أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - مؤتمر المثقفين














المزيد.....

مؤتمر المثقفين


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 08:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعتقد البعض أن إطروحة مؤتمر المثقفين هى حصان طروادة الذى سوف يمكننا من اقتحام قلاع الجهل والتخلف وشبح الطائفية البغيضة التى تهدد وجودنا ومستقبلنا كشعب واحد له ملامح مشتركة أساسية بغض النظر عن تنوع بيئاته الزراعية والبدوية والصناعية، وفى ظنى أن هذا الطرح لن يؤدى إلى فائدة كبيرة،وسيضاف إلى ما سبقه من مؤتمرات لا يتعدى تأثيرها وصخبها جدران الغرف المكيفة التى عقدت فيها، بل ربما يكون هذا المؤتمر استمرارا لحالة الجدل البيزنطى التى تكاد تكون سمة عامة فى معظم ندواتنا وتجمعاتنا الثقافية والأدبية، و يذهب البعض إلى القول بأن مؤتمرا كهذا ينبغى أن يكون مستقلا عن الدولة وذلك لكى لا تستغله فى توازناتها الهشة التى أدت فى معظمها إلى كوارث وأزمات أصبحت تعصف بأعمدة المجتمع المصرى الأساسية وربما يكون لديهم جانبا من الحقيقة، إذ أن ضلوع الدولة المصرية فى تهميش المثقفين أو توظيفهم فى صراعتها السياسية مع اتجاهات بعينها أدى إلى حالة الاحتراب بين تلك الاتجاهات من جانب وبينها وبين الدولة من جانب آخر كما أدى إلى حالة التردى الحضارى الحالية فى المجتمع المصرى وهو أمر لم تشهده بلادنا منذ العهدين العثمانى والمملوكى، ويرى البعض الآخر أن مؤتمرا كهذا لا ينبغى أن يتم بعيدا عن رعاية الدولة التى تملك الأدوات السياسية لوضع توصياته موضع التنفيذ، وفى تقديرى أنه لابد أن تكون أهداف هذا المؤتمر وتوجهاته واضحة من البداية وهذا الوضوح يتطلب حسم هذا الخلاف وذلك بأن تقوم هيئة تأسيسة للمؤتمر تضم مثقفين مصريين من كافة الاتجاهات بعقد عدة لقاءات تمهيدية مع كافة الفاعليات السياسية فى المجتمع المصرى بما فيها الأحزاب والجماعات الفكرية والحركات السياسية المستقلة وذلك بهدف الوصول إلى تصور مشترك وتبنى أهداف عامة حول قضايا التعليم والثقافة والدولة المدنية وأيضا القضايا الخارجية المؤثرة كالصراع العربى الإسرائيلى والموقف من الصهيونية والتطبيع وكذا الموقف من حركات المقاومة فى المنطقة،
إننى أرى أن مؤتمرا كهذا يمكن أن يكون بمثابة بداية حقيقية لعودة الروح إلى المجتمع المصرى الذى شهد فى العقود الماضية تراجعات فكرية تكاد تقوض بناءه الحضارى الضارب فى عمق التاريخ، فليس مقبولا مثلا أن تكون الثقافة المصرية سمة متنحية أمام الاتجاهات السلفية المتخلفة التى تحملها رياح الصحراء وليس مقبولا أيضا أن نواصل تشدقنا بالدور الحضارى والمركزى للثقافة المصرية فى المنطقة العربية بينما تتبنى القيادة السياسية نفس المفهوم الغربى والأمريكى للإرهاب مما يؤدى فى كثير من الأحيان لسهولة اتهامنا بالرضوخ للمشروع الأمريكى الذى يسعى لتفتيت المنطقة إلى كنتونات طائفية سعيا لتعظيم دور إسرائيل ليحل محل الدور المصرى،
أعترف أن ما أطرحه هنا يغلب عليه الجانب السياسى ولكن دافعى لهذا هو محاولة البحث عن تصور إيجابى يخرجنى أنا ومن يشبهنى من شعراء وكتاب وفنانين من حالة الإحباط العام التى فرضتها الأزمات والكوارث التى تعصف بقيم التعايش والتسامح التى تعلمناها من الفلاحين والعمال وأطرتها كتابات طه حسين ونجيب محفوظ وجمال حمدان وصلاح عبد الصبور ويوسف إدريس وكثيرين يخجل المرء من ذكرهم بينما كان ينبغى أن يزهو بهم، وذلك لعمق ما أنجزوه ولضحالة ما نخوض فيه، إذ كيف يكون لدينا كل هذا التراث الفكرى والأدبى العظيم ونصل إلى حالة الاغتراب النفسى والثقافى الحالية؟ هل نتهمهم بالتقصير؟ لا أظن ولكنا نحن الذين فرطنا فى تلك الثقافة التى حملوها على أكتافهم كصخرة سيزيف، وهذا هو مبررى لاتهام السياسة بإفساد الثقافة، إننى أتوقع أن يكون للمثقفين المصريين موقفا واضحا من قضايا التعليم و الفساد والحرية السياسية وتداول السلطة، وبنفس القدر أتوقع أن يتوافقوا على مواقف واضحة حول دور مصر فى المنطقة العربية وأن تتم مراجعات واستشراف هذا الدور بنفس الحماس سواء كان مؤتمرهم مستقلا أو تحت رعاية الدولة المصرية التى هى دولة المصريين جمعيا بغض النظر عن مواقفهم السياسية والفكرية.



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يقاومون مشروع الدولة الواحدة فى فلسطين؟
- محمد السيد سعيد
- أوباما لم يأت بجديد فى خطابه فى جامعة القاهرة
- كيف فقد اليسار المصرى جماهيره؟
- أسباب تراجع معدلات قراءة الأعمال الأدبية( رؤية افتراضية)
- عودة -سامى الحاج-...هل نعى درس الحرية؟
- حول الأزمة فى لبنان... العرب بين مشروعين
- وقائع ندوة -أشعار بديلة - فى آتيليه القاهرة
- أين ذهبت ليبرالية الليبراليين؟
- عام على رحيل الفنان محمد حمام
- الإخوان الديموقراطيون!!
- السرقات الأدبية.. سرقة الأدمغة
- الغرق هناك... الغرق هنا
- مناورون كغيرهم


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - مؤتمر المثقفين