أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - وردة حمراء














المزيد.....

وردة حمراء


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


وردة حمراء، فيها كل ذلك الإشعاع الجميل الزهو، دقة اللون، الحضور المتفرد، ألق الحياة، التواضع بمقاومة الريح، تلك الشفافية، تحدي الشوك المكابر، تفاصيل الخلق الجميل... ترنو بالحب الباهر لملامسة أيدي ناعمة، لفتاة قتلها الحب، لفارس مغادر، ولموت مفاجئ.....
وردة حمراء نَمرُّ عليها يوميا، تتعبها نظراتنا الشاردة، طقوسنا الهلعة، وأيامنا المضطربة بالضياع، لكي يكون ذلك الجميل المدهش غائبا ومُغيبا بكل ذلك الإقصاء البليد، وبكل فجاجة اللاطبيعي، لكي لا نتلذذ بالرحيق الخلاب القادم من نسمة مرت على ورودٍ تمتد على أفق بهي، راقصة على ريح عطوف، لامسها رذاذ مطر ناعم...!

وردة حمراء تليق أن تكون فوق قبر محارب شجاع، عند وسادة حبيبة، عند حرز أم، لذكرى عزيزة، فوق فوهة بندقية مسالمة، أعلى راية منتصرة، عند حافة طريق، فوق شرشف طفل، عند لقاء العشاق، هدية لحبيبة في قلق الموعد، بجانب شوكة، في مرسم فنان، عند زفة عروس، لذكرى شهيد، لصديق جميل، لقلب مُحب، لحدود الوطن، عند عتبة جامع، قرب منصة القديس، فوق أكليل العروس، عند خيال شاعر، عند نبع ماء، في كاس عرق، حضور في مطار، عند تهويمة أغنية، في مدخل بار، عند مستشفى، عند ولادة جديدة، على صدر أم، عند فتحة صدر ناهد، عند عتبة الباب، فوق كتاب، على رف نظيف، فوق سطوح مدينة عامرة، على خصر راقصة، بيد طفل، فوق ربطة فتاة ريفية، قرب جهاز كمبيوتر، فوق تلفاز، في مزهرية بيضاء، على ثوب العشيقة، في نظرة عجوز، في يد المغني، على الشرفات، لذكرى خجولة، للحظة انتصار، للرياضي الخلاق، للموسيقي، للفرح، للصداقة، للإخوة، لحب الآخر، للصدق، للزهو بالناجح، للفضيلة، للشفاء ممكنا، للأنامل المرتعشة، للحضور الواثق، للثبات، لمساكن الطيور، للشعوب، للحديث الهادئ، للصوت المنخفض، لإخضرار الحقول، على إطار خارطة الوطن، للنقاش الودي دائما، للضحكة المجلجلة، للحزن العابر، للوفاء، للبكاء، للدمع المنهمر، للبساطة، للتواضع، للأمل، هدية مفترضة عند وهج القبل، للحظة تعارف مرتبكة، لخلاصة العطر الجميل، لقائد مغادر، لقائد قادم، للحظة وئام، لتجدد صداقة عكرتها عثرات الغير، لحب جديد، لخصام ودود، لغسيل أخطائي وذنوبي وعثراتي.... لذوائبها الراقصة فوق الجسور، وعلى جوانب الطرقات، في صفوف المدارس، عند ملاعب الأطفال، في المقاهي، عند شوارع مزدحمة، للمسؤول نظيف اليد، للمشاغب، للمختلف، لفرح التخرج، لشاعر جميل، لعراقي مبدع، لكاتب جديد، لشاب ناجح، لسياسي غير معروف، خفاقة عند السواقي، في يد غجرية، على رأس بائعة اللبن، قرب مقبرة، عند ظلال شجرة سدر، خلف زجاج النوافذ، عند أبواب وأسرار، في فسحة الغزل، لحظة حضور امرأة، عند الوداع، اللقاء، الهزيمة، الخوف...وردة حمراء، حمراء ، حمراء ....!!

وردة حمراء لكم ولي...
وردة حمراء للقادم...
وردة حمراء من وفاء ينهمر على الخليقة...
وردة حمراء يا ربي...
وردة حمراء من ابتهال ملئ بالشجن...
وردة...
وردة حمراء ننظف فيها قلوبنا التي أوجعتها السنين، عذابات الزمن المر، القهر، وكل ما يجعل الإنسان مضطربا ولا مباليا للجميل في زحمة الحياة اليومية الشديدة القسوة، حيث التشبث بالبقاء وبالحياة رغم كل علّلها...

خانكَ الطَرفُ الطمـــــــوحُ
أيها القلبُ الجمـــــــــــوحُ
كيف إصلاحُ قلــــــــــوبٍ
إنما هُـــــــــــــــنَّ قُروحُ*

وردة حمراء لكي يقترب القلب من لقلب، والروح من الروح، والجسد من الجسد، لكي نزدحم مُشعين بالفرح...، شوارع مزدحمة، حدائق ضاجة بالطفولة، مدارس فيها روعة العلم وبهاء المعلم الأول، سيارات منطلقة بالأناشيد والناس حيث السفوح الخضراء...شيء من هذا وذاك يجعل كل شيء ينساب رحيما وأخاذا كأغنية فرحة...

أمنيتي أن يضع أحدكم وردة حمراء فوق قبري، وان تعذر ذلك لينثر وريقاتها من على شرفة تطل على فضاء فسيح، جنوبا حيث الله والوطن والفقر....!

*- أبو العَتاهِيَة



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان عند كاس عرق مغشوش
- الشخصية العراقية بين الحضور... والغياب القسري
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-
- على حافة الشعر
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات...
- قصص قصيرة جداً
- إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف
- النار فوق قمة جبل
- موقع الشباب الغائب في قانون إدارة الدولة العراقية يعني غياب ...
- شاعر وقصيدة
- يعد الصمت ممكناً…!
- دورة استحالة القائد كيف تصبح قياديا في حزب عراقي بسبعة ….بدو ...
- قلق
- في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة
- مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح
- خيون حسون الدراجي – أبو سلام
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - وردة حمراء