أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية














المزيد.....

الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 08:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الحرية الشخصية من الحقوق التى تكفلها القوانين المحلية والدساتير الدولية ولا يشكك أى أحد فى هذه الحقوق. فالمادة 41 من الدستور المصرى تشير إلى أن الحرية الشخصية حق طبيعي وهى مصونة لا تمس. لقد استند البعض للحرية الشخصية عندما ثارت زوبعة حول حق المنتقبات فى دخول الامتحانات فى الجامعات. من المعروف أن الجامعات حريصة على سلامة الامتحانات ولا تتوانى فى تطبيق النظم التى تحافظ على نزاهتها. الملاحظ أن السواد الأعظم من الطلاب امتثلوا لهذه الإجراءات غير أن بعضهم رأى أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكا صارخا لحقوقهم وحرياتهم الشخصية ومن ثم لجأوا إلى مقاومة هذه الإجراءات بشتى السبل. والسؤال هل ما اتخذته الجامعات من إجراءات تعتبر اعتداء على الحرية الشخصية؟

تمثل الامتحانات الجامعية ركنا أساسيا من أركان تقييم الطلاب ولذلك تسعى الجامعات إلى اتخاذ كافة السبل التى تضمن نزاهتها وخلوها من كل ألوان التزوير والتدليس والغش. هنالك عدة إجراءات اتبعتها الإدارات الجامعية لتحقيق هذه الأهداف، منها ضرورة حظر استخدام أو اصطحاب الكتب والمذكرات وأجهزة الموبايل داخل اللجان وضرورة التأكد من هوية الممتحنين ومنع دخول من لا حق لهم فى أداء الامتحان. ورغم امتثال السواد الأعظم من الطلاب للإجراءات المتبعة خلال الامتحانات مثل ترك المحمول والكتب والحقائب خارج اللجنة وعدم أخفاء الوجه أثناء أداء الامتحان غير أن بعض الطالبات رفضن الانصياع لضوابط منع الغش وكشف الهوية ولجأن لبعض التصرفات الغريبة كأن يرفضن كتابة البيانات الشخصية على كراسة الإجابة والغريب أن هؤلاء الطالبات لا يدركن أن هذه الأساليب لا علاقة لها بالحرية الشخصية التى يتشدقن بها بل تعتبر إخلالا بنظام الامتحان ومخالفة صريحة للمادة 124 من قانون تنظيم الجامعات.

لقد لجأت بعض الطالبات إلى محامين لاستصدار أحكام قضائية تنص على أن الإجراءات الجامعية لحفظ النظام والتأكيد على نزاهة الامتحانات تمثل انتهاكا صارخا لحريتهن الشخصية فى ارتداء ما يشأن خلال الامتحانات وطالبن بضرورة السماح لهن بدخول الامتحان من دون الكشف عن هويتهن. من الواضح أن هؤلاء الطالبات لا يدركن أن معظم الجامعات المصرية خلافا لما هو الحال فى جامعات عربية (الجامعات الليبية) لا تتخذ موقفا عدائيا ضد النقاب ولا تمنع الطالبات المنتقبات من دخول الجامعة شأنهن فى ذلك شأن الطلاب الذين يحملون أجهزة المحمول داخل أسوار الجامعة إيمانا منها أن ذلك يمثل حرية شخصية. ولعل الطالبات المتشددات لا يعلمن أن الحرية الشخصية تسقط إذا تعارضت مع نظم الامتحانات وسلامة إجراءاتها. يقول دانى فريدريك فى بحثه "مذكرات فلسفية" إن هنالك ثلاثة مبادئ ترسم حدودا للحرية الشخصية: المبدأ الأول: الضرر. الشخص له الحق فى أن يفعل ما يشاء طالما لا يلحق الضرر بالآخرين. المبدأ الثانى: التكلفة: للشخص الحق فى أن يفعل ما يشاء طالما لا يدفع الآخرون ثمنا لذلك الفعل. المبدأ الثالث الفائدة. للشخص الحق فى أن يفعل ما يحقق له نفعا طالما لا يقلل من منافع الآخرين. وقد أبدى فريدريك عدم رضائه بهذه المبادئ وتبنى مبدأ رابعا يتعلق بالحقوق: للشخص الحق فى أن يفعل ما يشاء طالما لا ينتهك حقوق الأخريين. فالطالب الذى يدخل الجامعة وفى يده كتاب أو مذكرة لابد أن يتركها خارج لجان الامتحان، كما أن الطالب لا يسمح له بدخول الامتحان وفى حوزته جهاز المحمول ونفس القول ينطبق على إخفاء الوجه. فمن حق مراقب الامتحان أن يتأكد من هوية الممتحن أو الممتحنة ومن حقه أيضا أن يطمئن أن شيئا مخالفا لقواعد الامتحان لا يحدث خلف عباءة النقاب. أما يؤكد سلامة هذه الإجراءات فهو أن مخالفات وممارسات غير قانونية قد ارتكبت تحت هذا الرداء: لقد تم إلقاء القبض على طالب استغل النقاب وتقمص شخصية طالبة ليؤدى امتحان التعليم المفتوح بدلا منها. كما تم ضبط طالبة جامعية بالغردقة ترتدى النقاب وتقوم بالغش من خلال أجزاء من المقرر قامت بتدوينها على الذراع قبل دخول لجنة الامتحان.

لعل بعض الطالبات نجحن فى استصدار أحكام قضائية تسمح لهن بأداء الامتحان من دون أن يكشفن الوجه. والحجة التى يتقدمن بها تتمثل فى الحرية الشخصية فى ارتداء ما يشأن من ملبس. والخطورة فى هذا الأمر تكمن فى أن الطلاب قد يلجأون أيضا إلى استخدام عمامة لتغطية الرأس والوجه وقد يلجأ بعض الطلاب للمحاكم للحصول على أحكام تنص على حقهم فى اصطحاب الكتب وأجهزة المحمول داخل اللجان.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية
- القرد النوبى
- يوميات طالب مصرى فى أمريكا
- اليونسكو والالكسو والإيسيسكو
- هل تعلمنا الصبر والحلم فى شهر رمضان؟
- محافظو أسوان.. وقضية النوبة
- الموظف وانهيار الراتب الشهرى
- حقيقة انتخابات اليونسكو
- صياغة الخبر ومشاعر المواطنين
- المواطن فى مدرسة الحكومة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية