أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ماالفرق بين الشندوخة والشعفورة ؟! ...














المزيد.....

ماالفرق بين الشندوخة والشعفورة ؟! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 03:39
المحور: الادب والفن
    



الشندوخة هي : " اعترف باحاطتي القليلة بها " خروج للشيء عن مساره اي حالة من التهضّب ـ اشتقاق من هضبة ـ او ارتفاعة ما على استقامة خشبة اي بقايا كسر متشندخ ! ومن خلال مجالستي لبعض الأحابيش اي أخلاط الناس وخاصة الشيوخ العريقين بمعرفة قاموس اللهجة العامية عرفت ان الشندوخة هي انفلاش جانبي في اية مادة كانت حديد خشب بلاستيك حجر حب علك ببسي سجائر الخ .
الشندوخة حالها حال الشقانق او الشقنـّق ... وفي عام 1963 شهر شباط كان هناك راكب ما يحدث صديقه في باص 23 اسكان غربي بغداد باب المعظم فيقول له بصوت جهوري جملة لايعرف معناها الاّ الغارقون في العلم من الراكبين المتجاعصين في ازدحام الباص الأحمر الليلاند : " شفت يا أبا فلان : شقنقق قام سميجي نام " وقد وجدت عند الجاحظ بأن الشقنـّق هو نثير الطابوق اما السميجي فهي الطابوقة المتصلدة " المصخرجه "، وقد اراد الرجل ان يقول هامزا لامزا بالتحول الانقلابي في العراق آنذاك . لقد تشقنق الوضع او تشندخ . ولكي تتخلص من الشندوخة فان مهمتك اصعب بكثير من تخلصك من الشعفورة اذا تقتضي الاولى رندة ورندة النجار هي مسحجته الآلة التي تسحج الخشب فتساويه وتعبده كطريق بلا مطبات . اما الشعفورة فهي رمح لحمي ناعم يظهر الى جانب الاظفر من السهل التخلص منه بواسطة مقراظة ولايفضل سلخه لأنك كلما سلخته تعمق جذره في الاصبع وادماه وعندها تشوط الروح وشاط يشوط موجودة في القاموس . ونستطيع ان نتخيل الحال مثل سبابة ترتفع بوجه الاحداث كما كان الحال في عام 1934 يوم انبرى السياسيون العراقيون التقدميون لرفع سبابتهم بوجه الشندوخة لكن ولأسباب عديدة ظهرت أكثر من شعفورة على جوانب هذا الاصبع اما لطبيعة فيه اما لإيذاء مقصود ضده لابل جرى قلع اظفره في عتمات الليالي السود لعام 1963 ! المهم ظهرت اكثر من شعفورة وأخذ ذلك الاصبع الشجاع يضمر الى ان صار هو المسكين شعفورة والشعفورات اصابع لاحول ولاقوة الا بالله ! . وعندما كثرت الشعافير وانعدمت المقراظة صار هناك تآمر من اجل دهن الاصبع الصغير حتى يكون قابلا بما جرى له وساد المثل القائل "اش يبلعهه النخله بسلاهه"وبالعربي الفصيح كيف نبلع نخلة فيها الكثير من الشعافير . ودارت الأيام كما تقول السيدة كوكب الشرق . واذا بالشعافير سبابات واذا باصبعنا ملفوف بالشاش والبلاستر ومدهون بالوازنين والحنة والزرقيون ! لا حول ولا قوة الاّ بالله ! وحّدوه .
قرر البعض اخذ الاصبع الى المداواة فقال احدهم هيا الى مستشفى الطوارئ حتى نجتث الوضع فورا قال الاغلبية لا اذا ذهبنا الى الطوارئ يشمتون بنا ويقولون هؤلاء في حالة يرثى لها دعنا نذهب الى ابن ملا جواد وقد ذهبوا فعلا ولم يجدِ الأمر بشيء قالوا لنذهب الى الختان " الزعرتي " اعترض البعض عن حق قالوا هذا خاص بامور اكثر جدية قالوا وما الفرق بين الاصبع وال ... امور الأكثر جدية . دهن الختان رأس الاصبع ونفخ عليه وقال سأرسلكم الى " ابوالودع " فهو بارع بقراءة بعض التعويذات ، انتم مضروبون عين ! قلنا كيف نضرب بالعين قال اقصد محسودون على جمالكم وكمالكم ودلالكم .
وفعلا فقد جاء المشعوذ وبدأ يقرأ التعاويذ وبدأنا نقرأ معه . دخنا من البخور والهوسات التي يعملها داخل غرفة ضيقة فيها صور حيوانات وحشرات ومزابل وسيوف ورماح ورايات وعلى دورانه ودوراننا معه دخنا فقد سقانا مع الدوران سبع مايات فاذا بعيوننا تجري وانوفنا تقطر وآذاننا تقذف الشمع وشفاهنا تتشندخ وتتشعفر والدخان يتصاعد والابخرة والدبك والحبل يقترب واذا بابي الودع يطبق علينا ويشدنا من يدينا بطريقة ظالمة وقاسية بحيث ادمت المعصمين وما عدنا نشعر بألم اصبعنا .
راح يغني ويطلب منا ان نغني معه ، يستضيف ناسا ويرغمنا ان نجالسهم واوباش لنصافحهم ومومسات لنعانقهن وابو الودع يقول : دارنا مادمت بدارنا .
اصبح حالنا شعفوريا ، رؤوسنا اختلت لدخان وابخرة ، وشندوخي ايضا لأننا بدأنا نؤمن بضرورة الاختلاط بمن هب ودب بل ان نرى ان هذه الشندوخة التي امامنا او تسورنا افضل من سواها . وهكذا قد تشعفرنا وتشندخنا وحل ابو الودع وثاقنا عنا وقال انتم احرار الآن لاخوف منكم لأنكم تتكلمون مثلما اتكلم وتغنون نفس الأغاني التي اغنيها . فتح ابو الودع البلاستر فاذا بالاصبع قد اصبح مشلولا وقد شفى لا من الشعافير لا بل لأنه الآن قد اصبح هو ذاته شعفورة مشلولة !
لا اصبع الآن ليرتفع كالسابق بوجه أحد بل حالة من الشلل . وحالة اخرى من المراهنة على ان هذا الاصبع سيرتفع وتعود له الحياة وسوف يطلقها على رؤوس الأشهاد بأن الوضع هندي رافضا ان يغني مع الأعور الدجال اغنية : عيوني زرُوُوُوُوُق تـُبرق بُرُقْ!. وحالة ثالثة تقول لا لقد انتمى الاصبع الى الشندوخة لأن الطرق القديمة كلها خطأ ! من قال لك ان المستقيم افضل من المنحني ؟ أليست التجارة لف ودوران !، والهواء النقي افضل من الدخان ،هناك ناس يدخنون اكثر من استنشاقهم للهواء النقي ،ومن قال ان الحياة افضل من الموت البطئ او السكتة القلبية ؟ الآترى تزايد عدد المنتحرين ؟ أما سمعت برصاصة الرحمة ؟ . من قال ان الحافي افضل من المهندس والتكنوقراط افضل من الملا والخاصة أفضل من العامة والصيدلاني افضل من ابو الاعشاب ؟ . العالم الآن تشندخ وتشعفر وما عليكم من اجل انقاذكم لأنفسكم الا اللحاق بهم الأ بان تتشندخوا وتتشعفروا وان تتركوا شيئا اسمه المستقيم المضروب رندة ! !. لأنه لا توجد رندة ولا مقراظة .. خلص غن ِ النشيد الوطني الجديد :" سلم على الحلوين ياحلو من تمر" .

*******

تـَوْقٌ أخير : بيت شعر قديم وجميل :
" عاشرتُ لاجلك ناسا لاخلاقَ لهمْ
لولاك ما كنت ادري انهم خلقوا . "



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة محبة الى صديق الفقراء ناجي عقراوي ...
- -حضارة الامم تقاس بمقدار تقديرها لجوته - ...
- الدانمارك الاولى في النزاهة فما رأي حكام الأمر بالمعروف ؟ !! ...
- نسبية ميلان كونديرا والتخريب الضروري لبناء الانسان ...
- باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...
- فضاء سافر وحجاب ساتر ...
- الامبرطور العاري وبذلته الجديدة ...
- إنجاب أطفالْ من دون إتصالْ !
- هل زلزال هايتي لأن النسوة غير محجبات ام لأسباب اخرى ؟!!!!
- اقتراح تقدير الفنانة انجلينا جولي بوسام عالمي ...
- مسيحيّون في القلب ...
- مهرجان لذكرى فاجعة شارع المتنبي ...
- أجهزْ عليه ومزّقْ فكرَهُ البالي ...
- سلمتْ بلادُ الرافدين ...
- إختلاف ...
- المرأة شذرة لامعة في فكر العراقي الراحل خالد عيسى طه ...
- تألق ْ فأنت شموخ الجبال
- نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!
- مناحة على جسر الصرافية ...
- اقتراح منع الشيوعيين من الانتخابات !!!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ماالفرق بين الشندوخة والشعفورة ؟! ...