أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مها فهد الحجيلان - كيف يدعم الإنترنت الإرهاب في السعودية؟















المزيد.....

كيف يدعم الإنترنت الإرهاب في السعودية؟


مها فهد الحجيلان

الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 06:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعدّ الإنترنت الآن منافساً قوياً لوسائل الإعلام التقليدية من راديو وتلفزيون وصحف، لأنه يتميز بسرعة نشر المعلومة جامعاً سمات المواد الإعلامية الحيّة من نص وصورة وصوت ومشهد، إضافة إلى أنّ فيه مجالا للكتابة المتحرّرة من الرقابة الرسميّة، ويستخدمه البعض باعتباره قناة إعلامية ذات رسالة معينة من خلال الكمية الجذابة لحرية الطرح. وعلى الرغم من أن الإنترنت عالم واسع لا يمكن حصره في بوتقة واحدة إلا أنه لا بد من الإشارة هنا إلى أن التيار الأصولي المتطرف في السعودية والعالم العربي كان من أوائل من استغل الإنترنت لنشر أفكاره؛ فقد كانت المنتديات رغم قلتها في عام 1999 و2000م إلا أن معظمها كان يُدار من قبل أشخاص ذوي أفكار أحادية ومتطرفة؛ حتى إن زيارة لأحد المواقع التابعة لإحدى دول الخليج العربي التي يرتادها السعوديون بكثرة يلاحظ أن هذا الموقع مليء بالتكفير والتطرف العنيف الذي ينفي الآخر ويهدر دمه.
ويمكن القول إنه في عام 2000 و2001 كان هناك فئة معينة من المتشددين تسيطر على مواقع الإنترنت ولا تسمح بوجود أحد ينافسها أو يعرض رأياً يخالف توجهاتها وصار الإعلان عن تخريب المواقع المخالفة لتوجهات هذه الفئة وسرقة الإيميلات موضة مدعومة ببعض الفتاوى. هذا إلى جانب أن الإقبال على تلك المواقع الأحادية الطرح كان وما زال ملحوظاً؛ وهذا من شأنه أن يقدم لنا معلومات مبدئيّة عن كمية التعاطف مع هذه الجهات المتزمتة.
إنّ الرسالة الإرهابية لهذه المواقع تظهر بصورٍ متعدّدة؛ منها الدعم الفكري للقاعدة وتبجيل أفرادها وإكرام المتعاطفين معها، أو تكفير المثقفين والمفكرين أو التجريح في الحكومة وقوات الأمن، أو الترحّم على قتلى الإرهابيين، ولكي تُغطي هذه المواقع المتطرفة على موقفها الداعم للإرهاب؛ فإنها ربما تسمح بنقد يسير للقاعدة وللتفجير، ولكن الغريب في الأمر أن هذا النقد يأتي من أفراد يؤمنون بالتكفير واللعن بينما اختلافهم مع منتقديهم هو في التطبيق فقط. وكأنَّ الحوار يُدار بين حزبين أحدهما تكفيري فقط والآخر تكفيري وتفجيري، وكل منهما يكفر الآخر دون أن يعدموا وجود تأويلات تساند آراءهم.
ثمّة ترويج لهذا الفكر الإرهابي عبر الإنترنت من خلال أطروحات مألوفة لغوياً تُوضع فيها آيات وأحاديث منزوعة من سياقها ومُلحقة بتفاسير معينة وقصص تاريخيّة وُضعت ضمن تأويل متعسّف لكي تقنع المتلقي بمشروعيّة العمل الإرهابي. إنهم يستخدمون الدين باعتباره مظلّة أيديولوجية تؤهلهم لاستغلال متلقين قليلي المعرفة ومسلوبي التفكير الحرّ. ولا شك أنّ هذا الأسلوب القائم على التعبئة الفكرية العنيفة يمثل خطراً اجتماعياً وفكرياً لا يمكن استصغار أثره على متلقٍ لا يملك أدوات النقد والتحليل. وقد ذكر المستشار الأمني في وزارة الداخلية، مدير العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية الدكتور سعود المصيبيح في محاضرة له في المدينة المنورة في 10 مايو 2004م أن الإنترنت في السعودية يُعتبر بيئة حاضنة للإرهاب وأشار إلى أنه لم يُتنبّه له، وقد نشرت صحيفة الوطن في العدد 1321 بتاريخ 12 مايو2004 م بعض المقاطع من المحاضرة التي ورد فيها قول الدكتور المصيبيح: "إننا أهملنا الإنترنت، كبيئة مؤسفة لترويج الأفكار المنحرفة".
لقد وصل الأمر بالإرهابيين أخيراً إلى تحدّي المجتمع والجهات الأمنية بنشر جرائمهم بالصوت والصورة؛ في محاولة منهم لاكتساب العديد من الأتباع من خلال المنتديات والمواقع الخاصة بهم. والمتابع للأحداث الإرهابية الأخيرة التي حصلت في بلادنا يجد على سبيل المثال أن منفذي جريمة قتل "بول جونسون" قد نشروا خبر اعتقاله ثم خبر قتله مدعوماً بالصور المرعبة على النت وتناقلته وكالات الأنباء عنهم بعد أن نُشر في عدد من المواقع التي تتبنّى العنف والتطرف.
إن استثمار الإرهابيين للإنترنت حصل بسهولة لتوفر عاملين هما: الأول، امتلاكهم عدداً كبيراً من المواقع على الشبكة مما سهل نشر أفكارهم بين عدد من متابعي الإنترنت. والعامل الثاني هو صعوبة تعقبهم إلكترونياً خاصّة أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية هي الموصّل الأساسي الوحيد للإنترنت وتقوم بتوحيد أرقام الآي بي لجميع المستخدمين، وهذا من شأنه أن يجعل تعقب هؤلاء عملية صعبة إن لم تكن مستحيلة.
ومن المعلوم أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في وحدة خدمات الإنترنت تقوم بحجب عدد من المواقع لمنع المتصفحين من داخل السعودية من الوصول إليها؛ وربما تكون قد حجبت مواقع القاعدة البارزة ولكنها في حقيقة الأمر لم تُحكم مراقبة مواقع أخرى مُساندة للقاعدة. فالخطة التي يتبعها أنصار القاعدة أنهم لا يُعوّلون كثيراً على استخدام البروكسي لتخطي الحجب؛ فهم يريدون كسب أكبر عدد ممكن من المتصفحين لهذا فإنهم يضعون أصل المادة المُراد نشرها في مواقعهم الأصلية، وتُنقل هذه المادة إلى منتديات ? يغلب على أعضائها أنهم من السعودية? بروابط جديدة غير محجوبة؛ ولكي يتنصّل مسؤولو المنتديات -غير المحجوبة- من المسؤولية فإنهم في الغالب ينسبون الرابط إلى موقع آخر ويبرّرون نقله في منتدياتهم على أنه مادة إخبارية. لقد نجح الإرهابيون الآن في إيصال فكرهم المتطرف وقصصهم المفبركة التي تنطلي على كثير من المتعاطفين معهم وتجد مصداقية لدى البعض ممن يستميت في الدفاع عنهم؛ وليس أدل على ذلك من موقفهم المتعاطف من مصرع قائد القاعدة الذي قتلته قوات الأمن السعودي وخلّصت المجتمع من شره.
و يذكر أن هذه المواقع المتطرفة لا تُلاقي مشكلات كثيرة مع الحجب من مدينة الملك عبد العزيز مقارنة بغيرها من المواقع التي تقدّم طرحا تنويرياً يتميز أحياناً بالجرأة والمباشرة.
وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل عن علة هذه الازدواجية في التعامل مع بعض مواقع الإنترنت؟ وبما أن الحديث ما يزال خصباً حول مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية فيجدر بنا التساؤل عن دور هذه المدينة وأهمية الحجب الذي تُمارسه في هذا العصر المتقدم من الانفتاح الفكري والثقافي. ويمكن القول إنه في ظل الوضع القائم وسياسة الحجب المتبعة فإنّ سلبيات الحجب أكثر من مميزاته؛ فإذا كانت المدينة تحجب مواقع لا جدال حول أثرها السلبي كالمواقع الجنسية مثلا؛ فلابد من التنبيه إلى أن حجب مثل هذه المواقع يمكن أن يقوم به مزود الخدمة أو المستخدم نفسه من كمبيوتره الخاص دون الحاجة إلى المدينة والملايين التي تُهدر لهذا العمل. ولكن ما يُمارس الآن من رقابة فكرية وترشيح غير متساوٍ لبعض الأفكار المطروحة على الإنترنت من شأنه أن يُولّد جيلا فاقداً للرقابة الداخلية ومعتمداً بشكل أساسي على الوصيّ الخارجي في تقرير الصواب من الخطأ، وليس في هذا الأسلوب صلاح للأفراد ولا للمجتمع. ومن السلبيات الأخرى لسيطرة مدينة الملك عبدالعزيز على الإنترنت -كما سبق ذكره- عرقلة التتبع الأمني للمطلوبين المراد تعقبهم من خلال الإنترنت الذي يستخدمونه؛ ويذكر هنا أنّ قوات الأمن في باكستان قد عثرت على قاتلي "دانيل بيرل" خلال يومين؛ ذلك أنهم تعرفوا على الآي بي الخاص بالكمبيوتر الذي أرسلت منه صور القتل ووصلوا إلى المصدر بسرعة. فربما كان من الممكن القبض على مختطفي "بول جونسون" عن طريق تتبع معلومات الاتصال بالنت التي رفعوا عن طريقها خبر اعتقاله ونشروا صوره؛ لكن يبدو أن المعلومات الخاصة بهم كانت مرشحة وكان من الصعب فرزها.
ومن نافل القول الإشارة إلى أن الإنترنت له ميزاته الكثيرة التي ساهمت في تقريب الأفكار المختلفة واختصار الزمن في الحصول على المعلومة وغير ذلك مما يعتبر إنجازاً بشرياً هائلا. ومما لا شك فيه أن الحيز المتاح من الحرية -في منتديات الحوار على النت- يسمح بفرصة صحية من التحاور والذي ربما يبدأ بالتنافر والتشنج إلا أنه يفرز مع الزمن تسامحاً وتفاعلا نشطاً بين أصحاب هذه الأفكار المتباينة؛ وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل بحيث يكون الاختلاف سمة جمالية تدعو لاحترام صاحبها وتقدير خصوصيّته الفكرية بدلاً من السعي إلى تشويهه وتكفيره أو تفجيره. وفي المقابل هناك الاستغلال السلبي للإنترنت الذي بدأ يتنامى مع الجماعات المسلحة، وهنا تظهر أهمية التعامل المنطقي مع هذا الخطر المتزايد بالكيفيّات الحضاريّة الممكنة.

*كاتبة سعودية



#مها_فهد_الحجيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مها فهد الحجيلان - كيف يدعم الإنترنت الإرهاب في السعودية؟