أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اقريش رشيد - معيقات الإصلاح أو التغيير- الجزء الثاني














المزيد.....

معيقات الإصلاح أو التغيير- الجزء الثاني


اقريش رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد أن هناك اختلافا في قراءة مفهوم مصطلح الديمقراطية بين المواطن والسلطة السياسية، المواطن يعتقد أن المفهوم لا يعدو أن يكون تحقيق كل ما يرغب فيه من الحاجيات واحتياجات ، أي مجموعة من الحقوق التي ترتبط مباشرة بحياته اليومية، مثل الصحة ، التعليم ، العمل ، هي حقوق طبيعية في الأصل، ونظرا للأشواط التي قطعتها الإنسانية عبر مجموعة من الأنظمة السياسية ( ... ) كانت هذه المراحل من تاريخ الفرد " المواطن " ، محطات مراجعة في الفكر الفلسفي والديني والقانوني، فتعددت بذلك المدارس الفكرية، جلها يحاول إعطاء التفسير الحقيقي لمفهوم المواطنة، وبالتالي كيفية تحقيق احتياجاتها الأساسية، فهناك من حرر ها في إطار أيدلوجية ليبرالية، وهناك من أممها بيد الدولة ( المفهوم الاشتراكي للمواطنة ).

فالديمقراطية عند نخبة السياسية تعني كثير من الدولة وقليل من الحقوق، في حين يرى المواطن، ان معنى الديمقراطية يفيد أن السلطة التي تعاقد معها كفيلة بتحقيق كافة مطالبه المشروع" الحقوق الأساسية الطبيعية " ، والتي تحتاج فقط إلى تدبير وترشيد ليس إلا. إذن الخلاف يكمن في التصور للمفهوم، بمعنى أدق ما يكسب الديمقراطية شرعيتها هو كيف يؤسس التعاقد الاجتماعي في عصر تدويل الأفكار العالمية.

تأسيس العقد الاجتماعي يجرنا بالضرورة إلى إدراج نقطة مهمة جدا تتمحور في فترة ما قبل التعاقد الاجتماعي في الأنظمة العربية، وهي محطة حاسمة لماذا؟ لأنها فترة يكون فيها الفعل السياسي في مخاض حاسم بين القوى السياسية ، وهو صراع وان اتخذ طابعا إيديولوجيا، فانه صراع محموم بالأنانية للنخبة السياسية حول امتلاك السلطة، ما يجعل العقد الاجتماعي غير سليم البنية، وفي ظل هذا الحال غالبا ما ينتقد الفعل السياسي من قبل الطبقة المثقفة والسلطة الرابعة. أما المعارضة – بالمفهوم السياسي- فلا تعدو أن تكون معارضة سياسية للتوجهات لمن بيدهم السلطة، ورغم التطبيق الفعلي لمفهوم التمثيلية البرلمانية أو الشعبية، فان التطبيق لا يعني أن برنامجا ، سياسيا اجتماعيا متكاملا وشاملا يعبر عن حل لازمة التنمية في الأنظمة العربية، رغم توفر إلى جانب ذلك الإمكانيات والمؤسسات ويكفي أن تحتج نقابة فقط آو مجموعة من الداخل – جماعة ضغط- كيفما كانت حالتها القانونية أو المدنية لتعبر عن نقص في الرؤية التي اعتمدها البرنامج أو المشروع. فتصور السلطة السياسية للوضع يعتبر في نظرها التطبيق الأمثل للتدبير والتسيير الاجتماعي، في حين يرى الخصوم السياسيين والنقابيين نقصان الديمقراطية.

الخلاف الحاصل، يكمن في ادعاء السلطة السياسية بوجود اكراهات أو ما شابه تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة، في حين يرى الطرف الآخر" المواطن " إن السلطة السياسية لم تفي بوعودها، المواطن يعتبر أن عملية الانتخابات التي بموجبها تتحقق التمثيلية النيابية كشرط لتحقق الديمقراطية، ليست دائما الطرق الأمثل لإنجاحها ، كآخر صورة من صور الديمقراطية التي تم الإجماع عليها .
الديمقراطية صلب التفكير السياسي للتنمية السياسية ، والمواطن هو جوهر الفعل الديمقراطي في المبدأ والأصل. الانعكاس حصل لما غابت أسس العقد الاجتماعي في الأنظمة العربية، من تجلياته، تدني منحنى التنمية ، أي تدني في تقديم الخدمات الأساسية، أي تحقيق الحقوق الطبيعية التي تحدثنا عنها سابقا" العيش الكريم ".

سيظل مصطلح الديمقراطية محط أنظار ليس الطبقة السياسية نفسها لأنها تعتبره وسيلة وسيلة لامتلاك السلطة بطريقة من الطرق وعنصر استهلاك إيديولوجي، وليس معطى حقيقيا لتحقيق التنمية. أما بالنسبة للطبقة المثقفة، فإنها تتعامل مع المفهوم بنوع من الجدية النظرية والفكرية الصادقةـ أي الإيمان بالمفهوم كما حددها رواد العقد الاجتماعي والسياسي و الفقهي، أي أساس التعاقد الاجتماعي.

أما بالنسبة للمواطن، الذي يشكل السواد الأعظم، فانه بنظر إلى المفهوم على أساس، انه اقرب مصطبح جامع مانع لكل المفاهيم الدالة على العدالة الاجتماعية والتنمية العامة. أي ينظر إليه على أساس انه ربما الشكل النهائي لحل كل أزماته، وكأنه آخر نظرية لترشيد العقد الاجتماعي لما هو أفضل، ث يبدو ليصير ما لم يكن أبدا، ذلك أن أبعاد العدالة تتخذ بعدا وجوديا وهو أمل معقود على الديمقراطية كمفهوم مجرد ليس إلا.



#اقريش_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ الهوية وعلاقته بالحمولة الثقافية للشعوب
- البهتان الإيديولوجي...
- معيقات الإصلاح او التغيير بالمغرب
- مكونات الهوية المغربية إقصاء مكون كمن يرغب في فقدان أحد أبوي ...
- الحكم الذاتي خيار استراتيجي للديمقراطية الجهوية الموسعة
- الهمة والإسلاميين
- -اللاتمركز و جهوية موسعة- ابرز ما جاء في خطب العرش
- دور المعهد الملكي في توحيد الخطاب الامازيغي بين الأطياف الام ...
- الترشيد السياسي صراع بين الصحافة و السلطة
- الدبلوماسية الأمريكية و السياسة الخارجية محور تناقض
- الفعل السياسي بين المؤسسات و الدولة
- من أجل هوية وطنية و مواطنة
- إشكالية التعليم
- الإجازة المهنية شهادة تمكن الشباب من اكتساب خبرات تقنية لولو ...
- التأطير السياسي وظاهرة الإقصاء ثم العزوف
- التنوع الثقافي العربي في خدمة الرؤية الإستراتيجية العربية
- التنوع الثقافي العربي
- هل الصحافة جزئية مهمة في بناء العقد الاجتماعي و السياسي
- التنمية المستدامة رهان مرهون بين الحكامة الجيدة والتنسيق و ا ...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اقريش رشيد - معيقات الإصلاح أو التغيير- الجزء الثاني