أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - مقال ومتن














المزيد.....

مقال ومتن


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 03:21
المحور: الادب والفن
    


هاتَفتني باكيةً, نشيجها اهتزّ له جسد الهاتف النقّال رمتْ اليمين. عليّ أن أكتب عنها تكاد أنفاسها الحرّى أتحسّسها قضيّتها ليست بالجديدة كانت الدنيا مقبلة عليها فاتحةً ذراعيْها لها على مصراعيْها وكان الكلُّ مقبِلون مع الدنيا ترآى لها أنّ هذا حُبّاً خالصاً ولمّا أدبرت أدبروا! ذهبت إلى أكبرهم تشتكيهم لكنّه قابلها بوجهٍ صخريّ لم تراه سابقاً ضمّدتُ جرحها بكلماتٍ شفافةٍ ووعدتها أن أرسل لها على بريدها بعضاً من عِبَر الحياة راقَ مزاجها ولكنّها أقسمت مرّة أخرى أنها لن تقف على جنازة أيّ أحدٍ منهم وأنا الذي أعرفها أرى أنها ستفعل . كانت القصّة الأولى للمبدعة صاحبة ( ذاكرة الجسد)الرائعة الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي قرأتُها سابقاً وأعجبتني وأستميحها عذراً أن أكتبها بتصرف. أسمتها (ليلة الجدي)مختصرها أن امرأة من جنوب الجزائر زوّجت ابنتها إلى رجل في قرية أُخرى وكان راعياً للغنم ذهبتْ ذات يوم لزيارتها والاطمئنان على أحوالها لأنه تناهى إليها أنه كان بخيلاً حادّ المزاج وبعد فراق فرحت ابنتها أيّما فرح لما رأتها ونحرت لها شاة صغير احتفاءً بها من حلال زوجها ولمّا أتى الزوج كانت الأمّ قد أخذت سِنَة من النوم إلى حين موعد العشاء .لكن الركل والضرب بابنتها جعلها غيرمُصدّقة ما يحدث فقد أبرحها زوجها ضرباً بسبب "الشاة" ظلّت الأمُّ بائتةً على الطوى حتى انبثق الفجر فهمّت راجعةً لديارها كاتمة سرّها مرّت فترة وجيزة لم ترى ابنتها فيها إلى أن أتاها خبر وفاة الصهر فأمّت إلى ديارها فوجدت ابنتها قد شقّت الجيوب وعفرّت الخدود بالتراب وناحت وبكت. رثتْ لحالها ووقفت على رأسها قائلةً (تذكري ليلة الجدي)وكأن مسٌّ قد أصاب البنت عدّلت من وصعها ومسحت دموعها ونفضت التراب عن يديها اللتان لا تزال اثار سياطة عليها.
وقد كنت قد أرسلت رسالة للكاتبة أتمنى قد وصلت إليها بقصة ملامحها تشبة الاولى انه كان في إحدى القُرى العراقية النائية فى الجنوب قرية أغلب نسائها يمتزن بقوّة الشكيمة وسداد الرأى ولهن في دواوين الرجال المشورة والقبول وكانت إحداهن ممن حباها الله بالجمال وكرامة المحتدّ الشيء الجليّ, قد تزوجت من رجل كريم نبيل ذو شهامة لا تنكر. وفى أحد السنين أصاب أرضه اليباب فذاقت هي وأولادها العَوْز وشظف العيش ووقف السائلون ببابه الذي اعتادوه جوْعى ناشيده الغوث. فعزمت أمرها بعد يأس من إصلاح أمور زوجها الماليّة لتقصد ديارأخيها الذى يرفل برغد العيش. كم أراد زوجها أن يثنيها عن قرارها ولكن إصرارها كان رفقا بأفراخ بذي زغب وبزوْج عزيزٍ وصلت ديار أخيها وقد أضنتها مشقة الطريق وما إن نفضت تراب السفر عنها وازدردت بضع لقيْمات حتى غطّت في نوم عميق لم يوقظها منه سوى صوت ابنة أخيها الهامس ترجو أباها أن يجزل العطاء لعمّتها المعوزة الكريمة النفس سمعت جوابه القاسي المُرّ مرورة العلقم أحست أن الهواء قد غادر رئتيها إلى الأبد تماسكت وظلّت مدّعية النوم.أي نوم ؟ ونصل السكين الذي انغرس بأحشائها توّاً يجزّ أحشائها جزّاً,أحست أن الهواء قد غادر رئتيها إلى الأبد وما إن انبلج الصبح ثقيلاً مؤلماً حتى عزمت العودة من حيث أتت دون أن يلحظ احد خيبة املها ودعّت اهل اخيها بكل ود لحقها اخوها عن ضيق ذات اليد فاتحا احدى كفّيها نافحها بربع دينارمادت بها الارض ولكنها تحاملت أي ثمن بخس أرقت ماء وجهي وذلّلت نفسى العزيزة عليه قطّعت (ربعه) بما أوتيت من غضب لكنها أبت أن يرى عبراتها المكتظة في مآقيها وفي طريق الرجوع أطلقت فيض نحيبها حتى بلّلت ثيابها وشهقاتها تسبق أقدامها حتّى حنّ عليها كل حيّ في الفلاة وصلت خباء زوجها وكان الصمت أبلغ حديث وكان ذبولها دليلها لذلّها. وبعد سنين من القطيعة جاءها خبر وفاة اخيها فقالت في عزائه ترثيه :
( ويعذرنى القارئ لأنها بلهجة عاميّة اتمنى قرائتها دون لبس)
قلبي مثل جلد الضبع
اشما* اطّبعه ما ينطبع *(كلما)
أبكى ويعرض لي الربع
أي أن قلبي لا ينسى الإساءة البالغة رغم أنا الآن أبكيك فإن قسوة قلبي وزعله عليك كجلد الضبع قاسي وغير قابل للدباغة. هذان عبرتان من الحياة كومضة للتذكر لنتمسك بعاداتنا فى الرحمة والمودة والتراحم وكل تعاليم أدياننا
الذى ابتعدنا عنها في عالمنا المتشابك الهموم .
متن
سأبذر همسي
بحقول صمتك
وأرويها من فيض
جنوني إليك
وانتظر قطافك
لا تزّم شفاهك
أطلق العنان
لبوْحك
لا تشّح بخلجاتك
ستساقط دفاعاتك
ذات يوم
وستعترف
عاجلا أم آجلا
صدّقني ستعترف


كواكب الساعدى
كاتبة عراقية
الامارات العربية



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدفعون دية القتل صاغرين
- فنجان قهوة الصباح
- لم يعد في حوزتي تبرير
- آجلُ التحقيق
- باب
- تُفضي لصهيل رضوضك
- لاهواء مع رائحة الموت
- وأنا أقضم صمتي
- ثلاث قصص قصيرة ومتن
- بطرق أخرى
- تراتيل للسيد المسيح في عيد ميلاده
- ليلة موغلة بعدم الفهم
- شئ ما باعدني عنهم ..
- أفعال غير معتادة
- أعني..
- الوقت مبكرا للتراجع
- أنسج لك مايقيك من الردى
- قصائد
- متحسسة صوره عبر بوكا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - مقال ومتن