أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - يأتون الكتب من ورائها














المزيد.....

يأتون الكتب من ورائها


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استرعى انتباهي في الآونة الأخيرة أثناء زياراتي لبعض المكتبات الخاصة والعامة وجود بعض المطبوعات (كتابين ومجلة) مقلوبة الوجه. وبالرغم من أن ذلك التصرف لا يخرج عن كونه ممارسة فردية لا يرقي لمستوى الظاهرة إلا أنه يحمل بين ثناياه بعض الإشارات الخفية، وهي ما أود أن أشاركك بها. الكتاب الأول (لا أذكر عنوانه أو مؤلفه) يناقش فكرة الحوار بين السنة والشيعة، والكتاب الثاني للمفكر السعودي الدكتور تركي الحمد وبعنوان : من هنا يبدأ التغيير، أما المجلة فهي مختصة بالاقتصاد والإدارة وعلى غلافها صورة صغيرة لسيدة بحرينية سافرة الوجه تشغل منصب حكومي. لا يحتاج القارئ إلى قدر من الفطنة للتعرف على هوية الفاعل ( اقصد توجهه الفكري والديني) والدافع من وراء سلوكه. إن تراكم مثل تلك المشاهدات مع مرور الوقت أتاح لي الخروج ببعض الاستنتاجات الصغيرة، كما يتضح أدناه:
الملاحظة الأولى: قلب الكتاب الأول يشي برفض فكرة الحوار مع أو قبول المسلم الآخر من الأصل، وبالطبع فالمسألة - كما أرى - لا تتصل بالشيعي لكونه شيعي بل بكل أصحاب المذاهب وأتباع الحركات الفكرية الأخرى في الإسلام. أما معضلة الكتاب الآخر فهي ليس بمحتواه ومقاصده ولكن بهوية كاتبه والذي يحظى برصيد عالي من الكراهية لدى الشارع الأصولي وحتى لدى شريحة واسعة من التقليدين اللذين لا يثقون إلا بأصحاب اللحى والثياب القصيرة باعتبار أنهم لا ينطقون عن الهوى. أما مشكلة المجلة فتتلخص ببساطة بوجود امرأة خليجية عربية مسلمة سافرة الوجه، وهو ما يصطدم بشده مع دعوات الأصوليين لنفي المرأة بين الجدران الأربعة وإخفاء ملامح وجهها الذي هو هويتها بقطعة قماش سوداء مستوردة من مخلفات الديانات الوثنية باعتبار الوجه عورة وفتنة.

الملاحظة الثانية: من الغريب أن الدوافع الكامنة من وراء هذا السلوك يحمل في أحشاءه صد مبطن لفكرة مؤتمر الحوار الوطني السعودي الذي انطلق في الشهور الأخيرة ورفض لمنطلقاته شكلاً ومضموناً. فمن الناحية الشكلية، يضم المؤتمر كافة ألوان الطيف التي يرسمها المشاركون بتنوع الإيقاعات المذهبية والفكرية والجنسية التي يمثلونها بعد أن كان الصوت الذكوري والسلفي اللون الوحيد والسائد في الساحة السعودية. أما ما قصدته بمضمون المؤتمر، فهي تلك الموضوعات التي نوقشت حتى الآن فيما يتصل بالاعتراف بالمذاهب الأخرى واحترام التباينات الفكرية والإقرار بوجود المرأة.

الملاحظة الثالثة: قلب الكتاب الأول إشارة إلى أننا سنبقى رهن عقدة سياسية ذات بعد عائلي داخل البيت القرشي، حمل وزرها الأحفاد من بعد، ودفعوا ثمنها من الدماء والأرواح وقرون من التخلف. أما قلب الكتاب الثاني فهو يكشف عن عقدة لدى غالبية المتدينين في فهم الغرب، وتقبل التيارات الفكرية المعاصرة، والإصرار على وصمها بالكفر والإلحاد، إما لحرص فقهاء التخلف على الاحتفاظ بمكاسبهم وعدم التفريط بها وإما لسوء الفهم والمسبوق بموقف صلب وعدائي لطروحات الآخر غير المسلم. وبما أن الدكتور تركي يعد أحد أهم رموز الليبرالية في السعودية، فهو بالتأكيد –كما يفكر المتدينون- يحمل أفكار معادية للدين يريد بثها في أواسط مجتمع دائماً ما يردد بمناسبة وبدون مناسبة على تمسكه بالإسلام عقيدة ومنهج. أما صورة المرأة الموظفة لدى الحكومة فهي تفتح جروح غائرة في بنية العقل الوهابي المتكلس، فالمرأة أساس لشرور الدنيا – كما اختزلها إمام الحرم الكي سعود الشريم مؤخرا - ووجهها سبب الفتن والآثام ، وخروجها للعمل تجاوز للسلطة الذكورية البطريركية.

الملاحظة الرابعة: قلب الكتب هو تعبير رمزي يعكس بشكل أو بأخر المزاج الحاد لتلك الفئة المتورطة بوهابيتها، وسعيها الحثيث إلى فرض خياراتها على الغير وفق إملاءات ضميرها الديني و وهم امتلاكها للحقيقة المطلقة. مسألة أخرى، قلب الكتاب أيضاً تعبير عن موقف تاريخي مارسه بوحشيه جلاوزة السياسة وسدنة الدين في محاربة وقمع الفكر الحر ومصادرته من خلال حرق الكتب وإتلافها لضمان عدم بلبلة أفكار الرعية وفضح المسكوت عنه.

خالد السعيد
السعودية



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عنق الزجاجة
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ملامح الدور الوهابي السعودي في تشويه التعليم
- المرأة السعودية في إطار الحركة الوهابية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - يأتون الكتب من ورائها