذه القصيدة تشبيها بتصريحات وادعاءات بعض قادتهم , وفي اليوم الثاني جلب لي مشكورا نسخة من هذه القصيدة , فأعجبتني كثيرا ولهذا أردت ان اكتب شيئا من مضمونها حول ما يحدث في العراق اليوم وخاصة هذه الايام التي فيها نحن مقبلون على الانتخابات التشريعية والكل يعرف ما تتطلب هذه الانتخابات من دعايات وادعاءات والكل يسمع ويشاهد ما تفعله بعض الناس وتدعي به من اجل هذه الانتخابات ..
ولكن قبل هذا يجب ان اشير بأنني لا اعتقد ان هناك انسان لم يسمع عن مكر الثعالب او لا يعرف كون الثعالب ماكرة .. وايضا لا اعتقد ان هناك انسان لا يعرف ان من يتحايل على الناس او ان من يخدع الناس او ينقلب عليها يسمى بـ ( ثعلب ) او ( ماكر ) , وفي العراق يسمونه باللهجة المحكية ( واوي ) ويجمعونها ( واوية ) ...
وطبعا لا يخلو اي مجتمع مهما بلغ في رقيه او تقدمه وتطوره من مثل هذه الثعالب الماكرة التي تعتاش من تحايلها على الناس او اخداعها للناس البسطاء .. وفي العراق حاله حال غيره من البلدان كان هناك الكثير من هذه الثعالب الماكرة او ( الواوية ) وكانت هذه ( الواوية ) تمارس مهنة التحايل على الناس البسطاء بطرق مختلفة ولاسباب مختلفة ايضا ومنها لكسب الرزق ( الحلال جدا ) وكانت هذه ( الواوية ) تنشط عادة بكثرة او بصورة اكثر بين الطبقات الفقيرة والفئات المعدومة من المجتمع , اي بين الناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة , لان هناك تجد او تتمتع هذه ( الواوية ) بقوة اكبر وسلطة اكثر وبكل ما يمكنها من التحايل اكثر على هؤلاء الناس البسطاء والمغلوب على امرهم .. وكان عدد هذه ( الواوية ) يتزايد اكثر او يصبح اكثر كلما اصبح الناس بحاجة اكثر , وكانت هذه ( الواوية ) تتواجد اكثر في اي مجال يحتاجه الناس اكثر .. اي انها كانت تظهر اكثر كلما كانت هناك فرص اكثر للتحايل , او كلما كانت هناك فرص اكثر للحصول على اكثر , وبحسب ما يتطلب الوضع , اي انهم يتواجدون لزيادة حاجة الناس وليس لتقليلها او الحد منها ..
واخيرا فقد رأت هذه ( الواوية ) ان في السياسة فرصا كثيرة لها لممارسة نشاطها التحايلي هذا , وان السياسة توفر لها مجالا واسعا للتحايل على الناس او انها تسهل لها التحايل على الناس والاهم من هذا وذاك ان في السياسة فرصا اكثر للاغتناء اكثر وان فيها كل ما يحلمون به وكل ما يتمنونه من مال وجاه وسلطة ونفوذ وقوة وما الى ذلك .. فدخلوها وتسارعوا في دخولها مستخدمين في ذلك خبرتهم في التحايل .. وفعلا وجدوا فيها كل ما كانوا يتوقعونه .. وحصلوا وبكل بسهولة على كل ما كانوا يحلمون به .. وهناك ومن خلال عملهم في السياسة اكتشفوا ايضا انهم عندما يلصقونها ( السياسة ) ببعض الامور التي هي اقرب الى مشاعر الناس البسطاء واحاسيسهم التي لا يمكن ان يتساوموا عليها مثل الدين او المذهب او الطائفة او القومية وحتى العشائرية , فأن ذلك يسهل لهم الامر كثيرا ويمكنهم اكثر ويزيد من تسلطهم اكثر فيحصلون على اكثر , فأسرعوا الى تسييس كل هذه المسميات , فحولوا الدين الى سياسة , واسسوا للقومية احزاب , وشكلوا للطائفية فرق , وللمذهبية كتل وكيانات سياسية وحسب اهوائهم ومصالحهم .. وهكذا تمكنوا من تحويل كل هذه المسميات الى سياسة , اوهكذا تمكنوا من تحويل السياسة الى تحايل ومكر من خلال هذه المسميات .. وبدأوا يدعون الناس اليها , ويطلبون منهم ان يتمسكوا بها ويلتزمونها ويمارسونها في حياتهم اليومية ومن خلالها يطلبون او يطالبون بما لهم وما ليس لهم ويطلبوا او يأمروا الناس ان لا يقبلوا بغير ذلك حتى وان تطلب ذلك ان يتحولوا او ينقلبوا على بعضهم البعض سواء بحجة الدين تارة او المذهب والطائفة تارة اخرى او بحجة الوطن والوطنية او المصلحة العامة تارة ثالثة او غيرها من الشعارات الاخرى التي يخدعون بها الناس البسطاء من اجل مصالحهم الخاصة .. تماما كما فعل الثعلب في قصيدة احمد شوقي ( الثعلب الماكر ) التي نحن بصددها , هذه القصيدة التي يكلم فيها الناس من خلال الحيوانات او بواسطة الحيوانات ويظهر فيها المشاعر الصادقة لحيوان ضعيف مغلوب على امره وهو الديك الضحية دائما تجاه ادعاء الثعلب الماكر دائما وابدا ..
واما قصة هذه القصيدة وكما يتبين من عنوانها ( الثعلب الماكر ) فهي حول الثعلب الماكر والمحتال دائما وبين الديك الضحية دائما .. وتتلخص في ان يظهر الثعلب يوما بثياب الواعظين التائبين المؤمنين بالله كثيرا والداعين الى الايمان والتقوى مجددا , ويدعي انه قد تاب عن مكره واهتدى الى الله وبدأ يسب الماكرين والمحتالين جميعا اينما كانوا ومن كانوا , ويشكر الله ويحمده ويقول الحمد لله رب العالمين الذي هدانا واعطانا نعمته هذه , ويدعو عباد الله الى التوبة وحياة الزهد حيث لا حياة الا للزاهدين , ويطلب ان يأذن لهم الديك لصلاة الفجر , فيبعث بأمام ناسك من اتباعه الصالحين جدا كرسول لاقناع الديك بذلك .. ولكن الديك وهو وحده الذي يعرف جيدا حقيقة الثعلب المحتال وجوهره الماكر دائما وابدا كونه ( الديك ) هو ونسله اول من يغدر بهم الثعلب دائما وكونه ضحية الثعلب الاولى دائما , فيعتذر عن ذلك ويقول لهذا الرسول الضال :
بلغ الثعلب عني وذكره بأجدادي الصالحين اصحاب التيجان الذين في بطنه اللعينة , هم الذين قالوا وخير القول ( طبعا ) هو قول العارفين :
( مخطيء من ظن يوما ان للثعلب دينا )
وبهذا البيت الرائع الذي ينهي الديك رده على رسول الثعلب التائب هذا , يختم احمد شوقي قصيدته الرائعة هذه .. ولكن طبعا قصة الديك مع الثعلب لم تنتهي وسوف لن تنتهي بالتاكيد ما دام هنالك ثعالب ماكرة , وهكذا ايضا فأن قصتنا نحن في العراق اليوم سوف لن تنتهي حتما ما دام هناك انواع كثيرة واعداد غزيرة من هذه ( الواوية) التي دخلت السياسة مؤخرا وبدأت تخدع الناس وتتحايل عليها من خلالها , وخاصة في هذه الايام التي ستقبل الناس فيها على الانتخابات , وما تتطلبه هذه الانتخابات من لبس الوان واشكال مختلفة وانواع عديدة ومتعددة من الاثواب والازياء ..
وقصتنا في عراق اليوم سوف لن تنتهي ما دام هناك مثل هذه ( الواوية ) ممن يلبس ثوب الداعين للانتخابات , ولكنه حتما سينزعه في اليوم التالي لها مباشرة ..
وقضيتنا سوف لن تنتهي ما دام هناك مثل هذه ( الواوية ) ممن سيقول ما سيقوله وسيدعي ما سيدعيه قبل الانتخابات ولكنه حتما سيتخلى عنه بعدها مباشرة ..
وانها سوف لن تنتهي ما دام هناك مثل هذه ( الواوية ) ممن يقبل بالظاهر ويرفض بالباطن .. او ما دام هناك مثل هذه ( الواوية ) ممن يقبل اليوم ويرفض غدا ..
وهكذا فأن مأساتنا سوف لن تنتهي ما دام هناك مثل هذه ( الواوية ) ممن يريد ان يحول كل معتقدات الناس الى سياسة او من يريد ان يحول الدين الى سياسة او السياسة الى دين او من يعتقد انه يحق له ان يقرر مصير الناس على الارض او يعتقد او يظن ايضا ان مفاتيح السماء في يده او هكذا يتوهم ..
واخيرا انها حتما سوف لن تنتهي ما دام هناك ( واوية ) , وسوف لن تنتهي ما دام هناك من يصدق اقوال هذه ( الواوية ) , وسوف لن تنتهي ما دام هناك من يتبع هذه ( الواوية ) وسوف لن تنتهي ما دام هناك من يعتقد ان لهذه ( الواوية ) مبدأ او دينا ..
ولهذا فلا بد ان يعرف الجميع , او ان يقر الجميع بما قاله ديك احمد شوقي :
( انه سيبقى مخطئا دائما وابدا كل من يظن ان ( للواوية ) دينا ) ..
طبعا مع الاعتذار لروح الشاعر احمد شوقي للتصرف في نص هذا البيت ولتحويله الى اللهجة العراقية .. وشكرا

وحيد كوريال ياقو – مشيكن – شباط - 2010



#وحيد_كوريال_ياقو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - وحيد كوريال ياقو - الانتخابات وثعالب السياسة وديك احمد شوقي