أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام كوبع العتيبي - شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!














المزيد.....

شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 06:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صوتين مختلفين متناقضين خرج من داخل الدار المجاور لدارنا ليعلنا يوم حزين في محلتنا الفقيرة بعد أن وقفت سيارة للشرطة خضراء اللون نزل منها مجموعة من العسكر لغرض الوقوف على الجريمة الصباحية التي وقعت في دار أبو ( ..... ) كان الصوتين ( زغاريد الأم ) التي تؤمن في مخلفات العار الذي جلبه حب ابنتها لشخص غريب نتيجة لما وعيت عليه الذي قابله بكاء وصراخ الأخت الصغرى للمقتولة ( سعاد ) التي ذبحها الأخ الأكبر بعد أن أدرك أن أخته تقيم علاقة حب مع شاب من قبيلة أخرى بعدما سعى هذا الشباب ثلاثة مرات للتشاور مع أب وأخ الفتاة من أجل الزواج من سعاد الذي كان يعدان له ويحلمان به مع بعض..
الساعة الخامسة صباح نهض جميع الجيران من النوم على صوت الصراخ الخارج من البيت الذي اشتدت به المعارك منذ أسبوع بسبب خطوبة أحد الأشخاص لأبنتهم الكبرى التي تنتمي إلى قبيلة غير القبيلة التي جاء منها الشاب الذي طلب يد حبيبته سعاد بعد أن قابلته العائلة بالرفض القاطع بسبب خلاف القبيلتين التي ينحدران منها هذين الشابين ونتيجة لإصرار سعاد على الزواج من الشاب الذي أحبها وأحبته بصدق قررت أمام ذويها أن تتزوج منه طالما هي من يهما أمر زواجها وليس هنالك من يعيش مع هذا الزوج سواها حتى وإن كلفها ذلك الزواج رقبتها ؛ الأمر الذي جعل الأخ ينهض في صباح اليوم التالي ليقطع رقبة سعاد وهي غارقة في أحلامها وزواجها من سمير ذلك الشاب الرائع دون أن تشعر بغدر الأخ الذي دفعه ليقطع رقبتها بسكين المطبخ الذي استخدمته سعاد عدت مرات لكي تجهز لقاتلها ما يشتهي من الطعام ..
لم تكن سعاد فتاة لعوب أو من اختزلن أيامهن لساعات الليل تحت ضربات موسيقى الهوى ؛ بل كانت فتاة عصامية جدا تناولت حياتها بشكل سليم إلى أن أكملت دراستها وتخرجت من كلية الهندسة لتصبح مهندسة مدنية في مديرية بلدينة الناصرية الذي يعمل بها من أحبته ولم تدرك يوما أن هذا الحب سوف يكون ثمنه عمرها دون ذنب ..
سكين المطبخ الغاسل للعار أستخدمه الآباء والأشقاء لعدت قرون ليثأروا به لشرف القبيلة الذي تمثله فتياتها وليس دون الفتاة من يمثل شرف القبيلة في أدبيات وبرامج القبائل العربية المسلمة التي مازال الكثير منها يمارس هوى سكين المطبخ أمام رقاب بنات حواء دون غيرهن متناسين أن ليس هنالك شرف تمتلكه القبيلة بعد أن مارس شيوخها هواية الزواج المتعدد الذي يتجاوز العشرات من فتياتها أو من فتيات القبائل الأخرى تحت شعار ( خذ منهم ولا تعطيهم ) ليصبح بيت السركال مخزن للحوم الفتيات ينهش منه متى يشاء دون حرمة لروح الإنسانية التي تعيش في داخل الأجساد .. مازلت أتذكر كيف نقلوا سعاد بعد أن غطيت بغطاء رث ليرمى بعد أن ترمى جثتها المفصولة الرأس عن الجسد باسم التكفير عن مجادلة الأخ وشرف القبيلة المباح من سركالها .. ولم ينتهي الأمر إلى سطوة الذكور في عالم شرف القبيلة فقط بل تجاوز الأمر عندما سنت الدولة قانون ( غسل العار ) الذي يعطي الحق للقاتل الأخت أو أبنته دون العقاب الصارم سوى شهور ستة يقضيها القاتل وهو يعيش حالة الزهو والانتصار الذي جلبه للقبيلة من خلال سكين المطبخ وفاجعة ( سمير ) الذي مات أثر أصابته في السل الرئوي بعد حادثت مقتل سعاد..
توقف سمير عن العمل في مديرية بلدينة الناصرية بسبب أصابته بداء السل الرئوي نتيجة لمعاناته الليلية وتناوله الخمور بإفراط والبكاء المستمر على ذكرى من ضحيت بعمرها مقابل حبها له الأمر الذي تسبب في إصابته بهذا الداء الذي كان ليس من السهل الشفاء منه في تلك الأيام القاسية ؛ وبعد أسبوع من خروج القاتل من السجن الذي قضي فيه ستة شهور منتصرا على روح سعاد توفى سمير ليعلن عن وفاته في مستشفى الناصرية المركزي ليقيم ذويه الفاتحة التي امتنعت أن تقيمها عائلة سعاد عندما ذبحت دون ذنب سوى علاقاتها في سمير الذي لحقها بعد ستة شهور لكي يتم زفافهم في السماء لإدراك الله أن زفاف سمير وسعاد أكبر من أن يتم في الأرض ما بين هؤلاء الهمج القتلة ..
كان مقتل سعاد هو بيرغ التخلف الذي ترفعه القبائل العربية وثمن العادات والتقاليد البالية المنسوخة عن العصور الجاهلية التي مازال البعض يعيش تحت جلبابها دون المحاولة في الخروج منها ونتيجة لكل هذا التخلف حاول البعض أن يدعمه في مواقف دينية لغرض أن يكون موقفا سماويا بعد أن زجا في داخله عبارات إسلامية تدعوا لهذا الجرم السافر؛ دون الرجوع إلى مصادر التشريع والنصوص السماوية بل كانت مراجعهم التي يرتكزون عليها هي ما يقوله شيوخ الضلالة المزيفة باسم الدين والدين براءة من هؤلاء الذين يحاولون أن يجعلوا المرأة عبارة عن صندوق لملذاتهم الجنسية يفتحونه متى شاءوا أو يستخدمونها لأغراض الدية التي استمرت هذه الظاهرة المجرمة إلى سنين طويلة من عمرة المرأة العربية المسلمة في الخصوص!!عندما كانت تدفع لأهل القتيل كدية ( فصلية ) لتنال من عائلة القتيل كافة أنواع الذل والعذاب والتنكيل والإهانة الجسدية والنفسية دون زيارة أهلها لها أو زيارتها لأهلها إلى أن تصعد روحها إلى السماء ..
ولم ينتهي الأمر إلى مقتل سعاد بل تجاوز مقتل الإنسانية بشكل سافر ووصل إلى أختها التي صرخت بعد مقتل سعاد لتدفع ثمن التخلف القبلي والكذب الديني الذي يمارسه وعاض الخبث والسلطان مرة أخرى عندما أمتنع الذكور وأبناء قبيلتها الاقتران بها نتيجة لكونها شقيقة سعاد التي قطعت رقبتها بسبب حبها لشاب أخر لن ينتمي لقبيلتها وخرجت عن طاعة العائلة ومرغت شرف القبيلة في وحل الفضيحة كما يدعون .. الثمن الذي دفعته شقيقة سعاد كان أكبر من ثمن الحياة بحجمها وعقدها وتناقضاتها إذ لم تكمل عقدها الثالث حتى نقلت روحها إلى السماء لتلتحق في روح سعاد وسمير شاكية إلى السماء ظلم الذكور وتخلفهم الذي قضى على إنسانية المرأة بصورة عامة التي يطبل لها شيوخ الضلالة الداعين لزواج المتعة وزواج المسيار وما ملكت أيمانكم تحت حجج يتنكر لها ذو الضمائر الطيبة التي بدأت تزول من عالم الفضيلة..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال يا بني لا تقص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان ...
- سورية وإيران محور الشر الثنائي على العراق ..!!
- كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!
- من ينصف شهداء المقابر الجماعية وشهداء حلبجة من لجنة الدفاع ع ...
- مابين الشيخ سعيد وسعدون الشرطي ضاع أبو عراق ..!!!
- بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!
- أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!
- أليس الجولان المحتل أقرب إلى السوريين ... أم إنه العهر ..؟!!
- هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تدمير شبكة القاعدة . ...
- فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!
- سرقات وفضائح تسجل على جثث العراقيين من قبل اللصوص ..!!
- أمريكا نقلت حربها مع الإرهاب إلى العراق ...!!
- فضائح المسلمين تجاوزت الحد المعقول ..!!
- سقوط أخر أوراق التوت لدى لحكومات العربية ..!!
- الاستهتار في عقلية المشاهد العربي ... قناة الجزيرة الفضائية ...
- هلع الدول الإقليمية من العراق ... بات واضحا ..!!
- هل المذاهب الإسلامية أحزاب سياسية كبيرة ..؟!!!
- قرأة مختصرة في كتاب نذر العولمة للدكتور عبد الحي زلوم ...!!
- تف عليكم خنازير .. لا .. الخنازير أشرف ...!!
- رياض الزبيدي .. رد موفق وتعليل ...


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام كوبع العتيبي - شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!