أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - ( أبو كاظم والبنك الدولي )














المزيد.....

( أبو كاظم والبنك الدولي )


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 19:07
المحور: كتابات ساخرة
    


ملاحظة لقاريء العربية غير العراقي : يُلفظ حرف گ جیما معطشة على طريقة الإخوة في مصر في لفظها ويقابل حرف القاف .

التقيته بعد فراق سنين طويلة ،فلاح من إحدى قرى الفرات الأوسط في العراق.
بعد التحية والسلام والعزاء المتأخر بمن فـُقدوا من الأهل والأحبة ،سأل : عمي ايش تشتغل هسه " الآن "؟ قلت : أكتب .
- أي عمي انت زين بالقراءة والكتابة ،منذ كنت شابا في أرض المرحوم والدك، تفلح والكتاب لايفارق يديك.
ثم استدرك متسائلا:" بس انت عمي چبير " كبير "ماتعلمت قراءة وكتابة لسه " لغاية الآن "؟!
قلت صادقا "لا والله عمي كلما تعلمت أكثر اكتشف اني لم اتعلم شيئا"..!!
- الله يعطيك رجاحة العقل ابني.
وبعيدا عن موضوع رثاءه لبطئِ فهمي قلت : " عمي أبو كاظم "..! أردت ان اكتب عن موضوع "الواقع الزراعي في العراق في هذه الأيام" وعندي بعض الأسئلة اريد ان اسمع رأيك بيها ،وهذا الذي ستذكره سأدونه كاملا وسينشر بالجريدة مع صورة لك واسمك الكامل تحتها..!!
اعتدل " أبو كاظم " بجلسته، وعدّل عقاله كمن يتأهب لإلقاء خطبة، ذكر اسمه كاملا حتى سابع جد، ثم توقف سائلا:" قلتَ جريدة ؟!
- أي نعم.
- لا عمي ..! اكتب عبد الزهرة وبس.
- ليش عمي ؟!
- عمي الدنيا مافيها أمان ، بس عبد الزهرة.
لم يقتنع بطمأنتي ، وأقنعته أخيرا بوجوب إضافة " أبو كاظم " على الأقل من باب الاحترام ،فوافق.
السؤال الأول :" انت شتزرع الآن ؟!
- سؤالك مثل الماعنده وَلَد ويسألونه " شوكت طَهرتْ المحروس؟! ، عمي غير اكو " يوجد " ماي " ماء " خاطر ازرع ، هو وين الماي؟!يگولون الذنب من تركيا وسوريا ماتنطينه حصتنا بالماي ...زين اسألك بالله ... انت هم ابن عشائر وتفتهم بالاصول ..!؟
- قلت :" نعم عمي أكمل كلامك "..
- لا آني أسألك ..!تركيا وسوريا مو عندهم چبير.. رئيس دوله؟!
- قلت : نعم.
- قال أبو كاظم: " أي محلولة..احنه هم عدنه " چبير " وناس تفتهم ..نجمع وجهاء لهم وزنهم "ونروح "مشية" على تركيا وسوريا ونگلهم " نقول لهم " " محظوظين ومبخوتين " مانشرب لاچايكم " شايكم " ولاقهوتكم ..! اذا ماتحلون شغلة الماي وتعطونا حصتنا ...!
- ثم مستدركا :" معقولة ايفشلونا " يخجلوننا" ؟! ، عمك هم يسمع الاخبار ويشوف التلفزيون ..احنه مو عدنه صداقة ويه امريكا واتفاقية ..!!
أومأتُ برأسي موافقا فيما اكمل أبو كاظم :" اذن لابأس بجماعتنا اذا اخذوا وياهم " اوباما "رئيس امريكا..! أي هكذا فعل" زلم" ، والله العظيم لو آني وياهم ،و يخلوني احچي " اتكلم " ..لگلتلهم ..عيب تقطعون الماي عنا ، احنا جيرانكم واخوتكم ومسلمين مثلكم، ومارايدين غير الإنصاف.
قلت مهدئا بعد ان احتدت نبرته ..:" أبو كاظم ...!مشكلة الماي افتهمناها ،هو بالفعل قليل جدا قد لايمكّن من زراعة الشلب والحنطة والمساحات الواسعة ،ولكنك تقدر ان تستغل مساحة صغيرة لزراعة الخضروات مثلا، الى ان يحلونها " الكبار " انشاالله..!"
قال وهو يومئ بيده ساخرا :" زرعت بصل وطماطة ، والى ان صارن بالقل هو الله احد ، نزلت للولاية ابيعهن ، لگيت " وجدت " البصل السوري والإيراني والتركي ويمكن حتى صيني ، المهم ارخص من بصلاتي وطماطاتي بنص السعر..ومحد يشتريهن ...لو زارع خيار كان يمكن اشتروهن أهل الطرشي.
- انت تقصد المنافسة الغير عادلة من البضاعة الأجنبية؟
- أي عمي... احنه مو كلنا موظفين، لازم الحكومة تحمينا ، ويخلون تسعيرة حتى نگدر انعيش؟!
قلت:" عمي..! لايستطيعون.. هذا إخلال بشروط البنك الدولي؟!"
- يعني البنك الدولي امخلي " وضع " راسه ابرأس بصلات أبو كاظم؟
- للأسف عمي حتى البصلات یراقبهن ، يقولون ان الأفضل هو اقتصاد السوق وانه هذا اجراء من ضمن الإجراءات التي تحد من التضخم.
- يا تصخم؟! اگلك عمي متنه من الجوع..اكتب بالجريدة كللهم ..لا حليبتنا نقدر انبيعها ولا بصلاتنا الهن سوق ،حتى الحنطات التي زرعتهن گبل سنه وسوقتهن للدولة ... فلوسهن على ثلاث دفعات ، لحد الآن مااستلمت غير دفعة واحدة ، أسمدة كيماوية ماكو " لاتوجد "..عمي الارض صارت "بور" ، وبعد سنه" الله وكيلك" اذا ماانزرعتْ بعد ماتنزرع.
عمي من باچر "باكر " وي صلاة الفجر يروحون " كبارنا" الى " كبار" تركيا وسوريا ويحلون اول شيء شغلت الماي ... لكي نزرع وبعدها انشوف شغلة " البنك والتصخم "..واكتب آني " عبد الزهرة أبو كاظم " ماعندي مانع أروح اوياهم " معهم "حتى " شخيّر" ابن عمي يروح اويانا .



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يشبه الفيل الثعبان أم الحائط!؟
- الشيوعيون العراقيون ، طبيب واحد وعشرون صندوق دواء
- يخطط للعودة الى بغداد ثانية (حكايات يرويها مهاجر أمضى ثلاثين ...
- نقاش في سيارة أجرة عراقية
- أسرار صغيرة عن الحوار المتمدن
- مؤخرةُ وزير ٍ على المَحَك
- دعوة في كوبنهاگن لقتل سبعة آلاف مواطن دنماركي
- یكره أحدهم ویحب إسرائيل
- (إعدادية مختلطة.. وخيانة علمية )
- حقيقة كلمات ماركس الثلاث (الدين أفيون الشعوب )
- حكايات من إذاعة الحزب الشيوعي العراقي ( أبو صويحب )
- حمّالات الصدر والمساواة في السويد
- غشاء بكارة - صيني -
- الفيتامينات -والعادة الشهرية - والجنس في المناهج المدرسية
- نداء إلى الكتاب والرفاق اليساريين في المغرب (العربي)
- حكايات جامعية (دبابات في الحرم الجامعي )
- عالم ال ( طُزْ )
- لو كنتُ حارسا في بنك عراقي
- رسالة اعتذار الى الحيوانات
- الضوء الأخضر في إغتيال احمد عبد الحسين


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - ( أبو كاظم والبنك الدولي )