أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد هجرس - حتي القضاة.. معرضون للخطأ














المزيد.....

حتي القضاة.. معرضون للخطأ


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 15:20
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


غني عن البيان أن القضاء - يجمع درجاته وأنواعه - موضع احترام الجميع وأن القضاة - بكل تخصصاتهم هم الملاذ الأخير لكل باحث عن العدل في هذا الوطن الذي نسعي إلي ارساء دعائم دولة مدنية حديثة في ربوعه تقوم علي احترام القانون دون تمييز من وزير وخفير أو بين مسلم وقبطي أو بين رجل وامرأة.
ومن منطلق هذا الاحترام العميق للقضاء والقضاة يأتي الاستغراب - بل الصدمة - من قرار الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة برفض تعيين الاناث في الوظائف القضائية (قاض بمجلس الدولة).
ولأن القرار يبدو صعب التصديق استبعدت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا أن يكون هناك أصلاً قرار بهذا النص.
وأضافت في تحقيق ممتاز بصحيفة الأهرام المسائي بعددها الصادر أمس الأول - الثلاثاء - أتوقع أن تكون هناك مراجعة في نص وضوابط تعيين القاضية بمجلس الدولة وهذا شئ طبيعي بسبب طبيعة عمل المجلس.
لكن المستشارة المرموقة التي تعتز بها مصر وشعبها الأستاذة تهاني الجبالي حرصت إلي جانب هذا التحفظ ـ علي أن »تولي المرأة للمناصب القضائية طبق منذ سبع سنوات، وأن مجلس الدولة يملك منع حق للمرأة كفله لها الدستور«.
وفي انتظار الاطلاع علي حيثيات هذا القرار الصادم من حقنا أن نقلق ونجزع.. وأن نعرب ايضًا عن رفضنا لمثل هذا القرار الذي يتناقض مع الدستور ويناطحه رأسًا برأس، ويحاول الانتصار لتيار رجعي في المجتمع لا يتورع عن الجهر بأفكاره التمييزية ضد المرأة.. التي هي أم القاضي وأخته وزوجته وحبيبته ومربيته وابنته!!
والأعجب أن السادة اعضاء الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة - مع كل الاحترام والتوقير لهم - تجاهلوا أن السيدة المصرية تجلس الآن بالفعل علي مقعد القضاء في معظم المحاكم، بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا بجلال قدرها، حيث تشرفنا المستشارة الرائعة تهاني الجبالي وترفع رؤوسنا نحن المصريين - رجالا ونساء - إلي عنان السماء.
فلماذا يريد السادة أعضاء الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة أن يسبحوا ضد التيار وضد عقارب الساعة بل وضد مبادئ العدالة ذاتها؟!
وكيف نطالب الرأي العام بالاطمئنان إلي ميزان العدل في ساحة يجاهر فرسانها بهذه النزعة التمييزية بين رجال ونساء الأمة؟!
ولا يعني هذا افتئاتا علي حق كل هيئة قضائية في وضع نظام العمل الخاص بها لكن هذا الحق سواء بالنسبة للقضاة أو غيرهم مشروط بألا يكون متناقصًا مع الدستور الذي يعلي في مادته الأولي من شأن المواطنة.
والذي نفهمه أن المواطنة تعني أن جميع المصريين سواء، ولا يجوز التمييز بينهم بسبب الدين أو اللون أو الجنس أو العرق وعندما تقول الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة انها ترفض أن تشغل سيدة مصرية منصب قاضية بمجلس الدولة فان هذا تمييز صريح يتناقض مع الدستور.
وهو أمر يجب الاعتراض عليه بشدة حتي لو كان صادرًا عن قضاة نكن لهم الاحترام والتوقير.
وهو فوق ذلك اتجاه خطير ينحاز إلي تيار فكري محافظ وسلفي يحاول العودة بمصر إلي الوراء قرونًا عديدة ووضع حجاب علي عقل الأمة.
واستشعارًا لهذه الخطورة فانه لا أقل من أن يهب المعنيون بمستقبل هذا الوطن ونهضته من أجل حث الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة علي مراجعة قرارها الصادم.
علمًا بأن هذا ليس شأنا يخص المرأة فقط أو المجلس القومي للمرأة فحسب وإنما يخص المصريين جميعا رجالا ونساء الذين يحلمون ببناء دولة مدنية حديثة، وهو أمر مستحيل أن نقترب منه إذا وافقنا علي تهميش المرأة المصرية أو حرمانها من حق من حقوق المواطنة.
ولا شك أن هذا القرار الصادم يقدم مسوغًا اضافيًا لدعم مطلب سن قانون لمناهضة التمييز بجميع أنواعه.
فكفانا ما ابتلينا به من ذوات طائفية، وممارسات تمييزية ضد المواطنين المصريين النوبيين والمواطنين المصريين البدو وأولا واخيرًا ضد حمالة الهموم المرأة المصرية فمنذ ايزيس حتي اليوم!!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعد هجرس : الخرافة تسيطر على فكر المصريين والعقل يتراجع
- هناك شيء عفن.... فى البرلمان!
- تحذير دولى للنائمين فى العسل .. مصر... دولة فى وضع -حرج-
- بدلاً من خطاب الشكوى .. وبديلاً عن استراتيجية المراوغة
- وقائع خطيرة تستدعي وضع النقاط علي الحروف .. من الذي يحمي كل ...
- قبطى.. لامؤاخذة!!
- ترجمة -جوجل- .. الشيطانية!
- ترجمة جوجل -غير الشيطانية-
- تعامل مصر -الخشن-.. مع قوتها -الناعمة- .. محمد صالح .....الآ ...
- نجع حمادى.. - حقل الأرز- الذى أصبح -مزرعة ذئاب-!
- مبادرة «شق» الإخوان (1)
- مبادرة «شق» الإخوان (2)
- ممنوع الدخول: توارد الخواطر بين -الإمارة- و-الحارة- و-النقاب ...
- علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير
- الدعائم الأربع لحرية الصحافة فى مصر
- هل كان مفروضاً أن يكون مصر حامد أبوزيد.. لاعب كرة؟!
- قبل أن نسير فى جنازة الصحافة التى أحببناها
- الأذان فى مالطة.. وسويسرا!
- ضمائر حية.. وقلوب مازالت تنبض.. في الجامعة العربية
- هل يأتى حل عقدة خلافة الرئيس على يد الدكتور يسرى الجمل؟!


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد هجرس - حتي القضاة.. معرضون للخطأ