أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صادق الازرقي - أعمدة ووعود














المزيد.....

أعمدة ووعود


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 12:46
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


من المفارقات المضحكة والمحزنة في الوقت ذاته والتي لاحظها ويلاحظها المواطنون في خضم الدعاية الانتخابية المتسارعة ان صور بعض المرشحين ممن تبوءوا ويتبؤون مناصب عليا في الدولة قد تم تعليقها على الأعمدة الكهربائية ذاتها التي تم جلبها وصرف الأموال على تثبيتها مع محولاتها منذ أكثر من ثلاث سنين والتي تحولت من ثم الى هياكل معدنية لا نفع فيها بعد ان فشلت جميع الخطط الهادفة الى توفير الكهرباء التي لم نعد نحصل منها الا على ساعتين كل اربع ساعات في احسن الاحوال هذا إذا حالفنا الحظ ولم تنقطع ليوم او لعدة أيام! ولم ينسَ هؤلاء المرشحون ان يتحفونا بوعود كهربائية جديدة. لقد تعطلت من جراء ذلك جميع ضروب الحياة فلا مصانع تعمل ولا أضواء كاشفة في الملاعب ولا متنزهات ليلية هذ إذا استثنينا حظر التجوال الليلي وهو هم دائم يؤرق المواطن، أما الناس فتعودت على تلف كثير من أجهزتها الكهربائية بسبب عدم انتظام التيار الكهربائي وتذبذبه نتيجة عدم تنظيمه من قبل محطات السيطرة وكأننا لم نصل الى القرن الحادي والعشرين بعد.
من المفارقات الأخرى ان المواطن كان يتزود بالكهرباء في عام 2005 ثلاث ساعات مقابل ثلاث ساعات قطع ثم تطورت الى أربع ساعات تزود مقابل ساعتي قطع في المدة نفسها ولا نعرف كيف نكصت الطاقة الى الوراء بدل ان تتقدم مع مرور الوقت وطبعا فان الاجابة جاهزة لدى المسؤولين عن الكهرباء ومنها ان الطلب عليها قد زاد مع زيادة السكان! تُرى ماذا يقولون عن الصين التي يفوق عدد سكانها المليار وثلاثمائة مليون نسمة ولا تعاني من مشكلة الكهرباء. ان التذرع بزيادة السكان وزيادة الطلب هو اعتراف بالفشل وتكريس له ومحاولة للبقاء ضمن بوتقته.
وحتى في هذه الأيام التي تحسن الطقس فيها ولجأ كثير من المواطنين الى اطفاء مدافئهم الكهربائية وخزنها وكذلك إطفاء بعض سخانات الماء لم نلحظ أي تحسن في التزود بالتيار الكهربائي فمتى يتم ذلك؟
باعتقادي ان البلد لن تقوم له قائمة الا بتوفير تلك الطاقة التي لاغنى عنها لإدامة الحياة وحتى حياة الافراد النفسية إذ يدخلهم غياب الكهرباء والظلام في متاهة اليأس والتشاؤم وارى ان الحل الامثل لمشكلة الكهرباء وتوفيرها هو الغاء وزارتها وربط قضايا الطاقة الكهربائية بمكتب رئيس الوزراء مباشرة مع تحويل جميع الاعمال التنفيذية لمشاريع الكهرباء الى عهدة القطاع الخاص وشركاته سواء الاحنبية منها ام المحلية عن طريق فتح الاستثمار والتنافس على مصراعيهما إذ من المستغرب ان يفلح القطاع الخاص او ما يعرف بمولدات (الديزل) في توفير بعض حاجة الناس من الكهرباء في حين تعجز الدولة عن ذلك برغم الاموال الهائلة التي رصدت لوزارة الكهرباء والتي تسرب الكثير منها الى مشاريع بائسة ماتت قبل اوانها ومنها ما يعرف ببرنامج الامبيرات العشرة والذي خلف لنا محولات واعمدة لن تصلح الا لتعليق ولصق صور المرشحين والذين تسبب كثير منهم في مفاقمة مشكلة الكهرباء.
ان المواطن العراقي يشعر بالفزع الآن وهو يرى ان الحر قد بدأ مبكرا بانتظار صيف العراق اللاهب وهو يرى عجز الدولة عن توفير اكثر من ساعتين متواصلتين ولربما اقل برغم مرور سبعة اعوام منذ التغيير كما ان كثيراً من المواطنين غير متفائلين اصلا لا بمجلس النواب المقبل ولا بالحكومة المقبلة وهم يعتقدون ان المشاريع المتعلقة بحياة المواطنين ومنها توفير الطاقة الكهربائية ستظل نهبا للتجاذبات السياسية وللفساد المالي والاداري وضحية للدسائس التي تحوكها شركات المولدات المنزلية العالمية بالاتفاق مع المفسدين في بعض دوائر الدولة ليتم تصريف منتجاتها في العراق وإذ اثبتت التحقيقات بان الدخان المتولد عن المولدات الاهلية يلوث البيئة بصورة تامة ويؤدي الى انتشار الاصابات السرطانية.
فمتى نرأف بالمواطن ونفعل الشيء السليم؟



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو المشتركات الوطنية
- بعض أولويات المواطن
- هل يُتاجر بحياة الأبرياء؟
- فوضى المسؤوليات
- وما خفي أعظم!
- ومتى اكتمل النصاب؟!
- المبدعون العراقيون يواصلون التألق
- رجل محرم!
- وأد التعليم والتربية مع سبق الإصرار
- العراق رابعاً على العالم!
- عذرهم أقبح من فعلهم
- كركوك ضحية السذاجة السياسية والتخلف
- إنشاء جهاز أمن واحد مطلبٌ شعبي
- التهاني بالفشل!
- مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي
- امثولة الشعب الفرنسي الناصعة
- شرعنة النقد التسقيطي
- اعتداءات متكررة من دون حساب
- لماذا ضفاف دجلة؟!
- الأراضي لهم وللفقراء الجحيم


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صادق الازرقي - أعمدة ووعود