أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة














المزيد.....

العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:23
المحور: المجتمع المدني
    



لا يمكن إعطاء تقييم دقيق وموضوعي لما يحدثُ الآن في العراق من تطورات سياسية وتحولات كبيرة، بما فيها الانتخابات ومدى أهميتها، لما ترسمه من أفق للتغيير، لا يقارن مع المرحلة الوحشية السابقة.
التي أحدثت تحولات عميقة في بنية وتكوين المجتمع بفعل استمرار الدكتاتورية المنفلتة لأكثر من أربعة عقود مضت تمكن فيها البعثيون من تأسيس نظاماً دموياً وحشياً مارس التخريب الاجتماعي المنظم والمخطط له في كافة المجالات. ابتداءّ من الإنسان وإذلاله وسحقه واعتباره وقوداً للحرب، ومروراً بالثقافة والفن وكل ما له بالبناء الفوقي، ناهيك عن التدمير اللامحدود للبنية التحتية وعسكرت الاقتصاد وسياسة هدر الأموال في مشاريع لا تمت بصلة للناس، مكرسة لإشباع نزوات الحكام السفلة أو نهبها، وجعل الاستحواذ على ممتلكات الغير سياسة رسمية للدولة، تبيحُ وتتيحُ للحكام وذويهم السيطرة المطلقة على مقدرات الناس، في المجالات الزراعية والصناعية والمالية والتجارية، ومن لا يرضخ لمشيئتهم يكون مصيره الموت والفناء سواء أكان تاجراً أم سياسياً..
بهذا السلوك وهذه الممارسات تمكن البعثيون من أحداث تغيرات عميقة وخطيرة في بنية المجتمع العراقي لا تقف عند حدود ما نسمعه من أرقام فلكية بخصوص ضحايا القمع والإرهاب في تلك المرحلة.. أو تعداد حجم الخراب الاقتصادي والمالي وما لحق بالبنية التحتية من دمار..
لقد تعدت ذلك لتشمل المفاهيم واللغة والعادات والسلوك والعلاقة بين مكونات المجتمع العراقي.. لا بل يمكن الحديث دون خوف أو تردد على حدوث متغيرات في طبيعة الشخصية العراقية تتجاوز ما تحدث عنها الدكتور علي الوردي في تحليله لحالة الازدواجية في الشخصية العراقية ونهلها ونزوعها للثقافة البدوية كصفة من صفاتها.
إلى حد يمكن فيه القول أن الانتهازية أصبحت جزء من مكونات الشخصية العراقية اليوم.. أي بصريح العبارة يمكن التأكيد على إن البعثيين تمكنوا من إعادة إنتاج المجتمع العراقي في تلك العقود التي تحكموا فيها بمقدرات هذا الشعب بالحديد والنار..
وفي التفاصيل يمكن الحديث عن متغيرات بنيوية خطيرة في بنية المجتمع الطبقية ابتداء من تدمير الطبقة الوسطى وزيادة الفقر والخراب الذي حل في الزراعة ناهيك عن حجم الجرام المرتكبة داخل الوطن وخارجه الذي أسفر عن فرز المزيد الفقراء والمعدمين الذي ترافق مع نشوء طبقة طفيلية تحتكر الاقتصاد وتتحكم بالتجارة ورأس المال.. تنتجُ مفاهيمها" الجديدة" في المجالات الثقافية والاجتماعية التي تبرر الإرهاب وتمجد الدكتاتور وحروبه.. تعيد بالناس إلى عهود وحشية تسبق مرحلة ما قبل الإنسانية..
بهذه الرؤية ونحن نستذكرُ شيئاً من مرارات الأمس القريب للعهد المقبور يمكننا القول اليوم ونحن نتوجه إلى صناديق الاقتراع.. إن بوادر ثورة اجتماعية حقيقية قد بدأت تمارس في بلاد الرافدين بلا تردد رغم اختلافنا في المفاهيم حول محتوى الديمقراطية ونتائج الانتخابات أو الموقف من الاحتلال والتحرير والإرهاب..
أن ما يحدث الآن من تطورات يتعدى حدود الشكل والتصورات السطحية لطبيعة الحدث.. هذه ليست انتخابات مجردة.. يمكننا الحديث عن تجاوزاتها ونواقصها عن عيوبها بلا حدود..
نحن العراقيين سكان هذه الأرض وهذا البلد المسمى بالعراق.. نعلنها لأول مرة.. خطوة أولى للأنفكاك من عصر الوحشية والقمع.. نعلن براءتنا من مرحلة مشبعة بالعنف والقسوة والموت المجاني..
نعلن اختيارنا طريق المنافسة الحرة وقبول المشاركة بالسلطة لا الاستحواذ عليها بقوة الدبابات.. لقد ولى عصر الدبابات وحان عصر الانتخابات.. الانتخابات وليس الدبابات اسمعوا يا عربان الجزيرة وما وراء الحدود.. الانتخابات وليس الدبابات...
هذا هو انجاز لنا وليس لأمريكا أو غيرها.. نحن من يختار..
وللديمقراطية مفعولها.. قوانينها فاعلة... لانتخاباتها قوة تجذب لتستقبل وتستقطب وتدفع لتطردُ وتبعد.. كما للجدل والمنافسة الحرة مساحتها وميدانها.. ميدانها ليس سيركاً.. حريتها ليست فوضى.. الكلام المباح يجب أن لا يسبب لأحدٍ الألم أو جراح .. هنا يسقط .. يطرد.. يبعد.. من لا يجيد أو يحسن الكلام.. كأنه ما زال في المنام لا يميط عن وجهه اللثام.. ينفخُ متمنياً عودة العهد المقبور لا يصدق انه بات من الركام.. ولا مكان عند اليقظة للأوهام...
ونقولها ضاحكين.. اشد ما يضحكنا في هذا الزمن الجديد.. ما حلّ ببعض أزلام العهد المقبور.. فقد أضاعوا المشيتين.. مرة يقولون نحن ضد أمريكا وضد الاحتلال لكنهم يتسابقون نحوها.. نحو الأخت أمريكا .. نحو العم أوباما ونائبه بايدن يستصرخونهم..
أن يفسحوا لهم المشاركة.. فقط المشاركة في الانتخابات..!!
تناسوا أن للديمقراطية قوة رفض لا تستطيع أمريكا سبر غورها.. وباتوا كالببغاوات.. يسبون ويلعنون يوماً مجلس القضاء وهيئة النزاهة ومحكمة التمييز.. وآخر يمدحونها يبجلونها ويثمنون قراراتها.. لقد أصبحوا لا يفقهون ما ذا يقولون؟!!..
بعد أن استنزفهم قانون المنافسة الحرة وجعلهم يهذرون وينصاعون للقرارات الدستورية.. التي لا تبيح لمن يحمل فكراً متطرفاً ولغة متأزمة للتحدث باسم الشعب والمواطنين.. ناهيك عن مشاركته في الانتخابات..
هنا في هذا البلد الجديد.. نعلن باسم الدستور.. أن لا مكانة لكم أيها العنصريون البعثيون بيننا.. نعلن أن لا مستقبل لكم في هذه الأرض وهذا الوطن الجديد.. العراق الفيدرالي.. عراق الانتخابات.. عراق الإنسان الحر..
باختصار لقد انتهت مرحلة التوحش وعبث البعث.. بدأنا مرحلة جديدة لا مجال فيها للتهاون معكم..
الديمقراطية تحمي المجتمع.. وحماية الناس تتطلب أن لا يفسح للقتلة ودعاة العنصرية وشراذم البعث بالتواجد في صفوف البرلمان القادم..
وهي دعوة للتدقيق في قوائم ما زال يختبأ فيها البعض من القتلة..
بالتصويت الحر نشطب بقية الأسماء..
من أجل وطن يوفر لأبنائه الكهرباء والماء..
سنجعل عجلة الديمقراطية تناطح السماء..
وطريقاً يقذف إلى المزبلة دعاة الأفكار السوداء..
من البصرة الفيحاء وحتى الموصل الحدباء..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة
- رمزي
- أيّها الشيوعيون لهذه الأسباب -لنْ انتخب قائمتكم-.!!
- في منتصف الطريق..
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة