أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسكندر منصور - محمود أمين العالم : اليساري العربي-2















المزيد.....

محمود أمين العالم : اليساري العربي-2


إسكندر منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 03:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


السفير : قضايا وأراء
تاريخ العدد 11/02/2010 العدد 11515


محمـود أميـن العالـم: اليسـاري العربـي(2)
مـن السجـن إلـى «الاتحـاد الاشتراكـي»


دخل العالم السجن في زمن جمال عبد الناصر من سنة 1959-1964. خلال هذه الفترة حصلت تغيّرات كثيرة ان كان في مصر او في سوريا او حتى في الاتحاد السوفياتي. كان جمال عبد الناصر بعد سنة 1961 يحضر لخطوات «جذريّة» في سياستيه الاقتصاديّة والسياسية ان كان في قرارات التأميم التي طالت المؤسسات الاقتصاديّة او في ما يتعلق بالشأن التنظيمي الذي ترجم من خلال تنظيم «الاتحاد الاشتراكي».
وصل صدى قرارات عبد الناصر الاقتصاديّة الى «ساكني» السجون؛ فتعالوا على الجراح وحولوا السجن الى خليّة مؤتمرات وندوات لنقاش السياسة الناصريّة الجديدة وخاصة الميثاق الذي وجد فيه محمود امين العالم ورفاقه «طبعة اشتراكيّة واضحة». هناك في السجن ناقش الشيوعيون كثيراً من التجارب الثوريّة التي كان قوامها تحالفات بين الشيوعيين وإحزاب ذات توجهات وطنيّة وديموقراطيّة: كتجربة كوبا وغيرها. يقول العالم: «انه كان يجب ان نفكر وأن نبدع فكرا خاصا بنا يتناسب مع ظروفنا»iوهذا ما جعل العالِم من سجنه يتوجه برسالة الى جمال عبد الناصر يعلن تأييده لخطوات التأميم لكنه كان يرى «أنها اجراءات فوقيّة ولا بد من ان تدعم بحزب اشتراكي يلعب فيه الاشتراكيّون دوراً اساسيّا»، كضمانة لتثبيت هذه السياسة لأنها في «ظل الاتحاد القومي فسوف تظل معرّضة للضرب والاجهاض». وهكذا في هذه الظروف السياسيّة «الجديدة» اتخذ القرار بحل الحزب الشيوعي والاندماج في الاتحاد الاشتراكي؛ هذا القرار الذي لم يكن برأي العالِم في تلك الظروف «يعبر عن ضعف او هزيمة او خوف، بل جاء تعبيرا عن جسارة فكريّة وابداع نضالي» ولم يكن ايضا «خضوعا او استسلاماً منا، او بتأثير سنوات السجون، او رغبة في الخروج منه». كان العالم اقرب من قلب السجن الى تأييد مواقف عبد الناصر من مواقف قادة شيوعيين مصريين وعرب آخرين وخاصة خالد بكداش الذي رأى ـ برأي العالم ـ في قرارات التأميم صعوداً نحو رأسماليّة الدولة.
يذكر كريم مروة أنه في احد لقاءات القيادي في التنظيم الطليعي محمود امين العالم مع مروّة وجورج حاوي وغسان الرفاعي قدم العالم «عرضا بحل الحزب الشيوعي اللبناني والدخول في اتحاد اشتراكي لبناني مع حركة القوميين العرب... لم يقنعنا ولم نقنعه».1iبالرغم من ذلك وبعد مراجعة فكريّة في ثمانينيات القرن الماضي توصّل العالم الى انه اخطأ في حل الحزب الشيوعي والاندماج في الاتحاد الاشتراكي الذي سمّاه العالم لاحقا بـ«جهاز عبد الناصر». واخيراً توصل العالم بعد التجربة الطويلة والمريرة وبالرغم من حبه لـعبد الناصر ـ المشروع الذي لم يكتمل بالنسبة اليه ـ ومراهنته عليه بأنّ التغيير الفوقي عبر اجهزة الدولة القائمة لا يقود الى التغيير المنشود لأنّ اجهزة الدولة القائمة ليست فقط قادرة على امتصاص اي حركة تغييريّة بل ايضا تكمن فيها خميرة الثورة المضادة.
بعد هزيمة 1967 قرر بعض الشيوعيين اعادة العمل بتنطيم الحزب الشيوعي وكان العالم بالرغم من انتمائه الى الاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي واحداً من هؤلاء الرفاق. لم يكن يشعر بأنّ اعادة التنطيم فيها خيانة لعبد الناصر، بل العكس هو الصحيح. كان يعتقد انّ في ذلك خدمة لعبد الناصر واهدافه المغتالة من قبل المقرّبين منه في اجهزة الدولة حيث انّ الاتحاد الاشتراكي كان احد هذه الاجهزة التي اصبحت ملجأ ومرتعا لأنصار الثورة المضادة. كأن العالم اراد بإعادة التنظيم انقاذ عبد الناصر من براثن الانتهازيين والقوى اليمينيّة التي كانت جاهزة للانقضاض على عبد الناصر والثورة. وهذا ما حصل.
مارس العالم النقد الذاتي ـ بصوابه وخطئه ـ بكل جرأة وخاصة في ما يتعلّق بتقييم المرحلة الناصريّة. لقد اخطأ الشيوعيون بنظره بمعارضتهم عبد الناصر سنة 1954 والوقوف في نفس الصف مع الاخوان المسلمين والوفد بالرغم من بعدهم الفكري والسياسي عنهم. يذهب العالم بعيداً في الاستنتاج أن الذي ساهم في جعل عبد الناصر ينفرد بالسلطة وحده هو «موقفنا الخاطئ معه» حيث «بحث حوله فلم يجد غيره». كان مجلس قيادة الثورة عبارة عن تحالف غير متجانس فيه المنتمون الى الاخوان المسلمين والماركسيون والوطنيون من امثال جمال عبد الناصر. فلو كان الحزب الشيوعي موحداً وأكثر جماهيريّة ومنفتحا على عبد الناصر وتجربته منذ البداية، على حد اعتراف العالمِ، لربما اصبح هذا الحزب لاحقا حزب ثورة 23 يوليو خاصة بعد سنة 1961 مرحلة التأميمات وانضمام الشيوعيين الى الاتحاد الاشتراكي. اما في ما يخصّ موضوع الوحدة فيؤكد العالم أنه لم يكن من معارضي الوحدة مع سوريا. فبالإضافة الى بيان تأييد للوحدة على اساس ديموقراطي بتوقيع «سيّد وفريد» الاسماء الحركيّة للدكتور عبد العظيم انيس والعالم، كتب العالِم في مجلة الرسالة مقالا بعنوان: «ميلاد الوطن العربي» فيه يعلن تأييده للوحدة مع مراعاة «الخصائص الموضوعيّة للمجتمع السوري». لقد امتد هذا الموقف ليشمل قضيّة الوحدة مع العراق في زمن عبد الكريم قاسم الذي يذكر العالِم عنه أنه كان من مؤيدي الكونفدراليّة وليس الوحدة الاندماجيّة التي ارادها عبد الناصر.
العالِم وأنور السادات:
مات عبد الناصر وبدأت بوادر الثورة المضادة تأخذ طريقها وفي العلن الى الامساك بالسلطة وإبعاد وسجن من تبقى من المخلصين لعبد الناصر ولإهداف ثورة 23 يوليو. طرد العالم من عمله في مجلة الطليعة وسجن لفترة قبل ان يخرج من السجن ويلبي دعوة من جامعة اوكسفورد لتدريس الفكر العربي المعاصر ثم ليحل به الرحال في باريس حيث تلقى عرضا من صديقه جاك بيرك للتدريس في الكوليج دي فرنس وإلقاء المحاضرت في الفلسفة العربيّة ـ الاسلاميّة والفكر العربي المعاصر. في باريس بدأت رحلة العالم الفكريّة والسياسيّة في التصدي لحكم انور السادات وخاصة بعد زيارة السادات للقدس المحتلة وتوقيع معاهدة كامب دافيد. فأسس الى جانب الناصريين المستقلين جبهة وطنيّة برئاسة بطل عبور قناة السويس سعد الدين الشاذلي كتحالف سياسي عريض لإسقاط حكم انور السادات. كما اسس الى جانب رفيق دربه ميشيل كامل في باريس مجلة «اليسار العربي» لتكون صوتا لكل اليساريين العرب. وهكذا بالفعل كانت مجلة «اليسار العربي» صوتا لكل اليسارين العرب من لبنان وسوريا وفلسطين والاردن واليمن ومصر ودول الخليج؛ وكانت كتابات العالِم وميشيل كامل وأديب ديمتري في «اليسار العربي» في تلك الفترة مساهمة نشطة في فكر اليسار المصري والعربي ان كان في مفهوم التحالف او من الموقف الواضح من المسألة القوميّة وفي قلبها قضيّة فلسطين.
شكلت الثورة المضادة والسريعة بقيادة انور السادات صدمة ذات ابعاد سياسيّة وفكريّة بالنسبة الى محمود امين العالم، فقادته الى اعادة النظر ببعض «مسلماته» السابقة عن مرحلة عبد الناصر. يقول العالِم في «الوعي والوعي الزائف» المنشور في الثمانينيات من القرن الماضي ما يشبه النقد للمرحلة الناصريّة: «ولعل السهولة الكبيرة التي تحقق بها الانقلاب الرجعي على ثورة يوليو في 15 مايو 1971 قد جعلتني استفيق من هذا الوعي الزائف». (١) كانت «المنجزات» السابقة ورؤيته لمرحلة الستينيات تشكل وعيا زائفا كشفت الثورة المضادة حقيقته. لكن محبته لجمال عبد الناصر لم تضعف فتابع قائلاً: «لست اقول هذا متراجعا عن موقفي من ثورة 23 يوليو ومن مرحلة الستينيات... لا ... فالحق، انني ما زلت ارى ان هذه الثورة قد حققت جانبا كبيرا من مهام ثورتنا الوطنيّة الديموقراطيّة وانها كانت تشكل مرحلة انتقاليّة كان من الممكن لو توفرت لها مقومات فكريّة واقتصاديّة وديموقراطيّة معينة ان تفضي الى مراحل متصاعدة يتحقق بها التحول الاشتراكي الجذري» (٢).
كان العالِم منفتحاً على الجديد والمتغيّرات. هذا الانفتاح او اعادة التأويل على ضوء الجديد ما هي الا امانة للماركسيّة ذاتها الرافضة مبدأ الجمود والسكون، والرافضة ايضا أن تصبح دينا والقائلة بالحركة والتفاعل والجديد الدائم. ان متابعة اعادة قراءة المشروع العقلاني الليبرالي العربي ـ قراءة نقديّة صارمة ـ من قبل الماركسيين العرب ـ وهناك كتابات تعبّر عن هذا التوجه ـ خطوة ضروريّة ليس فقط من اجل صياغة بديل على صعيد الفكر بل يمتد شعاعه ليشكل برنامجا اجتماعيا وسياسيا لقوى التغيير الحقيقيّ.

١ـ محمود امين العالم: الوعي والوعي الزائف: دار الثقافة الجديدة: القاهرة 1986 ص9
٢ـ الوعي والوعي الزائف... ص9



#إسكندر_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود أمين العالم: اليساري العربي -1


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسكندر منصور - محمود أمين العالم : اليساري العربي-2