أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - الحوار مع ياسين الحاج صالح.














المزيد.....

الحوار مع ياسين الحاج صالح.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 11:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ياسين الحاج صالح أسم غني عن التعريف، في الثقافة العربية والسورية الآن، وهو انجاز كان لمثابرة ياسين، الدور الأساسي فيه. الحوار معه ينشط ذاكرة المرء، يحفزه لكي ينبش، مخزونه الثقافي والمعرفي، ويمتحنه، ويخاف المرء بالتالي على مفاهيمه التي يمكن أن تنهار فجأة، في أي حوار يمكن للمرء أن يجريه مع الصديق العزيز، ولهذا الخوف بالنسبة لي لذة خاصة، لأنه ملتصق بتوقي للمعرفة، حتى لو انهارت كل العمارة المفاهيمية الصغيرة، والهشة التي استند عليها. فهو يميل إلى الهندسة المفاهيمية، ودون أن ينتج بناء، وهنا الخطورة في الحوار مع ياسين، يجب أن تتابع كل ما يكتب، وكل ما ينشر، وتبقى حريصا ألا تتوه في اجزاء بناءه المتبعثرة في حواري وأزقة الأنساق المعرفية والأيديولوجية، التي يمتح منها ياسين، ولكنه يتمثلها ويهضمها ويعيد إنتاجها، وفقا لروحه المتمردة على المفهمة ذاتها كمثقف نقدي في كثير من المحطات، فلا يركن ولا يهدأ، يصحح ذاته، أحيانا بشكل أسبوعي تقريبا، فكل مقال لياسين تجد جديدا مهما كان صغيرا أو كبيرا. لأن كل مقال له، فيه جانب حواري مع آخرين، مع أنساق أيديولوجية، يحاول ياسين أن يرد عليها ويعيدها إلى جذورها، المعرفية والثقافية والسياسية. وهذا يجعل مادته الأساس هي الشغل النقدي على ما يقوله الآخرون.


خلافي الأساس مع ياسين، هو إصراره على التنظير للحالة العربية، وما يترتب على ذلك من خلافات جزئية هنا وهناك. وإن كان الهم السوري طاغيا في كل ما يكتب. بعكس أسماء كبيرة وكثيرة في سورية، التي يغيب عنها الهم السوري، تحت غطاء التنظير والشغل على الحالة العربية ككل، أي دوما أجد هؤلاء الأصدقاء مشغولين بأوضاع أكثر من عشرين دولة عربية، باعتبار أن دولة جزر القمر، لم تدخل حيز الاهتمام القومي لهؤلاء الأصدقاء، لا أعرف كيف يمكن لأي كان أن يتابع أسبوعيا التنظير في أوضاع عشرين دولة!؟ لهذا يتحدثون عن غياب الحريات العامة، فتصبح ليبيا كمصر، يتحدثون عن غياب للحريات الفردية، فتصبح لبنان كالسودان! لكن ياسين رغم خلافي معه حول ذلك، نجده يحاول عدم تجاوز هذه النسبية في اختلاف أوضاع كل دولة على حدا..من خلال تناوله لمسائل ثلاث" الإسلام السياسي والعلمانية كسردية صغرى، الثقافة العربية وغياب جانبها النقدي، الدولة السلطانية في العالم العربي وغياب الحريات" في الدولة السلطانية نجد أن ياسين يعمم الحالة السورية على كل الأوضاع في الدول العربية، فتصبح كل الدول العربية هي دول سلطانية بهذا الشكل أو ذاك. وهنا ناتي إلى لب نقدنا لياسين، وهو التعلق بالنمذجة، النماذج التي يبنيها ياسين كأدوات نظرية تصلح لتحليل كل الوقائع العربية.


كنت في حوار بيني وبين ياسين، قد أشرت له أن نموذجه النظري عن الطائفية وعلاقتها بالاستبداد السياسي والثقافي، لا يصلح لقراءة الواقع خارج سورية. وهنا يمكن للمرء أن يرى مفهوم" الليبرالية الاجتماعية في سورية" من خلال حديث ياسين عن العلمانية والعلمانوية والإسلام السياسي فيها، والليبرالية الاجتماعية تتعلق بما يمكننا تسميته بالحريات الفردية في سورية. والذي لا تقترب منه السلطة السياسية! ولكن لماذا؟ هنا أود ان أسأل ياسين؟


هل لأن لديها هاجس العلمانية! ام يعود الموضوع لجذور المسألة الطائفية في سورية؟ والتي يعتبرها ياسين ميزة لها وقع إيجابي على المجتمع السوري وهذا صحيح، بينما في الواقع لم يسن المشرع السوري منذ عام 1970، قانونا واحدا يحمي هذه الحريات الفردية الموجودة أصلا في المجتمع السوري. بينما في مصر التي يتعرض لها ياسين من خلال مشهد الإسلام السياسي هناك، أرى أن الليبرالية الاجتماعية أعلى ومتناسبة مع درجة الليبرالية السياسية، الغائبة عن سورية، في أجواء الازدحام الفكري والسياسي في مصر من خلال درجة الديمقراطية الموجودة هناك، تجعل وكان الإسلام السياسي المصري هو الذي يسيطر على المشهد الاجتماعي مما يجبر المجتمع على التخلي عن ليبراليته الاجتماعية، وهذا غير صحيح. نحن نتابع معارك الثقافة والإعلام المصري، من خلال الفسحة الديمقراطية هناك، وبالتالي هذا الإعلام حريص على متابعة النشاط المعارض، اكثر مما هو حريص على رصد الوقائع الجزئية والحقيقية في المجتمع المصري، ولهذا التغييب أسبابه الكثيرة، أهمها تناول السلطات في مصر من زاوية المسالة الفلسطينية وموقف التيار الإسلامي العربي منها، وهنا تحال كثيرا من الأمور والقضايا، إلى حقل الصراع السياسي المراد تسمية الأشياء خارجه، ربما هي لعبة سلطة، لن نخوض فيها الآن...قبل ان انهي هذا الجزء لا بد من أن أشير ان ياسين يكتب ما يكتب من داخل سورية...وهذه بحد ذاتها تجعل نقدنا ناقصا...يتبع.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إيران وامريكا؟
- مراجعة أم تقرير؟ رد على الكاتب محمد سيد رصاص.
- اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.
- المسألة الكردية مرة أخرى- تساؤلات.
- تركيا بين منطقين.
- سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث2
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث.
- المثقف والسلطة-حلقة مفرغة
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.
- الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق
- الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - الحوار مع ياسين الحاج صالح.