أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب














المزيد.....

طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا أخذنا منطوق النص في قصص طالوت وجالوت، تقول الحكاية: حدث الملأ من بني إسرائيل نبيا لهم بأن يبعث لهم ملكا يقاتلون لأجله في سبيل الله على خلفية أنهم أخرجوا من ديارهم واضطهدوا في ابنائهم. أخبرهم نبيهم انه بعث فيهم بطالوت ملكا لهم هيث تحفظ الملأ على هذا الإختيار لأن طالوت كان افقرهم .رد الله بأنه هو المصطفى عنده لما يتميز به من غنى العلم وقوة الجسم وهو فوق ذلك يوتي ملكه لمن يشاء وأن آية ملكه أن ياتيهم التابوت تحمله إليهم الملائكة ومفعما بالسكينة وما ترك آل موسى وآل هارون .

اقتنع الملأ وقبلوا طالوت ليخرج بهم لملاقات الطاغوت جالوت، في الطريق اخبرهم بأنهم مبتلون بنهر من شرب منه ليس منه ومن بل منه من غير ان يشرب او لم يشدب فهو منه، فلما تجاوزوا النهر قال الذين شربوا بأنهم لا يستطيعون محاكات جالوت في اقتتاله وردت عليهم الأقلية ممن لم يشربوا بما تضمنته الآية: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ، ولما برزوا لجالوت هزموه شر هزيمة وأتى الله الملك داوود.

هكذا إذن منطوق الآية، أما التفسيرات فهي متعددة بتعدد الإجتهادات وتعدد الرواة لكن لا أحد من المفسرين، اعتمد في إحالاته على مصدر تاريخي من خارج النص تؤكد أو تعلل الحرب الطالوتية أو اسم الواقعة، بل إن أغلب الرواة حكموا القصة من منطلق عجائبي يتماشى مع الخوارق، معتمدين على ما جادت به خرافات بني إسرائيل، وكان أكثرهم أغدق في الوصف الخرافي بما لا يقبله عقل سليم، وكانت الفكرة الوحيدة التي ترنو إليها الرواية ومن خلالها المفسرون، تؤسس الخلفية الإيديولوجية التي تبني مواقف العقيدة الجهادية التي تؤسس سرطان الإرهاب الإسلامي حاليا: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة.

هذه ال ـ كم ـ التي تحط العقل في قاع التسليم البديهي لمحتوى الفكرة بعامة دون البحث عن الكيف فالإيمان بالله، هذه الخرافة القديمة، تؤسس وحدها مشروعية الأنا الإسلامية التي بها يرتفع المومنون إلى عرش الجلال وبالتالي يصبحون خير أمة أخرجت للناس، ومن خلال ذلك، و في سياق الإستشهاد الجهادي كانوا يختصرون قنطرة الدخول إلى الجنة. لاشك أن هذه البداهة المنحطة، تفترض في أية واقعة ومن خلال تراث التحريض الجهادي عبر التاريخ، حيث كان أساس الدعوة إلى قيام الممالك الإسلامية ، قلت تفترض وجود الملائكة في صف المومنون وهو ما اجتهد في قوله الرواة والمفسرون.

إن قصة طالوت وجالوت التي ألهمت الجهاديون والتي تأسست على بداهة ال ـ كم ـ التي تحيل على التعدد واستنادا إلى وجود الملائكة في صفهم تؤسس عقيدة التهور الجهادية المبنية على المقامرة الإستشهادية للإرهابيين كما أسست الوهم الطالوتي الدونكشوتي في النصر، إن طريقة قيادة طالوت للجيش تعبر صراحة على سذاجة غرة في توزيع أوامره التافهة مستقاة مباشرة من الله، فهو من البداية مبشر بالملك وبالنصر المرهون بخطيئة الإبتلاء(مسألة الشرب من النهر) وهي سابقة تبرر فرضيا التعويل على قتلى كثر، هم في الحالة هذه، الذين عبوا من النهر، ومن جهة أخرى كان التبشير المطمئن ذاك، دفع الناس في جيش طالوت إلى الإستهتار بحكمة الله في النهر كما دفعهم أيضا إلى الإستخفاف بملك القبط جالوت، كما الإستخفاف بقائدهم المبشر بالملك طالوت، ولعل استحواذ داوود على الملك بعد الواقعة هوما يفسر سذاجة طالوت على نقيض ماوصف به في النص من كونه اختاره الله لقوة بدنه وقوة عقله (علمه) وإلا كان ماحصل قد وقع بمشيئة المكر الإلهي.

عمليا لم يكن طالوت قائدا بالمعنى العسكري بل كان مأمورا من خلال الوحي ينفذ وصاياه لاستخلاص أحكامه وعليه فإذا كانت تلك الأوامر ساذجة كما تبين فإن العامل الحاسم في المعركة، ليس فعل الجيش، بل هو هو فعل الله، وكان كل ما ساقته الآية خواء، وعبث من حيث لم يكن ثمة مايدعو إلى هذه العملية من التمثيل.

يتحدث الرواة عن دور داوود في هذه المعركة بما له من خوارق، حيث قتل الميمنة بحجر والميسرة بآخر و جالوت بثالث وهي قصة، على سذاجتها، تبدو كما لو الهمت الكاتب الإسباني سربانتيس في روايتع العجيبة دونكيشوت عندما خرج ليبارز قطيعين من الغنم اعتبرهما جيشين في معركة حيث انهال على الأغنام ليخرج عليه الرعاة وينالوه ضربا كاد يهلكه
لنا عودة إلى الموضوع في مناسبة أخرى









#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
- نسقية المجتمعات الكلبية
- لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم
- حول علمية الماركسية ﴿3)
- حول علمية الماركسية (2)
- في علمية الفكر الماركسي (1)


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب