أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


الشوق والحنين في تراتيل أنثى / القسم الثالث

نحن الآن نقف على ذلك النداء الذي نادته شاعرتنا بذلك القلب الذي يحمل بين دقاته حنينا لا يوصف وترتل في ذلك الليل تراتيل حنين قريب لها ( أيا يكن ) وترسم من نفسها دمعة ، وتطلب بأبسط حقوق المشتاقين ، انه التذكر لا غير ... تذكر ذلك البعيد الذي طوى تلك المسافات في تراتيله

فاغرزني دمعة
بمقلتيك لأرتلك
حنيني
( مقطع من القصيدة 16 إليه )

إنها دعوة كيان مملوء بالحنان ، مملوء بها شريطة أن يكون الطرف المقابل يحس هذه المعاناة لا بل يعيشها بكل ما لديه من أحاسيس ، وهي من علامة المشتاقين ، فأي صبر يستطيعه فرد أن لم يكن احد من المقربين يحس به ويشعر بوجود كيانه وهي اقرب إليه من أي شيء آخر ... إنها تلك المحبة للذات من خلال الغير ، وهي الدليل الصادق على سمو ذلك الحنين إلى تلك الواحات الغاصة بالألم والأنين والحزن ...
دمعة على الخد أو أن تتلاعب بالمقل كل ما تريده شاعرتنا وكل ما تصبو إليه تلك النظرة الحانة واليد المساعدة والأنامل التي تمسح ذلك القطار والشفقة التي لا تستبطن الحقد والشماتة ... كل هذا وهبته لنا شاعرتنا في هذا المقطع ، وأنت أيها المتأمل لا تستطيع ألا أن تؤيدني ... لأنك مثلي سيان في هذا الطرح ...
انه ذلك التوسل اللطيف الذي يفهم بالتلميح لا التصريح ، وما أقسى الزمن حيث لا تجد هذه الشاعرة سوى تلك النفس التي تناديها وتجيبها ، ولكان الذوات قد غادرت فلم يبق من مستمع ،، وبدل أن تتوسل إلى ذلك البعيد القريب ،، والظاهر انه لم يجد نفعا ولم يسمع تلك الكلمات التي قالها المتنبي ،، وكان الأذن الصماء هي المصير الوحيد لتلك التراتيل الحزينة والصدى هو من يرد والنفس معه ...
وماذا تفعلين سيدتي ؟؟؟؟
إنها تجوب الشوارع وتتسول الحنان ، وتتيه في ذلك الوجود اللاشعوري في منطقة ما خلف نقطة اللقاء ... وما أقساه من منظر حيث تجد هذه العواطف الصادقة تستجدي عواطفا من مثيلاتها وطفح الكيل

ارهقتني مكائد الأحلام
فتسولت حنينك
( مقطع من القصيدة 22 تسول )

انه مشهد درامي صورته أنامل فاطمة الفلاحي على حين غرة من وجودات هذا العالم المحسوس ، مشهد يجعل من المتفرجين وقوفا ، يصفقون على طريقة العرض شكلا ومضمونا ... ويتابع المتفرجون تلك المشهد الممتد في تلك الأزقة الضيقة ... حيث برودة الأجواء ... والضباب المنتشر في كل مكان ,,, ويشاهدون ظلا انه ظل شاعرتنا !!!!!!!!
إنها تهرب فزعة وبعد أن تتضح صورتها يشاهدون ظلا آخرا يعدو خلفها انه الحنين وسراب شوق قد دهس مشاعرها الوردية ... ومن جديد هذا الثاني يريد ما أراده الشوق انه يحاول أيضا بضحكته الصفراء ... ويهرول خلفها قاصدا تحطيمها والنيل منها

حطمني الحنين
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )

وسيطر هذا أيضا فصارت شاعرتنا مرتعا خصبا وأرضا صالحة للشوق والحنين ... شوق بألم وحنين متعب ، إنها تلك النهاية المأساوية التي تكاد أن تنتهي بها شاعرتنا ...
وبمجموع ما ذكر تلاحظ أن كل تلك الحلقات التاملاتية تأخذ من منبع واحد متراص ومتماسك ولا تكاد أن تشعر بقفزات فوضوية وهذه من مميزات تراتيل أنثى ...
ونكمل معا ما تبقى من ذلك المشهد النهائي ،، إنها قد اتحدت مع ذلك الحنين رغما عنها بعد أن حطمها بطوفان من تلك العاطفة السامية ... فتشعر بذلك الذوبان وفي لاوعيها تجد إنها غير هذه ... فاطمة ليست فاطمة في جدلية تناقضية هي اقرب للصورة المشوشة الغائمة ... والتي لا تتضح للمتفرجين ... صورة قد تعمد مخرجها ألا تظهر كاملة فيريد أن يجعل من نهايته بداية جديدة لمقاطع أخرى وإذا به ينقلنا إلى الضياع محولا أنظارنا إلى ما يريد أن يرسمه ...
ثم تكسرنا ونحلم
بساعات من حنين
( مقطع من القصيدة 5 هواكا )

هكذا تقول وكان ذلك الحنين كله قد انزوى في تلك اللحظة ... وكأنها إحدى صور التسولات التي كانت تمر على تلك المخيلة تظهر في هذا الانسحاب ...
ولكن لا يوجد هذا إلا في لاوعي شاعرتنا وإلا فإنها مطيعة تماما لذلك الحنين بل إنها لا ترفض له طلبا وان كان لا تسمعه آذان البشر

لتنقر حنينا في الجوارح
فتستبيحني
( مقطع من القصيدة 20 منافي )

وهكذا انتهى المشهد وأسدلت الستائر على ذلك الظل الحزين المختفي خلف ذلك الرداء الرصاصي ولا نرى منه سوى إدباره وتوجهه إلى صحراء ... تشبه تلك الصحارى التي كانت قبل أن يسكنها الإنسان ...مكتوب في النهاية
إنها البداية ...
بداية لرحلة تاملاتية قادمة وموضوع آخر نتأمله ونعيش معه في تراتيل أنثى .
ولدينا مزيد ومزيد



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟
- يا رحى دوري ..!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9
- قفل ومفتاح
- غادري قلبي ..!!
- وداعا .... يا رنا !!!
- بين الابراج ... تكوكبي
- جاء الغيث ... يحمل وفرا
- قصة أحمق
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 8
- تذكرين !!!؟؟
- ليل الغربة هل تأويني
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 7
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 6
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 4
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11