أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - زكية خليفة المناضلة المقدامة والشخصية الدافئة














المزيد.....

زكية خليفة المناضلة المقدامة والشخصية الدافئة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 10:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كانت كبقية المناضلات والمناضلين تحلم بغدٍ أفضل لشعب العراق, بحياة أكثر حرية وسعادة وأكثر دفئاً ووفاء وعدلاً للفلاحين الذين ولدت في صفوفهم وفي قرية صغيرة من قرى لواء العمارة, وللعمال المنتجين للخيرات المادية وللفقراء والمعوزين, وكانوا ولا زالوا يشكلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي. وكانت زكية خليفة نموذجاً حياً للنساء المناضلات من أجل حرية المرأة وتمتعها بحقوقها المغتصبة ومساواتها بالرجل ووجدت ضالتها في رابطة المرأة العراقية التي أصبحت واحدة من مؤسساتها ومن أنشط النساء في الرابطة وشديدة الصلة بالدكتورة نزيهة الدليمي وروز خدوري وبقية المناضلات حينذاك. وكانت تمتلك من الحيوية والشجاعة والاستعداد للتضحية ما جعلها واحدة من خيرة المناضلات الشيوعيات في حزبها الشيوعي العراقي اللواتي تحملن الكثير من عذابات السجون ومحن الحياة اليومية والمصاعب والمصائب التي كانت تطارد أعضاء وأصدقاء الحزب المناضلين من أجل "وطن حر وشعب سعيد".
دخلت السجن وهي شابة. حين اعتقلت وهي في محطة القطار ببغداد تحمل أدبيات الحزب وبريده من قبل أجهزة التحقيقات الجنائية, صرخت بصوت مرتفع ليسمع الجميع : أخبروا الحزب الشيوعي العراقي بأن زكية خليفة قد اعتقلت". لقد كانت تريد أن يصل خبر اعقالها عبر أحد الطيبين إلى الحزب لتجنيب رفاق الحزب الوقوع بحبائل العدو. حُكم عليها من قبل محاكم العهد الملكي القرقوشية بالحبس عشر سنوات, قضت الكثير من فترة محكوميتها في السجن قبل إطلاق سراحها في أعقاب انتصار ثورة تموز 1958. ليتصور الإنسان ظلم المحاكم حينذاك: امرأة تحمل بطاقة العضوية في الحزب الشيوعي العراقي وتحمل أدبيات الحزب, ويحكم عليها بالسجن عشر سنوات, أي عدالة وأي قضاء مستقل وعادل في العهد الملكي يتحدث عنه البعض, وخاصة القضاء الذي كان مسؤولاً عن المحاكمات السياسية والذي كان خاضعاً بشكل تام تقريباً للتحقيقات الجنائية وليس عملياً لوزارة العدل.
كانت زكية خليفة الزيدي تردد دوماً قول لينين: " أعطني خبزاً ومسرحاً ، اعطيك شعباً مثقفاً". وبقدر ما أحبت الحزب الشيوعي العراقي, عشقت أيضاً المسرح الشعبي وتقديم المسرحيات للفلاحين الكادحين لتساهم برفع وعي هذه الفئة الكبيرة من بنات وأبناء الشعب العراقي التي تعرضت لأبشع أشكال الاستغلال في كافة العهود ولا تزال تعاني من ذلك ايضاً.
كانت تتميز بالفطنة والمبادرة وسرعة البديهة, وكانت يقظة مفتوحة البصر والبصيرة في عملها السياسي والحزبي. حين كُلفتُ بزيارة بعض التنظيمات الحزبية للأشراف على عملها في العام 1977 و1978, تسنى لي أن أزور تنظيم "العمالية الصغيرة" و"الكرادة الشرقية", وفيما بعد البصرة. وجدت ما يدير الرأس في واحدة وما ينعش النفس في الثانية. لقد تبين لي بأن عدداً من أعضاء اللجنة العمالية كان قد تسرب إليها وهم من عملاء البعث أو تحولوا إلى عملاء, وكان المسؤول عن التنظيم ضعيفاً وغير يقظ, إذ استطاعت أجهزة الأمن البعثية لا أن تسرب لهذا التنظيم العديد من العملاء حسب, بل وأن تستخدم هذه المنظمة لترحيلات أخرى عبرها إلى منظمات حزبية أخرى. وحين زرت منظمة الكرادة الشرقية حيث كانت زكية خليفة مسؤولة عنها, وجدت بأن المنظمة قوية ومتماسكة وواسعة ونظيفة عموماً, إذ عجزت أجهزة الأمن عن الحصول على موقع لها في اللجنة القائدة أو في تنظيمات تابعة لها. لقد كانت زكية تتابع كل رفيق ورفيقة في المنظمة بنفسها, وتتابع الترحيلات التي تصلها بنفسها بحيث تتيقن من نظافة الترحيل, وكانت تتابع أي رفيق يعتقل لترى ما حصل له. وبقدر ما كانت لطيفة وهادئة, بقدر ما كانت يقظة وصارمة وحذرة من تسرب الأعداء للتنظيم الحزبي الذي تقوده.
لقد نذرت زكية خليفة نفسها للنضال في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ولم تبخل بشيء لصالح تقدم الحزب وتطوره وأعطت ستة عقود من عمرها لهذا الحزب ونضاله وعانت معه من ظلم واضطهاد النظم الرجعية والفاشية.
أحبها المحيطون بها والعاملون معها, سواء أكان ذلك في صفوف الحزب أم في رابطة المرأة العراقية أم في المسرح أم في العمل الجماهيري اليومي, واعتز بها الأستاذ يوسف العاني ومن عمل معه حينذاك. وكانت واحدة من النساء اللواتي أبدعن في عملهن المسرحي وبشكل خاص في مسرحية "النخلة والجيران" للكاتب غائب طعمة فرمان بجوار زينب وناهدة الرماح, إضافة إلى المسرح الريفي وقراءة الشعر الشعبي.
رغم مرضها وافقت زكية أن تترشح ضمن مجموعة الحزب الشيوعي العراقي في انتخابات العام 2005, والمرض هو الذي اجبرها على مغادرة الوطن للعلاج في السويد, وهناك في مستشفى سويدي توقف قلب الرفيقة والمناضلة العزيزة زكية خليفة المتعب مبكراً.
فإلى عائلتها وإلى رفاق الحزب الشيوعي وأصدقاء الفقيدة العزاء بفقدها, ولها الذكر الطيب.
20/1/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة الدولة وأساليب حكم نظام البعث في العراق 2-3
- طبيعة الدولة وأساليب حكم نظام البعث في العراق 1-3
- 1 : إذا كان الكلام من ... فالسكوت من ذهب يا من لم تكن بهياً ...
- صوتي هو ضميري فإلى من يرشدني لأدلي به؟
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟- ...
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟-ا ...
- خلوة مع النفس والتفكير بصوت مرتفع حول واقعنا الراهن في العرا ...
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟-ا ...
- في الذكرى أل 31 للثورة الشعبية المسروقة في إيران _ هل ستكون ...
- في الذكرى السنوية لانقلاب شباط الفاشي 1963 / 1 - 2, 2-2/ الك ...
- هل الدكتور بارق شبر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟- ا ...
- ماذا تريد إسرائيل؟ وإلى اين تدفع بالأمور؟
- مسقط رأسي يعيش حزناً قاهراً, ينزف دماً, يصرخ وجعا عارماً!!, ...
- حوار مع السيد الدكتور بارق شبر/ هل الدكتور بارق شبر على حق ف ...
- هل من عمليات عسكرية جديدة محتملة في منقطة الخليج ؟
- رسالة مفتوحة إلى الصديق العزيز الكاتب والفنان التشكيلي الأست ...
- من يمارس الإرهاب في العراق ؟ ومن يسهل مهمته؟
- حكام وقضاة إيران يزيحون أقنعتهم ويكشفون عن وجوههم الكالحة وض ...
- شر البلية ما يضحك, وما أكثر البلايا في عراقنا -الجديد-!!
- لو تحترم الحكومة نفسها لتقدمت باستقالتها بعد فضيحة الأجهزة ا ...


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - زكية خليفة المناضلة المقدامة والشخصية الدافئة