الأنتخابات وصريفة نبي الرحمة .......!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 14:32
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

اثارني .لفت انتباهي .منحني شعورا بالتفاءل والأمل .انتشيت تحضرا .زدت ايمانا بالقادم السعيد .احبس الدمع في عيني .تذكرت بابل وسومر واسوار نينوى .اشفقت على الحرف العربي وكابرت مع احلام خيوله وهي تمضي الى الصين وخوارزم وسمر قند .واخيرا قلت :ان كان هذا العراق حد هذه اللحظة : فلا خبر جاء ولاطيف يمر ....!
كل هذه المشاعر سقطت على رأسي حزمة واحدة وانا ارى في واجهة موقع كتابات صورة لمدرسة ريفية في عراق النفط والخزين الهائل وهي عبارة عن صريفة متهالكة ( متداعية ،كسيحة ومقوسة الظهر )كتب عليها مدرسة ( نبي الرحمة ..)...!
واعتقد أن هذه المدرسة حتما في الجنوب العراقي هناك حيث ابتلى الله تلك المناطق بفجيجة الخبز والجوع والغناء وقبعات الجنرلات ، وأول ما قفز الى ذاكرتي وجه هذا التربوي الذي اطلق هذا الاسم الكبير على هذه المدرسة المسكينة العارية والرثة .واعتقدت ان هذا الموظف وحتما هو ينحصر بين وظيفتين اما مدير شعبة التخطيط في دائرة التربية أو مشرف تربوي أراد ان يتملق للمحاصصة وابتسامة مديره العام التي لاتظهر إلا في السنة مرة واحدة .ليُلبسَ هذه الصريفة ( المدرسة )البائسة بردة نبي الرحمة ، وهو يعرف جازما ان هذا تعدياً واستخفافا وجُرماً ان تطلق اسم النبي على هكذا صرح متهالك أُريدَ لهُ أن يكونَ مأوى لأحلام ابناء الريف وسلمهم الى الحضارة والتعلم ، وأذا فيه كومة قصب لاتقيهم برد ومطر وحر شمس ..فكان على هذا الموظف أن يستحي من وطنيته قبل أن يستحي من نفسه وهو يطلق على هذه الصريفة المصابة بكل انواع الانفلونزات اسم مدرسة نبي الرحمة .....!
الآن جاءت الانتخابات وجاءت معها حناجركم الموسيقية واواني العسل وبطانيات القَسم على المُصحف وصوبات علاء الدين وغيرها من مغريات مريضة وعانس .
ماذا ستفعلون في هذه الصريفة ان فزتم ؟
هل تحولونها الى مدرسة بمعمار حديث .وتملأون صفوفها معادلات علمية وتدفئة وتبريدا ووسائل ايضاح وتغذية صباحية بأجفان لافاش كري كما فعلت الدولة في منتصف السبعينيات في برنامج التغذية المدرسية ...
لااظن ...إلا عندما يكون الثوب الجديد جديدا بفصاله وقماشه ومن خاطهُ ..عندها نستطيع ان نَهُدَ بمعاول التغيير هذه الصريفة ونجعلها صفوف بطابوق وابواب خشبية ...
ساعتها حتى نبي الرحمة سيرضى على ذلك الموظف الذي حمل الرمز ورحمته وجبروته ليلصقه على هذه الصريفة المتداعية ...
واخيرا ..
ارحموا العراق وهواجسه ..واحلامه في المسميات .في بطاقة التموين .وفي الحرف الذي يتعلمه ..!

المانيا في 21 شباط 2010

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات