أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - الدولة العربية والمسألة الطائفية















المزيد.....

الدولة العربية والمسألة الطائفية


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصريح الذي الذي أدلى به الرئيس المصري حسني مبارك لقناة العربية في ابريل / نيسان عام 2006 والذي أشار فيه إلى ولاء شيعة العراق و الخليج لإيران ، و حديث ملك الأردن عبدالله بن الحسين حول الهلال الشيعي الممتد من إيران ومرورا بالعراق وسوريا ووصولا إلى لبنان ، وما أدلى به وزير خارجية اليمن أبو بكر عبد الله القربي مؤخرا حول تورط إيران وشيعة السعودية والخليج في دعم تمرد الحوثين " الشيعة " في منطقة صعدة شمال اليمن ، وغيرها من التصريحات والبيانات والخطب والفتاوى الدينية التي تشكك في الولاء الوطني للشيعة ، بل وتكفرهم وتخرجهم من دائرة الإسلام ، أثار ت ردود فعل واسعة ومتباينة في داخل العراق ومنطقة الخليج وغيرها من البلدان والمناطق في العالم ، حيث اعتبرها الشيعة أنها تشكك في ولاءهم وانتماءهم المتجذر و القديم ضمن مكونات النسيج الاجتماعي والوطني لبلدانهم ، وأنها دعوة إلى ضرب آسفين في علاقاتهم التاريخية الملتبسة مع حكوماتهم من جهة ،وبينهم وبين الغالبية "السنية " من جهة أخرى ، وفي المقابل فان أوساطا سياسية واجتماعية ودينية متنفذة في دول المنطقة اعتبرت هذا التصريح بمثابة تدعيم لقناعتها الراسخة التي تعتبر الشيعة فئة طارئة ( مارقة) لاتنتمي للمنطقة وان أمال وتطلعات وطموح الشيعة تحكمها وشائجهم وارتباطاتهم المذهبية مع أطراف خارجية (إيران ) تنزع للهيمنة والسيطرة الأقليمية على حساب المصالح العربية ، كما أنها تتقاطع مع قوى دولية لها أجندتها و مصالحها الإستراتيجية في الهيمنة على مقدرات المنطقة لأسباب جيو- سياسية واقتصادية ولعوامل أيدلوجية ودينية، تتمثل تارة في الصهيونية وإسرائيل ، وتارة أخرى بـ " الصليبية " الغربية . يتم ذلك تحت عناوين مختلفة مثل تصدير الثورة ( إيران ) أو نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والأقليات الاثنية والدينية والمذهبية كما هو مطروح من الغرب والولايات المتحدة على وجه التحديد ، وحيث تطرح إسرائيل نفسها باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة يسودها التخلف والعنف والإرهاب والفساد . تلك التصريحات والمواقف الإستفزازية من قبل جهات رسمية ودينية نافذة وأخرها ما جاء في خطبة السلفي المتشدد الشيخ محمد العريفي من هجوم وقح وبذيء بحق المرجع الشيعي البارز آية الله السيد علي السيستاني على خلفية الصراع الدائر بين الحوثين والسلطة اليمنية والتي أثارت ردود فعل قوية لدى الشارع والنخب الشيعية في كل مكان ، كما أنعكست في العديد من الكتابات والبيانات والخطابات والتعليقات في المنتديات والقنوات الفضائية التابعة لها وغالبا مايتم ذلك بلغة ومضمون طائفي معاكس .اللافت إن الكثير من الإعتراضات والنقد لتلك الأطروحات والتصريحات ( وخصوصا الأخيرة منها ) جاءت من المجاميع والتيارات السياسية والفكرية المتجاوزة للتخندقات الطائفية من الجانبين ، حيث أعتبرتها بمثابة صب الزيت على النار وإشعالا للفتنة ، و لم تأخذ بعين الاعتبار احترام مشاعر جزء ومكون رئيس من مجتمعات المنطقة ، وأحترام هويتها الخاصة ضمن أوطانها ألتي يجب أن تسع الجميع ، وخصوصا ضمن الظروف والمرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة من انفلات امني و تصاعد أعمال العنف والتطرف والأرهاب ، إلى جانب التجاذبات والصراعات والاحتقانات السياسية والاجتماعية والأمنية في العديد من البلدان العربية ، والتي تأخذ في الغالب بعدا دينيا وطائفيا واثنيا وثقافيا شديد الخطورة كما هو الحال في العراق ولبنان والسودان واليمن ومصر وبعض دول الخليج والمغرب العربي ، ودون أن نغفل النتائج المحتملة للمواجهة المحتدمة بين إيران ( حول قضايا مختلفة من بينها السلاح النووي ) والولايات المتحدة والتي تنذر بأفدح العواقب فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في منطقة الخليج والعالم بأسره . كان الأجدى والأجدر بالحكومات والجهات ( بما في ذلك القوى الدينية ) المختلفة المحافظة على مصداقيتها وحياديتها ، وعدم التورط والإنخراط إلى جانب طرف من الأطراف، من اجل أن يكون حضورها فاعلا ومؤثرا في إطفاء وإخماد بؤر التوتر الخطرة في العديد من البلدان ، وبما يحافظ على تامين واستعادة وحدة وحرية شعوبها واستقلالها وسيادتها الوطنية . المثل العربي يقول إذا كان بيتك من زجاج ، لاترمي الحجارة على الآخرين . إذ كيف نفسر ونحلل دورة العنف والمواجهات الطائفية بين المسلمين والأقباط ( وهم سكانها الأصلين ) في مصر والتي قتل وجرح واعتقل من جراءها الالاف على مدى السنوات الماضية . والسؤال هنا : هل اعتبرت تلك الإحداث بأنها مؤامرة خارجية أو أن ولاء الأقباط ليس لمصر وأنهم يتحركون وفقا لأجندة غربية ، أو صليبية/ مسيحية على غرار تصريح الرئيس عمر البشير الذي حمل مااسماه ( القوى الصليبية العالمية مسؤولية كل مايجري في جنوب السودان وإقليم دارفور ) وفي مصر ذاتها كيف نفسر اندلاع الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين الحين والأخر بين السلطات المصرية و اللاجئين ( الفقراء) السودانيين وأبناء النوبة ومواطني سيناء ، او أعمال العنف والإرهاب التي تتعرض لها مصر بين الحين والآخر من قبل التنظيمات الإرهابية التي سبق وان اغتالت الرئيس المصري السابق أنور السادات و العديد من الرموز السياسية و الدينية والفكرية المصرية البارزة ، وماذا يعني استمرار المواجهات العنيفة بين رجال الأمن من جهة والمتظاهرين المصرين من كافة الأطياف الفكرية و السياسية إزاء قضايا إقتصادية وإجتماعية مطلبية أو احتجاجا على التمديد للرئيس مبارك و التلاعب بنتائج التصويت و ما يعتبرونه محاولات رسمية لتوريث نجل الرئيس المصري "جمال" . وهكذا الأمر في العديد من الدول العربية نرى تفاقما لأعمال العنف و الإرهاب و الذي ينذر باندلاع الحروب الأهلية في العديد منها وذلك نتيجة للصراعات والأحتقانات الطائفية والدينية والأثنية والثقافية . فالنظم العربية قد فشلت فشلا ذريعا في بناء الدولة الحديثة وصياغة عقد اجتماعي يحدد العلاقة بين السلطة والشعب ويقوم على أساس الدولة - الأمة و المبادئ الدستورية و القانونية التي تستند إلى مفاهيم المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والى مبادئ و قيم الحرية والديمقراطية والعدالة بين كافة مكونات المجتمع التي ترسخ دعائمها من خلال مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني (المستقلة) السياسية و الاجتماعية والمهنية والنقابية والثقافية و الإعلامية باعتبارها الفضاء والحيز المدني الواسع الذي يتجاوز كافة الانتماءات الفرعية التي تنتعش و تنمو في ظل الاستبداد و احتكار السلطة والثروة والقوة من قبل فئات بيروقراطية فاسدة تستخدم وتوظف الدين (تدين السياسة ) والطائفة والقبيلة والعشيرة والمنطقة خدمة لمصالحها مما يستدعي ويستثير توظيفا معاكسا في" تسييس الدين "واستنهاض الانتماءات الطائفية والقبلية والاْثنية المعاكسة ويشمل ذلك الإسلام السياسي ( السني والشيعي على حد سواء )، كما أن ألبنية الطائفية للنظام العربي يحفزالاقليات والطوائف الأخرى على التمايز والتباين ويدفعها لتقوية عصبية معينة لجميع المنتمين لها . وإذا القينا نظرة تاريخية على واقع شيعة الخليج نلاحظ أنهم انخرطوا بفعالية منذ البداية في التنظيمات والحركات السياسية العلنية والسرية التي شهدنها الدول الخليجية والتي كانت معروفة وموجودة على الصعيد العربي مثل القومين والناصرين والشيوعيين والبعثتين وذلك جنبا إلى جنب مع بقية المواطنين بغض النظر عن منحدراتهم المذهبية والاثنية ، وفي الواقع فأن مايسمى النزوع الشيعي الفئوي في مظهره لم يكن يعني تبني وتجدر الميول الانقسامية والطائفية لديهم وإنما هي نتاج حالة عامة شهدتها المجتمعات والبلدان العربية قاطبة اثر انهيار المشروع النهضوي العربي بمكوناته واتجاهاته المختلفة بما في ذلك فشل الأنظمة والخيارات الليبرالية والقومية واليسارية والمحافظة ووصولها إلى درجة الأزمة والطريق المسدود ، مما أدى إلى انبعاث مختلف الو لاءات والاء نتماءات القديمة الفرعية وكذلك توليد وتفريخ البديل الإسلامي الذي رفع شعار الإسلام هو الحل واسهم انتصار الثورة الإسلامية في إيران في تعزيز هذا الاتجاه في الشارع العربي / الإسلامي ومن ضمنهم السنة والشيعة . بطبيعة الحال فأن الشيعة كانوا يشعرون بأنهم يعانون من اضطهاد مزدوج مرة باْعتبارهم مواطنين مسحوقين ومرة أخرى من جراء التميز والاضطهاد الطائفي ، غير أنهم في الظروف الحرجة عبروا عن عمق ارتباطهم بأوطانهم واستعدادهم لبذل أغلى التضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة واستقلال بلدانهم ويكفي ان نشير هنا بأن 70%من قوام الجيش العراقي إثناء الحرب العراقية – الإيرانية كانوا من الشيعة ومعروفة جيدا مواقف الشيعة البحرينيين االمبدأية والوطنية إزاء مطالبات شاه إيران السابق بدولة البحرين و بعض التصريحات الإيرانية الإستفزازية ألتي تطلق بين الحين والأخر حول تبعية البحرين لإيران ، وكذلك مواقف الشيعة في الكويت والسعودية إبان الغزو العراقي للكويت والتهديدات العراقية لاجتياح السعودية . لقد أكد الشيعة في الخليج على الدوام ارتباطهم بقضايا شعوبهم وأن مطالبهم تتقاطع وتندمج مع المطالب والتطلعات الوطنية المشتركة في ضرورة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإشاعة ثقافة التسامح والقبول بالأخر وهذا يستدعي بالضرورة إقامة دولة القانون والمؤسسات ( دولة كل المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات) التي تضع حدا لكل التجاوزات ومظاهر الفساد المالي والإداري والتأكيد على مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث وإطلاق وتطوير خطاب ديني وأعلامي وثقافي وتربوي متنور يحترم ويتقبل التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية والمذهبية ، . هذه المتطلبات هي التي تتطلع إليها شعوب المنطقة وهي الكفيلة بتحصين الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية أمام كافة المخاطر والتحديات بما في ذلك التدخلات الأقليمية والدولية .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية ومستقبل المشروع القومي
- الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة
- إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -
- الدولة وسياق العولمة
- هل يخرج العرب من التاريخ ؟
- هل يصلح أوباما ما أفسده بوش؟ ( 6 )
- باراك أوباما والتركة الداخلية الثقيلة ( 5 )
- هل ينجح أوباما في إستعادة - الحلم الأمريكي - ؟ 4
- تحت شعار «التغيير».. انتصار كاسح لباراك أوباما ( 3 )
- ظاهرة أوباما في المشهد الأمريكي ( 2 )
- ظاهرة أوباما تعبير عن أزمة أم مؤشر للتغيير ؟ ( 1)
- الميزانية والميزان 3
- الميزانية والميزان 2
- الميزانية والميزان «1»
- الذكرى الأولى لرحيل المفكر والمناضل المصري الكبير محمود أمين ...
- ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة
- لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل
- معوقات قيام مؤسسات المجتمع المدني ( 9 )
- ثقافة الفساد
- التمايز ما بين المجتمعين الأهلي والمدني ( 8 )


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - الدولة العربية والمسألة الطائفية