أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - حلم الورد المتعب قصة قصيرة














المزيد.....

حلم الورد المتعب قصة قصيرة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


بحنان مملوء بالحب.. كانت عصاتي التي استند عليها منذ عرفت نفسي رجلاً!، توكزت عليها في اشد أيام الحياة الصعبة.. والمؤلمة- كم من محطات أبكتك- في كل مكان انتقلت فيه للعيش، بل حتى عند تغيير السكن من حارة إلى أخرى- أتذكرك أيها اللعين كم كنت تستلذ وتبني الأحلام عندما تنشد أبصار اجمل النساء لنحت عصاك- كم أحببتَ أباك كثيراً عندما أهداك ما تستند عليه، خاصة بذلك التشكيل الذي تسمرت عليه شوقاً وأخيلة كل من صادفتهن في ارتحالاتك الداخلية والخارجية- في كل مكان من بقاع الارض، حيث لون الله بشرة الإنسان بألوان الزهور، السماء.. والتراب.

- احبك.
أليست الحياة فارهة، بنفسجية الظلال، وطعم كل ما يصادفك لا مثيل له، عندما يكون التشكيل معيار الحياة. ليس للعداوة مكاناً- انه الحب يتقطر كالندى.. في وقت لا يشترط أزمنة محددة، ولا مناخات.. للخصوبة - آه ما اجمل الحياة - ماذا لو حكمتُ بعصاتي.. التي نفخ فيها أبي من روحه الصوفية الخالصة، هل كانت الدماء ستسيل.. كما فرضها السياسيون الحمقى، بغية الجلوس على عرش البلاهة - لا يذوق المنتصر منهم سوى الخوف، والرفعة الكاذبة..

أية لذة يجنيها هذا المنتصر، أوراق تتراكم في خزانات تقيم الرفاه لأناس يرون فينا النقص، ويهرب ما يبقى منها في يديه الى مبتذلين يُحوِّطون البلاد بأسوار الاسمنت، وخلق عسكر من القبائل العاطلة، وامتطاء فروج الأميّات، اللاتي لا يمتلكن قوت أولادهن، أو شراء علبة مكياج.. وثوب يظهرن فيه في الأعراس!!..

- من اجلي.. دع عصاتك لي وحدي.
سأقتل أية واحدة.. لو تنظر إليها.. حتى..
لست الوحيدة يا ملاكي، انني منذ ان منحني والدي هذه الهبة، واحرق روحه المتوثبة.. التي لم تكن تعرف الهدوء- لم يكن انكيدو.. او زوربا اليوناني يمثل حيويته، اني عهدته حتى في شيخوخته لم يغادر نشوة الاستحلام الاول- كان سندباداً لا يطأ أرضاً الا ومنحها من فيضه احلاماً.. وخصوبة- كن سندباداً.. كأبيك- سلمني تركته وذاب في رأسها الثعباني، مفلتاً اخر كلماته، امنح الخير لكل النساء، لم يكن هناك اعظم ما في ذاكرة الإنسان.. من ذكرى زيوس- لك الله يا بني، لا املك ما أعطيك إياه سوى رأسك.. وعصاتك هذه- أخاف ان تؤذي غيرك.. تكون حياتك جنة قبل الرحيل إلى الآخرة!!..

.. ماذا أورثتني.. يا أبي؟
ها انا اترنح سكراناً بين حقول العقل المليئة بلعبة المتاهات، وفي احضان كل امرأة احبت اسمك- لا انكر وردية المذاق خلال عبور محطات عمري، لا انكر اناتي التي اوهمتني كثيراً بتفرد خَلْقي، لا انكر اني دعوت لك الله كثيراً- لكن هذه البلاد تحكم بعصاة مغايرة، تنفث عنها روائحاً كريهة، ويتكشف عن وجهها ابشع الصور التي لا يتخيلها حتى مرضى الانفصام- عصاة يحملها اناس لم يتعذب في تشكيلهم ابائهم- كما فعلت معي.

- ماذا.. سيحدث اذا تحكم عصاتك حياتنا المُمِلة.. التافهة هذه.
.. سيكون كل شيء جميل.. حب و.. حب.. فقط.
.. لا سلاح. لا تآمر.. او خيانة.
.. ستكون الحياة جميلة و.. عادلة.
..آه
انطفأ النور.. وذابت الموسيقى الرومانسية بين مفاصل عرقنا المتصبب، وجرعة التأوهات التي لا تنتهي.



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام الفراشة قصة قصيرة
- وعد قصة قصيرة
- المعذبة قصة قصيرة
- غرباء – نحن – في بلد الجنرال ( قصة قصيرة )
- المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة
- مؤتمر لندن - مكشاف عورة العقل السياسي اليمني ( الجزء الاول )
- صنعاء .. أتا ... والرقص البحري نثر شعري
- الشتاء . . البلاد نثر شعري
- تعب المدار نثر شعري
- زمن . . بلا نوعية قصة قصيرة
- ليس للجنوب ان ينتظر الشمال
- جامعة تعز . . مسار للانهيار
- الراقص قصة قصيرة
- حوارية .. اصدقاء في التجرد قصية نثرية
- جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة
- ليس للجنوب أن ينتظر الشمال
- الحداثة والمعاصرة العربية يبن الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- الحداثة والمعاصرة العربية بين الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- منظور البناء الاتساقي ال (نقد- استقرائي) في عمومية (البنى ال ...
- قراءات في المنهج ( تعقيب نقدي.. على رؤية تنظيرية )


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - حلم الورد المتعب قصة قصيرة