أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى عنترة - تأملات في خلفيات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية من طرف رجالات الملك محمد السادس














المزيد.....

تأملات في خلفيات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية من طرف رجالات الملك محمد السادس


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما هي طبيعة الأهداف التي تحرك الواقفين وراء تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية الكبرى بالمغرب؟ وما الذي أضافته هذه الملتقيات بمختلف ألوانها إلى الحقل الثقافي ببلادنا؟ ومن أين يستمد أصحابها قوتهم؟ وهل هي امتداد في عمقها للفلسفة التي جاءت بها جمعيات السهول والهضاب التي شهدتها البلاد في سنوات الثمانينات زمن الملك الراحل الحسن الثاني؟ هذه الأسئلة سنحاول الوقوف عندها وعند غيرها قصد ملامسة الجوانب الخفية والمعلنة فيها.
عرفت بعض المهرجانات التي يتولى شؤونها أشخاص مقربون من المخزن في الخمس سنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، ذلك أن أصداءها تعدت الحدود الجغرافية الوطنية بفعل الدعم الذي وجدته في وسائل الإعلام الوطنية والدولية أو المؤسسات الإشهارية... وهذه المهرجانات (الموسيقى الروحية بفاس، كناوة بالصويرة، موسيقى الأعالي بإيملشيل...)
هي في العمق استمرار للعمل الذي كانت تقوم به الجمعيات التي اصطلح على تسميتها اعلاميا بجمعيات الهضاب والسهول التي ظهرت في عقد الثمانينات من القرن الماضي وجعلت من عواصم الجهات للمملكة مقرا لأنشطتها الثقافية والاجتماعية والتنموية بشكل عام. وقد حظيت هذه الجمعيات وأنشطتها برعاية خاصة من لجن النظام السياسي الذي مدها بكل الإمكانيات المادية والرمزية.
لقد سعى النظام من خلال استراتيجية تأميم الحياة المدنية إلى جعل هذه الإطارات تملأ الفراغ القاتل الذي تركته أحزاب الحركة الوطنية في البادية التي شكلت دوما الحليف الإستراتيجي للمخزن وبالتالي تقوم مقام المجتمع المدني الحقيقي أي ذاك الذي يتمتع بحرية المبادرة، الاستقلالية... من خلال الإبقاء على المجتمع المدني الرسمي في سياج التواصل العمودي الشخصاني على اعتبار أن هذه الجمعيات قائمة على أشخاص معروفين بانتمائهم إلى المخزن سواء عبر الطبيعة أو الاكتساب، والأمثلة في هذا الباب متعددة.
إن هذه الجمعيات أدت- حسب بعض الباحثين- وظيفة مزدوجة في الإدماج الأفقي والعمودي للنخب المحلية الحضرية، أي أنها تمنح للأعيان الحضريين إمكانية ربط علاقات والاستفادة من الامتيازات التي تمنحها السلطة المركزية، وفي نفس الوقت تشكل نواة لتزكية مصالح هذه النخب وتوسيعها، فالجمعيات إذن، تشكل خزانا من النخب المحلية التي تقوم بوظيفة التأطير المحلي، بمعنى المراقبة والتحكم والضبط الثقافي والاجتماعي في ارتباط بالسلطة المركزية.
وقد ساعدت هذه الإستراتيجية النظام في التضييق على المجتمع المدني المفروض فيه رعاية مصالح الجهات والذي من شأنه أن يؤثر في البنى الثقافية والاجتماعية القائمة وبالتالي في الثوابت المخزنية وتمثلاتها على اعتبار أن الملكية يجب أن تظل المؤسسة المركزية داخل النظام التي تتمتع بعناصر الاستمرارية، المصداقية، التوقعية...وما سواها يعيش على المؤقت وعلى غياب الأفق.. مصيره مرتبط بإرادة هذه المؤسسة، بمعنى وجود هيآت صورية تحظى أحيانا بالرعاية وبالقمع والإقصاء أحيانا أخرى، هيآت لا يمكنها أن تتحول إلى قوى مدنية منافسة له... فهو إما أن يقوم بتدجينها معتمدا في ذلك على الإمكانيات المادية والرمزية أو بمواجهتها وجعلها خارج الشرعية القانونية..
أكيد أن استراتيجية احتواء التغييرات الاجتماعية دفعت بالنظام إلى الاعتماد على رجالاته وخدامه "أبناء الدار الكبيرة" قصد الاستثمار في القطاعات غير المنتجة، لكن ضمن المنظور الذي رسمه للفعل المدني أي إعادة إنتاج الثقافة السائدة.
إن النظام السياسي قائم على فلسفة ثقافية شمولية، تجعله يستفرد بتدبير الشأن العام والحفاظ على الثوابت وتكريس التمثلات والقيم المخزنية والاستحواذ على الرموز المادية وتمثلاتها في كل البنيات المجتمعية. ومن هذا المنطلق نجد مجموعة من رموز المخزن تتولى تدبير مهرجانات ومواسم ثقافية، فنية، سياحية واجتماعية ضخمة كما هو الحال بالنسبة إلى حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أندري أزولاي، مستشار ملكي، وزميله محمد القباج، محمد بنعيسى، وزير الخارجية والتعاون...إلخ، ذلك أن اهتمامات هذه الرموز مختلفة، وأمكنة أنشطتها هي الأخرى مختلفة، كل واحد منها يسعى إلى تقوية جهته أو قبيلته على اعتبار أن المخزن يتسم بتعامله مع العصبيات وليس الأشخاص.
وقد استطاعت (أي الرموز) تطوير مهرجاناتها بفعل الاستفادة من الإمكانيات المادية والرمزية التي خولتها إياها مواقعها داخل مركز القرار، حيث لعبت دورا إيجابيا في إنعاش بعض الجهات على مستويات متعددة وإخراجها من العزلة التي كانت فيها وملء الفراغ الثقافي الذي أجبرت الأحزاب المنتمية إلى الصف الديموقراطي على تركه إما تحت ضغط المخزن أو لعجز نخبتها على القيام بمبادرات ضخمة تتطلب مجهودات كبيرة أو لعدم اقتناعها بأهمية العامل الثقافي في عملية التأطير والتعبئة علما بأن أطروحتها الحزبية تفتقر إلى البعد الثقافي التنموي والحداثي...
مما لا شك فيه أن سعي النظام أصبح حثيثا للحضور الرمزي بل والمادي في المجال الثقافي خاصة ونحن نعيش زمن الثقافة بامتياز، حيث عمد إلى إحداث مجموعة من المؤسسات قصد احتواء الفعل الثقافي واستقطاب أهل البنية الفوقية والظهور بمظهر ذاك المتفتح على الثقافات، إذ حرص على تبني الملتقيات الثقافية أو دعمها وأيضا على الدفع باستضافة أسماء فكرية وثقافية دولية تسايره في تصوراته حول قضايا كبرى، وربط علاقات مع أسماء أخرى بفعل جمعيات الصداقة وغيرها التي تعمل من موقعها في الضفة الأخرى على تدعيم مكانة النظام السياسي وتحسين صورته في الخارج.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال المخزن في مغرب الملك محمد السادس
- أبعاد وخلفيات تحاور السلطات المغربية مع شيوخ السلفية الجهادي ...
- أمازيغيو المغرب يطالبون الملك محمد السادس بدسترة الامازيغية ...
- حركية تغيير المواقع والمراكز داخل البلاط بالمغرب
- الشارع العربي يحاكم رمزيا الأمريكان في انتظار محاكمة الأنظمة ...
- حركة التوحيد والاصلاح المغربية بين الدعوة والممارسة السياسية
- الحـركة الإسلامية في عيون إسلاميين مغـاربة
- تأملات حول الزحف المتواصل للحركة التنصيرية بالمغرب
- عمر وجاج آيت موسى، الأمين العام للشبيبة الإسلامية المغربية ي ...
- عبد الله الولادي رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان يتحدث ح ...
- ميلاد تحالف يساري جديد خطوة جديدة نحو رد الإعتبار إلى اليسار ...
- حوار مع الصحافي خالد الجامعي
- اليسار المغربي في رحلة جديدة للبحث عن لم شتاته وتقوية موقعه ...
- المغرب شرف تنظيم مونديال 2010مقال حول تداعيات عدم نيل
- التحولات الكبرى التي مست المجال الديني في المغرب
- المغرب يقدم مساعدات لاسبانيا من أجل محاصرة الجماعات الاسلامي ...
- تأملات حول دور ومكانة العلماء في محاربة التطرف الديني بالمغر ...
- مؤشرات وساطة إسبانية لحل مشكل الصحراء المغربية
- الحركة العمالية المغربية وسؤال مواجهة مخاطر العولمة
- أسس شرعية ومشروعية النظام الملكي بالمغرب تحت المجهر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى عنترة - تأملات في خلفيات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية من طرف رجالات الملك محمد السادس