أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام سحمراني - الحريري وبن غوريون والحرب القادمة














المزيد.....

الحريري وبن غوريون والحرب القادمة


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 03:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب". هذه الكلمة بالتحديد من خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله في ذكرى استشهاد قادته راغب حرب وعباس الموسوي وعماد مغنية، يجب التوقف عندها أكثر من غيرها لما فيها من رمزية.

مرّت الكلمة ضمن جملة من التهديدات اطلقها نصر الله واتخذت شكل المعادلات للرد على التهديدات الصهيونية. معادلات بدأت عام 2006 مع بيروت وتل ابيب لكن حدتها تصاعدت اليوم بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على حرب تموز والحديث المرتفع الصوت من الجانبين عن ازدياد قوة حزب الله العسكرية على كل الأصعدة.

لم يكن استخدام نصر الله لمصطلح "الشهيد" لوصف رئيس الحكومة اللبنانية الراحل بالغريب ابدا، فقد اعتاد منذ اغتيال الحريري عام 2005 على اطلاق الصفة عليه والإشارة الدائمة إليه على انه "شهيد لبنان" و"شهيد المقاومة"، واعتاد ان يطلق على الاغتيال مصطلح "الاستشهاد". ربما تكون الكلمة لدى كثيرين عادية، لكنها ليست عادية ابدا حين تصدرعن مسؤول في حزب الله فكيف بأمينه العام!؟ فنصر الله يدرك تماما معنى الشهادة على الصعيد الشخصي والعائلي عبر ولده هادي نصر الله الذي قتل في عملية عسكرية ضد الصهاينة عام 1996، ويدرك تماما التوظيف الديني والسياسي والعسكري للمصطلح وكذلك وقع هذه الكلمة في نفوس الجماهير المناصرة والمؤيدة لحزب الله والتي باتت معتادة على مساواة الرئيس الحريري لشهدائهم في خطاب أمينهم العام وهو ما يرفع من مرتبة الرئيس الحريري في نظرهم إلى أقصى درجات القداسة الوطنية. وكل ذلك على الرغم من نقطة هامة للغاية تتمثل في عدم اطلاق صفة "شهيد" على أحد من خارج المذهب الشيعي إلا على شهداء حركات المقاومة الفلسطينية، وهو المصطلح المستمد من أئمة آل البيت وفي مقدمتهم "سيد الشهداء" الإمام الحسين، والمستمد من شهداء حزب الله "سيد شهداء المقاومة" عباس الموسوي و"شيخ شهداء المقاومة" راغب حرب، و"القائد الشهيد" عماد مغنية.

كل ذلك معروف ومشهود به لأمين عام حزب الله قبل خطابه الأخير الذي رفع فيه درجة الحريري أكثر ووضعه في صلب القضية الأكبر والأعظم والأنشط لحزب الله وهي الحرب المفتوحة مع الصهاينة.

رفع نصر الله مرتبة الحريري لدى اللبنانيين الى مرتبة بن غوريون لدى الصهاينة ولكم أن تعرفوا من هو بن غوريون بالنسبة لهم. ديفيد بن غوريون هو اول رئيس وزراء للكيان الصهيوني حال انشائه، والذي ترأس حكومتهم أطول فترة بينجميع رؤساء الوزراء حتى اليوم بـ13 عاما. هو مؤسس الجيش الصهيوني بعد تفكيك العصابات وموحّد كافة فصائل المنظمات. عدو أزلي للعرب خاض ضدهم كرئيس حكومة حربي العامين 1948 و1956.

نصر الله يعرف الصهاينة جيدا وهم -وغيرهم من معارضي حزب الله في لبنان- يعرفون تماما أن كلّ كلمة يطلقها ليست من قبيل الصدفة او الإرتجال العشوائي. عبارة واحدة غير مباشرة في خطابه ذكر فيها بن غوريون والحريري، عبارة تندرج في اطار الحرب النفسية ضد الصهاينة لكنها توزع رسائل على اكثر من صعيد منها ما يصل حتى السعودية، وأهمها ما يستقبله رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المعني الاكبر باغتيال والده.

رسالة تشكّل أكثر من مجرد حسن نية لسعد الحريري باتجاه شراكة الدم والشهادة بين حزب الله ووالده الراحل. وفي مثل هذه الظروف لا بد أن حزب الله عبر هذه الإستراتيجية الفعالة التي بدأها بمشاركته الحكومية وتضمين البيان الوزاري كلمة المقاومة قد ضمن الساحة الداخلية أكثر من عام 2006 بكثير. وبنظرة سريعة نجد حركة امل ورئيسها نبيه بري ما زالت الحليف والشريك الأكبر للحزب، وكذلك ما زال التيار الوطني الحر برئيسه ميشال عون، وانضم الى الإثنين الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط عبر العلاقات الطيبة مع الحزب، واليوم تكتمل مناعة الساحة الداخلية للحزب عبر استمالة تيار المستقبل حتى اقصى الدرجات بشخص رئيسه ورئيس الحكومة سعد الحريري.

حزب الله ضمنَ الساحة الداخلية على مستوى كل الطوائف والمناطق رغم معارضات صغيرة له لا تعدّ شيئا أمام الكبار الأربعة بري وجنبلاط وعون والحريري. وأمام مثل هذه الحصانة الداخلية والقدرات العسكرية الهائلة والتهديدات التي اطلقها نصر الله في ذكرى شهدائه لا يبقى أمامنا إلا اختبار كلّ ذلك في حرب قد يشنها الصهاينة ويراهن حزب الله على "تغيير وجه المنطقة" فيها، وقد لا يشنونها فيكسب حزب الله جولة جديدة من الحرب النفسية ضامنا مكانته العسكرية تجاههم وساحته السياسية داخليا.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام سحمراني - الحريري وبن غوريون والحرب القادمة